صعصعة بن صوحان
*- قال ابو هلال العسكري في الصناعتين ومن الحذف قول صعصعة وقد سئل عن علي بن أبي طالب عليه السلام فقال : لم يقل فيه مستزيد لو انه ولا مستقصر انه ،جمع الحلم والعلم والسلم والقرابة القريبة والهجرة القديمة والبصر بالأحكام والبلاء العظيم في الإسلام(3) .
*- ذكر ابن ابي الحديد ان صعصعة بن صوحان العبدي رثا أمير المؤمنين علياً (عليه السلام) بهذه الابيات:
ألا من لي بانسك يا اُخَيّا * * * ومن لي ان ابثك ما لديّا؟
طوتك خطوب دهر قد توتى * * * لذاك خطوبة نشراً وطيا
فلو نثرت قواك الى المنايا * * * شكوت اليك ما صنعت اليا
بكيتك يا علي بدَرِّ عيني * * * فلم يفن البكاء عليك شيا
كفى حزناً بدفنك ثم اني * * * نفضت تراب قبرك من يديا
وكانت في حياتك لي عضاة * * * وانت اليوم اوعظ منك حيا
فيا أسفي عليك وطول شوقي * * * ألاّ لَو أنّ ذلك ردَّ شيا
وانتظم الايمان، فعليك مني أفضل الصلاة والسلام، بك اشتد ظهر المؤمنين، واتضحت أعلام السبل، وأقمت السنن، وما جُمِعتْ لاحد مناقبك وخصالك، سبقت إلى إجابة النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) مقدماً مؤثراً، وسارعت إلى نصرته، ووقيته بنفسك، ورميت بسيفك ذا الفقار في مواطن الخوف والحذر، قصم الله بك كل ذي بأس شديد، وذلّ بك كل جبّار عنيد، وهدم بك حصون أهل الشرك والكفر والعدوان والردى، وقتل بك أهل الضلال من العدى، فهنيئاً لك يا أمير المؤمنين، كنت أقرب الناس من رسول الله قربى، وأولهم سلماً، وأكثرهم علماً وفهماً، فهنيئاً لك يا أبا الحسن، لقد شرّف الله مقامك، كنت أقرب الناس إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) نسباً وأولهم إسلاماً، وأوفاهم يقيناً، وأشدهم قلباً، وأبذلهم لنفسه مجاهداً، وأعظمهم في الحير نصيباً.
قال صعصعة بن صوحان: الولي التقي، الجواد الحيي، الحليم الوفي، الكريم الخفي، المانع بسيفه، الجواد بكفه، الوري زنده، الكثير وفده، الذي هو من ضئضئي أشراف أمجاد ليس بأقعاد ولا أنكاد، ليس في أمره ولا في قوله فند، ليس بالطايش النزق، ولا بالرايث المذق، كريم الابناء، شريف الاباء، حسن البلاء، ثاقب السناء، مجرب مشهور، وشجاع مذكور، زاهد في الدنيا، راغب في الاخرة.