العتبة العلوية المقدسة - ذكرى الحسيــن عليه السلام -
» سيرة الإمام » » اولاد الامام علي عليه السلام » سيرة الامام الحسين عليه السلام » الامام الحسين باقلام اعلام الامة » ذكرى الحسيــن عليه السلام

 

 

 

 

 

ذكرى الحسيــن عليه السلام

 

 

 

بقلم: محمد جواد الفقيه

 

الذكرى. محك السنين حيث تتصارع القيم على صخرة البقاء.

 

الذكرى صدى الاجيال وهمهمة الرقي بين اسراب الخيال الملتهب بنار الواقع.

 

نقف خاشعين امام الذكرى الخالدة ذكرى ابي عبد الله الحسين-خاشعين لمأتم الهالة القدسية- نقتبس اشعاعه من سناه تضيء لنا دربنا المظلم –وتوحد طرقنا المتشعبة.

 

نقف خاشعين امام ذكرى رائد الكلمة-حيث تبرز القيم بابراز التحرر الذاتي- لنستشف ابهى صور تألقت في سماء العقيدة.

 

*         *          *

 

في عصر بدائي لا مكان للتطور فيه بل ولا طمع. رمال الصحراء حية في ربوعها تنبيك عن شخصية سالكها –لهيب الشمس المحرق اسلوب شيق في تعبيره عن تلك الجماجم التي نشأت على الجمود- منعرجات تلك القفار تنبئ عن وحشية الموطن وناهيك عن هذا فقد يشذ التعبير عما شذ.

 

وعلى حين فترة من الزمن –والكون في فتور- انتفضت اشراقة سمحاء تفرش الصحاري برياحين الامل –وتزرع النور في طريق الوافد.. ساعة رهيبة تملأ الزمن رهبة وغبطة –انها ساعة الميلاد- بوركت ابا عبد الله وليداً.. ترعرع بين اكناف النبوة- غذاه جده الرسول (صلى الله عليه واله) بلبان الايمان وان كان جبل عليه –وما ان بلغ شاؤا من العمر حتى صار مواكباً لابيه امير المؤمنين (عليه السلام) في سيره وعمله وحروبه.

 

فهو اذاً ربيب الرسالة حليف النبوة -وفي هذه الفترة وبعدها -امام وابن امام- .

 

وهنا أن للعظمة ان تتجسم -وللفضيلة ان تأخذ مقرها السامي كما آن للرذيلة ان تنبذ- او ترد الى واقعها- وان تجسمت في شخص ذلك الطاغية يزيد الارعن –سليل حمامه-.

 

نعم- وانه ليقف الفكر عند حل هذا اللغز، ولكن هناك عقل سماوي تكفل بهذه وامثالها.. ان الحسين (عليه السلام) حيث انتفض رافعاً اعلام النصر مرفرفة فوق عرش الاسلام داكة لحصون الظالمين والطغاة.

 

ولكن لم يحصل ذلك الا باراقة دمه الشريف على مذبح الفضيلة . فهو اذن سلام الله عليه يهدف الى معالم سامية علت في نفسها ليلقن الاجيال معنى التضحية والفداء في سبيل  العقيدة المنتجة –وكأني بصداه يجلجل.

 

ان كان دين محمد لم يستقم       الا بقتلي يا سيوف خذيني

 

فهو اذن سلام الله عليه وقف وقفته تلك ليعبد لنا دربنا الوعر ويضئ افكارنا التي نسجت الشقاء لانفسنا نحو حياة افضل.

 

فيجب علينا ان نحيي هذه الذكرى –بايمان صادق وعقيدة قوية مؤمنين بانها السعادة الابدية- لكن بالعمل والتكاتف-

 

كما وان يجب علينا ان نكيف انفسنا تكييفاً روحياً –وان نصمد امام التيار ولنهدم العقبات التي تقف حائلاً دون املنا بمعاول من الايمان- ونحرق جذور الوهن بنار العزيمة.

 

ونفتح صفحة من الزمن جديدة يخلد فيها العمل