حدود فدك
* - في كتاب أخبار الخلفاء أن هارون الرشيد كان يقول لموسى بن جعفر : خذ فدكا حتى أردها إليك ، فيأبى حتى ألح عليه فقال عليه السلام لا آخذه إلا بحدودها قال : وماحدودها ؟ قال : إن حدددتها لم تردها قال : بحق جدك إلا فعلت ؟ قال : أما الحد الاول فعدن ، فتغير وجه الرشيد وقال : ايها ، قال : والحد الثاني سمرقند ، فاربد وجهه قال : والحد الثالث افريقية فاسود وجهه وقال : هيه(
[1]) قال : والرابع سيف البحر مما يلي الجزر وارمينة قال الرشيد : فلم يبق لنا شئ ، فتحول إلى مجلسي ، قال موسى : قد أعلمتك أنني إن حددتها لم تردها فعند ذلك عزم على قتله
*- وفي رواية ابن أسباط أنه قال : أما الحد الاول : فعريش مصر ، والثاني دومة الجندل ، والثالث : احد والرابع : سيف البحر ، فقال هذا كله ، هذه الدنيا فقال عليه السلام هذا كان في أيدي اليهود بعد موت أبي هالة فأفاءه الله على رسوله ، بلا خيل ولا ركاب ، فأمره الله أن يدفعه إلى فاطمة عليها السلام (
[2]) .
* - علي بن محمد بن عبدالله ، عن بعض أصحابنا ، أظنه السياري ، عن علي بن أسباط قال : لما ورد أبوالحسن موسى عليه السلام على المهدي رآه يرد المظالم فقال : ياأمير المؤمنين مابال مظلمتنا لاترد ؟ فقال له : وما ذاك ياأبا الحسن ؟ قال : إن الله تبارك وتعالى لما فتح على نبيه صلى الله عليه وآله فدك وما والاها لم يوجف عليه بخيل ولا ركاب فأنزل الله على نبيه صلى الله عليه وآله وآت ذا القربى حقه ([3]) فلم يدر رسول الله صلى الله عليه وآله من هم ، فراجع في ذلك جبرئيل ، وراجع جبرئيل عليه السلام ربه ، فأوحى الله إليه أن ادفع فدك إلى فاطمة عليها السلام .فدعاها رسول الله صلى الله عليه وآله فقال لها : يافاطمة إن الله أمرني أن أدفع إليك فدك فقالت : قد قبلت يارسول الله من الله ومنك ، فلم يزل وكلاؤها فيها حياة رسول الله صلى الله عليه وآله فلما ولى أبوبكر أخرج عنها وكلاءها فأتته فسألته أن يردها عليها فقال لها : ايتيني بأسود أو أحمر يشهد لك بذلك ، فجآءت بأمير المؤمنين عليه السلام وام أيمن فشهدا لها ، فكتب لها بترك التعرض ، فخرجت والكتاب معها فلقيها عمر فقال : ماهذا معك يابنت محمد ؟ قالت : كتاب كتب لي ابن أبي قحافة قال : أرينيه فأبت ، فانتزعه من يدها ونظر فيه ، ثم تفل فيه ومحاه وخرقه فقال لها : هذا لم يوجف عليه أبوك بخيل ولا ركاب فضعي الجبال في رقابنا ([4]) .فقال له المهدي : ياأبا الحسن حدها إلي فقال : حد منها جبل احد وحد منها عريش مصر ، وحد منها سيف البحر ، وحد منها دومة الجندل ، فقال له : كل هذا ؟ قال : نعم ياأمير المؤمنين هذا كله إن هذا كله مما لم يوجف أهله على رسول الله بخيل ولا ركاب فقال : كثير وأنظر فيه (
[5])
([1])قال الفيروزآبادي إيه بكسر الهمزة والهاء وفتحها ، وتنون المكسورة ، كلمة استزادة واستنطاق ، وقال : هيه بالكسر كلمة استزادة وقال : الربدة بالضم لون إلى الغبرة وقد اربد وارباد