العتبة العلوية المقدسة - عبد الحسين الحويزي -
» » سيرة الإمام » الامام علي في ضمير الشعراء » شعراء القرن الرابع عشر الهجري » عبد الحسين الحويزي

عبد الحسين الحويزي

(1287 – 1377)

عبد الحسين بن عمران بن حسين بن يوسف بن احمد بن درويش بن نصارآل قمر الليثي الحويزي نسبة إلى الحويزة

رجل فاضل , شاعر .إرتاد النوادي الادبية واستفاد منها وذاع صيته , وانتقل إلى ناحية(شثاثة) واستوطنها مدة ثم إلى كربلاء ونزلها بقية عمره منشغلا فيها بعمل بيع الاقمشة وتردى وضعه المالي يوما بعد يوم ومات فقيراً .ولد في النجف الاشرف سنة 1287 هـ – 1867 م ونشأ بها .درس علوم اللغة العربية والشريعة الإسلامية والرياضيات والكيمياء والجفر والرمل على يد :1ــ السيد إبراهيم الطباطبائي .2ــ الشيخ هادي الطهراني .3ــ السيد محمد العاملي الصحاف .4ــ الشيخ عباس المشهدي .

5ــ الشيخ عباس علي كاشف الغطاء .

له من الاثار : 1ــ ديوان الحويزي 1-2 طبع بجمع تبويب الباحث حميد مجيد هدو سنة 1965 م . وكذلك له ديوان " .2ــ فريدة البيان في مدح الرسول الأعظم وأهل بيته الطاهرين " طبع سنة 1955 م (

[1]) .

توفي في كربلاء 1 محرم سنة 1396 هـ – 1967 م ونقل الىالنجف الاشرف ودفن فيها

قال يمدح امير المؤمنين عليه السلام :

 

 

جادت باحسانه يد الحسناء

 

زارتك سراً خشية الرقباء

 

ورعت عهود مودة ووفاء

 

أرأيت يوم تجملّت برداء

 

جائتك ماشية على استحياء

 

 

نشرت ذوائبها تظلل صبّها

 

إذ أسفرت كالشمس كانت حجبها

 

غرست بحبّات الضمائر حبّها

 

من أفضل الحسنات احسب ذنبها

 

عمدت علي باقتل الادواء

 

 

خطرت فهزت للقنا خطارها

 

والغنج سلّ من الصفاح شفارها

 

بغرار أجفان رهفن غرارها

 

كم للكواكب أخجلت سيارها

 

بسنا محياًساطع وسناء

 

قد زينت حلل المحاسن والحلى

 

بتليع جيد لا يزال معطلا

 

ورضابها بالطعم شهداً قد حلا

 

جلت المحيا بدر تم فانجلى

 

 

من فرعها في ليلة ليلاء

 

هيفاء من ترف الصبا تنعطف

 

وبرشف مبسمها رحيق يرشف

 

ولغير اسراب الظبي لا يالف

 

لي بالهوى معها تشكل موقف

 

 

يشكو الفؤاد به من الضراء

 

جساسة بالعود صوت مهلهل

 

مذ صوّرت قال الجمال لها اقبل

 

وتعززي بتمنع وتدلل

 

وإذا نزلت بمهجةلا ترحل

 

 

وصلي بيضاء الخد بالسوداء

 

طافت باكواب تجلت أنجما

 

ومن ابنة العنقود قد ملئت دما

 

فصبا الهلال إلى السوار متيما

 

قد ودعنه يزين منها المعصما

 

 

لما ادارت أكؤس الصهباء

 

عنها انصرفت وقد جنت لي صرفها

 

وعطفت عنها مذثنت لي عطفها

 

فلزمت حصن العالمين وكهفها

 

من كف من ايدي النوائب كفها

 

 

صنو النبي وسيد البطحاء

 

لك يا علي عجائب ومعاجر

 

ومن المكارم كرمتك غرائز

 

لم يخف عن عينيك شيئا حاجز

 

عن وصف ذاتك كل فكر عاجز

 

 

والوهم رهن الوهن والاعياء

 

بدء الثناء بمدى علاك ويختم

 

والفضل منك على الورى يتقسم

 

وبكل شيء في الخليقة تعلم

 

مجداً على الخلفاء أنت مقدم

 

 

والله أعطى الذكر للخلفاء

 

قد عهدهم باري البرية اربعا

 

ورأى عظيمهم البطين الانزعا

 

جلى عليهم فضله وترفعا

 

والوحي صدقه غداة هو ادعى

 

 

اسم العلى قد شق من اسمائي

 

خلفاء اولهم ابوهم آدم

 

وأخيرهم فيه استقام العالم

 

قد خصه للرسل من هو خاتم

 

بخلافة فيها العلى تتراكم

 

 

كركام جون السحب ذو الانواء

 

تا الله ما زانته بل هو زانها

 

فأباد شائنها وعظم شانها

 

للصحف سلّ عن فضله قرانها

 

اياته شهدت فد بنانها

 

 

لوجوده بعضا من الشهداء

 

سرا بضمن الغيب كان مغيبا

 

ووراء حجب القدس كان محجبا

 

وبيت رب العرش ظهر منسبا

 

لا غرو آدم لو دعاه له ابا

 

 

هو قبله يدعى ابا الاباء

 

بني الهدى وبه بناة تأسسا

 

والعرش قدما باسمه السامي رسا

 

قد جاوز الفلك العظيم الاطلسا

 

يا ثانيا من خمسة تحت الكسا

 

 

شرفت للعلياء كل كساء

 

بالوحي تعلم انت قبل نزوله

 

حيث ارتضاك الله صنو رسوله

 

طلت الوجود بعرضه وبطوله

 

والدين غرس فروعه وأصوله

 

 

بك دوحة بسقت على الخضراء

 

وأراك سر الغيب تحت ستوره

 

نورا قد اتضح الهدى بظهوره

 

لمى رقى موسى بذروة طوره

 

صقعا هوت من لمحة شعلة نوره

 

 

وسناه دك الطور من سيناء

 

قد كنت قدما للكليم مكلما

 

ولأي وحي اله كنت مترجما

 

لك قد وعى نطقا ولم يبصر فما

 

فاجال نظرته ابن عمران فما

 

 

ظهرت حقيقته لعين الرائي

 

أنت الذي بدأ الإله بخلقه

 

للخلق اقسم في الكتاب بحقه

 

متخلف عنك الوجود بسيفه

 

بيديك اعطى الله قسمة زقه

 

 

في كل صبح مشرق ومساء

 

وبسر غيبك غامر البحر انفلق

 

فنجى الكريم وغال فرعون الغرق

 

والله قال وكان منه القول حق

 

أنت الذي في الكون احسن من خلق

 

 

في كل ارض كونت وسماء

 

بمخازن الاسرار كنهك ما علم

 

وبساق عرش الله شكلك قد رسم

 

فالانبياء بكهف مجدك تعتصم

 

وولاك عقد في طلا الدنيا نظم

 

 

قد اخجل القمرين بالأضواء

 

أنت ابن عم المصطفى خير الورى

 

وأبو الأئمة من بهم زهت الثرى

 

شرفت مكة والصفا والمشعرا

 

وقد استطلت على الخليقة مفخرا

 

 

مذ كنت كفو البضعة الزهراء

 

يجري بصارمك القضاء مقدرا

 

من لوحه يمحو ويثبت اسطرا

 

ولطوع راحتك السحاب تسخرا

 

وبضمن جيب الغيب كنت مصورا

 

 

مذ كان عرش الله فوق الماء

 

كم قد طويت من الوجود عوالما

 

وبها وجدت بكل شيء عالما

 

ما زلت حيا عند ربك دائما

 

في عالم الأموات تامر حاكما

 

 

ويطاع منك الأمر في الاحياء

 

خرت لعزتك الملوك خواشعا

 

وعنا لك القدر المحتم طايعا

 

والدهر ظل الرشد قولك سامعا

 

ورات عياب العلم صدرك واسعا

 

 

ويضيق عنها صدر كل فضاء

 

يا نيراً نور الهداية فيه تم

 

والله قد جعل اسمه علم

 

فوق العلى قدم وطت لك من قدم

 

لولاك ما ظهر الوجود من العدم

 

 

والنور لم يخرق ردى الظلماء

 

 لولاك ادم في البرية ما خلق

 

فوجوده بوجود قدسك قد سبق

 

والكون فعلا من فعالك لم يطق

 

يا غافلا عن فضل حيدرة افق

 

 

من ظلمة لترى عمود ضياء

 

 شابهت احمد بالعلى جريا وجد

 

والله غيرك للاخوة ما وجد

 

روحاكما روحا موحدة بعد

 

والحق ثنا في الوجود لها الجسد

 

 

كفوان شخصكما بلا اكفاء

 

 نورا يساق العرش حين سطعتما

 

خرّت لعزته ملائكة السما

 

والله بصّر فيكما ليل العمى

 

وجلال شأنكما سرى فتقدما

 

 

من قبل خلق الله للاشياء

 

 يمنى الهدى طه وأنت يساره

 

بكما استبانت ناره ومناره

 

ببقاكما الملكوت قرّ قراره

 

والغيب تظهر منكما اسراره

 

 

لكما يشير الكن بالايماء

 

 ردت لك الشمس المضيئة في السما

 

والله باسمك واسمه قد اقسما

 

والروح من فيك تعلما

 

لو لم تعرّ للغيب منك فما

 

 

نزل الكتاب بمحكم الانباء

 

 بك للسما رب البرية ماسك

 

حياً تدوم وكل شيء هالك

 

وبكل فضل للنبي مشارك

 

لك طاع رضوان واذعن مالك

 

 

وعنت لأمرك عزة الأمراء

 

 أنت الكتاب نطقت عن لسن الهدى

 

ورآك ناموس الملائك مرشدا

 

لك قدرة الرحمن قد بسطت يدا

 

أجرت ينابيع المكارم بالندى

 

 

والسحب قد ظنت عن الانداء

 

 من فوق طور علاك ناجيت العلي

 

والذكر مدحا في صفاتك انزلا

 

أمليت علما بعضه أغنى الملا

 

قل للذي حمل الكتاب وقد تلا

 

 

واصلت حبل ولائه بولائي

 

 الله تِبراً صاغ وصفك فانسبك

 

وله نسبت فزان حسناً منسبك

 

فولاء حبك للقلوب هو المحك

 

من جاز منك على السراط بغير صك

 

 

تلقيه في سقر مع الاعداء

 

 أنت الذي منك الأوامر تفرض

 

وعليك أعمال الخلائق تعرض

 

تعطي محبيك الجنان وقد رضوا

 

فيها ويهوى في الجحيم المبغض

 

 

والناس منك بنعمة وبلا

 

 قفي الكون طوع يديك قد دار الفلك

 

وعلا المثاني سبع إن ذكرت فلك

 

والعالم التكوين امرك قد ملك

 

بشرا خلقت وأنت يخدمك الملك

 

 

ومداك جاوز مفرق الجوزاء

 

 كل الجواهر في مساومة الزمن

 

رخصت غداة غلت صفاتك بالثمن

 

بالسّر فضلّك الإله وبالعلن

 

حسنت بك الحسنى فأنت أبو الحسن

 

 

بحر النوال وفارس الهيجاء

 

 جزت الشجاعة والسماحة والحجى

 

وسناك كالقمر المنير جلى الدجى

 

أوضحت قدما للهداية منهجا

 

ولك الشفاعة في القيامة ترتجى

 

 

ونداك مبسوط لكل رجاء

 

 أنت الصراط اللمستقيم إلى الهدى

 

والعيلم الطامي بأمواج الندى

 

والصارم الماضي المخيف حشى الردى

 

والباسل المردي زرافات العدى

 

 

من بأسه قد حط كل لواء

 

 الصعب سهل والعسير تيسرا

 

بيمينه واليمن عنها اخبرا

 

وبجودها مد الخضارم قد جرى

 

يمنى علا عنها الكليم تأخرا

 

 

لما جثته سنا اليد البيضاء

 

 تجري اقادير القضاء بحكمه

 

والرسل يصدر عزمها من عزمه

 

ما فسرت رمزا غوامض علمه

 

شق اسمه ذاك العلي من اسمه

 

 

وحباه منه بأكبر الآلاء

 

 من مثل سيدنا علي المرتضى

 

ولذاته رب السما يبدي الرضا

 

بدر به اوج الهداية قد اضا

 

في العالم العلوي تقدير القضا

 

 

قد خصه في حكم كل قضا

 

 ذاك ابن عم المصطفى السامي علم

 

كالغيث تنظف من معانيه الحكم

 

في اللوح اثبت فضله صنع القلم

 

اثنى عليه مسلما باري النسم

 

 

وثاؤه قد فاق كل ثناء

 

 في اللوح فضلك اسطراً لما كتب
ض

 

من عده جمع الملائك قد عجب

 

وبفلك نوح قد نجا بك من ركب

 

وسواك إن نادى المهيمن لم يجب

 

 

أحد هناك ملبيا بنداء

 

 انت الذي فيك الوجود تحيرا

 

والله مازك في الروى وتخيرا

 

كنزا لنور القدس كنت ومظهراً

 

ولسان وحي عنه كنت معبرا

 

 

ملأ الوجود باحسن الاملاء

 

 جهل الذب بالله خالك متحد

 

والله غير رضاك شيئا لم يرد

 

لولاك بين الخلق طرا ما عبد

 

كشف الغطاء لناظريك فلم تزد

 

 

ابداص يقينا عند كشف غطاء

 

 بك شاد للبيت الخليل قواعدا

 

ولسعي اسماعيل كنت مساعدا

 

وقد اطلعت على الحقائق شاهدا

 

ما زلت في الملكوت فردا واحدا

 

 

وعلاك قد كثرت بلا احصاء

 

 نار الخليل لهيبها بك قد خبا

 

ودعاك رهن السجن يوسف مكربا

 

وبك ابن مريم قد سكما وتقربا

 

وسواك أحمد للاخا لن يطلبا

 

 

حيث اجتباك له بمحض اخاء

 

 دين الإله على قوامك يعتمد

 

وبجنبك الإسلام ظهرا يستند

 

لم تحو أندية العلا لعلاك ند

 

في البيت مثلك لم يكن أحد ولد

 

 

من اشرف الاباء والابناء

 

 ليد الرسالة ما برحت كتابها

 

مذ صرت من تلك المدينة بابها

 

ومن الجلالة قد كشفت حجابها

 

ومن الامامة قد لبست ثيالبها

 

 

ومشيت فوق مفارق العظماء

 

 صلى الإله عليك يا غوث الورى

 

وغياثهم في كل خطب قد عرى

 

والله شبهك في البرية ما برى

 

والفكر عن ادراك كهنك قصرا

 

 

فغدا يجول بمقلة عمياء(

 

[2])
 

 








 

 


 



([1]الذريعة /ج9/ 683 . شعراء الغري/ج5/231. نقباء البشر/ج3/1062. أعلام العراق في القرن العشرين/ج2/138 .

([2]شعراء الغري /ج5/265 – 266 .