العتبة العلوية المقدسة - ما قيل في ابي طالب من الشعر : -
» » سيرة الإمام » نسب امير المؤمنين ووالداه » ما قيل في ابي طالب من الشعر :

 

ما قيل في ابي طالب من الشعر :

 ذكر السيد زيني دحلان قال: ولله در القائل :

قـــــفا بمطـــــلع سعـــــد عــــز ناديه

 

 

وأمليـــــا شـــــرح شوقي في مغانيه

 

واستقـــــبلا مطــــلع الأنوار في افق

 

 

 

الحجـــــون واحتــرسا أن تبهرا فيه

 

مغـــــنى بـــه وابل الرضوان منهمر

 

 

 

ونـــــائرات الهـــــدى دلـــــت منـاديه

 

قـــــفا فـــــذا بلبـل الأفراح من طرب

 

 

 

يـــــروي بـــــديع المعـاني في أماليه

 

واستمليـــــا لأحاديث العجـــائب عن

 

 

 

بحـــــر هنـــــاك بديـــــع فـــي معانيه

 

حامي الذمار مجير الجار من كرمت

 

 

 

منـــــه السجـــــايا فلم يفخــر مباريه

 

عـــــم النـــــبي الـــــذي لم يثنه حسد

 

 

 

عـــــن نــــصره فتغالى في مراضيه

 

هـــــو الـــذي لم يزل حصنا لحضرته

 

 

 

موفـــــقا لـــــرسول الله يحـــــمـــيه

 

 

 

وكـــــل خـــــير تـــــرجاه النـــــبي له

 

 

 

وهـــــو الـــــذي قط ما خابت أمانيه

 

 

 

فـــــيا مـن أم العلا في الخالدات غدا

 

 

 

أغـــــث للهفـــــافه واسعـف مناديه

 

قـــــد خـــــصك الله بالمخــــتار تكلؤه

 

 

 

وتستعـــــز بـــــه فخـــــرا وتطــريه

 

عـنـــــيت بالحـــــب في طـه ففزت به

 

 

 

ومـــــن ينـــــل حــب طه فهو يكفيه

 

كـــــم شمت آيات صدق يستضاء بها

 

 

 

وتمـــــلأ القـــــلب إيمانا وترويه ؟

 

مـــن الذي فاز في الماضين أجمعهم

 

 

 

بمثـــــل مــا فزت من طه وباريه ؟

 

كفـــــلت خـــير الوري في يتمه شغفا

 

 

 

وبـــــت بالـــــروح والأبــناء تفديه

 

عضدتـــه حيــــن عــــادته عـشيرته

 

 

 

وكنــــت حــــائطه مــن بغــي شانيه

 

نصرت من لم يشم الكــون رائحــــة

 

 

 

الوجــــود لــــو لــــم يقدر كونه فيه

 

إن الــــذي قمــــت فــي تأييد شوكته

 

 

 

هــــو الــــذي لــم يكن شئ يساويه

 

إن الــــذي أنــــت قـــد أحببت طلعته

 

 

 

حبــــيب مــــن كل شيء فــي أياديه

 

لله درك مــــن قنــــاص فــــرصتــــه

 

 

 

مــذ شمت برق الأماني من نواحيه

 

يهــــنيك فــــوزك أن قدمت منكم يدا

 

 

 

إلــــى ملــــي وفــــي فــــي جوازيه

 

من يسد أحسن معروف لأحسن من

 

 

 

جازى ينل فــــوق مــــا نالت أمانيه

 

ومــــن سعــــى لسعـــيد في مطالبه ومــــن سعــــى لسعـــيد في مطالبه

 

 

 

فــــهو الحــــري بــأن تحظى أماليه

 

ومــــن سعــــى لسعـــيد في مطالبه

 

 

 

فهــــو الحــــري بــأن تحظى أماليه

 

فيــــا سعــــيد المساعي في متاجره

 

 

 

قــــد جئت ربعـــك أستهمي غواديه

 

مستمطـــرا منك مزن الخير معترفا

 

 

بأن غــــرس المنـــى يعنى بصافيه([1])

 

قال الشاعر ابو المحاسن الكربلائي من قصيدة يمدح فيها امير المؤمنين عليه السلام :

تفرعت من جرثومة المجد والعلى

 

 

فجئت معماً في العشيرة مخولا

 

ابو طالب شيخ الاباطح كلها

 

 

 

ابوك ومن يطري الهمام المبجلا

 

ثوى مؤمناً بالله صدقاً وانما

 

 

 

على دين ابراهيم قد كان اولا

 

فأرشد به للدين عوناً وناصراً

 

 

 

وامنع به حصناً لطه ومعقلا

 

به عز دين الله اذ قام دونه

 

 

 

يجرد مسنونين عزماً ومنصلا

 

وانت سليل الليث حاميت بعده

 

 

 

عرين العلا والسؤدد المتأثلا

 

وقال عبد الحسين صادق العاملي يدافع عن ايمان ابي طالب عليه السلام :

 

مذ صلصل الله من طين خليفته

 

 

 

وشاء من روحه بالنفخ يحيها

 

اهدى له قطعة من نوره فسما

 

 

 

بها على كل أشباح يسويها

 

أعظم بها سمة في لوح جبهته

 

 

 

خطت من الله تشريفا وتنويها

 

تنقلت منه للابرار نازلة

 

 

 

وما النزول لها إلا ترقيها

 

من سادة قادة تحبى لمشبهها

 

 

 

من أنبياء إلى رسل تضاهيها

 

من آدم لإبنه شيث وهاك إلى

 

 

 

مسود العرب عدنان وعاليها

 

إلى قصي إلى عمرو العلاء إلى

 

 

 

ساقي الحجيجين سلسالا ومقريها

 

تشطرت منه في العبدين فارتفعا

 

 

 

كعبا مذ اقتسما وهاج ذاكيها

 

هذا لآمنة مهدى غنيمته

 

 

 

وذا لفاطمة من بعد مهديها

 

أنجب بهاتين من حمالتين معا

 

 

 

أسرار وحي تعالى جد موحيها

 

طهرين من دنسي شرك ومثلبة

 

 

 

يجهم النسب الوضاح داجيها

 

عار على سفراء الله وصمهم

 

 

 

بكونهم من أصول لا يزكيها

 

والعار يأباه ملك في رعيته

 

 

 

فكيف يرضى به ملك راعيها

 

لا يأتني التاجر الداري غالية

 

 

 

ما لم تكن بنقيات أوانيها

 

فكيف يستودع السبحان قبسة نو

 

 

 

رمنه في غير ناقيها وصافيها

 

لذا أبو طالب ما كان حنيفي

 

 

 

ويظهر دين الشرك تمويها

 

هي السياسة لحب نهجها وغز

 

 

 

ير لجهّا ور حيبات صحاريها

 

تجهز الشيخ فيها نصرة لنبي

 

 

 

الله والشيخ ادرى في مواميها

 

أكبر بها جنة ملساء دارئة

 

 

 

عن خير كل البرايا ظلم عاديها

 

لولاه ما شد ازر المسلمين ولا

 

 

 

بحيرة الدين فاضت في مجاريها

 

ليست لعاصفة القربى حمايته

 

 

 

عن خير حاضرها طراً و باديها

 

بل للآله فاهت روائعه العصـ

 

 

 

ـماء في كل شطر من قوافيها

 

وحينما نزلت أم اللهيم به

 

 

 

ابدى التي كان في الاحشاء يخفيها

 

ضاقت بما رحبت أم القرى بر

 

 

 

سول الله من بعده واسود داجيها
ض

 

لو لم تكن نفس عم المصطفى

 

 

 

طهرت ما فاه فوه بما فيه ينجيها

 

اعظم بإيمان يبكي المصطفى سنة

 

 

 

ايامها البيض ادجى من لياليها

 

من صلبه انشقت الأنوار قاطبة

 

 

 

المرتضى بدؤها والذخر تاليها

 

ولادة المرتضى لم يحوها أحد

 

 

 

سواه في غابر الدنيا وماضيها

 

طافت به أمه حملا ففاجأها

 

 

 

المخاض فانشق ركن البيت يؤويها

 

صونا لها عن عيون الناظرين

 

 

 

وتشريفا لها والمولود يناجيها

 

أو النبي لعسر الوضع أدخلها

 

 

 

لكعبة الله تنفيسا وتنفيها

 

كلا الحديثين نص في ولادته

 

 

 

بها ونص بأن الله راضيها

 

هذه هي الحجة الكبرى بان علي

 

 

 

المرتضى مثل رسل الله تنزيها

 

لو لم يكن هو طهر كالنبي لما

 

 

 

شاء الإله وطه وضعه فيها

 

من بحر ذا فتح طه باب حيدرة

 

 

 

في عقر مسجده مذ سد باقيها

 

تخصصت أنبياء الله في شرف

 

 

 

التطهير والمرتضى فيه مباريها

 

ما شق عينا علي بعد مولده

 

 

 

إلا وعين رسول الله ترميها

 

فالمرتضى نصب عين المصطفى

 

 

 

أبدا تلفه بين هدبيها مآقيها

 

يضمّه بين عينيه وينشقه

 

 

 

شذى النبوة يذكو من غواليها

 

يحدوه في مهده والحدو لحنُ هدى

 

 

 

أكرم بنفس رسول الله حاديها

 

رباه تربية البر الرؤوف به

 

 

 

والولد تربح خلقا من مربيها

 

حتى أتى الروح مبعوثا وفي فمه

 

 

 

رسالة من إله الخلق يلقيها

 

أصغى علي لها سمعا وصدقها

 

 

 

والناس صماء أذن عن تناجيها

 

فكان أول من لبى الإله لها

 

 

 

وأعلم الناس طرا في مبانيها

 

وقال جواد الشامي من قصيدة بعنوان مؤمن قريش  :

 

حياك  حياك يا أبن السادة النجب

 

 

 

يا تاج عزتنا من عبد مطلب

 

يا رافعاً راية الإسلام شامخة

 

 

 

آمنت صدقاً بما قد جاء في الكتب

 

يا من كفلت رسول الله في صغر

 

 

 

وكنت عوناً في شدة الكرب

 

من كان غيرك للمختار ناصره

 

 

 

من كان عوناً في شدة الخطب

 

سحقاً لصخر فصخر مشرك نحس

 

 

 

من نطفة خبثت مذ كان في الصلب

 

ما كان سفيان إلا فاسق قذر

 

 

 

شر الطغاة لا دين ولا أدب

 

وهند أم الراية الحمراء عاهرة

 

 

 

وليلها حافل بالرقص والطرب

 

أمضوا سنيهم لا در درهم

 

 

 

في هوة الكفر والإلحاد والنصب

 

لهم بمكة أصنام وقد نحتت

 

 

 

من الحجارة والأخرى من الخشب

 

تباً لعزاهم واللات والهبل
 

 

 

 

رواقم نصبت للحنث والكذب

 

هم ألهوها وطافوا حول ساحتها

 

 

 

يا بئس ما ألهوا من طينة لزب

 

لم تخش بأس قريش حينما اجتمعوا

 

 

 

والكل منهم أتى في سورة الغضب

 

وقفت وقفة ضرغام بوجههم

 

 

 

عصابة الكفر يحدوها أبو لهب

 

تبت يداه وتبت من به اقترنت

 

 

 

في جيدها حبلها حمالة الحطب

 

من ذا يضاهيك في مجد وفي شرف

 

 

 

والجد هاشم مندوب لدى النوب

 

يا من حميت رسول الله من فتنٍ

 

 

 

وما يدبر في الأستار والحجب

 

كأن آمنة من قبرها بعثت

 

 

 

كانت كأم له في العطف والحدب

 

والمرتضى كان للإسلام داعية

 

 

 

يسابق الموت في طعن وفي ضرب

 

وأول القوم إيماناً بدعوته

 

 

 

وكان مندوب لخير نبي

 

فخصه الله في القرآن منزلةً

 

 

 

وسورة هل أتى من أعظم الرتب

 

روحي فداك بما لاقيت من محن

 

 

 

وكم صبرت على الأهوال في الشعب

 

يهنيك أنك قد صدقت دعوته

 

 

 

وكتمت أمراً لكي تحميه من شغب

 

شمس الرسالة مذ أنوارها سطعت

 

 

 

والنور أشرق في الوديان والكثب

 

وباتت الناس للرحمن ساجدةً

 

 

 

لطاعة الله من عجم ومن عرب

 

إلا شراذم ضلوا في جهالتهم

 

 

 

أولاد بغي رديئوا الأصل والنسب

 

جاهرت معتقداً والدعوة انتشرت

 

 

 

دعوى النبي بلا خوف ولا رهب

 

مولاي عفوك إن قصرت في كلمي

 

 

 

وفي لساني فلم ابلغ به أربي

 

ماذا أقول بمن قل النظير له

 

 

 

بحر لجي مصفى كان كالذهب

 

ماذا أقول بمن عمت فضائله

 

 

 

طيب سجاياه تعلو ذروة السحب

 

شهادة فيه قد أدلى النبي بها

 

 

 

وخص عمه بالألطاف والطيب

 

طوبى لعم تفانى في مناصرتي

 

 

 

كنت اليتيم فعوض عن أبي

 

هذا أبو طالب بيض صحائفه

 

 

 

قد كان مورده من منهل عذب

 

وقال يحيى الاسدي:

 

يا مخلصاً لله دون تحفظ

 

 

 

فيما نحا من لائمٍ او قاضم

 

يا حامل الاسلام في اعماقه

 

 

 

من دون معرفة به او هاضم

 

حاما رسول الله من اعدائه

 

 

 

لم يكترث من ناثر او ناظمِ

 

فهو الشريف وفي القبيلة سيد

 

 

 

والكلُ عارف يا له من كاظم

 

قد كان أيد ما أفاء محمد

 

 

 

وحمى الرسالة وقتها بتعاظم

 

وهوى على تلك الرؤوس بصفعة

 

 

 

جعلته فيهم سيداً لأعاظمِ

 

إذ جاءه نفر قليل من قريش

 

 

 

يشتكون محمداً من قاصم

 

ان ابن عبد الله سفه ديننا

 

 

 

وأحال دنيانا كمحضِ محارم

 

فأجابه ان النبي أجابني

 

 

 

والله لو أعطيت كل مغانم

 

لا أنثني وأموت دون رسالتي

 

 

 

وانا المكلف ن اصون مكارمي

 

في ذلك الوقت العصيب وبطشه

 

 

 

وجم النبي وياله من واجم

 

فأزال كل الظلم لا يخشى الردى

 

 

 

من كل أفاك وكل مزاحم

 

إذ كان قرماً في العشيرة والحمى

 

 

 

ويسوس ركبهم بعقل حازم

 

كم صد عن طه أذية قومه

 

 

 

بالصبر والتدبير ضد مغارم

 

ودعا النجاشي أن يؤب لرشده

 

 

 

ويثوب من تيه به ومعالم

 

وبه من الايمان ما هو غامر

 

 

 

من دين طه المصطفى بتناغم

 

لكن بعض الناس يُرخصُ قدره

 

 

 

متجنياً في قده المتلائمِ

 

وكفاه ان المتضى من ولده

 

 

 

أنعم بذاك المجتبى من هاشم

 

فعليَّنا فينا وصي محمد

 

 

 

ووزيره من بعده للعالم

 

إذ حارب الطاغين جندلهم بها

 

 

 

وهوى عليهم بالفرند الصارم

 

فلنعم ذاك الصلب أنجب حيدراً

 

 

 

والكل يعرف حيدراً بتعاظم

 

ويظل حيدر في النفوس ضميرها

 

 

 

كالشمس وهي تدور نحو عوالم

 

وقال عبد الغني الجابري في حق سيد البطحاء مؤمن قريش أبي طالب(ع):

 

المجد يشهد والايات تزدهر

 

 

 

والحق يعلو وما لله ينتصر

 

تبقى المكارم في الافاق لامعة

 

 

 

نوراً مع الشمس لايخبو لها اثر

 

لكنما الليل والدنيا اذا جمحت

 

 

 

تكفيك انجمه ان فاتك القمر

 

والحالكات وان ماجت مراكبها

 

 

 

تمضي مع الليل تعشو ثم تنحسر

 

فيما تطل على الدنيا كواكبها

 

 

 

بين النواظر انواراً لها نظروا

 

امجاد احمد اقمار مآثرها

 

 

 

تزهو بانوارها هيهات تستتر

 

في دوحة المجد اصلاب مطهرة

 

 

 

اكرم بارحامها تنمو بها الدرر

 

شمٌ أُباة كرام الخلق سادتها

 

 

 

تأبى الهوان وانجادٌ لها خطر

 

يكفي ابو طالب ترجى مهابته

 

 

 

حامي الذمار اليه الامر يفتقر

 

قطب المواقف مادارت وما هدرت

 

 

 

تعنو لهيبته لونابها ضرر

 

مأوى الرسالة ان ضاقت دوائرها

 

 

 

في ظله تشهد الاحساب والا سر

 

لله من اسدٍ جلّت عزائمه

 

 

 

قد هابه الصيد واحتفت به الغرر

 

في نفسه كفة الايمان قد رجحت

 

 

بين الفضائل لو يأتي بها البشر

(2)



([1])أسنى المطالب ص 43

(2) الديوان نفسه /133- 134 .