العتبة العلوية المقدسة - الصلاة عليه صلى الله عليه -
» سيرة الإمام » » المناسبات » قبسات من حياة الامام الكاظم عليه السلام » زيارة الامام الكاظم والتوسل به الى الله » الصلاة عليه صلى الله عليه

 

الصلاة عليه صلى الله عليه

 اللهم صل على محمد وأهل بيته وصل على موسى بن جعفر وصي الأبرار ، وإمام الأخيار ، وعيبة الأنوار ، ووارث السكينة والوقار والحكم والآثار ، الذي كان يحيى الليل بالسهر إلى السحر ، بمواصلة الاستغفار حليف السجدة الطويلة ، والدموع الغزيرة ، والمناجاة الكثيرة ، والضراعات المتصلة الجميلة ، ومقر النهى والعدل ، والخير والفضل ، والندى والبذل ، و مألف البلوى والصبر ، والمضطهد بالظلم ، والمقبور بالجور ، والمعذب في قعر السجون وظلم المطامير ([1])، ذي الساق المرضوض بحلق القيود ، والجنازة المنادى عليها بذل الاستخفاف ، والوارد على جده المصطفى وأبيه المرتضى وأمه سيدة النساء ، بإرث مغصوب ، وولاء مسلوب ، وأمر مغلوب ، ودم مطلوب و سم مشروب . اللهم وكما صبر على غليظ المحن ، وتجرع ( فيك ) غصص الكرب ، واستسلم لرضاك ، وأخلص الطاعة لك ، ومحض الخشوع واستشعر الخضوع ، وعادى البدعة وأهلها ، ولم يلحقه في شئ من أوامرك ونواهيك لومة لائم ، صل عليه صلاة نامية منيفة زاكية توجب له بها شفاعة أمم من خلقك ، وقرون من براياك وبلغه عنا تحية وسلاما ، وآتنا من لدنك في موالاته فضلا وإحسانا ، ومغفرة و رضوانا ، إنك ذو الفضل العميم ، والتجاوز العظيم ، برحمتك يا أرحم الراحمين . ثم تصلي ركعتي الزيارة وتقول عقيبهما وأنت قائم : اللهم إني أسئلك بحرمة من عاذ بك منك ، ولجأ إلى عزك واستظل بفيئك ، واعتصم بحبلك ، ولم يثق إلا بك ، يا جزيل العطايا ، يا فكاك الأسارى ، يامن سمى نفسه من جوده وهابا ، أن تصلي على محمد وآل محمد ولا تردني من هذا المقام خائبا ، فان هذا مقام تغفر فيه الذنوب العظام ، وترجى فيه الرحمة من الكريم العلام ، مقام لا يخيب فيه السائلون ، ولا يجبه فيه بالرد الراغبون مقام من لاذ بمولاه رغبة ، وتبتل إليه رهبة ، مقام الخائف من يوم يقوم فيه الناس لرب العالمين ولا تنفع فيه شفاعة الشافعين إلا من أذن له الرحمن وكان من الفائزين ، ذلك يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون ، إلا من أتى الله بقلب سليم ، وأزلفت الجنة للمتقين ، وقيل لهم هذا ما كنتم توعدون ، لكل أواب حفيظ من خشي الرحمن بالغيب ، وجاء بقلب منيب ادخلوها بسلام ذلك يوم الخلود اللهم فاجعلني من المخلصين الفائزين ، واجعلني من ورثة جنة النعيم ، واغفر لي ولوالدي ولولدي يوم الدين ، وألحقني بالصالحين واخلف على أهلي و ولدي في الغابرين ، واجمع بيننا جميعا في مستقر رحمتك يا أرحم الراحمين . و سلمني من أهوال ما بيني وبين لقائك ، حتى تبلغني الدرجة التي فيها مرافقة أحبائك ، الذين عليهم دللت ، وبالاقتداء بهم أمرت ، واسقني من حوضهم مشربا رويا سائغا هنيئا ، لا أظمأ بعده ولا أحلا عنه أبدا ، واحشرني في زمرتهم وتوفني على ملتهم ، واجعلني في حزبهم ، وعرفني وجوههم في رضوانك والجنة فاني رضيت بهم أئمة وهداة وولاة ، فاجعلهم أئمتي وهداتي وولاتي في الدنيا و الآخرة ، ولا تفرق بيني وبينهم طرفة عين يا أرحم الراحمين آمين يا رب العالمين . وصل ما تختار وادع بما تريد . ([2])



([1])قوله  في الغابرين الغابر الماضي والباقي ، والمراد به هنا الثاني ، أي حال كونهم في الباقين بعدي أوفي أمر الباقين بأن تكف عن أهلي أذاهم وتجعلهم مشفقين عليهم ،

([2])مصباح الزائر ص 201  . بحار الأنوار ج 99  ص 16