من شعر الزهراء
إذا اشتدّ شوقي زرت قبرك باكياً
|
|
أنوح وأشكو لا أراك مجاوبي |
فيا ساكن الغبراء! علّمتني البكاء |
|
و ذكرك أنساني جميع المصائب
|
فإن كنت عنّي في التراب مغيّباً |
|
فما كنت عن قلبي الحزين بغائب |
*- أنشدت الزهراء عليها السلام بعد وفات أبيها صلى الله عليه واله :
وقد رزئنا به محضا خليقته |
|
صافي الضرائب والاعراق والنسب |
وكنت بدرا ونورا يستضاءبه |
|
عليك تنزل من ذي العزة الكتب
|
وكان جبريل روح القدس زائرنا |
|
فغاب عنا وكل الخير محتجب |
فليت قبلك كان الموت صادفنا |
|
لما مضيت وحالت دونك الحجب |
إنا رزئنا بمالم يرز ذو شجن |
|
من البرية لا عجم ولا عرب |
ضاقت علي بلاد بعد ما رحبت |
|
وسيم سبطاك خسفا فيه لي نصب |
فأنت والله خير الخلق كلهم |
|
وأصدق الناس حيث الصدق والكذب |
فسوف نبكيك ما عشنا وما بقيت |
|
منا العيون بتهمال لها سكب |
*- عن محمد ابن المفضل قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : جاءت فاطمة عليها السلام إلى سارية في المسجد وهي تقول وتخاطب النبي صلى الله عليه واله :
قد كان بعد أنباء وهنبثة |
|
لو كنت شاهدها لم يكثر الخطب |
إنا فقدناك فقد الارض وابلها |
|
واختل قومك فاشهدهم ولا تغب |
*-. لمّا دفن رسول اللَّه صلى الله عليه و آله أقبلت على أنس بن مالك، فقالت: يا أنس! كيف طابت أنفسكم أن تحثوا على رسول اللَّه صلى الله عليه و آله التراب. ثمّ بكت ورثته قائلة:
أغبر آفاق السماء و كوّرت |
شمس النهار و أظلم العصران |
فالأرض من بعد النبيّ كئيبة |
أسفا عليه كثيرة الرجفان |
فليبكه شرق البلاد و غربها |
و لتبكه مضر و كلّ يمان |
يا خاتم الرسل! المبارك ضوؤه |
صلّى عليك منزل القرآن |
ثمّ أخذت قبضة من تراب القبر، فجعلتها على عينيها و وجهها. ثمّ أنشأت تقول:
ماذا على من شمّ تربة أحمد |
|
أن لا يشمّ مدى الزمان غواليا |
صبّت عليّ مصائب لو أنّها |
|
صبّت على الأيّام عدن لياليا |
*- و من جملة ما ينسب إلى فاطمة عليهاالسلام في رثاء أبيها:
نفسي على زفراتها محبوسة |
|
يا ليتها خرجت مع الزفرات |
لا خير بعدك في الحياة و إنّما |
|
أبكي مخافة أن تطول حياتي |
*- و قولها عليهاالسلام ترثيه صلى الله عليه و آله:
قل للمغيّب تحت أطباق الثرى |
|
إن كنت تسمع صرختي و ندائيا |
صبّت عليّ مصائب لو أنّها |
|
صبّت على الأيّام صرن لياليا |
قد كنت ذات حمى بظلّ محمّد |
|
لا أختشي ضيماً و كان جماليا |
فاليوم أخشع للذليل وأتّقي |
|
ضيمي وأدفع ظالمي بردائيا |
فإذا بكت قمريّة في ليلها |
|
شجناً على غصن بكيت صباحيا |
فلأجعلنّ الحزن بعدك مونسي |
|
و لأجعلنّ الدمع فيك و شاحيا |
ماذا على من شمّ تربة أحمد |
|
أن لا يشمّ مدى الزمان غواليا |
*- قالت الزهراء عليهاالسلام:
إذا مات يوماً ميّت قلّ ذكره |
|
و ذكر أبي مذ مات واللَّه؛ أزيد |
تذكّرت لما فرّق الموت بيننا |
|
فعزّيت نفسي بالنبيّ محمّد |
فقلت لها: إنّ الممات سبيلنا |
|
و من لم يمت في يومه مات في غد |