العتبة العلوية المقدسة - قوضي يا خيام عليا نزار للسيد حيدر الحلي -
» سيرة الإمام » » اولاد الامام علي عليه السلام » سيرة الامام الحسين عليه السلام » الحسين في ضمير الشعراء » قوضي يا خيام عليا نزار للسيد حيدر الحلي

 قوضي يا خيام عليا نزار للسيد حيدر الحلي

قد عهدنا الربوع وهي ربيع

 

أين لا أين أنسها المجموع

درج الحي أم تتبع عنها

 

نجع الغيث أم بدهياء ريعوا

لا تقل : شملها النوى صدعته

 

إنما شمل صبري المصدوع

كيف أعدت بلسعة الهم قلبي

 

يا ثراها وفيك يرقى اللسيع

سبق الدمع حين قلت سقتها

 

فتركت السما وقلت الدموع

فكأني في صحنها وهو قعب


 

أحلب المزن والجفون ضروع

بت ليل التمام أنشد فيها

 

هل لماض من الزمان رجوع

وادعت حولي السجا ذات طوق

 

مات منها على النياح الهجوع

وصفت لي بجمرتي مقلتيها

 

ما عليه انحنين مني الضلوع

شاطرتني بزعمها الداء حزنا

 

حين أنت وقلبي الموجوع

يا طروب العشي خلفك عني

 

ما حنيني صبابة وولوع

لم يرعني نوى الخليط ولكن

 

من جوى الطف راعني ما يروع

قد عذلت الجزوع وهو صبور

 

وعذرت الصبور وهو جزوع

عجبا للعيون لم تغد بيضا

 

لمصاب تحمر فيه  الدموع

وأسى شابت الليالي عليه

 

وهو للحشر في القلوب رضيع

أي يوم رعبا به رجف الدهر

 

إلى أن منه اصطفقن الضلوع

أي يوم بشفرة البغي فيه

 

عاد أنف الاسلام وهو جديع

يوم أرسى ثقل النبي على الحتـ   ([1])

 

ف وخفت بالراسيات صدوع

يوم صكت بالطف هاشم وجه الـ

 

موت فالموت من لقاها مروع

بسيوف في الحرب صلت فللشو

 

س سجود من حولها وركوع

وقفت موقفا تضيفت الطيـ

 

رقراه فحوم ووقوع

موقف لا البصير فيه بصير

 

لاندهاش ولا السميع سميع

جلل الأفق منه عارض نقع

 

من سنا البيض فيه برق لموع

فلشمس النهار فيه مغيب

 

ولشمس الحديد فيه طلوع

أينما طارت النفوس شعاعا

 

فلطير الردى عليها وقوع

قد تواصت بالصبر فيه رجال

 

في حشى الموت من لقاها صدوع

سكنت منهم النفوس جسوما

 

هي بأسا حفائظ ودروع

سد فيهم ثغر المنية شهم

 

لثنايا الثغر المخوف طلوع

 

وله الطرف حيث سار  أنيس

 

وله السيف حيث بات ضجيع

لم يقف موقفا من الحزم إلا

 

وبه سن غبيره المقروع

طمعت أن تسومه القوم خسفا

 

وأبى الله والحسام الصنيع

كيف يلوي على الدنية جيدا

 

لسوى الله ما لواه الخضوع

وبه يرجع الحفاظ لصدر

 

ضاقت الأرض وهي فيه تضيع

فأبى أن يعيش إلا عزيزا

 

أو تجلى الكفاح وهو صريع

فتلقى الجموع فردا ولكن

 

كل عضو في الروع منه جموع

رمحه من بنانه وكأن من

 

عزمه حد سيفه مطبوع

زوج السيف بالنفوس ولكن

 

مهرها الموت والخضاب النجيع

بأبي الثاوي على الطف خدرا

 

هو في شفرة الحسام منيع

قطعوا بعده عراه ويا حبـ


 

ل وريد الاسلام أنت القطيع

وسروا في كرائم الوحي أسرى

 

وعداك ابن أمها التقريع

لو تراها والعيس جشمها الحادي

 

من السير فوق ما تستطيع

ووراها العفاف يدعو ومنه

 

بدم القلب دمعه مشفوع

يا ترى فوقه بقية وجد

 

ملء أحشائها جوى وصدوع

فترفق بها فما هي إلا

 

ناضر دامع وقلب مروع

لا تسمها جذب البرى أو تدري

 

ربة الخدر ما البرى والنسوع

قوضي يا خيام عليا نزار

 

فلقد قوض العماد الرفيع

واملأي العين يا أمية نوما


 

فحسين على الصعيد صريع

ودعي صكة الجباه لوي

 

ليس يجديك صكها والدموع

أفلطما بالراحتين فهلا

 

بسيوف لا تتقيها الدروع

وبكاء بالدمع حزنا فهلا

 

بدم الطعن والرماح شروع

قل ألا قراع ملمومة الحتـ

 

ف فواها يا فهر أين القريع

 


 



([1])  وفي نسخة : الخسف .