قوضي يا خيام عليا نزار للسيد حيدر الحلي
قد عهدنا الربوع وهي ربيع |
|
أين لا أين أنسها المجموع |
درج الحي أم تتبع عنها |
|
نجع الغيث أم بدهياء ريعوا |
لا تقل : شملها النوى صدعته |
|
إنما شمل صبري المصدوع |
كيف أعدت بلسعة الهم قلبي |
|
يا ثراها وفيك يرقى اللسيع |
سبق الدمع حين قلت سقتها |
|
فتركت السما وقلت الدموع |
فكأني في صحنها وهو قعب |
|
أحلب المزن والجفون ضروع |
بت ليل التمام أنشد فيها |
|
هل لماض من الزمان رجوع |
وادعت حولي السجا ذات طوق |
|
مات منها على النياح الهجوع |
وصفت لي بجمرتي مقلتيها |
|
ما عليه انحنين مني الضلوع |
شاطرتني بزعمها الداء حزنا |
|
حين أنت وقلبي الموجوع |
يا طروب العشي خلفك عني |
|
ما حنيني صبابة وولوع |
لم يرعني نوى الخليط ولكن |
|
من جوى الطف راعني ما يروع |
قد عذلت الجزوع وهو صبور |
|
وعذرت الصبور وهو جزوع |
عجبا للعيون لم تغد بيضا |
|
لمصاب تحمر فيه الدموع |
وأسى شابت الليالي عليه |
|
وهو للحشر في القلوب رضيع |
أي يوم رعبا به رجف الدهر |
|
إلى أن منه اصطفقن الضلوع |
أي يوم بشفرة البغي فيه |
|
عاد أنف الاسلام وهو جديع |
يوم أرسى ثقل النبي على الحتـ ([1]) |
|
ف وخفت بالراسيات صدوع |
يوم صكت بالطف هاشم وجه الـ |
|
موت فالموت من لقاها مروع |
بسيوف في الحرب صلت فللشو |
|
س سجود من حولها وركوع |
وقفت موقفا تضيفت الطيـ |
|
رقراه فحوم ووقوع |
موقف لا البصير فيه بصير |
|
لاندهاش ولا السميع سميع |
جلل الأفق منه عارض نقع |
|
من سنا البيض فيه برق لموع |
فلشمس النهار فيه مغيب |
|
ولشمس الحديد فيه طلوع |
أينما طارت النفوس شعاعا |
|
فلطير الردى عليها وقوع |
قد تواصت بالصبر فيه رجال |
|
في حشى الموت من لقاها صدوع |
سكنت منهم النفوس جسوما |
|
هي بأسا حفائظ ودروع |
سد فيهم ثغر المنية شهم |
|
لثنايا الثغر المخوف طلوع
|
وله الطرف حيث سار أنيس |
|
وله السيف حيث بات ضجيع |
لم يقف موقفا من الحزم إلا |
|
وبه سن غبيره المقروع |
طمعت أن تسومه القوم خسفا |
|
وأبى الله والحسام الصنيع |
كيف يلوي على الدنية جيدا |
|
لسوى الله ما لواه الخضوع |
وبه يرجع الحفاظ لصدر |
|
ضاقت الأرض وهي فيه تضيع |
فأبى أن يعيش إلا عزيزا |
|
أو تجلى الكفاح وهو صريع |
فتلقى الجموع فردا ولكن |
|
كل عضو في الروع منه جموع |
رمحه من بنانه وكأن من |
|
عزمه حد سيفه مطبوع |
زوج السيف بالنفوس ولكن |
|
مهرها الموت والخضاب النجيع |
بأبي الثاوي على الطف خدرا |
|
هو في شفرة الحسام منيع |
قطعوا بعده عراه ويا حبـ |
|
ل وريد الاسلام أنت القطيع |
وسروا في كرائم الوحي أسرى |
|
وعداك ابن أمها التقريع |
لو تراها والعيس جشمها الحادي |
|
من السير فوق ما تستطيع |
ووراها العفاف يدعو ومنه |
|
بدم القلب دمعه مشفوع |
يا ترى فوقه بقية وجد |
|
ملء أحشائها جوى وصدوع |
فترفق بها فما هي إلا |
|
ناضر دامع وقلب مروع |
لا تسمها جذب البرى أو تدري |
|
ربة الخدر ما البرى والنسوع |
قوضي يا خيام عليا نزار |
|
فلقد قوض العماد الرفيع |
واملأي العين يا أمية نوما |
|
فحسين على الصعيد صريع |
ودعي صكة الجباه لوي |
|
ليس يجديك صكها والدموع |
أفلطما بالراحتين فهلا |
|
بسيوف لا تتقيها الدروع |
وبكاء بالدمع حزنا فهلا |
|
بدم الطعن والرماح شروع |
قل ألا قراع ملمومة الحتـ |
|
ف فواها يا فهر أين القريع |