العتبة العلوية المقدسة - ابو الغانم الواسطي -
» » سيرة الإمام » الامام علي في ضمير الشعراء » ‫شعراء القرن السادس الهجري » ابو الغانم الواسطي

 

ابو الغانم الواسطي

( ...   ـــ 592 ) هـ

 

ابو الغانم الواسطي نجم الدين محمد بن علي بن فارس بن علي بن عبد الله بن الحسين بن القاسم ، المعروف بـ ( ابن المعلم الواسطي الهرثي ) .كان شاعراً رقيق الشعر لطيف يكاد شعره يذوب من رقته .

قال ابن خلكان : اكثر ابن المعلم القول في الغزل والمدح وفنون المقاصد وكان سهل الالفاظ صحيح المعاني يغلب على شعره وصف الشوق والحب وذكر الصبابة والغرام    فعلق بالقلوب ولطف مكانه عند اكثر الناس ومالوا اليه وحفظوه وتداولوه بينهم واستشهد به الوعاظ واستحلاه السامعون(

[1]) .

قال بعض مشايخ البطائح : يقولون ما سبب لطافة شعر ابن المعلم الا انه كان اذا نظم قصيدة حفظها الفقراء المنتسبون الى الشيخ احمد الرفاعي وغنوا بها في سماعهم وطابوا عليها فعادت عليه بركة انفاسهم وكانوا يعتقدون ذلك اعتقاداً لا شك عندهم فيه([2]) .توفي شاعرنا بالهرث سنة 592 هـ(

[3]) .

 

 

 

قال يمدح امير المؤمنين عليه السلام :

 

 

 

هذي المنازل يا بثينة بلقع

 

 

 

قفرى تنازعها الرياح الاربع

 

طمست معالمها وبان انيسها

 

 

 

واحتل عرصتها الغراب الابقع

 

لم يبق الا خط ناي دارس

 

 

 

فيها واشعث مائل يتضعضع

 

وثلاثة لم تضمحل كأنها

 

 

 

برسوم عرصتها حمام وقع

 

في رسم دار يستهل بجوها

 

 

 

جون هتون مرجحن يهمع

 

واذا تضاحك في الدجى ايماضه

 

 

 

فعيونه في كل قطر تدمع

 

عهدي بها يا بين وهي انيقة

 

 

 

للخرد البيض العذاري مربع

 

وعلى غصون الدوح في جنباتها

 

 

 

ورق الحمائم خاطبات تسجع

 

وتقول عاذلتي حملت مآثمها

 

 

 

صمم الجبال لهوها تتضعضع

 

دع ذكر رسم دارس بجديده

 

 

 

كف البلا بعد البشاشة تولع

 

واذخر لنفسك عدة تنجو بها

 

 

 

من هول يوم فيه نار تلذع

 

فأجبتها كفي فلست اذ اتى

 

 

 

يوم المعاد اخاف منه واجزع

 

قالت فمن ينجيك من اهواله

 

 

 

وعذابه قلت البطين الانزع

 

صنو النبي ابو الائمة والذي

 

 

 

لوليه يوم القيامة يشفع

 

قوم بهم غفرت خطيئة آدم

 

 

 

وهم الوسيلة والنجوم الطلع

 

اما امير المؤمنين فذكره

 

 

 

في محك الترتيل ذكر ارفع

 

سل عنه مريم في الكتاب وهل اتى

 

 

 

ان كنت بالذكر المرتل تقنع

 

من قال فيه محمد اقضاكم

 

 

 

بعدي واعلمكم علي الاروع

 

حفظوا عهود فيما بينهم

 

 

 

وعهود احمد يوم ( خم ) ضيعوا

 

قتلوا بعرصة كربلاء اولاده

 

 

 

ولهم بغفران المهيمن مطمع

 

منعوا ورود الماء آل محمد

 

 

 

وغدت ذئاب البرمنه تكرع

 

آل الضلال بنو امية شرع

 

 

 

فيه وسبط الطهر احمد يمنع

 

لولا رجال بعد فقد محمد

 

 

 

مرقوا وفي يوم السقيفة بويعوا

 

ما جردت بالطف اسياف ولا

 

 

 

كانت رماح بني امية شرع

 

لهفي له والخيل تعلو صدره

 

 

 

والرأس منه على الاسنة يرفع

 

يا زائر المقتول بغياً قف على

 

 

 

جدث يقابله هنالك مصرع

 

وقل السلام عليك يا مولى به

 

 

 

يرجو الشفاعة عبدك المتشيع

 

يا يوم عاشوراء انت تركتني

 

 

 

حلف الهموم بمقلة لا تهجع

 

 



([1] ) ابن خلكان ج2 / 29 .

([2] ) معجم شعراء الشيعة ج31 / 102 .

([3] ) ينظر في ترجمته / اعيان الشيعة ج7 / 343 , ادب الطف ج3 / 239 .