العتبة العلوية المقدسة - زيارته عليه السلام فضلها وأوقاتها -
» » سيرة الإمام » استشهاد الامام علي عليه السلام » بعد شهادة الامام علي عليه السلام » زيارته عليه السلام فضلها وأوقاتها

 زيارتهعليه السلام فضلها وأوقاتها

 

فضل زيارته عليه السلام

يترتب لزائر أمير المؤمنين عليه السلام مراتب عالية من الأجر والثواب لكنه مشروط بصدق النية والإخلاص بالإعتراف بحقه المنصوص مع إداء الفرائض التي قاتل وقتل في سبيلها عليه السلام وإنما جعل الله هذه المنزلة العظيمة له إضافة لما له من مزايا تأليفا لمواليه ومحبيه ومألف للمؤمنين الصادقين ليجتمعوا عنده أحياءا يزورونه وأمواتا يقبرون حوله .

روى جماعة من صلحاء المشهد الشريف الغروي إن رجلا رأى إن كل واحد من القبور في المشهد الشريف وظاهره قد خرج منه حبل ممتد متصل بالقبة الشريفة صلوات الله على مشرفها(1)

ولنعم ما قيل :

بك لـذنا والقبور كثيرة               ولكن من يحمي الجوار قليل

ولهذا أخذ أهل البيتعليهم السلام  علىعاتقهم بيان ما لزائره من فضل ودرجات بل شددوا على الناس في أمر زيارته ونهواعن تركها نهيا صريحا  قال أبو عبد الله عليه السلام : من ترك زيارة أمير المؤمنين عليه السلام لم ينظر إليه الله تعالى ألا تزور من يزوره الملائكة والنبيون عليهم السلام  وإن أمير المؤمنين أفضل من كل الأئمة وله مثل ثواب أعمالهم وعلى قدر أعمالهم فضلوا(1).

تفتح السماء عند زيارته عليه السلام

عن المفضل بن عمر الجعفي قال: دخلت على أبي عبد الله عليه السلام فقلت له

ـ إني اشتقت إلى الغري ، فقال عليه السلام : فما شوقك إليه ؟

فقلت له : إني أحب أن أزور قبر أمير المؤمنين عليه السلام .

فقال عليه السلام هل تعرف فضل زيارته ؟

فقلت : لا يا بن رسول الله إلا أن تعرفني ذلك ؟

قال عليه السلام : فإذا أردت أن تزور قبر أمير المؤمنين عليه السلام فاعلم إنك زائر عظام آدم وبدن نوح وجسد علي بن أبي طالب .

فقلت : إن آدم هبط بسرانديب في مطلع الشمس وزعموا إن عظامه في بيت الله فكيف صارت عظامه في الكوفة ؟

قال عليه السلام : إن الله أوصى إلى نوح وهو في السفينة أن يطوف بالبيت اسبوعا فطاف بالبيت كما أوحى إليه ثم نزل في الماء إلى ركبتيه فاستخرج تابوتا فيه عظام آدم فحمله في جوف السفينة ثم طاف ما شاء الله أن يطوف ثم ورد إلى باب الكوفة في وسط مسجدها ففيها قال الله تعالى للأرض : [ إبلعي ماءك ](2) فبلعت ماءها من مسجد الكوفة كما بدء الماء منه وتفرق الجمع الذي كانوا مع نوح عليه السلام في السفينة فأخذ نوح عليه السلام التابوت فدفنه في الغري وهو قطعة من الجبل الذي كلم الله عليه موسى تكليما وقدس عليه تقديسا واتخذ عليه إبراهيم خليلا وأتخذ محمدا عليه حبيبا وجعله للنبيين مسكنا والله ما سكن فيه بعد أبويه آدم ونوح أكرم من أمير المؤمنين عليه السلام وإذا زرت من جانب النجف فزر عظام آدم وبدن نوح وجسم علي بن أبي طالب فإنك زائر الأنبياء الأولين ومحمد خاتم النبيين وعلي سيد الوصيين فإن زائره تفتح له أبواب السماء عند دعوته فلا تكن عن الخير نواما(1).

الله والأنبياء والملائكة يزورونه عليه السلام

عن أبي وهب القصري قال : دخلت المدينة فأتيت أبا عبد الله عليه السلام .

فقلت : جعلت فداك جئتك ولم أزر أمير المؤمنين عليه السلام ؟

قال عليه السلام : بئس ما صنعت لولا إنك من شيعتنا ما نظرت إليك الا تزور من يزوره الله مع الملائكة ويزوره الأنبياء ويزوره المؤمنون

قال : جعلت فداك ما علمت ذلك ؟

قال عليه السلام : فاعلم إن أمير المؤمنين عليه السلام أفضل من الأئمة كلهم وله ثواب أعمالهم وعلى قدر أعمالهم فضلوا(2).

*- وعن أبي عبد الله عليه السلام قال : من زار أمير المؤمنين عليه السلام ماشيا كتب الله له بكل خطوة حجة وعمرة فإن رجع ماشيا كتب الله له بكل خطوة حجتين وعمرتين(3) ، والأحاديث التي تحث على زيارته وتصف ثواب هذه الزيارة على الشيعة أن يكتبوها بماء الذهب لأنها إنما أنزلت رحمة رحيمية لعالم الشهادة من عالم الغيب ، قال بن مارد لأبي عبد الله عليه السلام : ما لمن زار جدك أمير المؤمنين؟، فقال عليه السلام : يا بن مارد من زار جدي عارفا بحقه كتب الله له بكل خطوة حجة مقبولة وعمرة مقبولة والله يا بن مارد ما يطعم الله النار قدما تغبرت في زيارة أمير المؤمنين ماشيا أو راكبا يا بن مارد أكتب هذا الحديث بماء الذهب([1]).

*عن عامر الشيباني واعظ أهل الحجاز قال : أتيت أبا عبد الله جعفر بن محمد عليه السلام وقلت له : يا بن رسول الله ما لمن زار قبره ـ يعني أمير المكؤمنين عليه السلام ـ وعمر تربته ؟

قال عليه السلام : يا عامر حدثني أبي عن أبيه عن جده الحسين بن علي عن علي عليه السلام إن رسول الله صلى الله عليه واله قال له :

ـ والله لتقتلن بأرض العراق وتدفن فيها .

قلت : يا رسول الله ما لمن زار قبورنا وعمرها وتعاهدها ؟

فقال لي صلى الله عليه واله : يا أبا الحسن إن الله تعالى جعل قبرك وقبور ولدك بقاعا من بقاع الجنة وعرصة من عرصاتها وإن الله جعل قلوب نجباء من خلقه وصفوة من عباده تحن إليكم وتحتمل الذلة والأذى فيعمرون قبوركم ويكثرون زيارتها تقربا منهم إلى الله ومودة منهم لرسوله صلى الله عليه واله أولئك يا علي المخصوصون بشفاعتي الواردون حوضي وهم زواري غدا في الجنة يا علي من عمر قبوركم وتعاهدها فكأنما أعان سليمان بن داود عليه السلام على بناء بيت المقدس ومن زار قبوركم عدل ذلك ثواب سبعين حجة بعد حجة الإسلام وخرج من ذنوبه حتى يرجع من زيارتكم كيوم ولدته أمه أبشر وبشر أولياءك ومحبيك من النعيم وقرة العين بما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ولكن حثالة من الناس يعيرون زواركم كما تعير الزانية بزناها أولئك شرار أمتي لا نا لتهم شفاعتي ولا يردون حوضي(1).

إن الزائر لأمير المؤمنين عليه السلام يخالط ملائكة الرحمن لأنها دائمة الإختلاف إلى قبره ليل نهار ولا غرابة أن يعطى أمير المؤمنين ذلك فهو فرع النور الأول وباب الحجاب الأقرب منه كالضوء من الضوء ـ يتبعه أتباع الفصيل إثر أمه.

* قال الإمام الصادق عليه السلام : ما خلق الله خلقا أكثر من الملائكة وإنه ينزل كل يوم سبعون ألف ملك فيأتون البيت المعمور فيطوفون به فإذا هم طافوا به أتوا إلى الكعبة فإذا هم طافوا بها أتوا قبر النبي صلى الله عليه واله  فسلموا عليه ثم أتوا قبر أمير المؤمنين عليه السلام فسلموا عليه ثم أتوا قبر الحسينعليه السلام فسلموا إليه ثم عرجوا وينزل مثلهم أبداإلى يوم القيامة (2)

وزائره يزور رسول الله

عن العلاء بن المسيب عن أبي عبد الله جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عليهم السلام  قال : قال الحسن بن علي عليه السلام لرسول الله صلى الله عليه واله  : يا أبه ما جزاء من زارك ؟

فقال صلى الله عليه واله  : من زارني أو زارك أو زار أباك أو زار أخاك كان حقا علي أن أزوره يوم القيامة حتى أخلصه من ذنوبه([2])

وزيارته أفضل من زيارة الحسين

عن أبو شعيب الخراساني قال : قلت لأبي الحسن الرضا عليه السلام : أيما أفضل زيارة قبر أمير المؤمنين عليه السلام أم زيارة الحسين عليه السلام ؟

قال عليه السلام : إن الحسين عليه السلام قتل مكروبا فحقا على الله جل ذكره أن لايأتيه مكروب إلا فرج الله كربته وفضل زيارة قبر أمير المؤمنين عليه السلام على زيارة قبر الحسين كفضل أمير المؤمنين على الحسين عليه السلام .

ثم قال عليه السلام : أين تسكن ؟  ، قلت : الكوفة .

قال عليه السلام : إن مسجد الكوفة بيت نوح عليه السلام لو دخله رجل مائة مرة لكتب الله له مائة مغفرة لأن فيه دعوة نوح عليه السلام حين قال : رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمنا ، قال قلت : لمن عنى بوالديه ؟

قال عليه السلام : آدم وحوا([3]).

وقبره فرج لكل مكروب

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال : إن إلى جانب كوفان قبر ما أتاه مكروب قط فصلى عنده ركعتين أو أربع ركعات إلانفس الله عن كربته وقضى حاجته([4]) وقال عليه السلام :إن بظاهر الكوفة قبر ما زاره مهموم إلا وفرج الله تعالى همه

وشرط زيارته معرفة حقه

ويشـترط الإمـام الصادق عليه السلام في حديث آخر على زائريه المعرفة بحقهوهو الإعتراف بالإمامة له إعترافا إيمانيا يقينيا كي ينال الزائر ثواب زيارته قالعليه السلام :من زار أمير المؤمنين عارفا بحقه- أي هو يعترف بإمامته ووجوب طاعته وإنه الخليفة للنبي(ص)حقا غير متجبرولا متكبر كتب الله له أجرمائة ألف شهيد وغفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر وكتب من الآمنين وهون عليه الحساب واستقبلته الملائكة فإذا انصرف إلى منزله فإن مرض عادوه وإن مات تبعوه بالإستغفارإلى قبره([5]).

فضل الصلاة والمبيت عنده

والمبيت عنده عليه السلام عبادة بل عبادة عظيمة .

قال الإمام الصادق عليه السلام : المبيت عند علي يعدل عبادة سبعمائة سنة([6]) وأما الصلاة عنده فقد عدها الفقهاء تبعا لأخبار أهل البيت عليه السلام بمائة ألف صلاة ثوابا وفضيلة .

قال الإمام الصادق عليه السلام :الصلاة عند علي عليه السلام تعدل مائة ألف صلاة([7])

وقال النبي صلى الله عليه واله يوما للحسين عليه السلام : يزورونكم طائفة من أمتي تريد بري وصلتي إذا كان يوم القيامة زرتها في الموقف وأخذت بأعضادها وأنجيتها من أهواله وشدائده.

ولزيارته عليه السلام أوقات

إن مواسم زيارة أمير المؤمنين عليه السلام متعددة على مدار العام في كل شهر قد نجد مناسبة خاصة تجتمع فيها شيعة أمير المؤمنين عليه السلام عند قبره يحيون الليل إلى السحر بالتهجد والصلاة وقراءة الدعاء وقد وضع أهل البيت عليهم السلام  لكل زيارة نصا خاصا أصبحت الشيعة تعتبره دستورا تعمل به وتحرص على قراءته عند قبر أمير المؤمنين وملاذ الخائفين وإليك بعض هذه الأوقات .

ليلة مقتله ويومها

وهي الليلة الحادية والعشرون من رمضان ويوم الحادي والعشرون ويزار سلام الله عليه بالكلمات التي نطق بها الخضر عند وفاته وقد ذكرناها في فصل إستنكار واستبشار بعنوان [ السماء تؤبن أمير المؤمنين ] .

زيارته يوم مولد النبي صلى الله عليه واله

روى الشهيد والمفيد والسيد بن طاووس إن الصادق عليه السلام زار أمير المؤمنين في اليوم السابع عشر من ربيع الأول وعلم الثقة الجليل محمد بن مسلم الثقفي نصا خاصا مذكورا في الكتب المعدة للزيارات فقال عليه السلام : إذا أتيت مشهد أمير المؤمنين عليه السلام فاغتسل للزيارة والبس أنظف ثيابك واستعمل شيئا من الطيب وسر وعليك السكينة والوقار فإذا وصلت إلى باب السلام ـ أي باب الحرم الطاهر ـ فاستقبل القبلة وقل … الزيارة(1).

زيارته ليلة مبعث النبي صلى الله عليه واله

وروي له عليه السلام ثلاثة نصوص لهذه الليلة وهي ليلة السابع والعشرين من رجب راجعها في كتب الزيارات (2) .

زيارته يوم الأحد

على إعتبار إن الأيام هم اهل البيتعليهم السلام  (1) فقد خصص الأحد يوما لأمير المؤمنين عليه السلام وهذه الزيارة التي يزار بها أمير المؤمنين عليه السلام برواية من شاهد صاحب الزمان عليه السلام وهو

يزوره بها في اليقظة لا في النوم وهي عليه السلام :

السلام على الشجرة النبوية والدوحة الهاشمية المضيئة المثمرة بالنبوة المونقة بالإمامة وعلى ضجيعيك آدم ونوحعليه السلام السلام عليك وعلى أهل بيتك الطيبين الطاهرين السلام عليك وعلى الملائكة المحدقين بك  والحافين بقبرك  يا مولاي يا أمير المؤمنين هذا يوم الأحد وهو يومك وبإسمك  وأنا فيه ضيفك وجارك فأضفني يا مولاي وأجرني فإنك  كريم تحب الضيافة ومأمور بالإجارة فافعل ما رغبت إليك فيه ورجوته منك بمنزلتك وآل بيتك عند الله ومنزلته عندكم وبحق بن عمك  رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم وعليهم أجمعين) (1)

زيارة يوم الغدير

وهو أعظم أعياد الأمة يوم نصب رسول الله صلى الله عليه واله   عليا وليا للمؤمنين وأميرا ،والزيارة فيه مؤكدة وصيامه يعادل ستين سنة عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال:كنا عند الرضاعليه السلام والمجلس غاص بأهله فتذاكروا يوم الغدير فأنكره الناس فقال الرضاعليه السلام :حدثني أبي عن أبيه قال : إن يوم الغدير في السماء أشهر منه في الأرض إن لله في الفردوس الأعلى قصرا لبنة من فضة ولبنة من ذهب فيه مائة ألف قبة من ياقوتة حمراء ومائة ألف خيمة من ياقوت أخضر ترابها المسك والعنبر فيه أربعة أنهار من خمر ونهرمن لبن ونهر من مسك حواليه أشجار جميع الفواكه عليها طيور أبدانها من لؤلؤ وأجنحتها من ياقوت تصوت بألوان الأصوات إذا كان يوم الغدير ورد إلى ذلك القصر أهل السماوات يسبحون الله ويقدسونه ويهللونه فتتطاير تلك الطيور فتقع في ذلك الماء وتتمرغ على ذلك المسك والعنبر فإذا اجتمعت الملائكة طارت فتنفض ذلك عليهم وإنهم في ذلك اليوم ليتهادون نثار فاطمة(J)   فإذا كان آخر اليوم نودوا انصرفوا إلى مراتبكم فقد أمنتم الخطأ والزلل إلى قابل مثل هذا اليوم تكرمه لمحمدصلى الله عليه واله   وعلي عليه السلام .ثم قال : يا بن أبي نصير أينما كنت فاحضر يوم الغدير عند أمير المؤمنين فإن الله يغفر لكل مؤمن ومؤمنة ومسلم ومسلمة ذنوب ستين سنة ويعتق من النار ضعف ما أعتق في شهر رمضان وليلة القدر وليلة الفطر والدرهم فيه بألف درهم لإخوانك العارفين وأفضل على إخوانك في هذا اليوم وسر فيه كل مؤمن ومؤمنة  ثم قالعليه السلام  : يا أهل الكوفة أوتيتم خيرا كثيرا وأنتم ممن إمتحن الله قلبه للإيمان مستذلون مقهورون ممتحنون يصب عليكم البلاء صبا ثم يكشفه كاشف الكرب العظيم والله لو عرف الناس فضل هذا اليوم بحقيقته لصافحتهم الملائكة في كل يوم عشر مرات ولولا إني أكره التطويل لذكرت من فضل هذا اليوم وما أعطاه الله من عرفه ما لا يحصى بعدد

(1)

 



(1) إرشاد القلوب 2/440

(1)   إرشاد القلوب للديلمي ص 2/442

(2) سورة هود / 44

 (2) فرحة الغري ص74

(3) فرحة الغري ص 75

([1])إرشاد القلوب ص 443

(1) فرحة الغري ص 76 ، إرشاد القلوب 2/441

(2) ثواب الأعمال للشيخ الصدوق ص 96

([2])أمالي الصدوق ص 314

([3])فرحة الغري ص 104

([4])تهذيب ج6 ص 31

([5])بحار ج42 ص 224

([6])بحار ج42 ص  224

([7])إرشاد القلوب 2/441

 (1) مفاتيح الجنان ص 447

(2) المفاتيح ص 452 ومصباح الكفعمي ص 214

 (1) عن الصقر بن أبي دلف قال : لما حمل المتوكل سيدنا علي بن محمد النقي إلى سر من رأى حيث سأل عن خبره وكان سجينا عند الزرافي حاجب المتوكل فأدخلت عليه فقال : يا صقر ما تأمل ؟= فقلت : خيرا ، فقال أقعد ، قال : فأخذنا فيما تقدم وما تأخر إلى أن زجر الناس عنه ثم قال لي : ما شأنك وفيما جئت ؟ قلت : لخير ما ، قال : لعلك جئت تسأل عن خبر مولاك ؟ فقلت له : مولاي أمير المؤمنين ، قال : أسكت مولاك هو الحق لا تحتشمني فإني على مذهبك ،فقلت : الحمد لله ، فقال:أتحب أن تراه ؟ فقلت:نعم، قال: اجلس حتى يخرج صاحب البريد من عنده ، قال : فجلست فلما خرج قال لغلام له : خذ بيد الصقر وأدخله إلى الحجرة ، وأومأ إلى بيت فدخلت فإذا هو جالس على صدر حصير وبحذائه قبر محفور وقال : سلمت عليه فرد علي ثم أمرني بالجلوس وقال لي : يا صقر ما أتى بك ؟ قال : جئت أتعرف خبرك . قال : ثم نظرت إلى القبر فبكيت فنظر إلي وقال : يا صقر لا عليك لن يصلوا إلينا بسوء فقلت الحمد لله ثم قلت : يا سيدي حديث يروى عن النبي (2)لا أعرف معناه . قال : وما هو ؟ قلت : قوله لا تعادوا الأيام فتعاديكم ما معناه ؟ فقال : نعم الأيام نحن ما قامت السماوات والأرض فالسبت إسم رسول الله (2)والأحد أمير المؤمنين عليه السلام والإثنين الحسن والحسين (( عليهما السلام )) والثلاثاء علي بن الحسين ومحمد بن علي وجعفر بن محمد عليهم السلام  والأربعاء موسى بن جعفر وعلي بن موسى ومحمد بن علي وأنا والخميس إبني الحسن والجمعة إبن إبني وإليه تجتمع عصابة الحق فهذا معنى الأيام فلا تعادوهم في الدنيا فيعادونكم في الآخرة ثم قال : ودع واخرج . معاني الأخبار ص 123

(1) جنة المأوى للنوري ص 278 مطبوع ضمن مجلد 53 من بحار الأنوار

 

 

 (1) فرحة الغري ص 106