قضاء شهر رمضان
*- عن علي (عليه السلام) قال: أتى رجل إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) في شهر رمضان، فقال: يا رسول الله إنّي قد هلكت، قال: وما ذاك؟ قال: باشرت أهلي فغلبتني شهوتي حتّى وصلت، قال: هل تجد عتقاً؟ قال: لا والله وما ملكت مملوكاً قط، قال: فصم شهرين، قال: لا والله ما اُطيق الصوم، قال: فانطلق فأطعم ستّين مسكيناً قال: والله ما أقوى عليه، فأمر له رسول الله (صلى الله عليه وآله) بخمسة عشر صاعاً من التمر، وقال: اذهب فأطعم ستين مسكيناً لكلّ مسكين مُدّاً، قال: يا رسول الله والذي بعثك بالحقّ نبياً ما بين لابتيها من بيت أحوج منّا، قال: فانطلق فكله أنت وأهلك. (
[1])
*- عن علي (عليه السلام) أنّه قال: إذا جامع الرجل امرأته في نهار شهر رمضان وهي نائمة لا تدري، أو مجنونة، فعليه القضاء والكفّارة، ولا قضاء عليها ولا كفّارة. (
[2])
*- عن علي (عليه السلام) أنّه قال: أيّما رجل أصبح صائماً، ثمّ نام قبل الصلاة الاُخرى فأصابته جنابة فاستيقظ، ثمّ عاود النوم ولم يقض الصلاة الاُولى حتّى يدخل وقت الصلاة الاُخرى، فعليه قضاء ذلك اليوم (
[3]) .
*- أحمد بن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن يحيى، عن غياث بن إبراهيم، عن جعفر، عن أبيه (عليهما السلام)قال: قال علي (عليه السلام) في قضاء شهر رمضان: إن كان لا يقدر على سرده فرقَّه، وقال: لا يقضى شهر رمضان في عشر ذي الحجّة، وقال: إنه شهر نُسك. (
[4])
*- عن علي (عليه السلام) أنّه قال: من مرض في شهر رمضان فلم يصح حتّى مات فقد حيل بينه وبين القضاء، ومن مرض ثمّ صحّ فلم يقض ما مرض فيه حتّى مات فينبغي لوليّه ويستحب له أن يقضي عنه. (
[5])
*- (الجعفريات)، أخبرنا محمّد، حدّثني موسى، حدّثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن علي (عليه السلام): أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) قضى شهر رمضان متفرقاً. (
[6])
*- عن علي (عليه السلام) أنّه قال: يقضي شهر رمضان من كان فيه عليلا أو مسافراً عدّة ما اعتلّ وسافر فيه، إن شاء متّصلا وإن شاء متفرّقاً، قال الله عزّ وجلّ: (فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّام أُخَرَ) ([7]) فإذا أتى بالعدّة فهو الذي عليه. (
[8])
*- عن علي (عليه السلام) في قضاء رمضان، قال: تباعاً (
[9]) .
*- عن علي (عليه السلام) قال: فيمن أكل أو شرب أو جامع في شهر رمضان وقد طلع الفجر وهو لا يعلم بطلوعه، فإن كان قد نظر قبل أن يأكل إلى موضع مطلع الفجر فلم يره طلع، فلمّا أكل نظره فرآه قد طلع فليمض في صومه ولا شيء عليه، وإن كان أكل قبل أن ينظر ثمّ علم أنّه قد أكل بعد طلوع الفجر، فليتمّ صومه ويقضي يوماً مكانه. (
[10])
*- (الجعفريات)، أخبرنا محمّد، حدّثني موسى، حدّثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه: أنّ علياً (عليه السلام) اُوتي برجل مفطر في شهر رمضان نهاراً من غير علّة، فضربه تسعة وثلاثين سوطاً حق شهر رمضان حيث أفطر فيه (
[11]) .
*- وبهذا الاسناد، عن علي (عليه السلام): أنّه اُوتي برجل شرب خمراً في شهر رمضان، فضربه الحدّ وضربه تسعة وثلاثين سوطاً لحقّ شهر رمضان. (
[12])
*- محمّد بن يعقوب، عن عليّ بن محمّد، عن عبد الله بن إسحاق، عن الحسن بن عليّ بن سليمان، عن محمّد بن عمران، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: اُوتي أمير المؤمنين (عليه السلام) وهو جالس في المسجد بالكوفة، بقوم وجدوهم يأكلون بالنهار في شهر رمضان، فقال لهم أمير المؤمنين (عليه السلام): أكلتم وأنتم مفطرون؟ قالوا: نعم، قال: يهود أنتم؟ قالوا: لا، قال: فنصارى؟ قالوا: لا، قال: فعلى أيّ شيء من هذه الأديان مخالفين للإسلام؟ قالوا: بل مسلمون، قال: فسفر أنتم؟ قالوا: لا، قال: فيكم علّة استوجبتم الإفطار لا نشعر بها فإنّكم أبصر بأنفسكم لأنّ الله عزّ وجلّ يقول:(بَلِ الاِْنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ) (
[13]) قالوا: بلى أصبحنا ما بنا من علّة، قال: فضحك أمير المؤمنين (عليه السلام) ثمّ قال: تشهدون أن لا إله إلاّ الله وأنّ محمّداً رسول الله؟ قالوا: نشهد أن لا إله إلاّ الله ولا نعرف محمّداً، قال: فإنّه رسول الله، قالوا لا نعرفه بذلك إنّما هو أعرابي دعا إلى نفسه، فقال: إن أقررتم وإلاّ لأقتلنّكم، قالوا: وإن فعلت، فوكّل بهم شرطة الخميس وخرج بهم إلى الظهر ـ ظهر الكوفة ـ وأن يحفر حفرتين، وحفر إحداهما إلى جنب الاُخرى، ثمّ خرق فيما بينهما كوّة ضخمة شبه الخوخة، فقال لهم: إنّي واضعكم في إحدى هذين القليبين واُوقد في الاُخرى النار فأقتلكم بالدّخان، قالوا: وإن فعلت فإنّما تقضي هذه الحياة الدنيا، فوضعهم في إحدى الجبّين وضعاً رفيقاً، ثمّ أمر بالنار فاُوقدت في الجبّ الآخر، ثمّ جعل يناديهم مرّة بعد مرّة ما تقولون: فيجيبونه اقض ما أنت قاض حتّى ماتوا.
قال: ثمّ انصرف، فسار بفعله الركبان وتحدّث به الناس فبينما هو ذات يوم في المسجد إذ قدم عليه يهودي من أهل يثرب قد أقرّ له من في يثرب من اليهود أنّه أعلمهم، وكذلك كانت آباؤه من قبل، قال: وقدم على أمير المؤمنين (عليه السلام) في عدّة من أهل بيته، فلمّا انتهوا إلى المسجد الأعظم بالكوفة أناخوا رواحلهم ثمّ وقفوا على باب المسجد وأرسلوا إلى أمير المؤمنين (عليه السلام): إنّا قوم من اليهود قدمنا من الحجاز ولنا إليك حاجة فهل تخرج إلينا أم ندخل إليك؟ قال: فخرج إليهم وهو يقول: سيدخلون ويستأنفون باليمين، فما حاجتكم؟ فقال له عظيمهم: يا ابن أبي طالب ما هذه البدعة التي أحدثت في دين محمّد (صلى الله عليه وآله)؟ فقال له (عليه السلام) : وأيّ بدعة؟ فقال له اليهودي: زعم قوم من الحجاز أنّك عمدت إلى قوم شهدوا أن لا إله إلاّ الله ولم يقرّوا أنّ محمّداً رسوله، فقتلتهم بالدّخان، فقال له أمير المؤمنين (عليه السلام): فنشدتك بالتسع الآيات التي اُنزلت على موسى (عليه السلام) بطور سيناء، وبحقّ الكنائس الخمس القدس، وبحقّ السَمت الديّان هل تعلم أنّ يوشع بن نون اُتي بقوم بعد وفاة موسى شهدوا أن لا إله إلاّ الله ولم يقرّوا أنّ موسى رسول الله فقتلهم بمثل هذه القتلة؟
فقال له اليهودي: نعم أشهد أنّك ناموس موسى، ثمّ أخرج من قبائه كتاباً فدفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) ففضّه ونظر فيه وبكى، فقال له اليهودي: ما يبكيك يا ابن أبي طالب إنّما نظرت في هذا الكتاب وهو كتاب سرياني وأنت رجل عربي فهل تدري ما هو؟ فقال له أمير المؤمنين (عليه السلام): نعم هذا اسمي مثبت، فقال له اليهودي: فأرني اسمك في هذا الكتاب وأخبرني ما اسمك بالسريانية، قال: فأراه أمير المؤمنين سلام الله عليه اسمه في الصحيفة، فقال: اسمي إليا، فقال اليهودي: أشهد أن لا إله إلاّ الله وأنّ محمّداً رسول الله وأشهد أنّك وصيّ محمّد، وأشهد أنّك أولى الناس بالناس من بعد محمّد، وبايعوا أمير المؤمنين (عليه السلام) ودخل المسجد، فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): الحمد لله الذي لم أكن عنده منسيّاً، الحمد لله الذي أثبتني عنده في صحيفة الأبرار، والحمد لله ذي الجلال والاكرام. (
[14])