العتبة العلوية المقدسة - أبو جَعفر الإسكافىّ -
» » سيرة الإمام » قالوا في امير المؤمنين » المحدثين والمؤرخين » أبو جَعفر الإسكافىّ

  أبو جَعفر الإسكافىّ

 

* ـ شرح نهج البلاغة : قال شيخنا أبو جعفر : . . . قد علمنا ضرورةً من دين الرسول  تعظيمه لعلىّ   تعظيماً دينيّاً لأجل جهاده ونصرته ، فالطاعن فيه طاعن فى رسول الله  ) شرح نهج البلاغة : ١٣ / ٢٨٥(

* ـ شرح نهج البلاغة : قال أبو جعفر : قد تعلمون أنّ بعض الملوك ربّما أحدثوا قولاً أو ديناً لهوي ، فيحملون الناس علي ذلك ، حتي لا يعرفوا غيره ، كنحو ما أخذ الناسَ الحجّاجُ بن يوسف بقراءة عثمان وترك قراءة ابن مسعود واُبىّ بن كعب ، وتوعّد علي ذلك بدون ما صنع هو وجبابرة بنى اُميّة وطغاة مروان بولد علىّ   وشيعته ، وإنّما كان سلطانه نحو عشرين سنة ، فما مات الحجّاج حتي اجتمع أهل العراق علي قراءة عثمان ، ونشأ أبناؤهم ولا يعرفون غيرها ; لإمساك الآباء عنها ، وكفّ المعلّمين عن تعليمها حتي لو قرأت عليهم قراءة عبد الله واُبىّ ما عرفوها ، ولظنّوا بتأليفها الاستكراه والاستهجان ; لإلف العادة وطول الجهالة ; لأنّه إذا استولت علي الرعيّة الغلبة ، وطالت عليهم أيّام التسلّط ، وشاعت فيهم المخافة ، وشملتهم التقيّة ، اتّفقوا علي التخاذل والتساكت ، فلا تزال الأيّام تأخذ من بصائرهم وتنقص من ضمائرهم ، وتنقض من مرائرهم ، حتي تصير البدعة التى أحدثوها غامرة للسنّة التى كان يعرفونها . ولقد كان الحجّاج ومن ولاّه كعبد الملك والوليد ومن كان قبلهما وبعدهما من فراعنة بنى اُميّة علي إخفاء محاسن علىّ   وفضائله وفضائل ولده وشيعته ، وإسقاط أقدارهم ، أحرص منهم علي إسقاط قراءة عبد الله واُبىّ ; لأنّ تلك القراءات لا تكون سبباً لزوال ملكهم ، وفساد أمرهم ، وانكشاف حالهم ، وفى اشتهار فضل علىّ   وولده وإظهار محاسنهم بوارُهم ، وتسليط حكم الكتاب المنبوذ عليهم ، فحرصوا واجتهدوا فى إخفاء فضائله ، وحملوا الناس علي كتمانها وسترها ، وأبي الله أن يزيد أمره وأمر ولده إلاّ استنارة وإشراقاً ، وحبّهم إلاّ شغفاً وشدّة ، وذكرهم إلاّ انتشاراً وكثرة ، وحجّتهم إلاّ وضوحاً وقوّة ، وفضلهم إلاّ ظهوراً ، وشأنهم إلاّ علوّاً ، وأقدارهم إلاّ إعظاماً ، حتي أصبحوا بإهانتهم إيّاهم أعزّاء ، وبإماتتهم ذكرهم أحياء ، وما أرادوا به وبهم من الشرّ تحوّل خيراً ، فانتهي إلينا من ذكر فضائله وخصائصه ومزاياه وسوابقه ما لم يتقدّمه السابقون ، ولا ساواه فيه القاصدون ، ولا يلحقه الطالبون ، ولولا أنّها كانت كالقبلة المنصوبة فى الشهرة ، وكالسنن المحفوظة فى الكثرة ، لم يصل إلينا منها فى دهرنا حرف واحد ، إذا كان الأمر كما وصفناه( شرح نهج البلاغة : ١٣ / ٢٢٣ . ) .

* ـ شرح نهج البلاغة : قال أبو جعفر : وقد روى أنّ معاوية بذل لسمرة بن جندب مائة ألف درهم حتي يروى أنّ هذه الآية نزلت فى علىّ بن أبى طالب : ³ وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَىٰ مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ  وَإِذَا تَوَلَّىٰ سَعَىٰ فِي الاَْرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ الْفَسَادَ    وأنّ الآية الثانية نزلت فى ابن مُلجم ، وهى قوله تعالي : ³ وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ   ) فلم يقبل ، فبذل له مائتى ألف درهم فلم يقبل ، فبذل له ثلاثمائة ألف فلم يقبل ، فبذل له أربعمائة ألف فقبل ، وروي ذلك .قال : وقد صحّ أنّ بنى اُميّة منعوا من إظهار فضائل علىّ   ، وعاقبوا علي ذلك الراوى له ; حتي إنّ الرجل إذا روي عنه حديثاً لا يتعلّق بفضله بل بشرايع الدِّين لا يتجاسر علي ذكر اسمه ; فيقول : عن أبى زينب .وروي عطاء عن عبد الله بن شداد بن الهاد ، قال : وددت أن اُترك فاُحدِّث بفضائل علىّ بن أبى طالب   يوماً إلي الليل ; وأنّ عنقى هذه ضربت بالسيف . قال : فالأحاديث الواردة فى فضله لو لم تكن فى الشهرة والاستفاضة وكثرة النقل إلي غاية بعيدة ، لا نقطع نقلها للخوف والتقيّة من بنى مروان مع طول المدّة ، وشدّة العداوة ، ولولا أنّ لله تعالي فى هذا الرجل سرّاً يعلمه من يعلمه لم يروَ فى فضله حديث ، ولا عرفت له منقبة ; أ لا تري أنّ رئيس قرية لو سخط علي واحد من أهلها ، ومنع الناس أن يذكروه بخير وصلاح لخمل ذكره ، ونسى اسمه ، وصار وهو موجود معدوماً ، وهو حىٌّ ميتاً(شرح نهج البلاغة : ٤ / ٧٣).