العتبة العلوية المقدسة - موقف علماء الشيعة من جلالة ووثاقة زيد الشهيد -
» » سيرة الإمام » المناسبات » سيرة الشهيد زيد بن علي » موقف علماء الشيعة من جلالة ووثاقة زيد الشهيد

 

موقف علماء الشيعة من جلالة ووثاقة زيد الشهيد

 

    إنّ موقف علماء الشيعة الاِمامية نفس موقف النبي وعترته الطاهرة ( عليهم السلام ) :

    1 ـ قال المفيد : كان عين إخوته بعد أبي جعفر ( عليه السلام ) وأفضلهم ، وكان ورعاً ، عابداً فقيهاً ، سخياً ، شجاعاً ، وظهر بالسيف يأمر بالمعروف ، وينهى عن المنكر ، ويطلب بثارات الحسين ( عليه السلام )  (

 

[1]).

    2 ـ وقال النسابة أبو الحسن علي بن محمد العمري : كان زيد أحد سادات بني هاشم فضلاً وفهماً خرج أيام هشام الاَحول ابن عبد اللّه  ([2]) فقتل وصلب ست سنين ، وقيل أُحرق وذري في الفرات ـ لعن اللّه ظالميه ـ  (

 

[3]).

    3 ـ وقال الطبرسي : إنّ زيداً كان من علماء آل محمد ، غضب للّه فجاهد أعداءه حتى قتل في سبيله  (

 

[4]).

    4 ـ وقال ابن داود : زيد بن علي بن الحسين قتل سنة إحدى وعشرين ومائة ، وله اثنتان وأربعون سنة شهد له الصادق ( عليه السلام ) بالوفاء وترحم له  (

 

[5]).

    5 ـ قال الشهيد الاَوّل في القواعد : وجاز أن يكون خروجهم بإذن إمامٍ واجب الطاعة كخروج زيد بن علي ( عليه السلام ) وغيره من بني علي ( عليه السلام )  (

 

[6]).

 

    6 ـ قال الشيخ عبد اللّه الاَفندي التبريزي : السيد الجليل الشهيد أبو الحسين زيد بن علي بن الحسين ، إمام الزيدية وكان سيداً كبيراً عظيماً في أهله وعند شيعة أبيه ، ولكن اختلفت الاَخبار وتعارضت الآثار بل كلام العلماء الاَخيار أيضاً في مدحه وقدحه ، والروايات في فضله كثيرة ، وقد ألّف جماعة من متأخري علماء الشيعة ومتقدميهم كتباً عديدة مقصورة على ذكر فضائله كما يظهر من مطاوي كتب الرجال ومن غيرها أيضاً.

 

    ومن المتأخرين ميرزا محمد الاسترآبادي فله رسالة في أحوال زيد بن علي. هذا وأورد فيه كلام المفيد في الاِرشاد بتمامه ، ونقل فيها أيضاً ما رواه الطبرسي في أعلام الورى ، وما رواه ابن طاووس في ربيع الشيعة ونحوهما ، وبالجملة فقد أورد فيها روايات كثيرة في مدحه.

 

    قال بعض أفاضل السادات المعاصرين ضوعف قدره في أوائل شرح الصحيفة : هو أبو الحسين زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) أُمّه أُمّ ولد كان جمّ الفضائل عظيم المناقب ، وكان يقال له : حليف القرآن. روى أبو نصر البخاري عن أبي الجارود ، قال : قدمت المدينة ، فجعلت كلّما سألت عن زيد بن علي. قيل لي : ذلك حليف القرآن. ذاك أُسطوانة المسجد من كثرة صلاته.

    وقال الشيخ بهاء الدين العاملي في آخر رسالته المعمولة في إثبات وجود القائم ( عليه السلام ) : الآن أيضاً إنّا معشر الاِمامية لا نقول في زيداً ـ رضي اللّه عنه ـ إلاّ خيراً وكان جعفر الصادق ( عليه السلام ) قد قال لاَصحابه : إنّ زيداً يتخطّى يوم القيامة أهل المحشر حتى يدخل الجنّة  والروايات عن أئمتنا في هذا المعنى كثيرة  (

 

[7]).

    7 ـ قال الكاظمي : اتّفق علماء الاِسلام على جلالته وثقته وورعه وعلمه وفضله ، وقد روي في ذلك أخبار كثيرة حتى عقد ابن بابويه في العيون باباً لذلك  (

 

[8]).

    8 ـ قال المحدّث النوري : وأمّا زيد بن علي فهو عندنا جليل القدر عظيم الشأن ، كبير المنزلة ، وما ورد مما يوهم خلاف ذلك مطروح أو محمول على التقية  (

 

[9]).

    9 ـ قال المحقّق المامقاني : إنّي أعتبر زيداً ثقة وأخباره صحاحاً اصطلاحاً بعد كون خروجه بإذن الصادق ( عليه السلام ) لمقصد عقلائي عظيم وهو مطالبة حقّ الاِمامة إتماماً للحجّة وقطعاً لعذرهم بعدم مطالب له وقول جمع فيه بالاِمامة بتسويل الشيطان مع نفيه إياها من نفسه ، وإثباته إياها لابن أخيه الصادق لا يزري فيه كعدم إزراء نسبة القائلين بإمامته إليه أحكاماً فقهية مخالفة للحق  (

 

[10]).

    10 ـ وقال المحقّق الخوئي : وقد استفاضت الروايات غير ما ذكرناه في مدح زيد وجلالته وأنّه طلب بخروجه الاَمر بالمعروف والنهي عن المنكر ـ إلى أن قال : ـ وإنّ استفاضة الروايات أغنتنا عن النظر في أسنادها  (

 

[11]).

 

    ثم إنّه أفرد غير واحد من أعلام الاِمامية تأليفاً في زيد وفضله ومآثره ، فمنهم :

 

    1 ـ إبراهيم بن سعيد بن هلال الثقفي (م 283 هـ) له كتاب أخبار زيد.

 

    2 ـ محمد بن زكريا مولى بني غلاب (م 298 هـ) له أخبار زيد.

 


    3 ـ عبد العزيز بن يحيى الجلودي (م 368هـ) له أخبار زيد.

 

    4 ـ محمد بن عبد اللّه الشيباني (م 372هـ) له كتاب فضائل زيد.

 

    5 ـ الشيخ الصدوق أبو جعفر القمي (م 381هـ) له كتاب في أخباره.

 

    6 ـ ميرزا محمـد الاسترابـادي صاحب الرجـال الكبير (م 1028هـ) لـه رسالة في أحوال زيد.

 

    7 ـ السيد محسن الاَمين العاملي أحد كبار علماء الاِمامية في القرن الرابع عشر (م 1373هـ) له كتاب أبو الحسين زيد الشهيد وقد طبع في الشام.

 

    8 ـ السيد عبد الرزاق الموسوي المقرم ، له كتاب زيد الشهيد وفي ذيله كتاب تنزيه المختار ، وقد طبع عام 1355هـ.

 

    هذه كلمات علماء الشيعة الاِمامية في حقّ زيد وليس هناك من الشيعة الاِمامية من يبغضه أو يذمّه ولو ورد فيه روايات ذم فإنّما هي مطروحة أو موَوّلة لاتعادل ماتواترت عليه من الروايات الدالة على وثاقته ، وجلالة قدره فمن أراد رمي الشيعة الاِمامية بغير هذا فهو كذاب يُعدُّ من رماة القول على عواهنه.

 

    نعم بعدما خرج زيد ، وجاهد وناضل وقتل وصلب وأُحرق اتّخذه أعداء الشيعة ذريعة للطعن على إمام الوقت جعفر الصادق ( عليه السلام ) وتوهم بعض الشيعة أنّ الاِمام من قام ونهض وجاهد ، دون غيره وهذا لا صلة له بزيد الثائر.

 

    وبذلك تقف على قيمة كلام رجلين يُعدّان من رماة القول على عواهنه :

 

    أحدهما : أحمد بن تيمية في كتاب منهاج السنّة .

 

    ثانيهما : الآلوسي البغدادي.

    قال ابن تيمية : إنّ الرافضة رفضوا زيد بن علي بن الحسين ومن والاه ، وشهدوا عليه بالكفر والفسوق  (

 

[12]).

    وقال الآلوسي : الرافضة مثلهم كمثل اليهود ، الرافضة يبغضون كثيراً من أولاد فاطمة ـ رضي اللّه عنها ـ بل يسبونهم كزيد بن علي  (

 

[13]).

 

    أقول : إنّ الرافضة ـ حسب تسمية الآلوسي ـ يقتفون أثر أئمتهم في كل صغيرة وكبيرة ، فإذا كان هذا موقف أئمتهم فكيف يمكن للشيعة التخطّي عنه ، والعجب أنّ الكاتبين كتبا ماكتبا ولم يرجعا إلى معاجم الرجال للشيعة وقد أطبقت معاجمهم على تزكيته وترفيع مقامه وتبجيله بكل كلمة.

بين أُباة الضيم وحماة الذل :

    لم أجد أحداً ممن كتب عن زيد ، وكفاحه وجهاده الرسالي الذي عرف به ، من القدامى والجدد من يغمطه حقه ويزدري به ، ويتكلم فيه بهمز أو لمز ، غير الكاتب السلفي : الشيخ شمس الدين الذهبي ، ومع أنّه يصف زيداً بأنّه كان أحد العلماء والصلحاء ، لكنّه يصف جهاده سقطة وزلّة يقول في موضع من كتبه : بدت منه هفوة فاستشهد ، فكانت سبباً لرفع درجته في آخرته   (

 

[14]) وفي كتاب آخر :

خرج متأوّلاً ، قتل شهيداً وليته لم يخرج   (

 

[15]).



([1])  الاِرشاد : 268 ، ط النجف.

([2])  والظاهر عبد الملك.

([3])  المجدي في الاَنساب : 1/156.

([4])أُنظر : رياض العلماء : 2/338.

([5])ابن داود : الرجال : 1/10 (ذكره في القسم الاَوّل الذي خصّه بالموثوقين بخلاف القسم الثاني فقد خصّه بالمجروحين والمهملين).  

([6])  القواعد : 2/207 (ضمن القاعدة : 221).

([7])  رياض العلماء وحياض الفضلاء : 2/318 ، وقد ترجم زيد بن علي ترجمة وافية ، طالع هذا الجزء ص 318 ـ 352.

([8])  راجع تكملة الرجال : 352 ، تنقيح المقال : 1/467.

([9])  المستدرك : 3/599.

([10])  تنقيح المقال : 1/469 ، 470.

([11])  معجم رجال الحديث : 7/347 ـ 349.

([12])  ابن تيمية : منهاج السنة : 2/126.

([13])  السنة والشيعة : 52.

([14])  تاريخ الاِسلام : حوادث (121 ـ 141هـ) ص 105. انظر إلى التناقض في كلامه إذ لو كان خروجه زلّة فكيف صار سبباً لرفع درجته في الآخرة.

([15])  سير أعلام النبلاء : 5/391.