العتبة العلوية المقدسة - هاشم الكعبي -
» » سيرة الإمام » الامام علي في ضمير الشعراء » شعراء القرن الرابع عشر الهجري » هاشم الكعبي

 
هاشم الكعبي

((     ــ 1231 هـ ))

الحاج هاشم بن حردان الكعبي نسباً الدورقي مولداً ومنشأ ومسكناً , والدورق عاصمة الفلاحية التي هي محل سكنى عشائر كعب , كان اكبر شعراء عصره وانقاهم ديباجة , لا يجري احد في حلبته خاصة في النسيب والتوخيد وهو فيهما نسيج وحده , وشعره رصين البناء نقي الديباجة , الفاظه محكمة الوضع لا يكاد يعثر على كلمة مقتضبة في شعره وكان عالماً لغوياً له رثاء كثير في الائمة عليهم السلام , وله ديوان كان يوجد في كربلاء لم أقف عليه , وقد توفي سنة 1231 هـ .

وذكره الشيخ اغا بزرك الطهراني فقال : هو الحاج هاشم بن حردان بن اسماعيل الكعبي الدورقي من العلمء الفضلاء والشعراء المشاهير , هاجر من الدورق الى كربلاء فحضر على علمائها عدة سنين وصار من اهل الفضل والعلم البارزين , وبرع في الشعر وفنون الادب حتى عد في مصاف شيوخه المشاهير من اعلامه , وله ديوان كبير ومعظم شعره في رثاء اهل البيت عليهم السلام  ولا سيما مراثي سيد الشهداء عليه السلام  وشعره رقيق منسجم , ولم اقف على مشايخه , ويحتمل ان يكون من تلاميذ الشيخ حسين العصفوري  رأيت بخطه ( هدية الابرار ) للشيخ حسين بن شهاب الدين الاخباري كتبه لنفسه ودعا له بالتوفيق وتاريخ فراغه سنة 1207 هـ رايته في مكتبة المولى علي محمد النجف آبادي في النجف توفي سنة 1231 هـ(

[1]) .

قال  يمدح امير المؤمنين عليه السلام :

ارايت يوم تحملتك القودا

 

من كان منا المثقل المجهودا

حملتها الغصن الرطيب وورده

 

وحملت فيك الهم والتسيدا

وجعات حظي  من وصالك ان ارى 

 

يوما به القى خيالك عيدا

 

 

 

 

 

 

 

 

لو شئت ان تعطي حشاي صبابة

 

فوق الذي بي ما وجدت مزيدا

اهوى رباك وكيف لي بمنازل

 

حشدت علي ضغائنا وحقودا
 

امعرس الحيين لم نجب

 

مضنى ولم تسمع له منشودا

أأصمك الاضعان يوم تحملوا 

 

ام صرت بعد الظاعنين بليدا

قدكت توضع بالاسنة والظبى

 

معنى وتفصح موعدا ووعيدا

حيث الشموس على الغصون ولم تكن

 

عاينت الا اوجها وقدودا

من سامعزك فاستباح من الشرى

 

آ ساده ومن الحذور الغيدا

انى انتفى ذاك الجلال  واصبحت

 

ايامك البيض  الليللي سودا

فاسمع ابثكانني انا  ذاك
 

 

الكمد الذي بك لا يزال عميدا

ما ابعدت منك القريب حوادث

 

عرضت ولا قربن منك  بعيدا

ولئن ابحت تجلدي فلطالما

 

الفيتني  عند الخطوب جليدا

اورحت تنكر صبوة قامت على

 

اثباتها فرق النحول شهودا

فلقبلما التزم العناد معاشر

 

جحدوا عليا يومه المشهودا

اخذوا بمسروب الشراب  وجانبوا

 

عذبا يمير الوافدين برودا

مصباح ليلتها صباح تهارها

 

يمنى نداها  تاجها المعقودا

مطعانها مطعامها مصدامها

 

مقدامها ضرغامها  المعهودا

بشر اقل صفاته ان عاينوا

 

منهن ما ضنوا به المعبودا

ضات قريش كم تقيس بسابق

 

الحلبات ملطوم الجبين مذودا

ياصاحب المجد الذي لجلاله

 

عنت السرايا ملغضا وعنيدا

لك غر افعال  اذا استقريتها

 

اخذت علي مفاوزا ونجودا

وصفات فضل اشكلت معنى فلا

 

اطلاق يكشفها ولا تقيدا

ومراتب قلدتها بمناقيب

 

كالعقد تلبسه الحسان الخودا

ما مر يومك ابيض عند الندى

 

الا انثنى بدم العدى خنديدا

احييته بابيك وجه خريدة

 

فكسيت ابيض خدها التوريدا

انى يشق غبار شاؤك معشر

 

كنت الوجود لهم وكنت الجودا

يجنون ما غرست يداك قضية

 

القت على شهب العقول خمودا

انى هم والخيل ينشر وقعها
 

 

نقعا تضن به السماءكديدا

ومواقف لك دون احمد جاوزت

 

بمقامك التعريف والتحديدا

فعلى الفراش مبيت ليلك والعدى

 

تهدي اليك بوارقا ورعودا

فرقدت مثلوج الفؤاد كانما

 

يهدي القراع لسمعك التغريدا

فكفيت ليلته وقمت معارضا

 

بالنفس لا فشلا ولا رعديدا

واستصبحوا فراوا دوين  مرادهم

 

جبلا اشم وفارسا صنديدا

رصدوا الصباح لينفقوا كنز الهدى

 

اماوما دروا كنز الهدى مرصودا

وغداة بدر وهي ام وقائع

 

كبرت وما زالت لهن ولودا

قابلتهن فلم تدع  بعقودها

 

نظما ولا لنظامهن عقيدا

فالتاح عتبة ثاويا بيمين من

 

يمناة اودت شيبة ووليدا

سجدت رؤسهم لديك وانما

 

كان الذي ضربت عليه سجودا

وتوحدت بعدازدواج والذي

 

ندبت اليه لتهتدي التوحيدا

وقضية المهراس عنكثب وقد

 

عم الفرار اساودا واسودا

ولى بها الطعن الدراك ولم
تكن

 

اذ ذاك مبدي كرة ومعيدا

فشددت كالليث الزبرفلم تدع

 

ركنا لجيش ضلالة مشدودا

وكشفتهم عن وجه ابيض ماجد

 

لم يعرف الادبار  والتعريدا

وعشية الاحزاب لما اقبلت

 

كالسيل مفعمة تقود القودا

عدات عن النهج القويم واقبلت

 

حلف الضلال كتائبا وجنودا

فابحت حرمتها وعدت بكبشها

 

في القاع تطعمه السباع حنيدا

وبني قريضة والنضيروسلعم

 

والواديين وخثعما وزبيدا

مزقت جيبن نفاقهم فتركتهم

 

 

امما لعارية السيوف غمودا

وشللت عشرافاقتنصت رئيسهم  

 

وتركت تسعا للفرار عبيدا

وعلى حنين اين يذهب جاحد

 

لما ثبت به وراح شريدا

 

ولخيبر خبر يصم حديثه

 

سمع العدى ويفجر الجلمودا

ويوم به كنت الفتى الفتاح

 

والكرار والمحبوب والصنديدا 

من بعد ما ولى الجبان براية الا

 

 

يمان تلتحف الهوان برودا

وراتك ولبشرت بقربك بهجة

 

فعل الودود يعين المودودا

فنصرتها ونضرتها فكانما

 

غصن يرنحه الصبا املودا

فغدوت ترقل والقلوب  خوافق

 

والنصر يرمي نحوك الاقليدا

فلقيتها وعقلت فارسها  ولا
 

 

عجب اذ افترس  الهزبر الصيدا

ويل امة ايضنك النكس الذي

 

ولى غداة الطعن يلوي جيدا

وتبعتها فحللت عقد ة تاجها

 

بيد سمت ورناجها الموصودا

وجعلته جسرا فقصر فاغتدت

 

طولى يمبنك جسرها الممدودا

وابحت حصنهم المشيد فلم يكن

 

حصن لهم من بعدذاك مشيدا

وحديث اهل النكث عسكر عسكر

 

بهم البهيمة جندها المحشودا

لا قاك فارسها فبغددها هاربا

 

لو كان محتوم القضا مردودا

وعلى ابن هند طار منك باشئم

 

يوم غدى لبني الولاء  سعودا

الفى جحاش الكرملين فقادهم

 

جهلا فابئس قائدا ومقودا

فغدوت مقتنصا نفوس كماته

 

 

لله مقتنص يصيد الصيدا

حتى اذا اعتقد القنا

 

مذ روبة وراى الحمام حديدا

وبدا له العضب الذي من قبله

 

قد فل اباء له وجدودا

رفع المصاحف لا ليرفعها علا

 

ولكن ليخفض قدرها ويكيدا

فجنى بها ثمر الامان  وخلفه

 

يوم يجرعه الشراب صديدا

وكذاك اهل النهر ساعة فارقوا

 

بفراقهم لجلالك التنايدا

فوضعت سيفك فيهم فافادهم

 

تلفا فدينك متلفا ومفيدا

ولقد روى مسروقهم عن امه

 

والحق ينطق منصفا وعنيدا

قالت همشر الورى ومبيدهم

 

خير الورى اكرم بذاك مبيدا

اني لاعذر حاسديك على العلى

 

وعلاك عذري لو عذرت حسودا

فليحسد الحساد مثلك انه

 

شرف يزيد على المدى تجديدا

ما انصفتك عصابة جهلتك اذ

 

جعلت لذاتك في الوجود نديدا

ثم ارتقت حتى ابتك  رضى بمن

 

لم يرض كعبك ان يراه صعيدا

ضلت ادلتها اتبدل بالعمى

 

 

رشدا وبالعدم المحال وجودا

وبما اسرت  من قديم نفاقها

 

وجرت عليه طارفا وتليدا

بلغ المرادي المرادواورد الحسن

 

الردى ومضى الحسين شهيدا

غدروا به اذجاءهم من بعد ما

 

اسدوا اليه مواثقا وعهودا

قتلوا به بدرا فاظلم ليلهم

 

فغدوا قياما في الظلال قعودا

فحموه ان يرد المباح وصيروا

 

ظلما له ظامي الرماح ورودا

فسمت اليه اماجد عرفوا به

 

قصد الطريق فادركوا المقصودا

نفر حوت جمل الثنا وتنسمت

 

ذلل المعاليوالدا ووليدا

من تلق منهم كهلا او فتى

 

علم الهدى بحر الندى المورودا

وتبادرت تلقى الاسنة لا ترى

 

الغمرات الا المائسات الغيدا

وكانما قصد القنا بنحورهم

 

در يفصلها الفناء عقودا

واستنزلوا حلل العلى فاحلهم

 

غرفاته فغدى النزول صعودا

فتظن عينك انهم صرعى وهم

 

في خير دار فارهين رقودا

واقام معدوم النضير فريد بيت

 

 

المجد معدوم النظير فريدا

يلقى القفار صواهلا ومناصلا

 

ويرى النهار قصاطلاوبنودا

ساموه ان يرد الهوان او المنية

 

والمسود لا يكون مسودا

فانصاع لا يعبأ بهم من عدة

 

كثرت عليه ولا يخاف عديدا

يلقى الكماة بوجه ابلج ساطع

 

فكانما اموا نداه وفودا

يسطو فتلقى البيض تغرس في الطلا

 

فتعود قائمة الرؤس حصيدا

اسد تضل له الاسود خوافقا

 

فترى الفتى يحكي الفتاة الرودا

البرق صارمه ولكن لم يسق

 

للوبل الا هامة ووريدا

والصقر لهذمه ولكن لم يصد

 

الا قلوب اوغرت وكبودا

بأسا يسر محمد ووصيه

 

ويغيض نسل سمية ويزيدا

حتى اذا حم الحمام وآن لا

 

 

 

تلقى عمادا للعلى وعميدا

عمدت اه كف العناد فسددت

 

 

سهما عدا التوفيق والتسديدا

فثوى بمستن النزال مقطع الا

 

وصال مشكور الفعال حميدا

لله مطروح حوت منه الثرى

 

نفس العلى والسؤدد المفقودا

ومبدد الاوصال الزم حزنه

 

شمل المكال فلازم التبديدا

ومجرح ماغيرت منه القنا

 

 

 

حسنا ولا اخلقن منه جديدا

قد كان بدرا فاغتدى شمس الضحى

 

 

مذ البسته يد الدماء لبودا

تحمي لشعة العيون فكلما

 

حاولن نهجا خلنه مسدودا

وتظله شجر القنا حتى ابت

 

ارسال هاجرة اليه بريدا

وثواكل في النوح تسعد مثلها

 

ارايت ذا ثكل يكون سعيدا

حنت فلم تر مثلهن نوائحا

 

 

 

اذ ليس في مثل فقيدهن فقيدا

لا العيس تحكيها اذا حنت ولا

 

 

الورقاء تحسن عندها التغريدا

ان تنع اعطت كل قلب حسرة

 

او تدع صدعت الجبال الميدا

عبراتها تحي الثرى لو لم تكن

 

زفراتها تدع الرياض همودا

وغدت اسيرة خدرها ابنة فاطم

 

لم تاق غير اسيرها المصفودا

تدعو بلهفة ثاكل لعب الاسى

 

بفؤاد حتى انطوى مفؤدا

تخفي الشجى جلدافان غلب الاسى

 

ضعفت فابدت شجوها المكمودا

نادت فقطعت القلوب بصوتها

 

لكنما انتظم البيان فريدا

انسان عيني يا حسين اخي يا

 

املي وعقد جماني المنضودا

مالي دعوت فلا تجيب ولم تكن

 

عودتني من قبل ذاك صدودا

المحنة شغلتك عنا ام قلى

 

حاشاك انك ما برحت ودودا

افهل سواك مؤمل يدعى به

 

فيجيب داعيةويروق عودا

ان استعن قامت الى ثواكل

 

لم تدر الا النوح والتعديدا

وكفيلها فوق المطي معاج

 

من ضره ومن الحديد قيودا

اوحيد اهل الفضل  يعجب جاهل

 

ان تمس مابين الطغام وحيدا

ويلام غيث ما سقاك وانه

 

من بحر جودك يستمد الجودا

يابن النبي الية من مدنف

 

بعلاك لا كذبا ولا تفنيدا

ما زال سهدي مثل حزني ثابتا

 

والغمض مثل الصبر عنك طريدا

تابى الجمود دموع عيني مثلما

 

يابى حريق القلب فيك خمودا

والقلب حلف الطرق فيك فكلما

 

اسبلت هذا زاد ذاك وقودا

وفصيحة عربية مانوسة

 

لم تالف الوحشي والتعقيدا

ما سامها الطائي الصغار ولا الذي


 

قد كان يدعى خالد بن يزيدا

انزلتها بجناب ابلج لم يخب

 

قصد لديه ولا يذل قصيدا

كانت به جهد المقل وانما

 

عذر الفتى ان يبلغ المجهودا

 


 



([1] ) طبقات أعلام الشيعة 2 / 297 من القسم المخطوط , مكتبة صاحب الذريعة العامة في النجف الأشراف  .