العتبة العلوية المقدسة - قتيل عميه لا يدرى من قتله -
» » سيرة الإمام » قصص ومواعظ من سيرة الامام علي عليه السلام » قتيل عميه لا يدرى من قتله

قتيل عميه لا يدرى من قتله

 

كان مالك الأشتر هو القائد الأعلى للجيوش بعد أمير المؤمنين (عليه السلام) فلما قام الإمام علي (عليه السلام) بتحريض الناس وحثهم على المسير الى صفين وقال (عليه السلام) :

 

سيروا الى أعداء الله سيروا الى أعداء القرآن والسنن سيروا الى الأحزاب وقتلة المهاجرين والأنصار .

 

فقام رجل من بني فزارة فقال له :

 

أتريد أن تسير بنا الى إخواننا من أهل الشام نقتلهم كما سرت بنا الى إخواننا من أهل البصرة فقتلتهم كلاً والله إذن لا نفعل ذلك.

 

فقام الأشتر فقال : من هذا المارق ؟

 

فهرب الفزاري وأشتد الناس على أثره فلحق في مكان من السوق تباع فيه البراذين فوطئوه بأرجلهم وضربوه بأيديهم ونصال سيوفهم حتى قتل فأتى علي (عليه السلام) فقيل له :

 

يا أمير المؤمنين قتل الرجل.

 

قال (عليه السلام): ومن قتله ؟

 

قالوا: قتلته همدان ومعهم شوب من الناس

 

فقال (عليه السلام) : قتيل عميه لا يدرى من قتله ديته من بيت مال المسلمين.

 

فقام الأشتر فقال :

 

يا أمير المؤمنين لا يهدنك ما رأيت ولا يولينك من نصرنا ما سمعت من مقالة هذا الشقي الخائن إن جميع من ترى من الناس شيعتك لا يرغبون بأنفسهم عن نفسك ولا يحبون البقاء بعدك فأن شئت سرت فسر بنا الى عدوك فو الله ما ينجوا من الخوف من خافه ولا يعطى البقاء من أحبه وإنا لعلى بينة من ربنا وإن أنفسنا لن تموت حتى يأتي أجلها وكيف لا نقاتل قوما كما وصف أمير المؤمنين وقد وثبت عصابة منهم على طائفة من المسلمين بالأمس وباعوا أخلاقهم بعرض من الدنيا يسير .

 

فقال أمير المؤمنين (عليه السلام) : الطريق مشترك والناس في الحق سواء ومن أجتهد رأيه في نصيحة العامة فقد قضى ما عليه .

 

ثم نزل فدخل منزله