فاطمة المعصومة ( عليها السلام )
فاطمة بنت موسى بن جعفر ( عليهما السلام ) المدفونة بقم وهي اخت الامام الرضا عليه السلام من الام ايضاومن القابها:( المعصومة ): وهي أكثر ما تعرف به ، وقد نقل عن الإمام الرضا ( عليه السلام ) أنّه قال : من زار المعصومة بقم كان كمن زارني (ناسخ التواريخ : ج7 ص 337 )و( كريمة أهل البيت ) وهذا اللقب ورد في جواب امير المؤمنين عليه السلام للمرعشي كما سوف يأتي ومن اقابها ايضا ( اُخت الرضا )
علمها وروايتها للحديث
تعتبر فاطمة المعصومة عالمة رواوية لاخبار ابائها الطاهرين وكيف لاتكون كذلك وقد ربيت في حجر مولانا الكاظم وفي رعاية الامام الرضا عليهما السلام فمن الاخبار التي روتها خبر الغدير عن بكير بن احنف قال حدثتنا فاطمة بنت علي بن موسى الرضا عليهم السلام حدثني فاطمة وزينب وأم كلثوم بنات موسى بن جعفر عليهم السلام ، فلن : حدثتنا فاطمة بنت جعفر بن محمد الصادق عليهم السلام .حدثني فاطمة بنت محمد بن علي عليهم السلام . حدثتني فاطمة بنت علي بن الحسين عليهم السلام . حدثتني فاطمة وسكينة ابنتا الحسين بن علي عليهم السلام . عن أم كلثوم بنت فاطمة بنت النبي صلّى الله عليه وآله وسلم ورضي عنها ، قالت : أنسيتم قول رسول الله صلى الله عليه وآله يوم غدير خم : من كنت مولاه فعلي مولاه . وقوله صلى الله عليه وآله وسلم : أنت مني بمنزلة هارون من موسى عليهما السلام.وكذلك روايتها بشارات للشيعة يوم القيامة وحديث من مات على حب ال محمد مات شهيدا وغيرها من الاحاديث
اما فقها وعلمها فيكفينا للدلالة عليه هذا الخبر الكاشف عن تبحرها في العلوم الشرعية والذي نقله السيد المستنبط رحمه الله عن احد مؤلفات ابن العرندس الحلي: ان جمعا من الشيعة قصدوا بيت الامام موسى بن جعفر عليه السلام للتشرف بلقائه وكان لديهم جملة مسائل فاخبروا ان الامام عليه السلام كان في سفر فكتبوا المسائل واعطوها للسيدة فاطمة المعصومة عليها السلام ثم انصرفوا وفي اليوم التالي وقد كانوا عزموا على الرحيل الى وطنهم مرووا ببيت الامام عليه السلام ورأوا أن الامام لم يعد من سفره بعد ولأنهم لابد ان يسافروا طلبوا مسائلهم على أن يقدموها للأمام في سفر آخر لهم الى المدينة فسلمت السيدة فاطمة عليها السلام المسائل اليهم بعد أن كتبت أجوبتها ولما رأوا ذلك فرحوا وخرجوا من المدينة قاصدين ديارهم ، وفي أثناء الطريق ألتقوا بالأمام الكاظم عليه السلام وهو في طريقه الى المدينة فحكوا ما جرى لهم فطلب اليهم أن يروه تلك المسائل فلما نظر في المسائل وأجوبتها قال ثلاثا: فداها أبوها ،
رحلتها الى قم ووفاتها
اتجهت السيدة معصومة الى بلاد فارس للقاء الامام الرضا عليه السلام وكان معها اثنان وعشرون منهم العلوييون وبعض الخدم ولما علم المأمون العباسي بالامروارسل شرطته الى هذه القافلة في منطقة ساوة منتصف الطريق بين بين قم وطهران فقتل من قتل وشرد من شرد وبقيت معصومة لا ناصر ولا معين كما بقيت الحوراء في كربلاء فسالت اناسا هناك عن بلدة قم فقالوا لها عشرة فراسخ (55كم تقريبا) فقالت احملوني اليها ، لقد كان هدفها الاولي لقاء الامام عليه السلام فلما تعذر ذلك اختارت لقاء شيعته في قم وهكذا كان للذي اراد الله ، وما ان سمع القميون بقدومها حتى عمتهم الفرحة وخرجوا لاستقبالها يتقدمهم كبير الشيعة موسى بن خزرج الاشعري فلما وصل اليها ترجل واخذ بزمام ناقتها وقادها الى منزله الذي لا زال في قم وكان ذلك في سنة 251 هجرية،فجرت عادت اهل قم في الخروج سنويا في موكب رمزي لاستقبالها احياءا لتلك الذكرى الكريمة
مكثت السيدة معصومة في قم سبعة عشر يوما وتوفيت سلام الله عليها في العاشر من ربيع الثاني على ارجح الاقوال لما توفيت امر موسى بتغسيلها وتكفينها وصلى عليها وحملوها الى مقبرة( بابلان) ووضعوها في السرداب حفر لها فاختلف ال سعد في من ينزلها الى السرداب ثم اتفقوا على خادم لهم صالح كبير السن يقال له قادر فلما بعثوا اليه راوا راكبين مقبلين من جانب الرملة وعليهما اللثام فلما قربا من الجنازة نزلا وصليا عليها ثم نزلا السرداب وانزلا الجنازة ودفناها فيه ثم خرجا ولم يكلما احد ولم يدر احد من هما
فضلها وفضل زيارتها
ورد في فضل فاطمة المعصومة الكثير من الاحاديث وقد حث اهل البيت عليهم السلام شيعتهم على زيارتها
فقد روى عدة من أهل الري ، أنهم دخلوا على أبي عبد الله ( عليه السلام ) وقالوا : نحن من أهل الري ، فقال ( عليه السلام ) : . مرحبا بإخواننا من أهل قم ، فقالوا : نحن من أهل الري ، فأعاد ( عليه السلام ) الكلام ، قالوا ذلك مرارا ، وأجابهم بمثل ما أجاب به أولا ، فقال : . إن لله حرما وهو مكة : وان للرسول ( صلى الله عليه وآله ) حرما وهو المدينة ، وإن لأمير المؤمنين ( عليه السلام ) حرما وهو الكوفة ، وإن لنا حرما وهو بلدة قم ، وستدفن فيها امرأة من أولادي تسمى فاطمة ، فمن زارها وجبت له الجنة . قال الراوي : وكان هذا الكلام منه ( عليه السلام ) قبل أن يولد الكاظم ( عليه السلام و عن سعد بن سعد ، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، قال : سألته عن زيارة فاطمة بنت موسى ( عليه السلام ) ، قال : من زارها فله الجنة(و عن ابن الرضا ( عليه السلام ) ، قال : من زار قبر عمتي بقم فله الجنة
والاخبار في ذلك كثيرة
كراماتها
كثيرة ايضا هي كرامات السيدة المعصومة الا ان اجلها ان الامام امير المؤمنين عليه السلام جعل زيارتها قبال زيارة الزهراء عليها السلام
وملخص ذلك ان السيد المرعشي كان في النجف كثيرا ما يزور مرقد امير المؤمنين عليه السلام ويتوسل اليه في ان يعرفه بمكان مرقد السيدة الزهراء عليها السلام ليتشرف بزيارتها وبعدة سنين مستمرة من التوسلات والتضرع راى امير المؤمنين عليه السلام في الرؤيا فاخبره بطلبه فقال له المولى امير المؤمنين عليه السلام بانها عليه السلام طلبت اخفاء قبرها ومخالفتها لا تكون الا ان من اراد ادراك زيارتها فليزر ابنتها كريمة اهل البيت فاطمة المعصومة في قم لذلك هاجر السيد الى قم وتوطن فيها مواضبا على زيارتها ،ولها كرامات كثيرة افرد لها محبوها كتبا لايسع المقام ايراد اكثر مما ذكر