العتبة العلوية المقدسة - الإمام الحسين عليه السلام في الحاجز -
» سيرة الإمام » » اولاد الامام علي عليه السلام » سيرة الامام الحسين عليه السلام » الامام الحسين من المدينة الى كربلاء » الإمام الحسين عليه السلام في الحاجز

الإمام الحسين عليه السلام في  الحاجز

*-  الطبري : قال أبو مخنف : وحدّثني محمّد بن قيس أنّ الحسين ( عليه السلام ) أقبل حتّى إذا بلغ الحاجز [ الحاجر ] ([1]) من بطن الرمّة بعث قيس بن مسهر الصيداوي إلى أهل الكوفة ، وكتب معه إليهم : بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ ، مِنَ الْحُسَيْنِ بْنِ عَليّ إِلى إِخوانِهِ مِنَ الْمُؤْمِنينَ وَالْمُسْلِمينَ ، سَلامٌ عَلَيْكُمْ ، فَإِنّي أَحْمَدُ إِلَيْكُمُ اللهَ الَّذي لا إِلهَ إِلاّ هُوَ ، أَمّا بَعْدُ ، فَإنَّ كِتابَ مُسْلِمِ بْنِ عَقيل جائَني يُخْبِرُني فيهِ بِحُسْنِ رَأْيِكُمْ ، وَاجْتِماعِ مَلَئِكُمْ عَلى نَصْرِنا ، وَالطَّلَبِ بِحَقِّنا ، فَسَأَلْتُ اللهَ أَنْ يُحْسِنَ لَنَا الصُّنْعَ ، وَأَنْ يُثيبَكُمْ عَلى ذلِكَ أَعْظَمَ الأْجْرِ ، وَقَدْ شَخَصْتُ إِلَيْكُمْ مِنْ مَكَّةَ يَومَ الثُّلاثاءِ لَِثمان مَضَيْنَ مِنْ ذِي الْحَجَّةِ يَوْمَ التَّرْوِيَةِ ، فَإِذا قَدِمَ عَلَيْكُمْ رَسُولي فَاكْمِشُوا أَمْرَكُمْ وَجِدُّوا ، فَإِنّي قادِمٌ عَلَيْكُمْ في أَيّامي هذِهِ إِنْ شاءَ اللهُ ، وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ . . . وأقبل قيس بن مسهر الصيداوي إلى الكوفة بكتاب الحسين ( عليه السلام ) ، حتّى إذا انتهى إلى القادسيّة أخذه الحصين بن تميم فبعث به إلى عبيد الله بن زياد ، فقال له عبيد الله : اصعد إلى القصر فسبّ الكذّاب ابن الكذّاب ! فصعد ثمّ قال : أيّها الناس ! إنّ هذا الحسين بن عليّ خير خلق الله ابن فاطمة بنت رسول الله ، وأنا رسوله إليكم ، وقد فارقته بالحاجز ، فأجيبوه ، ثمّ لعن عبيد اللّه  ابن زياد وأباه ، واستغفر لعليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) . فأمر به عبيد الله بن زياد أن يرمى به من فوق القصر ، فرمي به فتقطّع فمات . ([2])

 *-  الدينوري : أنّه ( عليه السلام ) كتب إلى أهل الكوفة : بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ ، مِنَ الْحُسَيْنِ بْنِ عَليٍّ إِلى إِخْوانِهِ مِنَ الْمُؤْمِنينَ بِالْكُوفَةِ ، سَلامٌ عَلَيْكُمْ ، أَمّا بَعْدُ ، فَإِنَّ كِتابَ مُسْلِمِ ابْنِ عَقيل وَرَدَ عَلَيَّ بِاجْتِماعِكمْ لي ، وَتَشَوُّقِكُمْ إِلى قُدُومي ، وَما أَنْتُمْ عَلَيْهِ مُنْطَوُونَ مِنْ نَصْرِنا ، وَالطَّلَبِ بِحَقِّنا ، فَأَحْسَنَ اللهُ لَنا وَلَكُمُ الصَّنيعَ ، وَأَثابَكُمْ عَلى ذلِكَ بِأَفْضَلِ الذُّخْرِ ، وَكِتابي إِلَيْكم مِنْ بَطْنِ الرُّمَّةِ وَأَنَا قادِمٌ عَلَيْكم وَحَثيثُ السَّيْرِ إِلَيْكُمْ ، وَالسَّلامُ . ثمّ بعث بالكتاب مع قيس بن مسهر . . . ([3])



([1])الحاجز : واد بعالية نجد وبطن الرمّة ، ومن الحاجز إلى النقرة سبعة وعشرون ميلاً ونصف ، الحسين ( عليه السلام ) في طريقه إلى الشهادة وفي بعض الكتب الحاجر بالراء المهملة .

([2])تأريخ الطبري 3 : 301 ، الإرشاد : 220 ، وفيه ، يقال : أرسل عبد الله يقطر أخاه من الرضاعة ، مثير الأحزان : 42 ، البداية والنهاية 8 : 181 ، وفيه بدل " فاكمشوا " " فاكتموا " ، بحار الأنوار 44 : 369 ، العوالم 17 : 219 ، وفيه : يقال أنّه بعث عبد الله يقطر أخاه من الرضاعة ، ينابيع المودّة : 405 ، وفيه : فاكتبوا إليّ ، وقعة الطفّ : 159 .

([3])الأخبار الطوال : 245 .