العتبة العلوية المقدسة - ابن عمر -
» » سيرة الإمام » قالوا في امير المؤمنين » الصحابة والتابعيين » ابن عمر

 ابن عمر

القندوزي في الينابيع: وعن أبي وائل عن ابن عمر قال: كنا إذا عددنا أصحاب النبي صلى الله عليه واله  ، قلنا : أبو بكر وعمر وعثمان ، فقال رجل لابن عمر: فعلي ما هو؟ قال: إن علياً من أهل البيت، لا يقاس به أحد، هو مع رسول الله صلى  الله عليه واله  في درجته! إن الله يقول: ]الذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم[(3) ففاطمة مع أبيها صلى الله عليه واله  في درجته، وعلي معهما، مع الحسن والحسن(4).

الذهبي في ميزان الاعتدال (1): بسنده عن أبي اسحاق، قال: (سألت ابن عمر عن عثمان وعليّ عليه السلام  ، فقال: تسألني عن عليّ ؟ فقد رأيت مكانه من رسول الله صلى الله عليه واله  ، إنّه سدّ أبواب المسجد إلاّ باب عليّ عليه السلام  ) .

والهيثمي في مجمع الزوائد(2) قال: وعن العلاء بن العرار، قال: (سئل ابن عمر عن عليّ عليه السلام  وعثمان، فقال: أمّا عليّ فلا تسألوا عنه أنظروا إلى منزله من رسول الله صلى الله عليه واله  فإنّه سدّ أبوابنا في المسجد وأقرّ بابه، وأمّا عثمان، فإنّه أذنب يوم التقى الجمعان ذنباً عظيماً فعفا الله عنه، وأذنب فيكم ذنباً دون ذلك فقتلتموه).

ابن المغازلي في مناقبه(2): بسنده عن نافع مولى ابن عمر، قال: قلت لابن عمر: (من خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه واله ؟ قال: ما أنت وذاك لا أمّ لك، ثمّ قال: استغفر الله خيرهم بعده من كان يحلّ له ما كان يحل له، ويحرم عليه ما كان يحرم عليه، قلت: من هو؟ قال: عليّ.. سدّ أبواب المسجد وترك باب عليّ وقال له: لك في هذا المسجد مالي وعليك فيه ما عليَّ، وأنت وارثي ووصيّي، تقضي ديني وتنجز عداتي وتقتل على سنّتي، كذب من زعم أنّه يبغضك ويحبني).

احمد في مسنده: حدثنا وكيع، عن هشام بن سعد، عن عمر بن أسيد عن، ابن عمر قال : (… لقد أوتي ابن أبي طالب ثلاث خصال لأن تكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم زوجه رسول الله صلى الله عليه واله  ابنته وولدت له وسد الأبواب إلا بابه في المسجد وأعطاه الراية يوم خيبر) (2).

صحيح البخاري: حدثنا محمد بن رافع، حدثنا حسين، عن زائدة، عن أبي حصين، عن سعد بن عبيدة قال: جاء رجل إلى ابن عمر … ثم سأله عن علي، فذكر محاسن عمله، قال هو ذاك بيته أوسط بيوت النبي صلى الله عليه واله  ثم قال لعل ذاك يسوءك قال أجل قال فأرغم الله بأنفك انطلق فاجهد علي جهدك.(3).

الحافظ الحسكاني في مقدمة شواهد التنزيل(1) تحت الرقم (12) : عن خلف ابن خليفة قال: سمعت أبا هارون العبدي قال: (كنت جالساً مع ابن عمر إذ جاء نافع بن الأزرق، فقال: والله إنّي لأبغض عليّاً، قال ابن عمر: أبغضك الله تبغض رجلاً سابقة من سوابقه خير من الدنيا وما فيها).

قال احد العلماء المعاصرين : كيف لا يكون أمير المؤمنين علي عليه السلام  سابقة من سوابقه خير من الدنيا وما فيها وهو أوّل من آمن بالله وبرسوله صلى الله عليه واله  ولم يبلغ الحلم، وآزر وناصر رسول الله صلى الله عليه واله  وصلّى معه قبل أن يؤمن ويصلّي غيره ؟(2).

وكيف لا تكون له سوابق لو قسّمت واحدة منها بين الخلائق لوسعت الجميع خيراً، ونادى جبرئيل في يوم أُحد: (لافتى إلاّ علي لا سيف إلا ذو الفقار).

وكيف لا تكون له تلك السوابق ويوم الخندق لمّا قابل عمرو بن عبد ود العامري قال رسول الله صلى الله عليه واله  في حقّه ـ وهو صلى الله عليه واله  لا ينطق عن الهوى ـ : (ذهب الإيمان كلّه إلى الشرك كلّه)، ولمّا ضرب عمراً فقتله قال صلى الله عليه واله : (لضربة عليّ يوم الخندق أفضل من عبادة الثقلين).

وكيف لا تكون له تلك المناقب ، وقد قال رسول الله صلى الله عليه واله  في حقّه يوم خيبر: (لأعطيّن الراية غداً رجلاً يحبّ الله ورسوله ويحبّه الله ورسوله)... وما أعطى الراية إلاّ علياً   عليه السلام   .

وكيف لا... وكان عليه السلام  في آية المباهلة (1) كنفس رسول الله صلى الله عليه واله  ، وفي حديث المنزلة قال له النبي صلى الله عليه واله : (أنت منّي بمنزلة هارون من موسى) ، وما استثنى (صلوات الله وسلامه عليه) إلاّ النبوة؟!

وكيف لا... وقد قال رسول الله صلى الله عليه واله  في حقّه: (أوصي من آمن بي وصدّقني: بولاية عليّ بن أبي طالب، فمن تولاّه فقد تولاّني، ومن تولاّني فقد تولّى الله) الحديث؟!

وكيف لا… وقال رسول الله صلى الله عليه واله : (عليّ منّي وأنا منه، وهو وليّكم بعدي) وقال: صلى الله عليه واله : (من كنت مولاه فهذا عليّ مولاه، اللّهم وال من والاه وعاد من عاداه..) ؟!

إلى غير ذلك من السوابق والفضائل والمناقب المختصة كلها بعلي بن أبي طالب عليه السلام  ولا يشاركه فيها أحد من أصحاب النبيّ صلى الله عليه واله ، لا من المهاجرين ولامن الأنصار.

نعم، وهذه السوابق والفضائل والمناقب المختصّة به تكون حجّة للفرقة الناجية ـ الشيعة الإمامية الاثني عشريّة ـ على أنّه عليه السلام  كان خليفة الله في الأرض وحجّة الله على الخلق بعد النبيّ صلى الله عليه واله  وأنه وصيّ رسول الله صلى الله عليه واله  والقائم مقامه، وهو إمام الأمّة الإسلاميّة ووليّ أمرها من يوم وفاة النبيّ صلى الله عليه واله  بلا فصل. وهذه الحجّة بالغة وداحضة، لأنها من كتاب الله وسنّة رسول الله صلى الله عليه واله  ومؤيّدة بالعقل السليم.

قال عبد الله بن عمر لنافع بن الازرق - لما قال: إنّي أبغض علياً - أبغضك الله، اتبغض رجلاً سابِقة من سوابقه خير من الدنيا وما فيها.

وقال أيضاً: ما كنت آسى على شيء إلاّ أنّي لم أقاتل مع علي الفئة الباغية.

 



(3) سورة الطور: 21 .

(4) ينابيع المودة: ص208 ب55.

(1) ميزان الاعتدال: ج 2 ص194 .

(2) مجمع الزوائد: ج 9 ص115 .

(2) مناقب علي بن أبي طالب: ص261 .

(2) مسند أحمد: رقم الحديث: 4566، حسب ترقيم العالمية.

(3) صحيح البخاري: رقم الحديث: 3428، حسب ترقيم العالمية.

(1) شواهد التنزيل: ج1.

(2) راجع حول هذه الفضائل وما سيشار اليه الفصول السابقة من هذا الكتاب، وانظر فهرس القسم الأول والثاني من حياة الإمام علي بن أبي طالب u.

(1) سورة آل عمران: 62 .