العتبة العلوية المقدسة - انسان عيني يا حسين للحاج هاشم الكعبي -
» سيرة الإمام » » اولاد الامام علي عليه السلام » سيرة الامام الحسين عليه السلام » الحسين في ضمير الشعراء » انسان عيني يا حسين للحاج هاشم الكعبي

انسان عيني يا حسين  للحاج هاشم الكعبي

أ رأيت يوم تحملتك القودا

 

من كان منا المثقل المجهودا

حملتها الغصن الرطيب وورده

 

وحملت فيك الهم والتسهيدا

وجعلت حظي من وصالك أن أرى

 

يوما به ألقى خيالك عيدا

لو شئت أن تعطي حشاي صبابة

 

فوق الذي بي ما وجدت مزيدا

أهوى رباك وكيف لي بمنازل

 

حشدت علي ضغائنا وحقودا

أ معرس الحيين ما لك لم تجب

 

مضنى ولم تسمع له منشودا

أ أصمك الأظعان يوم تحملوا

 

أم صرت بعد الظاعنين بليدا

قد كنت توضح بالأسنة والظبى

 

معنى وتفصح موعدا ووعيدا

حيث الشموس على الغصون ولم
تكن

 

عاينت الا أوجها وقدودا

من سام عزك فاستباح من الشرى

 

آساده ومن الخدور الغيدا

انى انتفى ذاك الجلال وأصبحت

 

أيامك البيض الليالي سودا

فاسمع أبثك انني أنا ذلك الـ

 

كمد الذي بك لا يزال عميدا

ما بعدت منك القريب حوادث

 

عرضت ولا قربن منك بعيدا

لا تحسبنه هوى يخال وإن غدا

 

حظي الشقي تفرقا وصدودا

فلأنت أنت وإن عدت بك نية

 

عن ناظري وتركن دونك بيدا

ولئن أبحت تجلدي فطالما

 

ألفيتني عند الخطوب جليدا

تالله لا أنسى ابن فاطم والعدى

 

تهدي إليه بوارقا ورعودا

غدروا به إذ جاءهم من بعد ما

 

أسدوا إليه مواثقا وعهودا

قتلوا به بدرا فاظلم ليلهم

 

فغدوا قياما في الضلال قعودا

وحموه أن يرد المباح وصيروا

 

ظلما له ظامي الرماح ورودا

فسمت إليه أماجد عرفوا به

 

قصد الطريق فادركوا المقصودا

نفر حوت جمل الثنا وتسنمت

 

قلل المعالي والدا ووليدا

من تلق منهم تلق كهلا أو فتى

 

علم الهدى بحر الندى المورودا

وكأنما قصد القنا بنحورهم

 

درر يفصلها الفناء الطعان عقودا

واستنزلوا حلل العلا فأحلهم

 

غرفاته فغدا النزول صعودا

 

فتظن عينك أنهم صرعى وهم

 

في خير دار فارهين رقودا

وأقام معدوم النظير فريد بيـ

 

 

ت المجد معدوم النصير فريدا

يلقى القفار صواهلا ومناصلا

 

ويرى النهار قساطلا وبنودا

ساموه أن يرد الهوان أو المنيـ

 

ـة والمسود لا يكون مسودا

فانصاع لا يعبأ بهم عن عدة

 

كثرت عليه ولا يخاف عديدا

 

يلقى الكماة بوجه أبلج ساطع

 

فكأنما أموا نداه وفودا

يسطو فتلقى البيض تغرس في الطلى

 

فتعود قائمة الرؤوس حصيدا

أسد تظل له الأسود خواضعا

 

فترى الفتى يحكي الفتاة الرودا

البرق صارمه ولكن لم يسق

 

للوبل إلا هامة ووريدا

والصقر لهذمه ولكن لم يصد

 

إلا قلوبا أوغرت وكبودا

باس يسر محمدا ووصيه

 

ويغيظ نسل سمية ويزيدا

حتى إذا حم الحمام وآن لا

 

تلقى عمادا للعلى وعميدا

عمدت له كف العناد فسددت

 

سهما عدا التوفيق والتسديدا

فثوى بمستن النزال مقطع الـ

 

أوصال مشكور الفعال حميدا

لله مطروح حوت منه الثرى

 

نفس العلى والسؤدد المعقودا

ومبدد الأوصال الزم حزنه

 

شمل الكمال فلازم التبديدا

ومجرح ما غيرت منه القنا

 

حسنا ولا اخلقن منه جديدا

قد كان بدرا فاغتدى شمس الضحى

 

مذ ألبسته يد الدماء لبودا

يحمي أشعته العيون فكلما

 

حاولن نهجا خلته مسدودا

وتظله شجر القنا حتى أبت

 

إرسال هاجرة إليه بريدا

وثواكل في النوح تسعد مثلها

 

أ رأيت ذا ثكل يكون سعيدا

ناحت فلم تر مثلهن نوائحا

 

إذ ليس مثل فقيدهن فقيدا

لا العيس تحكيها إذا حنت ولا

 

الورقاء تحسن عندها الترديدا

إن تنع أعطت كل قلب حسرة

 

أو تدع صدعت الجبال الميدا

عبراتها تحيي الثرى لو لم تكن

 

زفراتها تدع الرياض همودا

وغدت أسيرة خدرها ابنة فاطم

 

لم تلق غير أسيرها مصفودا


تدعو بلهفة ثاكل لعب الأسى

 

بفؤاده حتى انطوى مفقودا

تخفي الشجا جلدا فان غلب الأسى

 

ضعفت فأبدت شجوها المكمودا

 

نادت فقطعت القلوب بشجوها

 

لكنما انتظم البيان فريدا

انسان عيني يا حسين أخي يا

 

أملي وعقد جماني المنضودا

ما لي دعوت فلا تجيب ولم تكن

 

عودتني من قبل ذاك صدودا

المحنة شغلتك عني أم قلى


 

حاشاك أنك ما برحت ودودا

أ فهل سواك مؤمل يدعى به

 

فيجيب داعية ويورق عودا

إن استعن قامت إلي ثواكل


 

لم تدر إلا النوح والتعديدا

وكفيلها فوق المطي معالج

 

من ضره ومن الحديد قيودا

أ وحيد أهل الفضل يعجب جاهل

 

أن تمس ما بين الطغام وحيدا

ويلام غيث ما سقاك وانه

 

من بحر جودك يستمد الجودا

قد كان يعتب عند تركك ظاميا

 

لو كان غيرك بحره المورودا

يا ابن النبي ألية من مدنف

 

بعلاك لا كذبا ولا تفنيدا

ما زال سهدي مثل حزني ثابتا

 

والغمض مثل الصبر عنك طريدا

تأبى الجمود دموع عيني مثلما

 

يأبى حريق القلب فيك خمودا

والقلب حلف الطرف فكلما

 

أسبلت هذا زاد ذاك وقودا

طال الزمان على لقاك فهل قضى

 

للحزن والمحزون فيك خلودا

أ فلم يحن حين المسرة أن ترى

 

عيناي ذاك الصارم المغمودا

وفصيحة عربية مانوسة

 

لم تالف الوحشي والتعقيدا

ما سامها الطائي الضعار ولا الذي

 

قد كان يدعى خالد بن يزيدا

أنزلتها بجناب أبلج لم يخب

 

قصد لديه ولا يذل قصيدا

كانت به جهد المقل وإنما

 

عذر الفتى أن يبلغ المجهودا

لو شاء يمدح بالذي هو أهله

 

حصر الأنام فما سمعت نشيدا