اعترافهم بغيبته
قال أبن حجر الهيثمي المكي : وقد غاب عن أنظار الناس حتى يأذن الله له
بالظهور (( فيملأ الأرض به عدلا وقسطا كما ملئت ظلماً وجورا )) نص الحـديث أخرجـه بـن حجـر في صواعقه : 99.
أخبر به النبي العظم كما رواه غير واحد…
منهم أبن الصباغ المالكي وقد تقدم قريباً من الحديث (( … آتاه الله تعالى فيها الحكمة كما آتاها يحيى صبيا، وجعله إماما في حال الطفولية كما جعل عيسى بن مريم في المهد نبيا، وقد سبق النص عليه في ملة الإسلام من النبي محمد عليه الصلاة والسلام، وكذلك من جده علي بن أبي طالب ومن بقية آبائه أهل الشرف والمراتب، وهو صاحب السيف القائم المنتظر كما ورد في صحيح الخبر. الفصول المهمة ط حجر : 309.
قال العلامة الشيخ محمـد الـصبّان : قال سيدي عبـد الوهـاب الشعراني في كتابه (اليواقيت والجواهر) : المهدي من ولد الإمام حسن العسكري ومولده ليلة النصف من شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين وهو باق إلى أن يجتمع بعيسى بن مريم هكذا أخبرني الشيخ حسن العراقي المدفون بمصر حين أجتمع به ووافقه على ذلك سيدي علي الخوّاص . إسعاف الراغبين :141.
روى العلامة الشيخ محمد الصبان أنه قـال : الشيخ محي الـدين أبن العربي الطائي في (الفتوحات المكية ) : وأعلموا أنه لابد من خروج المهدي(عليه السلام )، لـكن لا يخرج حتى تمتلئ الأرض جوراً وظلماً فيملـؤها قسطاً وعـدلاً ، وهو من عترة رسول الله صلى الله عليه وسلم من ولد فاطمة رضي الله عنها ، جده الحسين بن علي بن أبي طالب، ووالـده الإمام الحسن العسكري أبن الإمام علي النقي إلى آخر سلسلة النسب . إسعاف الراغبين هامش نور الأبصار : 141 و142 . وروى عبد الحميد بن أبي الحديد المعتزلي في شرح النهج 1 : 92 و93 خطبة أمير المؤمنين(عليه السلام ) لما بويع بالخلافة في المدينة وهي من جلائل خطبه، ثم قال المعتزلي : وفيها زيادات حذفها الرضي، إما اختصارا أو خوفاً من إيحاش السامعين . وذكر شيخنا أبو عثمان الجاحظ في كتاب ( البيان والتبيّين ) على وجهها ورواها عن أبي عبيدة وزاد فيها في رواية جعفر بن محمد عن آبائه عليهم السلام .قوله(عليه السلام ) : (( ألا أن أبرار عترتي وأطايب أرومتي أحلم الناس صغاراً، وأعلم الناس كباراً، ألا وإنا أهل بيت من عِلم الله عُلِمْنا، وبحكم الله حكمنا ،ومن قول صادق سمعنا، فإن تتبّعوا آثارنا تهتدوا ببصائرنا، وإن لم تفعلوا يهلككم الله بأيدينا، معنا راية الحق ، من تبعها لحق ، ومن تأخر عنها غرق، ألا وبنا يُدرك ترة كل مؤمن، وبنا تخلع ربقة الذل عن أعناقكم، وبنا فتح لا بكم )).
إشارة إلى المهدي الذي يظهر في آخر الزمان ،وأكثر المحدثين ( ذهبوا )على إنه من ولد فاطمة(عليه السلام )، وأصحابنا المعتزلة لا ينكرونه وقد صرحوا بذكره في كتبهم وأعترف به شيوخهم .
قال زيني دحلان في الفتوحات الإسلامية، 2 : 322 : أحاديث المهدي كثيرة متواترة، والضعيف فيها وإن كان أكثر لكنها لكثرة رواتها ومخرجيها يقوِّي بعضها بعضاً حتى صارت تفيد القطع، وأن العلامة السيّد محمد رسول برزنجي نبه في آخر كتاب ( الإشاعة ) على تواتر الأخبار التي جاء بها ذكر المهدي، وإنه من المقطوع به، وإنه من ولد فاطمة(عليه السلام ) وإنه يملأ الأرض عدلاً .
وقال شيخ أهل السنه نـور الـدين علـي المكي الـمالكي المعـروف بابـن الصبّـاغ في الفصـول المهمة : 317 : الروايات عن الأئمة الثقات والنصوص الدالة على إمامته ( أي المهدي ) كثيرة شهيرة بالغةٌ حد التواتر، حتى أضربنا عن ذكرها إعتماداً على أشتهارها، وقد دونها أصحاب الحديث في كتبهم وأعتنوا بجمعها ولم يتركوا شيئاً منها . وكثير من علماء الإسلام والأئمة.
منهم الترمذي في صحيحه 2 : 46 و70، وحكم الترمذي بصحة تلك الأخبار، وقال أيضاً: تواترت الأخبار عن النبي صلى الله عليه وسلم ( أن المهدي من أهل البيت وإنه يملأ الأرض عدلاً ).
وأبو داود في صحيحة 4 : 187 أيضاً .وقال أبن حجر الهيثمي في الفتاوى الحديثة من ص 28 فما فوقها : إن الأحاديث كثيرة متواترة في علامات ظهور المهدي، وإنه من أهل البيت من ولد علي وفاطمة، وإنه يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً.وأخرج أحمد بن حنبل في مسنده 3 : 27و28 عن النبي صلى الله عليه وسلم إنه قال : (المهدي من أهل بيتي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجورا) .والبخاري في صحيحه 2 : 168 في باب نزول عيسى(عليه السلام ) وفي ج 6 : 317 من فتح الباري لأبن حجـر العسقلاني في شرح صحيح البخاري قال ( كيف أنتم إذا نزل فيكم أبن مريم وإمامكم منكم ) وغير هؤلاء العلماء.