رثاء أمير المؤمنين عليه السلام في ايام شهادته
1- الإمام الحسن (ع) يرثي والده
وبعد أن فرغ من خطبته في تأبينه قال عليه السلام يرثيه :
أين من كان لعلم المصطفى في الناس بابا |
|
أين من كان إذا ما قحط الناس سحابا |
أين من كان إذا نودي للحرب أجابـــا |
|
أين من كان دعاءه مستجابا و مجابــــــــا |
وله أيضا (عليه السلام ) يرثي والده :
خل العيون و ما أردن |
|
من البكاء على علـــــــــي |
لا تقبلن من الخلــــــــــي |
|
فليس قلبك بالخلـــــــــــي |
لله أنت إذ الرجـــــــــال |
|
تضعضعت وسط الندي |
فرجت غمته و لــــــــــم |
|
تركن إلى فشل وعـــــــي |
وله عليه السلام فيه :
خذل الله خاذليه و لا |
|
أغمد عن قاتليه سيف الفناء (1) |
2- عبد الله بن عباس :
وقال عبد الله بن العباس بن عبد المطلب :
وهز علي بالعراقين لحية |
|
مصيبتها جلت على كل مسلم |
وقال سيأتيها من الله نازل |
|
ويخضبها أشقى البرية بالدم |
فعاجله بالسيف شلت يمينه |
|
لشؤم قطام عند ذاك إبن ملجم |
فيا ضربة من خاسر ضل سعيه |
|
تبوأ منها مقعدا في جهنم |
ففاز أمير المؤمنين بخطة |
|
وإن طرقت إحدى الليالي بمعظم |
ألا إنما الدنيا بلاء وفتنة |
|
حلاوتها شيبت بصاب وعلقم([1]) |
3- صعصعة بن صوحان
ولما فرغ من تأبينه لأمير المؤمنين والذي ذكرناه في فصل سابق أخذ ينشد :
ألا من لي بانسك يا أخيــــــــا |
|
ومن لي إن أبثك ما لديـا |
طوتك خطوب دهر قد تولى |
|
لذاك خطوبه نشرا وطـــيا |
فلو نشرت قواك لي المنايـــــــــــــــا |
|
شكوت إليك ما صنعت إليا |
بكتك يا علي بدر عينـــــــــــــي |
|
فلم يغن البكاء عليك شيـا |
كفى حزنا بقتلك ثـم إنـــــــــــــي |
|
نفضت تراب قبرك من يديا |
وكانت في حياتك لي عضـــــات |
|
وأنت اليوم أوعظ منك حيا |
فيا أسفي عليك وطول شقوتي |
|
ألا لو إن ذلك رد شـيــا([2]) |
وله أيضا في رثاء أمير المؤمنين عليه السلام :
هل خبر القبر سائليــــــه |
|
أم قر عينا بزائريــــــــه |
أم هل تراه أحاط علمـا |
|
بالجسد المستكن فيــــه |
لو علم القبر من يواري |
|
تاه على كل من يليــه |
يا موت ماذا أردت مني |
|
حققت ما كنت تبغيـه |
يا موت لو تقبل إفتـداء |
|
لكنت بالروح أفتديـه |
ودهر رماني بفقد الفـي |
|
أذم دهري وأشتكيـه(2) |
4 - أبو الأسود الدؤلى
وتسارع شعراء الشيعة إلى إستنكار الجريمة ورثاء أمير المؤمنين عليه السلام وكان أبرزهم أبو الأسود الدؤلي حيث قال معرضا بمعاوية ويشير إلى خلافة الحسنعليه السلام :
|
ألا يا عين جودي واسعدينــــا |
|
إلا تبكي أمير المؤمنينا |
|||
|
وتبكي أم كلثوم عليـــــــــــــــــه |
|
بعبرتها وقد رأت اليـقينـــــــــــــا |
|||
|
ألا قل للخوارج حيث كانـــوا |
|
فلا قـرت عيون الشامتينــــا |
|||
|
وأبكي خير من ركب المطايــــا |
|
وحث بها وأقرى الضاعنينـا |
|||
|
قلتم خير من ركب المطايـــــــا |
|
وفارسها وخير من ركب السفينا |
|||
|
ومن لبس النعال ومن حذاها |
|
ومن قــرأ المثانـي والمبينــــــــــــــــا |
|||
|
ومن صام الهجير وقام ليــــلا |
|
وناجى الله خيــر الخـالقيـنـــــــــا |
|||
|
إمام صـدق بـر نـقـــــــــــــــــــي |
|
فقد حوى علــما وديـنــــــــــــــــــا |
|||
|
شجاع أشوس بطل همـــــــام |
|
ومقدام الأساود فـي العريــنــــــا |
|||
|
كمي باسل قرم هــزبـــــــــــــــر |
|
جمي أروع لـيث بـطـيـنـــــــــــــــــا |
|||
|
فعـمرو قاده في الأسى لـمــــــا |
|
شقى وطغى إبن ودمنـه حيـنــــــا |
|||
|
ومرحب قـد بالسيف فــــــــدا |
|
وعـفر ذا الخـمار على الجبينـــــا |
|||
|
وبات على الفراش يقي أخاه |
|
ولم يعبأ بكـــيد الكافرينــــــــــا |
|||
ويدعو للجماعة من عـصاه |
|
ويقضي بالفرائض مستبينـــا |
|
|||
وكل مناقب الخيرات فـيـه |
|
وحب رســـول رب العالمينا |
|
|||
مضى بعد النبي فدته نفسـي |
|
أبو حســـن وخير الصالحينا
|
|
|||
إذا استقبلت وجه أبي حـسن |
|
رأيت البدر فوق الناظـــرينا
|
|
|||
وكنا قــبل مقتله بخـــير |
|
نرى مـــولى رسول الله فينا
|
|
|||
يقسم الحق لا يـــرتاب فيه |
|
ويعدل في العدى و الأقربينــا |
|
|||
وليس بكاتم علــــما لديه |
|
ولم يخلق من المتكــــبرينا |
|
|||
أ في شهر الصيام فجـعتمونا |
|
بخير الناس طرا أجمعيـــنا |
|
|||
ومن بعد النبي فخير نفــس |
|
أبو حسن وخير الصالحيـــنا |
|
|||
فلو إنا سئلنا الــــمال فيه |
|
بذلنا المال فـــــيه والبنينا
|
|
|||
كأن الناس إذا فقدوا عــليا |
|
نعام حار في بلد سنيـــــنا
|
|
|||
فلا و الله لا أنسى عليـــا |
|
و حسن صلاته في الراكعينــا
|
|
|||
لقد علمت قريش حيث كانت |
|
بأنك خيرهم حسـبا ودينـــا
|
|
|||
ألا فأبلغ معاوية بن حــرب |
|
فلا قرت عيون الشامتينـــا
|
|
|||
وقل للشامتين بنا رويـــدا |
|
سيلقى الشامتون كما لقينـــا
|
|
|||
ألا فأبلغ معاوية صـــخر |
|
فإن بقية الخلفــاء فينــــا(1)
|
|
|||
5- أبو زيد الطائي
وقال أبو زيد الطائي وكان قد اعتزل أمير المؤمنين عليه السلام بصفين
إن الكرام على ما كان من خلق |
|
رهن إمرئ خاره للدين مختار |
صب بصير بأضغان الرجال ولم |
|
يعدل بحبر رسول الله أحبار |
وقطرة قطرت حان موعدها |
|
وكل شيء له وقت ومقـــدار |
حتى تنصلها في مسجد طهر |
|
علي إمام هدى إن معشر جـاروا |
حمت ليدخل جناة أبو حـسن
|
|
وأورثت بعده للقاتل النـــار(2)
|
6- أم سنان بنت خيثمة
ورثته عليه السلام واستنكرت مقتله نساء الشيعة وكانت على رأسهن أم سنان بنت خيثمة حيث قالت :
أما هلكت أبا حسن فلم تزل |
|
بالحق تعرف هاديــا مـهديــــــــــــــــــا |
فاذهب عليك صلاة ربـــــك |
|
ما دعت فوق الغصون حمامة قمريا |
قد كنت بعد محمد خلفا كمـا |
|
أوصى لك بنا فكنت وفيــــــــــــــــــا |
واليوم لا خلف يؤمل بعـــده |
|
هيهات نأمل بعدك إنـسـيــــــــــــــا(1) |
7- أم براء بنت صفوان
ولما دخلت أم البراء بنت صفوان على معاوية قال لها : كيف كان قولك حين قتل [ يعني أمير المؤمنين عليه السلام ] ؟ ، قالت : نسيته
فقال بعض جلسائه : هو والله حيث تقول :
يا للرجال لعظم هول مصــيبـة |
|
قدحت فليس مصابها بالحائــل |
الشمس كاسفة لفقد إمامنـــــا |
|
خير الخلائق الإمـام العـــادل |
يا خير من ركب المطى ومن مشى |
|
فوق التراب لمحتف ونـــاعـل |
حاشا النبي لقد هـدت قـوانـــا |
|
فالحق أصـبح خاضـعا للباطـل(2) |
7 - بعض بني عبد المطلب:
وقال : بعض بني عبد المطلب يرثي امير المؤمنين عليه السلام :
ياقبر سيدنا المجــــــــــــن لــــــــــــه |
|
صلى الاله عليك ياقبر
|
ما ضر قبرا انت ساكنـه |
|
ان لايحل بارضه القطر |
فليندبن سماح كفك في الثــرى |
|
ويورقن بجنبك الصخر |
والله لو بك لم اجد احــــــــدا |
|
الا قتلت لفاتني الوتر([3]) |
8 - كعب بن زهير يرثى امير المؤمنين
ورثاه شاعر البردة كعب بن زهير ، فقد سمع الشعبي من حدثه انه سمع النادبة تندب عليا بشعر كعب بن زهير وهو :
ان عليا لميمــــــــــــــــونة نقيبـته |
|
بالصالحات من الاعمال محصــور |
صهر النبي وخير الناس كلهم |
|
فكل من رامه بالفخر مفخـور |
صلى الاله على الامي اولهـم |
|
قبل المبادرون الناس مكفور |
بالعدل قام صليبا حين فارقـــه |
|
اهل الهوى من ذوي البهتان والزور |
ياخير من حملت نعلا له قـدم |
|
الانبياء لديه البقي مهجور([4]) |
9 -الجارم بن هذيل
وقال الجارم بن هذيل يرثيه :
بكيت عليا جهد عيني فلم أجد |
|
على الجهد بعد الجهد ما أستزيدها |
فما أمسكت مكنون دمع وما شفت |
|
حزينا ولا تسلى فيرجى رقودها |
وقد حمل النعش إبن قيس ورهطه |
|
بنجران والأعيان تبكي شهودها |
علي خير من يبكى ويفجع فقده |
|
وتضرب بالأيدي عليه خدودها([5]) |
10- الجن تعزي إمام الإنس والجن
ولأن إمامته عليه السلام لكل الأمم إذ استخلصه باريه في القدم على سائر الأمم فقد نعته الجن وأبدت إستنكارها لهذه الجريمة .
عن زيد بن علي قال : قال الحسن عليه السلام : لما قتل أمير المؤمنين عليه السلام سمعت جنية ترثيه بهذه الأبيات :
لقد هد ركنــي أبو شبــــــــــــر |
|
فما ذاقـت العين طيب الوسن |
ولا ذاقت العين طيب الكرى |
|
وألفيت دهري رهين الحــــــزن |
وأقلقني طــول تذكــــــــــــــــاره |
|
حرارة ثكل الرقـوب النتـــــــن |
وعن أنس بن مالك قال : وسمعت صوت هاتف من الجن :
يا من يؤم إلى المدينة قــاصــــدا |
|
أدى الرسالة غير متــوان |
قتلت شرار بني أميــة سيــــــــدا |
|
خير البرية ما جد ذا شـان |
رب المقصل في السماء وأرضها |
|
سيف النبي وهادم الأوثـان |
بكت المشاعر والمساجد بعدمـا |
|
بكت الأنـام له بكـل مكان |
وورد في شرف النبوة إنه سمع منهم :
لقد مات خير الناس بعد محــمد |
|
وأكرمهم فضلا وأوفاهم عهدا |
وأضربهم بالسيف في مهج العدى |
|
وأصدقهم قيلا وأنجزهم وعدا(1) |
(1) بحار ج42 ص 242 ، تاريخ الخلفاء للسيوطي ص 186 ، نور الأبصارص 108 ، مقاتل الطالبيين 3/25 ، مناقب آل أبي طالب ص 98 ، ومصادر أخرى متعددة وقد وردت الأبيات في غاية الإختلاف في جميع المصادر والذي في المتن هو جمع بين الكثير منها وإلا فمن الإطالة بغير طائل تحقيقها والإشارة إلى مواقع الإختلاف وقد أوردها صاحب البحار عن رواية لوط بن يحيى وقال : قيل إنها لأم الهيثم بنت العربان الخثعمية وقيل للأسود أ. هـ وكذلك مقاتل الطالبيين .
(2) نفس المصدر السابق