العتبة العلوية المقدسة - النائب الثاني محمد بن عثمان -
» سيرة الإمام » » المناسبات » حياة الامام المهدي والغيبتين والظهور » السفراء في زمن الغيبة الصغرى » النائب الثاني محمد بن عثمان

النائب الثاني محمد بن عثمان

 

النائب الثاني في الغيبة الصغرى للإمام الحجة  عليه السلام  هو:

أبو جعفر محمد بن عثمان بن سعيد العمري (رضوان الله عليه)([1]): فلما مضى أبو عمرو(

[2]) عثمان بن سعيد رحمه الله  قام ابنه أبو جعفر محمد بن عثمان مقامه بنصّ أبي محمد  عليه السلام  ونصّ أبيه عثمان عليه بأمر القائم  عليه السلام .

الولد يخلفه من بعده

قال الكليني(

[3]): أخبرنا جماعة عن محمد بن علي بن الحسين بن موسى ابن بابويه، عن أحمد بن هارون الفامي، قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أبيه عبد الله بن جعفر، قال:

خرج التوقيع إلى الشيخ أبي جعفر محمد بن عثمان بن سعيد العمري رحمه الله  في التعزية بأبيه رحمه الله : (إنا لله وإنا إليه راجعون، تسليماً لأمره، ورضىً بقضائه، عاش أبوك سعيداً ومات حميداً، فرحمه الله، وألحقه بأولياءه ومواليه عليهم السلام  فلم يزل مجتهداً في أمرهم، ساعياً فيما يقربه إلى الله عزوجل، وإليهم، نضّر الله وجهه، وأقاله عثرته، وأجزل الله لك الثواب، وأحسن لك العزاء، رُزئت ورُزئنا، وأوحشك فراقه، وأوحشنا، فسرّه الله في منقلبه، وكان من كمال سعادته أن رزقه الله ولداً مثلك يخلفه من بعده ويقوم مقامه بأمره ويترحم عليه، وأقول: الحمد لله، فإنّ الأنفس طيبة بمكانك، وما جعله الله عزوجل فيك وعندك أعانك وقواك وعضدك، ووفقك وكان لك ولياً حافظاً وراعياً)(

[4]).

إنه النائب

غيبة الطوسي رحمه الله (

[5]): أخبرني جماعة عن هارون بن موسى، عن محمد بن همّام، قال: قال لي عبد الله بن جعفر الحميري: لما مضى أبو عمرو رحمه الله  أتتنا الكتب بالخط الذي كنا نكاتب به بإقامة أبي جعفر رحمه الله  مقامه.

الإبن ثقتنا

وبالإسناد(

[6]) عن محمد بن همّام، قال: حدّثني محمد بن حمويه بن عبد العزيز الرازي في سنة ثمانين ومائتين، قال: حدثنا محمد بن إبراهيم بن مهزيار الأهوازي، أنه خرج إليه بعد وفاة أبي عمرو: والابن وقاه الله لم يزل ثقتنا في حياة الأب (رضي الله عنه وأرضاه)، ونضّر وجهه، يجري عندما مجراه، ويسد مسدّه، وعن أمرنا يأمر الإبن وبه يعمل، تولاّه الله فأنته إلى قوله، وعرف معاملتنا ذلك.

إنه ثقتي

 

وقال: أخبرني جماعة عن أبي القاسم جعفر بن محمد بن قولويه، وأبي غالب الزراري، وأبي محمد التلعكبري كلهم عن محمد بن يعقوب عن إسحاق ابن يعقوب، قال: سألت محمد بن عثمان العمري أن يوصل لي كتاباً قد سألت فيه عن مسائل اُشكلت عليَّ، فوقع التوقيع بخط مولانا صاحب الدار: وأما محمد بن عثمان العمري (رضي الله عنه وعن أبيه من قبل) فإنّه ثقتي وكتابه كتابي.

الإجماع على نيابته

وغيبة الطوسي([7]): قال أبو العباس: وأخبرني هبة الله بن محمد ابن بنت أم كلثوم بنت أبي جعفر العمريرحمه الله ، عن شيوخه، قالوا: لم تزل الشيعة مقيمة على عدالة عثمان بن سعيد (رحمه الله)، وغسله ابنه أبو جعفر محمد بن عثمان وتولى القيام به، وجعل الأمر كلّه مردوداً إليه، والشيعة مجمعة على عدالته وثقته وإمامته لما تقدم له من النصّ عليه بالأمانة والعدالة، والأمر بالرجوع إليه في حياة (أبي محمد) الحسن العسكري  عليه السلام  وبعد موته في حياة أبيه عثمان بن سعيد، لايختلف في عدالته، ولا يُرتاب بأمانته، والتوقيعات يخرج على يده إلى الشيعة في المهمات طول حياته بالخط الذي كانت تخرج في حياة أبيه عثمان، لا يعرف الشيعة في هذا الأمر غيره، ولا يرجع إلى أحد سواه… الخ(

[8]).

من تأليفاته

وغيبة الطوسي رحمه الله ([9]): قال ابن نوح: أخبرني أبو نصر هبة الله ابن بنت أم كلثوم بنت أبي جعفر العمري، قال: كان لأبي جعفر محمد بن عثمان العمري كتب مصنّفة في الفقه مما سمعها من أبي محمد الحسن  عليه السلام  ومن الصاحب  عليه السلام  ومن أبيه عثمان بن سعيد، عن أبي محمد وعن أبيه علي بن محمد عليهم السلام … ذكرت الكبيرة أُم كلثوم بنت أبي جعفر رحمه الله  أن الكتب وصلت إلى أبي القاسم الحسين بن روح رحمه الله  عند الوصيّة إليه…(

[10]).

من كراماته رحمه الله

قال ابن نوح(

[11]): أخبرني أبو نصر هبة الله بن محمد قال: حدّثني أبو علي ابن أبي جيّد القمي قال: حدّثني أبو الحسن بن علي بن أحمد الدلاّل القمي قال:

 

دخلت على أبي جعفر محمد بن عثمان رحمه الله  يوماً لأسلّم عليه، فوجدته وبين يديه ساجة ونقاش ينقش عليها، ويكتب آياً من القرآن، وأسماء الأئمة عليهم السلام  على حواشيها، فقلت له: يا سيدي ما هذه الساجة؟

 

فقال: هذه لقبري، تكون فيه، أوضع عليها، أو قال: أسند إليها، وقد عزفت منه، وأنا في كل يوم أنزل فيه فأقرأ جزءً من القرآن فأصعد… فإذا كان يوم كذا وكذا من شهر كذا وكذا من سنة كذا وكذا صرت إلى الله عزوجل، ودفنت فيه، وهذه الساجة معي.

 

فلما خرجت من عنده أثبت ما ذكره، ولم أزل مترقباً به ذلك، فما تأخر الأمر حتى اعتل أبو جعفر فمات في اليوم الذي ذكره من الشهر الذي قاله من السنة التي ذكرها، ودفن فيه.

 

قال أبو نصر هبة الله: وقد سمعت هذا من غير أبي علي… وأخبرني جماعة عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين رحمه الله  قال: حدّثني محمد بن علي بن الأسود القمي، أنّ  أبا جعفر العمري رحمه الله  حفر لنفسه قبراً وسوّاه بالساج فسألته عن ذلك؟

 

فقال: للناس أسباب.

 

ثم سألته عن ذلك؟

فقال: قد أمرت أن أجمع أمري، فمات بعد ذلك بشهرين (رضي الله عنه وأرضاه) (

[12]).

وفي غيبة الطوسي رحمه الله ([13]): قال أبو نصر هبة الله: وجدت بخطّ أبي غالب الزراري رحمه الله وغفر له: أنّ أبا جعفر محمد بن عثمان العمري (رحمه الله) مات في آخر جمادى الأولى سنة خمس وثلاثمائة، وذكر أبو نصر هبة الله أن أبا جعفر العمري (رحمه الله) مات في سنة أربع وثلاثمائة، وأنّه كان يتولى هذا الأمر نحواً من خمسين سنة، فيحمل الناس إليه أموالهم ويخرج إليهم التوقيعات بالخطّ الذي كان يخرج في حياة الحسن  عليه السلام  إليهم بالمهمّات في أمر الدين والدنيا، وفيما يسألونه من المسائل بالأجوبة العجيبة (رضي الله عنه وأرضاه) (

[14]).

 



([1]) انظر ترجمته في رجال الطوسي: ص509، والخلاصة: ج1 ص149.

([2]) مع الأسف كلما تفحصت وتتبعت ما عثرت بتاريخ ولادته ولا وفاته يوماً ولا شهراً ولا سنة ولم لم يذكر شيء من ذلك في كتب التراجم والرجال لست أدري؟.

([3]) بحار الأنوار: ج51 ص348.

([4]) بحار الأنوار: ج51 ص346 ـ 349.

([5]) الغيبة: ص220 ح26.

([6]) الغيبة: ص220 ح26، وبحار الأنوار: ج51 ص349 ح2.

([7]) الغيبة: 220 ح29.

([8]) بحار الأنوار: ج51 ص347.

([9]) الغيبة: ص221 ح30.

([10]) بحار الأنوار: ج51 ص350.

([11]) الغيبة: ص222 ح34.

([12]) الغيبة: ص223 ح35.

([13]) الغيبة: ص223 ص35.

([14]) بحار الأنوار: ج51 ص350 ـ 353 ط بيروت.