العتبة العلوية المقدسة - وصية أبي طالب عند موته بالنبي محمد صلى الله عليه واله -
» » سيرة الإمام » نسب امير المؤمنين ووالداه » وصية أبي طالب عند موته بالنبي محمد صلى الله عليه واله

وصية أبي طالب عند موته بالنبي محمد صلى الله عليه واله

 

عن الكلبي قال: لما حضرت أبا طالب الوفاة جمع إليه وجوه قريش فأوصاهم فقال: يا معشر قريش ! أنتم صفوة الله من خلقه وقلب العرب، فيكم السيد المطاع، و فيكم المقدام الشجاع، الواسع الباع، وأعلموا أنكم لم تتركوا للعرب في المآثر نصيبا إلا أحرزتموه، ولا شرفا إلا أدركتموه، فلكم بذلك على الناس فضيلة، ولهم به إليكم الوسيلة، والناس لكم حرب وعلى حربكم إلب، وإني أوصيكم بتعظيم هذه البنية (يعني الكعبة) فإن فيها مرضاة للرب، وقواما للمعاش، وثباتا للوطأة، صلوا أرحامكم ولا تقطعوها، فإن صلة الرحم منسأة في الأجل، وزيادة في العدد، واتركوا البغي والعقوق ففيهما هلكة القرون قبلكم، أجيبوا الداعي، وأعطوا السائل فإن فيهما شرف الحياة والممات، وعليكم بصدق الحديث، وأداء الأمانة فإن فيهما محبة في الخاص ، ومكرمة في العام.

 وإني أوصيكم بمحمد خيرا فإنه الأمين في قريش، والصديق في العرب، و هو الجامع لكل ما أوصيتكم به، وقد جاءنا بأمر قبله الجنان، وأنكره اللسان مخافة الشنآن، وأيم الله كأني أنظر إلى صعاليك العرب وأهل الأطراف والمستضعفين من الناس قد أجابوا دعوته، وصدقوا كلمته، وعظموا أمره، فخاض بهم غمرات الموت، وصارت رؤساء قريش وصناديدها أذنا با، ودورها خرابا، وضعفاؤها أربابا ، وإذا أعظمهم عليه أحوجهم إليه، وأبعدهم منه أحظاهم عنده، قد محضته العرب ودادها ، وأصفت له فؤادها، وأعطته قيادها، دونكم يا معشر قريش ! ابن أبيكم، كونوا له ولاة ولحزبه حماة والله لا يسلك سبيله إلا رشد، ولا يأخذ أحد بهديه إلا سعد، ولو كان لنفسي مدة وفي أجلي تأخير، لكففت عنه الهزاهز، ولدافعت عنه الدواهي . (

 

[1])

وصية أبي طالب لبني أبيه

أخرج ابن سعد في الطبقات الكبرى: إن أبا طالب لما حضرته الوفاة دعا بني عبد المطلب فقال: لن تزالوا بخير ما سمعتم من محمد، وما أتبعتم أمره، فاتبعوه و أعينوه ترشدوا . وفي لفظ: يا معشر بني هاشم ! أطيعوا محمدا وصدقوه تفلحوا وترشدوا . ([2])



([1])الروض الأنف 1: 259، المواهب 1: 72، تاريخ الخميس 1: 339، ثمرات الأوراق هامش المستطرف 2: 9، بلوغ الإرب 1: 327، السيرة الحلبية 1: 375 . السيرة لزيني دحلان هامش الحلبية 1: 93، أسنى المطالب ص 5 .

([2]) توجد هذه الوصية في تذكرة السبط ص 5، الخصائص الكبرى 1: 87 ، السيرة الحلبية 1: 372، 375، سيرة زيني دحلان هامش الحلبية 1: 92، 293 ، أسنى المطالب ص 10،