العتبة العلوية المقدسة - الحرب على الماء -
» سيرة الإمام » » جهاد الامام علي عليه السلام » جهادة في خلافته » واقعة صفين » الحرب على الماء

الحرب على الماء
 
سبق اهل الشام للماء
 
*-  عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن محمد بن على ، وزيد بن حسن ، ومحمد - يعنى ابن المطلب - قالوا : استعمل على عليه السلام ، على مقدمته الأشتر بن الحارث النخعي ، وسار على في خمسين ومائة ألف من أهل العراق وقد خنست طائفة من أصحاب على ، وسار معاوية في نحو من ذلك من أهل الشام ، واستعمل معاوية على مقدمته سفيان بن عمرو : أبا الأعور السلمى . فلما بلغ معاوية أن عليا يتجهز أمر أصحابه بالتهيوء . فلما استتب لعلى أمره سار بأصحابه ، فلما بلغ معاوية مسيره إليه سار بقضه وقضيضه نحو على عليه السلام ، واستعمل على مقدمته سفيان بن عمرو ، وعلى ساقته ابن أرطاة العامري - يعنى بسرا فساروا حتى توافوا جميعا بقناصرين إلى جنب صفين . فأتى الأشتر صاحب مقدمة معاوية وقد سبقه إلى المعسكر على الماء ، وكان الأشتر في أربعة آلاف من متبصرى أهل العراق ، فأزالوا أبا الأعور عن معسكره ، وأقبل معاوية في جميع الفيلق بقضه وقضيضه ، فلما رأى ذلك الأشتر انحاز إلى على عليه السلام وغلب معاوية على الماء ، وحال بين أهل العراق وبينه ، وأقبل على عليه السلام حتى إذا أراد المعسكر إذا القوم قد حالوا بينه وبين الماء . ([1]
*- في الأخبار الطوال : أقبل علىّ   عليه السلام  حتى وافي المكان ،فصادف أهل الشام قد احتووا علي القرية والطريق ، فأمر الناس ، فنزلوا بالقرب منعسكر معاوية ، وانطلق السَّقّاؤون والغلمان إلي طريق الماء ، فحال أبو الأعور بينهموبينه .واُخبر علىّ   عليه السلام  بذلك ، فقال لصعصعة بن صوحان : إيت معاوية ، فقل له : إنّا سرناإليكم لنُعذر قبل القتال ، فإن قبلتم كانت العافية أحبّ إلينا ، وأراك قد حلتَبيننا وبين الماء ، فإن كان أعجب إليك أن ندع ما جئنا له ، ونذر الناس يقتتلون عليالماء حتي يكون الغالب هو الشارب فعلنا .فقال الوليد : اِمنعهم الماء كما منعوه أمير المؤمنين عثمان ،اقتلهم عطشاً ، قتلهم الله .فقال معاوية لعمرو بن العاص : ما تري ؟ .قال : أري أن تُخلّى عن الماء ، فإنّ القوم لن يعطشوا وأنت ريّان .فقال عبد الله بن أبى سَرْح ، وكان أخا عثمان لأمّه : اِمنعهمالماء إلي الليل ، لعلّهم أن ينصرفوا إلي طرف الغيضة، فيكون انصرافهم هزيمة .فقال صعصعة لمعاوية : ما الذى تري ؟ .قال معاوية : اِرجع ، فسيأتيكم رأيى . فانصرف صعصعة إلي علىّ ،فأخبره بذلك([2])
مفاو ضات على الماء
*- عن عبد الله بن عوف بن الأحمر : لمّا قدمنا علي معاوية وأهل الشام بصفّين وجدناهم قد نزلوا منزلاً اختاروهمستوياً بساطاً واسعاً ، أخذوا الشريعة ، فهى فى أيديهم ، وقد صفّ أبو الأعورالسلمى عليها الخيل والرجال ، وقد قدّم المرامية أمام من معه ، وصفّ صفّاً معهم منالرماح والدَّرَق، وعلي رؤوسهم البيض ، وقدأجمعوا علي أن يمنعونا الماء .ففزعنا إلي أمير المؤمنين ، فخبّرناه بذلك ، فدعا صعصعة بن صوحانفقال له : ائت معاوية وقل له : إنّا سرنا مسيرنا هذا إليكم ، ونحن نكره قتالكم قبلالإعذار إليكم ، وإنّك قدّمت إلينا خيلك ورجالك فقاتلتنا قبل أن نقاتلك ، وبدأتنابالقتال ، ونحن من رأينا الكفّ عنك حتي ندعوك ونحتجّ عليك .وهذه اُخري قد فعلتموها ، قد حلتم بين الناس وبين الماء ، والناسغير منتهين أو يشربوا ، فابعث إلي أصحابك فليخلّوا بين الناس وبين الماء ، ويكفّواحتي ننظر فيما بيننا وبينكم ، وفيما قدمنا له وقدمتم له ، وإن كان أعجب إليك أننترك ما جئنا له ، ونترك الناس يقتتلون علي الماء حتي يكون الغالب هو الشارب ،فعلنا .فقال معاوية لأصحابه : ما ترون ؟فقال الوليد بن عقبة : اِمنعهم الماء كما منعوه عثمان بن عفّان ; حصروه أربعين صباحاً يمنعونه برد الماء ، ولين الطعام . اُقتلهم عطشاً ، قتلهم اللهعطشاً !فقال له عمرو بن العاص : خلّ بينهم وبين الماء ، فإنّ القوم لنيعطشوا وأنت ريّان ، ولكن بغير الماء ، فانظر ما بينك وبينهم .فأعاد الوليد بن عقبة مقالته . وقال عبد الله بن أبى سرح : امنعهمالماء إلي الليل ، فإنّهم إن لم يقدروا عليه رجعوا ، ولو قد رجعوا كان رجوعهمفَلاًّ . امنعهم الماء منعهم الله يوم القيامة !فقال صعصعة : إنّما يمنعه الله عزّ وجلّ يوم القيامة الكفرةالفسقة وشربة الخمر ، ضربك وضرب هذا الفاسق ـ يعنى الوليد بن عقبة ـ .قال : فتواثبوا إليه يشتمونه ويتهدّدونه ، فقال معاوية : كفّوا عنالرجل فإنّه رسول([3])
*- فيالفتوح : دعا علي عليه السلام  بشبثبن ربعى الرياحى وصعصعة بن صوحان العبدى فقال لهما : انطلقا إلي معاوية فقولا له : إنّ خيلك قد حالت بيننا وبين الماء ، ولو كناسبقناك لم نحل بينك وبينه ، فإن شئت فخلّ عن الماء حتي نستوى فيه نحن وأنت ، وإنشئت قاتلناك عليه حتي يكون لمن غلب ، وتركنا ما جئنا لهمن الحرب .قال : فأقبل شبث فقال : يا معاوية ! إنّك لست بأحقّ من هذا الماءمنّا فخلّ عن الماء ، فإنّنا لا نموت عطشاً وسيوفنا علي عواتقنا .ثمّ تكلّم صعصعة بن صوحان فقال : يا معاوية ! إنّ أمير المؤمنينعلى بن أبى طالب يقول لك : إننا قد سرنا مسيرنا هذا وإنّى أكره قتالكم قبل الإعذارإليكم ، فإنّك قدّمت خيلك فقاتلتنا من قبل أن نقاتلك وبدأتنا بالقتال ، ونحن منرأينا الكفّ حتي نعذر إليك ونحتجّ عليك ، وهذه مرّة اُخري قد فعلتموها ، حلتم بينالناس والماء ، وايم الله لنشربن منه شئت أم أبيت ! فامنن إن قدرت عليه من قبل أننغلب فيكون الغالب هو الشارب .فقال لعمرو بن العاص : ما تري أبا عبد الله ؟ فقال : أري أنّعليّاً لا يظمأ وفى يده أعنّة الخيل وهو ينظر إلي الفرات دون أن يشرب منه ، وإنّماجاء لغير الماء فخلّ عن الماء حتي يشرب ونشرب .قال : فقال الوليد بن عقبة : يا معاوية ! إنّ هؤلاء قد منعواعثمان بن عفّان الماء أربعين يوماً وحصروه ، فامنعهم إياه حتي يموتوا عطشاً واقتلهمقاتلهم الله أنّي يؤفكون .قال : ثمّ تكلّم عبد الله بن سعد بن أبى سرح ، فقال : لقد صدقالوليد فى قوله : فامنعهم الماء ، منعهم الله إيّاه يوم القيامة !فقال صعصعة : إنّما يمنعه الله يوم القيامة الكفرة الفسقة الفجرةمثلك ومثل نظرائك هذا الذى سمّاه الله فى الكتاب فاسقاً الوليد بن عقبة الذى صلّيبالناس الغداة أربعاً وهو سكران ثمّ قال : أزيدكم ؟ فجلد الحدّ فى الإسلام . قال : فثارواإليه بالسيوف ، فقال معاوية : كفّوا عنه فإنّه رسول([4])
*- في الكامل فى التاريخ عليه السلام  صعصعة لمعاوية كى يكلّمه بشأن الشريعة ـ : فرجع صعصعة حين بعثه الإمام عليه السلام  إلي معاوية فأخبره بما كان ، وأنَّ معاوية قال : سيأتيكم رأيى ، فسرّب الخيل إلي أبى الأعور ليمنعهم الماء .فلمّا سمع علىّ ذلك قال : قاتلوهم علي الماء .فقال الأشعث بن قيس الكندى : أنا أسير إليهم . فسار إليهم ، فلمّا دنوا منهم ثاروا فى وجوههم فرموهم بالنبل ، فتراموا ساعة ثمّ تطاعنوا بالرماح ، ثمّ صاروا إلي السيوف فاقتتلوا ساعة .وأرسل معاوية يزيد بن أسد البجلى القسرى ـ جدّ خالد بن عبد الله القسرى ـ فى الخيل إلي أبى الأعور ، فأقبلوا .فأرسل علىّ شبث بن ربعى الرياحى ، فازداد القتال .فأرسل معاوية عمرو بن العاص فى جند كثير ، فأخذ يمدّ أبا الأعور ويزيد بن أسد .وأرسل علىّ الأشتر فى جمع عظيم ، وجعل يمدّ الأشعث وشبثاً ، فاشتدّ القتال .فقال عبد الله بن عوف الأزدى الأحمرى :