العتبة العلوية المقدسة - سورة مريم -
» » سيرة الإمام » نماذج من تفسير الامام علي للقران » سورة مريم

 

سورة مريم
بسم الله الرحمن الرحيم
 
وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْوَرَائِي
*-  محمّد بن يعقوب، عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني،عن أبي عبد الله عليه السلام : إنّ أمير المؤمنين عليه السلام كان يقرأوَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِييعني أنّه لم يكنله وارث، حتّى وهب الله له بعد الكبر(الكافي 6: 3; البحار 14: 168.)
فَاخْتَلَفَ الاَْحْزَابُ مِنْبَيْنَهِمْ
*-  أحمد بن محمّد بن سعيد، عن محمّد بن الفضل بن إبراهيم بن قيس، عن الحسنبن علي بن فضّال، عن ثعلبة بن ميمون، عن معمّر بن يحيى، عن داودالدجاجي، عن أبي جعفر محمّد بن علي عليه السلام قال: سئل أمير المؤمنين عليه السلام عن قول الله عزّ وجلّ: فَاخْتَلَفَ الاَْحْزَابُ مِنْ بَيْنَهِمْفقال: انتظرواالفرج في ثلاث، فقيل: يا أمير المؤمنين وما هنّ؟ قال: اختلاف أهل الشام بينهم،والرايات السود من خراسان، والفزعة في شهر رمضان، فقيل له: وما الفزعة في شهررمضان؟ فقال: أوما سمعتم قول الله عزّ وجلّ في القرآن: إِنْنَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَاخَاضِعِينهي آية تخرج الفتاة من خدرها، وتوقظالنائم، وتفزع اليقظان(كتاب الغيبة، باب من علامات قبل قيام القائم: 251; اثبات الهداة 7: 421.)
يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمنِوَفْداً
*-  الحاكم النيسابوري، أخبرنا أبو العباس محمّد بن يعقوب، ثنا أحمد بن عبدالجبّار، ثنا أبو معاوية، وثنا أبو عبد الله محمّد بن يعقوب، ثنا محمّد بن عبدالوهاب، ثنا يعلى بن عبيد، قالا: ثنا عبد الرحمن بن إسحاق القرشي، عن النعمان بنسعد، عن علي (عليه السلام ) في هذه الآيةيَوْمَ نَحْشُرُالْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمنِ وَفْداًقال علي: أما والله ما يحشر الوفدعلى أرجلهم، ولا يساقون سوقاً، ولكنّهم يؤتون بنوق لم تر الخلائق مثلها، عليها رحلالذهب وأزمّتها الزبرجد، فيركبون عليها حتّى يضربوا أبواب الجنّة(مستدرك الحاكم 2: 377 وفي 4: 565 منه أيضاً; كنز العمال 2: 465 ح4506; الدر المنثور4: 285.)
*-  عن علي [ عليه السلام ] قال: قال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم): والذي نفسي بيده إنّ المتّقين إذا خرجوا من قبورهم، استُقبِلوا بنوق بيض لها أجنحة،عليها رحال الذهب، ثمّ تلاهذه الآية(تفسير الرازي 21: 252.).
*-  ابن أبي الدنيا في (صفة الجنّة)، وابن أبي حاتم، عن علي [ عليه السلام ] قال: سألت رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) عن هذه الآيةيَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمنِ وَفْداًقلت: يا رسول الله هل الوفد إلاّ الركب؟ قال النبي (صلى الله عليه واله وسلم): والذي نفسيبيده إنّهم إذا خرجوا من قبورهم استقبلوا بنوق بيض لها أجنحة وعليها رحال الذهب،شرك نعالهم نور يتلألأ، كل خطوة منها مثل مدّ البصر، وينتهون إلى باب الجنّة فإذاحلقة من ياقوتة حمراء على صفائح الذهب، وإذا شجرة على باب الجنّة ينبع من أصلهاعينان، فإذا شربوا من إحدى العينين فيغسل ما في بطونهم من دنس ويغتسلون من الاُخرىفلا تشعث أشعارهم ولا أبشارهم بعدها أبداً، فيضربون الحلقة على الصفحة، فلو سمعتطنين الحلقة يا علي فيبلغ كلّ حوراء أنّ زوجها قد أقبل، فتستخفّها العجلة، فتبعثقيّمها فيفتح له الباب، فإذا رآه خرّ له ساجداً، فيقول له: ارفع رأسك إنّما أناقيّمك وُكّلت بأمرك، فيتبعه ويقفوا (أثره)، فتستخفّ الحوراء العجلة فتخرج من خيامالدرّ والياقوت حتّى تعتنقه، ثمّ قال: تقول: أنت حبّي وأنا حبّك، وأنا الراضية فلاأسخط أبداً، وأنا الناعمة فلا أبأس أبداً، وأنا الخالدة فلا أموت أبداً، وأناالمقيمة فلا أظعن أبداً، فيدخل بيتاً من أساسه إلى سقفه مائة ألف ذراع، بني علىجندل اللؤلؤ والياقوت، طرائق حمر وطرائق خضر وطرائق صفر ما فيها طريقة تشاكلصاحبتها، وفي البيت سبعون سريراً على كلّ سرير سبعون فراشاً عليها سبعون زوجة علىكلّ زوجة سبعون حلّة يُرى مخّ ساقها من وراء الحلل، يقضى جماعهنّ في مقدار ليلة منلياليكم هذه، تجري من تحتهم الأنهار مطردة أنهار من ماء غير آسن صاف ليس فيه كدر،وأنهار من لبن لم يتغيّر طعمه ولم يخرج من ضروع الماشية، وأنهار من خمر لذةللشاربين لم تعصرها الرجال بأقدامها، وأنهارمن عسل مصفى لم يخرج من بطون النحل، فتستحلي الثمار، فإنشاء أكل قائماً وإن شاء قاعداً وإن شاء متّكئاً، فيشتهي الطعام فيأتيه طيور بيضفترفع أجنحتها فيأكل من جنوبها أيّ لون شاء، ثمّ تطير فتذهب، فيدخل الملك فيقول: سلام عليكمتِلْكُمُ الْجَنَّةُ أَوْرِثْتُمُوهَا بِمَاكُنْتُمْ تَعْمَلُونَ(كنز العمال 2: 463 ح4504; الدر المنثور4: 285.)
*-  أخرج ابن المبارك في (الزهد)، وعبد الرزاق، وابن أبي شيبة، وابن راهويه،وعبد بن حميد، وابن أبي الدنيا في (صفة الجنّة)، والبيهقي في (البعث)، والضياء في (المختارة)، عن عليّ بن أبي طالب (عليه السلام ) قال: يساق الذين اتّقوا ربّهم إلىالجنّة زمراً حتّى إذا انتهوا إلى باب من أبوابها، وجدوا عنده شجرة يخرج من تحتساقها عينان تجريان، فعمدوا إلى أحدهما فشربوا منها فذهب ما في بطونهم من أذى أوقذى وبأس، ثمّ عمدوا إلى الاُخرى فتطهّروا منها فجرت عليهم نضرة النعيم فلن تغيّرأبشارهم بعدها أبداً، ولن تشعث أشعارهم كأنّما دهنوابالدهان، ثمّ انتهوا إلى خزنةالجنّة، فقالوا: سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين، ثمّ تلقاهم الولدان يطوفون بهمكما يطيف أهل الدنيا بالحميم، فيقولون: أبشر بما أعدّ الله لك من الكرامة، ثمّينطلق غلام من اُولئك الولدان إلى بعض أزواجه من الحور العين، فيقول: قد جاء فلانباسمه الذي يدعى به في الدنيا، فتقول: أنت رأيته؟ فيقول: أنا رأيته، فيستخفّهاالفرح حتّى تقوم على أسكفة بابها، فإذا انتهى إلى منزله نظر شيئاً من أساس بنيانهفإذا جندل اللؤلؤ فوقه أخضر وأصفر وأحمر من كلّ لون، ثمّ رفع رأسه فنظر إلى سقفهفإذا مثل البرق ولولا أنّ الله تعالى قدّر أنّه لا ألَمَ لذهب ببصره، ثمّ طأطأبرأسه فنظر إلى أزواجه وأكواب موضوعة ونمارق مصفوفة وزرابيّ مبثوثة، فنظر إلى تلكالنعمة ثمّ اتّكأ على أريكة من أريكته ثمّ قال: اَلْحَمْدُللهِِالَّذِي هَدَانَا لِهذَا وَمَا كُنَّالِنَهْتَدِيَ لَوْ لا أَنْ هَدَانَا اللهُالآية،ثمّ ينادي مناد تحيون فلا تموتون أبداً، وتقيمون فلا تظعنون أبداً، وتصحون فلاتمرضون أبداً، والله تعالى أعلم(الدر المنثور5: 342.)
*- عن أمير المؤمنين عليه السلام في وصف الجنّة: واعلموا عباد الله أنّمع هذا رحمة الله التي وسعت كلّ شيء، لا يعجز عن العباد جنّة عرضها السماواتوالأرض، خير لا يكون بعده شرٌ أبداً، وشهوة لا تنفد أبداً، ولذة لا تفنى أبداً،ومجمع لا يتفرق أبداً، وقوم قد جاوروا الرحمن وقام بين أيديهم الغلمان، بصحاف منذهب فيها الفاكهة والريحان(سفينة البحار 1: 184 مادة جنن; البحار 33: 547.)
*-  عن أمير المؤمنين عليه السلام في حديث مع الأحنف، في أنّه يدخل عبدمذنب الجنّة بماء أعطاه مؤمناً ليتوضّأ به فيصلّي(سفينة البحار 1: 184 مادة جنن; البحار 67: 70.)
*-  عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن محمّد بن عمير، عن عبد الله بن شريكالعامري، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سأل علي رسول الله (صلى الله عليهوآله) عن تفسير قوله: يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَىالرَّحْمنِ وَفْداًقال: يا علي إنّ الوفد لا يكون إلاّ ركباناً، اُولئكرجال اتّقوا الله فأحبّهم الله واختصّهم ورضي أعمالهم فسمّاهم المتّقين، ثمّ قال: يا علي أما والذي فلق الحبّة وبرأ النسمة، إنّهم ليخرجون من قبورهم وبياض وجوههمكبياض الثلج، عليهم ثياب بياضها كبياض اللبن، عليهم نهال الذهب، شراكها من لؤلؤيتلألأ.وفي حديث آخر، قال: إنّ الملائكة لتستقبلهم بنوق من نوق الجنّة عليهارحائل الذهب، مكلّلة بالدر والياقوت وجلالها الإستبرقوالسندس، وخطامها جدل الاُرجوان، وأزمّتها من زبرجد، فتطير بهم إلى المحشر، مع كلّرجل منهم ألف ملك من قدامه وعن يمينه وعن شماله يزفّونهم زفّاً، حتّى ينتهوا بهمإلى باب الجنّة الأعظم، وعلى باب الجنّة شجرة، الورقة منها يستظلّ تحتها مائة ألفمن الناس، وعن يمين الشجرة عين مُطهّرة مزكية، فيسقون منها شربة فيطهّر الله قلوبهممن الحسد ويسقط عن أبشارهم الشعر ذلك قوله: وَسَقَاهُمْرَبُّهُمْ شَرَاباً طَهُوراً(1)من تلك العينالمطهّرة، ثمّ يرجعون إلى عين اُخرى عن يسار الشجرة فيغتسلون منها وهي عين الحياةفلا يموتون أبداً ثمّ يوقف بهم قدّام العرش وقد سلموا من الآفات والأسقام والحرّوالبرد أبداً، قال: فيقول الجبّار للملائكة الذين معهم: احشروا أوليائي إلى الجنّةولا تقفوهم مع الخلائق، فقد سبق رضائي عنهم ووجبت رحمتي لهم فكيف أوقفهم مع أصحابالحسنات والسيّئات، فتسوقهم الملائكة إلى الجنّة، فإذا انتهوا إلى باب الجنّة ضربتالملائكة حلقة الباب فيبلغ صريرها كلّ حوراء خلقها الله وأعدّها لأوليائه، فيتباشرنإذا سمعن صرير الحلقة ويقلن: جاءنا أولياء الله، فيفتح لهم الباب فيدخلون الجنّةفيشرف عليهم أزواجهم من الحور العين والآدميين فيقلن: مرحباً بكم فما كان أشدّشوقنا إليكم، ويقول لهنّ أولياء الله مثل ذلك.فقال علي عليه السلام : من هؤلاء يا رسول الله؟ فقال (صلى الله عليه وآله) : يا علي هؤلاء شيعتك وشيعتنا المخلصون لولايتك وأنت إمامهم، وهو قول الله: يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمنِ وَفْداً(تفسير القمي 2: 53; تفسير البرهان 3: 22; الكافي 8: 95.)
أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمنِ وَلَداً وَمَايَنْبَغِي لِلرَّحْمنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَداً
*-  عليّ بن إبراهيم، حدّثني أبي، عن إسحاق بن الهيثم، عن سعد بن طريف، عنالأصبغ بن نباتة، عن علي عليه السلام أنّه قال: إنّ الشجر لم يزل حصدياً كلّهحتّى دعي للرحمن ولد، عزّ الرحمن وجلّ أن يكون له ولد، وكادت السماوات أن يتفطّرنمنه وتنشقّ الأرض وتخرّ الجبال هدّاً، فعند ذلك اقشعرّ الشجر وصار له شوك حذاراً أنينزل به العذاب(تفسير نور الثقلين 3: 362; تفسير القمي 2: 54.)
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُواالصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدّاً
*-  أخرج الحكيم الترمذي، وابن مردويه، عن علي (عليه السلام ) قال: سألترسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) عن قوله: سَيَجْعَلُ لَهُمُالرَّحْمنُ وُدّاًما هو؟ قال: المحبّة في قلوب المؤمنين والملائكةالمقرّبين، يا علي إنّ الله أعطى المؤمن ثلاثاً: المحبّة، والحلاوة، والمهابة فيصدور الصالحين(الدر المنثور4: 287.)