العتبة العلوية المقدسة - الإمام الحسين بن علىّ سيد الشهداء -
» » سيرة الإمام » قالوا في امير المؤمنين » اهل البيت عليهم السلام » الإمام الحسين بن علىّ سيد الشهداء

 الإمام الحسين بن علىّ سيد الشهداء

* ـ تاريخ دمشق عن مولي لحذيفة : كان حسين بن علىّ آخذاً بذراعى فى أيّام الموسم ، قال : ورجل خلفنا يقول : اللهمّ اغفر له ولاُمّه ، فأطال ذلك ، فترك الحسين ذراعى وأقبل عليه فقال : قد آذَيتنا منذ اليوم ، تستغفر لى ولاُمّى وتترك أبى ؟ وأبى خير منّى ومن اُمّى) تاريخ دمشق : ١٤ / ١٨٣ وج ٤٢ / ٤١٤ ( .

* ـ اُسد الغابة عن إسماعيل بن رجاء عن أبيه : كنت فى مسجد رسول الله  فى حلقة فيها أبو سعيد الخدرىّ وعبد الله بن عمرو ، فمرّ بنا حسين بن علىّ ، فسلّم ، فردّ القوم السلام ، فسكت عبد الله حتي فرغوا ، رفع صوته وقال : وعليك السلام ورحمة الله وبركاته ، ثمّ أقبل علي القوم ، فقال : أ لا اُخبركم بأحبّ أهل الأرض إلي أهل السماء ؟ قالوا : بلي . قال : هو هذا الماشى ; ما كلّمنى كلمة منذ ليالى صفّين ، ولأن يرضي عنّى أحبّ إلىّ من أن يكون لى حُمْر النَّعَم . قال أبو سعيد : أ لا تعتذر إليه ؟ قال : بلي ، قال : فتواعدا أن يغدوَا إليه .قال : فغدوت معهما ، فاستأذن أبو سعيد ، فأذن له ، فدخل ، ثمّ استأذن عبد الله ، فلم يزل به حتي أذن له .فلمّا دخل قال أبو سعيد : يابن رسول الله ، إنّك لمّا مررت بنا أمسِ ـ فأخبره بالذى كان من قول عبد الله بن عمرو .

فقال حسين : أعلمت يا عبد الله أنّى أحبّ أهل الأرض إلي أهل السماء ؟

قال : إى وربّ الكعبة . قال : فما حملك علي أن قاتلتنى وأبى يوم صفّين ؟

فوَ الله لأبى كان خيراً منّى . قال : أجل( اُسد الغابة : ٣ / ٣٤٧ / ٣٠٩٢ ، تاريخ دمشق : ٣١ / ٢٧٥ ، المعجم الأوسط : ٤ / ١٨١ / ٣٩١٧ نحوه ، كنز العمّال : ١١ / ٣٤٣ / ٣١٦٩٥ . ) .

* ـ كتاب سليم بن قيس : حجّ الحسين بن على صلوات الله عليه وعبد الله ابن عبّاس وعبد الله بن جعفر معه ، فجمع الحسين   بنى هاشم رجالهم ونساءهم ومواليهم وشيعتهم من حجّ منهم ، ومن الأنصار ممّن يعرفه الحسين   وأهل بيته ، ثمّ أرسل رسلا : لا تدَعوا أحداً ممّن حجّ العام من أصحاب رسول الله  المعروفين بالصلاح والنسك إلاّ اجمعوهم لى ، فاجتمع إليه بمني أكثر من سبعمائة رجل وهم فى سرادقه عامّتهم من التابعين ونحو من مائتى رجل من أصحاب النبىّ  وغيرهم .فقام فيهم الحسين   خطيباً ، فحمد الله وأثني عليه . . . إلي أن قال : أنشدكم الله ، أ تعلمون أنّ علىّ بن أبى طالب كان أخاً رسول الله  حين آخي بين أصحابه ، فآخي بينه وبين نفسه وقال : أنت أخى وأنا أخوك فى الدنيا والآخرة ؟قالوا : اللهمّ نعم .قال : أنشدكم الله ، هل تعلمون أنّ رسول الله  اشتري موضع مسجده ومنازله فابتناه ، ثمّ ابتني فيه عشرة منازل ; تسعة له ، وجعل عاشرها فى وسطها لأبى ، ثمّ سدّ كلّ باب شارع إلي المسجد غير بابه ، فتكلّم فى ذلك مَن تكلّم ، فقال  : ما أنا سددت أبوابكم وفتحت بابه ، ولكن الله أمرنى بسدّ أبوابكم وفتح بابه . ثمّ نهي الناس أن يناموا فى المسجد غيره ، وكان يجنب فى المسجد ومنزله فى منزل رسول الله  ، فولد لرسول الله  وله فيه أولاد ؟قالوا : اللهمّ نعم .

قال : أ فتعلمون أنّ عمر بن الخطّاب حرص علي كوّة قدر عينه يدعها من منزله إلي المسجد ، فأبي عليه ، ثمّ خطب  قال : إنّ الله أمر موسي أن يبنى مسجداً طاهراً لا يسكنه غيره وغير هارون وابنيه ، وإنّ الله أمرنى أن أبنى مسجداً طاهراً لا يسكنه غيرى وغير أخى وابنيه ؟قالوا : اللهمّ نعم . قال : أنشدكم الله ، أ تعلمون أنّ رسول الله  نصبه يوم غدير خمّ فنادي له بالولاية وقال : ليبلّغ الشاهد الغائب ؟قالوا : اللهمّ نعم .

قال : أنشدكم الله ، أ تعلمون أنّ رسول الله  قال له فى غزوة تبوك : أنت منّى بمنزلة هارون من موسي ، وأنت ولىّ كلّ مؤمن بعدى ؟قالوا : اللهمّ نعم . قال : أنشدكم الله ، أ تعلمون أنّ رسول الله  حين دعا النصاري من أهل نجران إلي المباهلة لم يأت إلاّ به وبصاحبته وابنيه ؟قالوا : اللهمّ نعم . قال : أنشدكم الله ، أ تعلمون أنّه دفع إليه اللواء يوم خيبر ثمّ قال : لأدفعه إلي رجل يحبّه الله ورسوله ، ويحبّ الله ورسوله ، كرّار غير فرّار ، يفتحها الله علي يديه ؟قالوا : اللهمّ نعم . قال : أ تعلمون أنّ رسول الله  بعثه ببراءة وقال : لا يبلّغ عنّى إلاّ أنا أو رجل منّى ؟قالوا : اللهمّ نعم .قال : أ تعلمون أنّ رسول الله  لم تنزل به شدّة قطّ إلاّ قدّمه لها ثقة به ، وإنّه لم يدعُه باسمه قطّ إلاّ أن يقول : يا أخى ، وادعوا لى أخى ؟قالوا : اللهمّ نعم . قال : أ تعلمون أنّ رسول الله  قضي بينه وبين جعفر وزيد فقال له : يا علىّ ، أنت منّى وأنا منك ، وأنت ولىّ كلّ مؤمن ومؤمنة بعدى ؟قالوا : اللهمّ نعم .قال : أ تعلمون أنّه كانت له من رسول الله  كلّ يوم خلوة ، وكلّ ليلة دخلة ، إذا سأله أعطاه وإذا سكت أبدأه ؟قالوا : اللهمّ نعم .قال : أ تعلمون أنّ رسول الله  فضّله علي جعفر وحمزة حين قال لفاطمة (ع) : زوّجتك خير أهل بيتى ; أقدمهم سلماً ، وأعظمهم حلماً ، وأكثرهم علماً ؟قالوا : اللهمّ نعم .قال : أ تعلمون أنّ رسول الله  قال : أنا سيّد ولد آدم ، وأخى علىّ سيّد العرب ، وفاطمة سيّدة نساء أهل الجنّة ، وابناى الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة ؟قالوا : اللهمّ نعم . قال : أ تعلمون أنّ رسول الله  أمره بغسله ، وأخبره أنّ جبرئيل يُعينه عليه ؟ قالوا : اللهمّ نعم .

قال : أ تعلمون أنّ رسول الله  قال فى آخر خطبة خطبها : أيّها الناس ، إنّى تركت فيكم الثقلين : كتاب الله وأهل بيتى ، فتمسّكوا بهما لن تضلّوا ؟قالوا : اللهمّ نعم .

فلم يدع شيئاً أنزله الله فى علىّ بن أبى طالب   خاصّة وفى أهل بيته من القرآن ولا علي لسان نبيّه  إلاّ ناشدهم فيه ، فيقول الصحابة : اللهمّ نعم ، قد سمعنا ، ويقول التابعىّ : اللهمّ قد حدّثنيه من أثق به ; فلان وفلان .ثمّ ناشدهم أنّهم قد سمعوه  يقول : من زعم أنّه يحبّنى ويبغض عليّاً فقد كذب ، ليس يحبّنى وهو يبغض عليّاً فقال له قائل : يا رسول الله ، وكيف ذلك ؟ قال : لأنّه منّى وأنا منه ، من أحبّه فقد أحبّنى ، ومن أحبّنى فقد أحبّ الله ، ومن أبغضه فقد أبغضنى ، ومن أبغضنى فقد أبغض الله ؟فقالوا : اللهمّ نعم ، قد سمعنا ، وتفرّقوا علي ذلك) كتاب سليم بن قيس : ٢ / ٧٨٨ / ٢٦ ، بحار الأنوار : ٣٣ / ١٨١ / ٤٥٦ ( .