العتبة العلوية المقدسة - البسملة -
» » سيرة الإمام » الامام علي والقران » البسملة

 

البسملة
*- عن علي بن أبي طالب عليه السلام أنه قال : تنوق رجل في بسم الله الرحمن الرحيم فغفر له .( بحار الأنوار ج 89 ص 35)
* دخل عبدالله بن يحيى على أمير المؤمنين عليه السلام وبين يديه كرسي فأمره بالجلوس ، فجلس عليه ، فمال به حتى سقط على رأسه ، فأوضح عن عظم رأسه وسال الدم فأمر أمير المؤمينن عليه السلام بماء ، فغسل عنه ذلك الدم . ثم قال : أدن مني فدنا منه ، فوضع يده على موضحته وقد كان يجد من ألمها ما لا صبر ـ له ـ معه ومسح يده عليها ، وتفل فيها ـ فما هو إلا أن فعل ذلك ـ حتى اندمل وصار كأنه لم يصبه شئ قط . ثم قال أمير المؤمينن عليه السلام : يا عبدالله ، الحمد لله الذي جعل تمحيص ذنوب شيعتنا في الدنيا بمحنهم لتسلم ـ لهم طاعاتهم ويستحقوا عليها ثوابها .
فقال عبدالله بن يحيى : يا أمير المؤمنين ! ـ و ـ إنا لا نجازى بذنوبنا إلا في الدنيا ؟
قال : نعم أما سمعت قول رسول الله صلى الله عليه وآله : الدنيا سجن المؤمن ، وجنة الكافر ؟ يطهر شيعتنا من ذنوبهم في الدنيا بما يبتليهم ـ به ـ من المحن ، وبما يغفره لهم ، فان الله تعالى يقول : ( وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير ) حتى إذا وردوا القيامة ، تو فرت عليهم طاعاتهم وعباداتهم . وان أعداء محمد وأعداءنا يجازيهم على طاعة تكون منهم في الدنيا - وإن كان لا وزن لها لانه لا إخلاص معها - حتى إذا وافوا القيامة ، حملت عليهم ذنوبهم وبغضهم لمحمد صلى الله عليه وآله وخيار أصحابه ، فقذفوا لذلك في النار . ولقد سمعت محمدا صلى الله عليه وآله يقول : إنه كان فيما مضى قبلكم رجلان أحدهما مطيع لله مؤمن والآخر كافر به مجاهر بعداوة أوليائه وموالاة أعدائه ، ولكل واحد منهما ملك عظيم في قطر من الارض ، فمرض الكافر فاشتهى سمكة في غير أوانها ، لان ذلك الصنف من السمك كان في ذلك الوقت في اللجج حيث لا يقد رعليه ، فآيسته الاطباء من نفسه وقالوا له: استخلف على ملكك من يقوم به ، فلست بأخلد من أصحاب القبور ، فان شفاءك في هذه السمكة التي اشتهيتها ، ولا سبيل إليها . فبعث الله ملكا وأمره أن يزعج البحر ب ـ تلك السمكة إلى حيث يسهل أخذها فاخذت له ـ تلك السمكة فأكلها ، فبرء من مرضه ، وبقي في ملكه سنين بعدها . ثم ان ذلك المؤمن مرض في وقت كان جنس ذلك السمك بعينه لا يفارق الشطوط التي يسهل أخذه منها ، مثل علة الكافر ، واشتهى تلك السمكة ، ووصفها له الاطباء . فقالوا : طب نفسا ، فهذا أوانها تؤخذ لك فتأكل منها ، وتبرأ . فبعث الله ذلك الملك وأمره أن يزعج جنس تلك السمكة ـ كله ـ من الشطوط إلى اللجج لئلا يقدر عليه فيؤخذ حتى مات المؤمن من شهوته ، لعدم دوائه . فعجب من ذلك ملائكة السماء وأهل ذلك البلد ـ في الارض ـ حتى كادوا يفتنون لان الله تعالى سهل على الكافر ما لا سبيل إليه ، وعسر على المؤمن ما كان السبيل إليه سهلا . فأوحى الله عزوجل إلى ملائكة السماء وإلى نبي ذلك الزمان في الارض : إني أنا الله الكريم المتفضل القادر ، لا يضرني ما أعطي ، ولا ينفعني ما أمنع ، ولا أظلم أحدا مثقال ذرة ، فأما الكافر فانما سهلت له أخذ السمكة في غير أوانها ، ليكون جزاء على حسنة كان عملها ، إذ كان حقا علي أن لا أبطل لاحد حسنة حتى يرد القيامة ولا حسنة في صحيفته ، ويدخل النار بكفره . ومنعت العابد تلك السمكة بعينها ، لخطيئة كانت منه أردت تمحيصها عنه بمنع تلك الشهوة ، إعدام ذلك الدواء ، ليأتين ولا ذنب عليه ، فيدخل الجنة . فقال عبد الله بن يحيى : يا أمير المؤمنين قد أفدتني وعلمتني ، فان رأيت أن تعرفني ذنبي الذي امتحنت به في هذا الملجس ، حتى لا أعود إلى مثله . قال : تركك حين جلست أن تقول : بسم الله الرحمن الرحيم فجعل الله ذلك لسهوك عما ندبت إليه تمحيصا بما أصابك . أما علمت أن رسول الله صلى الله عليه وآله حدثني عن الله عزوجل أنه قال : كل أمر ذي بال لم يذكر بسم الله فيه فهو أبتر . فقلت : بلى بأبي أنت وأمي لا أتركها بعدها . قال : إذا تحصن بذلك وتسعد .
ثم قال عبدالله بن يحيى : يا أمير المؤمنين ما تفسير بسم الله الرحمن الرحيم ؟
قال : إن العبد إذا أراد أن يقرأ أو يعمل عملا و يقول : بسم الله أي : بهذا الاسم أعمل هذا العمل . فكل أمر يعمله يبدأ فيه ب بسم الله الرحمن الرحيم فانه يبارك له فيه .فقال علي بن الحسين عليه السلام : حدثني أبي ، عن أخيه ، عن أمير المؤمنين عليه السلام أن رجلا قام إليه فقال : يا أمير المؤمنين أخبرني عن بسم الله الرحمن الرحيم ما معناه ؟ فقال عليه السلام : إن قولك : الله أعظم الاسماء من أسماء الله تعالى وهو الاسم الذي لا ينبغي أن يتسمى به غير الله ، ولم يتسم به مخلوق . فقال الرجل : فما تفسير قوله تعالى : الله ؟ فقال عليه السلام : هو الذى يتأله إليه عند الحوائج والشدائد كل مخلوق ، عند انقطاع الرجاء من جميع من دونه ، وتقطع الاسباب من كل من سواه وذلك أن كل مترئس في هذه الدنيا أو متعظم فيها ، وإن عظم غناؤه وطغيانه و كثرت حوائج من دونه إليه ، فانهم سيحتاجون حوائج لا يقدر عليها هذا المتعاظم . وكذلك هذا المتعاظم يحتاج حوائج لا يقدر عليها فينقطع إلى الله عند ضرورته وفاقته ، حتى إذا كفى همه ، عاد إلى شركه . أما تسمع الله عزوجل يقول : قل أرأيتكم أن أتيكم عذاب الله أو أتتكم الساعة أغير الله تدعون ان كنتم صادقين بل اياه تدعون فيكشف ما تدعون اليه ان شاء وتنسون ما تشركون فقال الله تعالى لعباده : أيها الفقراء إلى رحمتي إنى قد ألزمتكم الحاجة إلى في كل حال ، وذلة العبودية في كل وقت ، فالي فافزعوا في كل أمر تأخذون به وترجون تمامه ، وبلوغ غايته ، فاني إن أردت أن أعطيكم لم يقدر غيري على منعكم وإن أردت أن أمنعكم لم يقدر غيري على إعطائكم ـ فأنا أحق من سئل ، وأولى من تضرع إليه ـ فقولوا عند افتتاح كل أمر عظيم أو صغير : ( بسم الله الرحمن الرحيم ) أي أستعين على هذا الامر بالله الذي لا تحق العبادة لغيره ، المغيث إذا استغيث ، و المجيب إذا دعي (الرحمن ) الذي يرحم ببسط الرزق علينا ( الرحيم ) بنا في أدياننا ودنيانا وآخرتنا : خفف الله علينا الدين ، وجعله سهلا خفيفا ، وهو يرحمنا بتمييزنا من أعدائه . ثم قال رسول الله عليه السلام : من أحزنه أمر تعاطاه فقال : ( بسم الله الرحمن الرحيم )وهو مخلص لله عزوجل ويقبل بقلبه إليه ، لم ينفك من إحدى اثنتين : إما بلوغ حاجتة الدنياوية وإما ما يعد له عنده ، ويدخر لديه ، وما عند الله خير وأبقى للمؤمنين .
* عن أميرالمؤمنين عليه السلام قال : إن بسم الله الرحمن الرحيم آية من فاتحة الكتاب ، وهي سبع آيات تمامها ببسم الله الرحمن الرحيم ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : إن الله عزوجل قال لي : يا محمد ( ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم فأفرد الامتنان على بفاتحة الكتاب ، وجعلها بازاء القرآن العظيم ، وإن فاتحة الكتاب أشرف ما في كنوز العرش ، وإن الله عزوجل خص محمدا وشرفه بها ، ولم يشرك معه فيها أحدا من أنبيائه ، ما خلا سليمان عليه السلام فانه أعطاه منها بسم الله الرحمن الرحيم ألا تراه يحكي عن بلقيس حين قالت : ( إني القي إلى كتاب كريم * إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم ) ألا فمن قرأها معتقدا لموالاة محمد وآله الطيبين ، منقادا لامرهما ، مؤمنا بظاهر هما وباطنهما ، أعطاه الله بكل حرف منها حسنة ، كل واحدة منها أفضل له من الدنيا بما فيها ، من أصناف أموالها وخيراتها ، ومن استمع إلى قارئ يقرؤها كان له قدر ثلث من للقاي ، فليستكثر أحد كم من هذا الخير المعرض لكم ، فانه غنيمة ، لا يذهبن أو انه فتبقى في قلوبكم الحسرة.