العتبة العلوية المقدسة - حفر الخندق -
» سيرة الإمام » » اولاد الامام علي عليه السلام » سيرة الامام الحسين عليه السلام » الامام الحسين من المدينة الى كربلاء » حفر الخندق

حفر الخندق

 

*- ابن أعثم : فلمّا آيس الحسين ( عليه السلام ) من القوم ، وعلم أنّهم قاتلوه أقبل على أصحابه فقال : قُومُوا فَاحْفِرُوا لَنا حَفيرَةً حَوْلَ عَسْكَرِنا هذا شِبْهَ الْخَنْدَقِ وَأَجِّجُوا فيهِ ناراً ، حَتّى يَكُونَ قِتالُ الْقَوْمِ مِنْ وَجْه واحِد ، لا يُقاتِلُونَ فَنَشْتَغِلَ بِحَرْبِهِمْ وَنُضيعَ الْحَرَمَ . فوثب القوم من كلّ ناحية وتعاونوا وحفروا خندقاً ، ثمّ جمعوا الشوك والحطب وألقوه في الخندق وأجّجوا فيه النار . ([1])

*- المفيد : وفى رواية : ثمّ خرج إلى أصحابه فأمرهم أن يقرّب بعضهم بيوتهم من بعض ، وأن يدخلوا الأطناب بعضها في بعض ، وأن يكونوا بين البيوت ، فيستقبلون القوم من وجه واحد ، والبيوت من ورائهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم قد حفّت بهم إلاّ الوجه الذي يأتيهم منه عدوّهم . ([2])

 *- ابن أعثم : وأقبل رجل من معسكر عمر بن سعد ، يقال له : مالك بن حوزة على فرس له حتّى وقف عند الخندق وجعل ينادي : أبشر يا حسين ! فقد تلفحك النار في الدنيا قبل الآخرة . فقال له الحسين ( عليه السلام ) : كَذِبْتَ يا عَدُوَّ اللهِ ! إِنّي قادِمٌ عَلى رَبٍّ رَحيم وَشَفيع مُطاع ، وَذلِكَ جَدّي رَسُولُ اللهِ ( صلى الله عليه وآله ) . ثمّ قال الحسين : مَنْ هذَا الرَّجُلُ ؟ فقالوا : هذا مالك بن حوزة . فقال الحسين ( عليه السلام ) : أللّهُمَّ ! حُزْهُ إِلَى النّارِ ، وَأَذِقْهُ حَرَّها في الدُّنْيا قَبْلَ مَصيرِهِ إِلَى الآْخِرَةِ ! قال : فلم يكن بأسرع أن شبّت به الفرس فألقته في النار ، فاحترق . قال : فخرّ الحسين ( عليه السلام ) لله ساجداً مطيعاً ، ثمّ رفع رأسه وقال : يا لَها مِنْ دَعْوَة ما كانَ أَسْرَعَ إِجابَتَها ! قال : ثمّ رفع الحسين صوته ونادى : اللّهُمُّ ! إنّا أَهْلُ نَبِيِّكَ وَذُرِّيَّتُهُ وقَرابَتُهُ ، فَاقْصِمْ مَنْ ظَلَمَنا وَغَصَبَنا حَقَّنا ، إنَّكَ سَميعٌ مُجيبٌ . ([3])

*- القندوزي الحنفي : وفي رواية : أنّ أصحاب الإمام حفروا حول الخيمة خندقاً ، وملاؤه ناراً حتّى يكون الحرب من جهة واحدة ، فقال رجل ملعون : عجّلت يا حسين ! بنار الدنيا قبل نار الآخرة ! ؟ فقال الحسين ( عليه السلام ) : تُعيِّرُني بِالنّارِ وَأبي قاسِمُها وَرَبّي غَفُورٌ رَحيمٌ ، ثمّ قال لأصحابه : أَتَعْرِفُونَ هذَا الرَّجُلَ . فقالوا : هو جبيرة الكلبي لعنه الله . فقال الحسين : أللّهُمَّ أَحْرِقْهُ بِالنّارِ في الدُّنْيا قَبْلَ نارِ الآْخِرَةِ ، فما استتمّ كلامه حتّى تحرّك به جواده ، فطرحه مكبّاً على رأسه في وسط النار فاحترق ، فكبّروا ، ونادى مناد من السماء : هنّيت بالإجابة سريعاً يا ابن رسول الله ! .([4])



([1])الفتوح 5 : 107 ، مقتل الحسين ( عليه السلام ) للخوارزمي 1 : 248

([2])الإرشاد : 232 ، تأريخ الطبري 3 : 317 ، الكامل في التأريخ 2 : 560 ، العوالم 17 : 246 ، وقعة الطفّ : 201 .

([3])الفتوح : 5 : 108 ، نور العين في مشهد الحسين ( عليه السلام ) : 43 وفيه : فقال الحسين : اللهم أذقه النار في الدنيا قبل الآخرة ، فنفر به جواده فألقاه في النار فاحترق ، فقال الحسين : الله أكبر من دعوة ما أسرع إجابتها .

([4])ينابيع المودّة : 410 .