السيد صالح القزويني
هو السيد صالح بن مهدي بن رضي الحسيني ، الشهير بالقزويني ، أديب وشاعر ، ولد في النجف سنة 1208 ه ، وتوفي سنة 1306 ه في بغداد ، ودفن بالنجف ، وترك من الآثار : الدرر الغروية في رثاء العترة المصطفوية ، وديوان شعر كبير .
قال يمدح الإمام الكاظم ( عليه السلام ) :
اعطف على الكرخ من بغداد وابك بها * كنزا لعلم رسول الله مخزونا
موسى بن جعفر سر الله والعلم المبين * في الدين مفروضا ومسنونا
باب الحوائج عند الله والسبب الموصول * بالله غوث المستغيثينا
الكاظم الغيظ عمن كان مقترفا * ذنبا ومن عم بالحسنى المسيئينا
يا ابن النبيين كم أظهرت معجزة * في السجن أزعجت فيها الرجس هارونا
وكم بك الله عافى مبتلى ، ولكم * شافى مريضا وأغنى فيك مسكينا
لم يلهك السجن عن هدي وعن نسك * إذ لا تزال بذكر الله مفتونا
وكم أسروا بزاد أطعموك به * سما فأخبرتهم عما يسرونا
وللطبيب بسطت الكف تخبره * لما تمكن منها السم تمكينا
بكت على نعشك الأعداء قاطبة * ما حال نعش له الأعداء باكونا
راموا البراءة عند الناس من دمه * والله يشهد ما كانوا بريئينا
كم جرعتك بنو العباس من غصص * تذيب أحشاءنا ذكرا وتشجينا
قاسيت ما لم تقاس الأنبياء وقد * لاقيت أضعاف ما كانوا يلاقونا
أبكيت جديك والزهراء أمك والأطهار * آباءك الغر الميامينا
طالت لطول سجود منه ثفنته * فقرحت جبهة منه وعرنينا
رأى فراغته في السجن منيته * ونعمة شكر الباري بها حينا
يا ويل هارون لم تربح تجارته * بصفقة كان فيها الدهر مغبونا
ليس الرشيد رشيدا في سياسته * كلا ولا ابنه المأمون مأمونا
تا لله ما كان من قرب ولا رحم * بين المصلين ليلا والمغنينا
لهفي لموسى بهم طالت بليته * وقد أقام بهم خمسا وخمسينا
يزيدهم معجزات كل آونة * ونائلا وله ظلما يزيدونا
لم يحفظوا من رسول الله منزله * ولا لحسناه بالحسنى يكافونا
باعوا لعمري بدنيا الغير دينهم * جهلا فما ربحوا دنيا ولا دينا
في كل يوم يقاسي منهم حزنا * حتى قضى في سبيل الله محزونا
وقال يمدح الإمامين الجوادين ( عليهما السلام ) :
أقول لركب حيث بانوا ويمموا * سراعا إلى الزوراء عوجوا وألمموا
إذا جئتم من جانب الكرخ غربوا * إلى الطور حيث النور يبدو ويكتم
قفوا حيث نار الطور أشرق نورها * ولاح سناها والظلام مخيم
وحيث تراءت نار موسى فأولجوا * إليه مع السارين والليل مظلم
قفوا بي إذا ما جئتم ذروة الحمى * على قبر موسى والجواد وسلموا
ديوان ابن كمونة : 90 ، النجف الأشرف - 1948 م . وقد خمسها الحاج محمد علي كمونة الأسدي الكربلائي