العتبة العلوية المقدسة - الثناء على ثبات علي وايمانه يوم احد -
» سيرة الإمام » » جهاد الامام علي عليه السلام » جهادة بعد البعثة » الامام علي عيه السلام في معركة احد » الثناء على ثبات علي وايمانه يوم احد

 

الثناء على ثبات علي وايمانه يوم احد
شهادة عمر بن الخطاب في شجاعة علي يوم احد
*-  عن أبي واثلة شقيق بن سلمة قال : كنت أماشي عمر بن الخطاب إذ سمعت منه همهمة ، فقلت له : مه يا عمر ، فقال : ويحك أما ترى الهزبر القثم ابن القثم والضارب بالبهم ، الشديد على من طغا وبغا بالسيفين والراية ، فالتفت فإذا هو علي بن أبي طالب فقلت له يا عمر هو علي بن أبي طالب ، فقال : ادن مني أحدثك عن شجاعته وبطالته ، بايعنا النبي صلى الله عليه وآله يوم أحد على أن لا نفر ، ومن فر منا فهو ضال ، ومن قتل منا فهو شهيد ، والنبي صلى الله عليه وآله زعيمه ، إذ حمل علينا مائة صنديد تحت كل صنديد مائة رجل أو يزيدون ، فأزعجونا عن طاحونتنا ، فرأيت عليا كالليث يتقي الذر إذ قد حمل كفا من حصى فرمى به في وجوهنا ، ثم قال : شاهت الوجوه ، وقطت وبطت ولطت ، إلى أين تفرون ؟ إلى النار ؟ فلم نرجع ، ثم كر علينا الثانية وبيده صفيحة يقطر منها الموت فقال : بايعتم ثم نكثتم ، فوالله لانتم أولى بالقتل ممن أقتل ، فنظرت إلى عينيه كانهما سليطان يتوقدان نارا ، أو كالقدحين المملوين دما ، فما ظننت إلا ويأتي علينا كلنا فبادرت أنا إليه من بين أصحابي فقلت : يا أبالحسن الله الله ، فإن العرب تفر وتكر ، وإن الكرة تنفي الفرة ، فكأنه استجيى ، فولى بوجهه عني ، فما زلت أسكن روعة فؤادي ، فوالله ما خرج ذلك الرعب من قلبي حتى الساعة ، ولم يبق مع رسول الله إلا أبودجانة سماك بن خرشة وأميرالمؤمنين عليه السلام ، وكلما حملت طائفة على رسول الله صلى الله عليه واله استقبلهم أمير المؤمنين صلوات الله عليه فيدفعهم عن رسول الله ، ويقتلهم حتى انقطع سيفه ، وبقيت مع رسول الله صلى الله عليه وآله نسيبة بنت كعب المازنية وكانت تخرج مع رسول الله عليه السلام في غزواته تداوي الجرحى ، وكان ابنها معها ، فأراد أن ينهزم ويتراجع فحملت عليه فقالت : يا بني إلى أين تفر ؟ عن الله وعن رسوله ؟ فردته فحمل عليه رجل فقتله ، فأخذت سيف ابنها ، فحملت على الرجل فضربته على فخذه فقتلته ، فقال
رسول الله صلى الله عليه وآله : بارك الله عليك يانسيبة .
وكانت تقي ريول الله صلى الله عليه وآله بصدرها وثدييها حتى أصابتها جراحات كثيرة ، وحمل ابن قميئة على رسول الله عليه وآله فقال : أروني محمدا ، لا نجوت إن نجا ، فضربه على حبل عاتقه ونادى : قتلت محمدا واللات والعزى ، ونظر رسول الله صلى الله عليه وآله إلى رجل من المهاجرين قد ألقى ترسه خلف ظهره وهو في الهزيمة ، فناداه : يا صاحب الترس ألق ترسك ومرإلى النار فرمى بترسه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : يا نسيبة خذي الترس ، فأخذت الترس ، وكانت تقاتل المشركين .
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : لمقام نسيبة أفضل من مقام فلان وفلان وفلان .فلما انقطع سيف أميرالمؤمنين عليه السلام جاء إلى رسول الله عليه وآله فقال : يارسول الله إن الرجل يقاتل بالسلاح ، وقد انقطع سيفي ، فدفع إليه رسول الله صلى الله عليه وآله سيفه ذا الفقار ، فقال : قاتل بهذا ، ولم يكن يحمل على رسول الله صلى الله عليه وآله أحد إلا استقبله أميرالمؤمنين عليه السلام ، فإذا رأوه رجعوا ، فانحاز رسول الله صلى الله عليه وآله إلى ناحية أحد ، فوقف ، وكان القتال من وجه واحد ، وقد انهزم أصحابه ،
ثناء اخر
*- وى القندوزي باسناده عن علي بن الحسين، قال: قال رسولالله صلّى الله عليه وآله وسلّم لعلي بن أبي طالب عليه السّلام: يا أبا الحسن، لووضع ايمان الخلائق واعمالهم في كفة ميزان ووضع عملك يوم أحد على كفة اخرى لرجح عملكعلى جميع ما عمل الخلائق، وان الله باهى بك يوم أحد ملائكته المقربين ورفع الحجب منالسموات السبع واشرفت اليك الجنة وما فيها وابتهج بفعلك رب العالمين، وان اللهتعالى يعوضك ذلك اليوم ما يغبط كل نبي ورسول وصديق وشهيد ( ينابيع المودة الباب الثالث عشر ص64.)
*- في حديث إلى أن قال: قلت له: ان ثبوت علي فيذلك المقام لعجب، فقال: إن تعجبت من ذلك فقد تعجبت منه الملائكة، أما علمت أنّجبرئيل قال في ذلك اليوم وهو يعرج إلى السماء: لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلاعلي.قلت: فمن أين علم ذلك من جبرئيل؟ فقال: سمع الناس صائحاً يصيح في السماءبذلك، فسألوا النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم عنه، فقال: ذاك جبرئيل ( الارشادص38.)