العتبة العلوية المقدسة - خطبة له عليه السّلام في النهي عن الفتنة -
» » سيرة الإمام » بلاغة الامام علي وحكمته » خطب الامام علي عليه السلام » خطبة له عليه السّلام في النهي عن الفتنة

خطبة له عليه السّلام  في النهي عن الفتنة

اَلْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذىِ اسْتَخْلَصَ الْحَمْدَ لِنَفْسِهِ ، فَاسْتَوْجَبَهُ عَلى‏ جَميعِ خَلْقِهِ ، الَّذى‏ ناصِيَةُ كُلِّ شَىْ‏ءٍ بِيَدِهِ ، وَ مَصيرُ كُلِّ شَىْ‏ءٍ اِلَيْهِ ،

الْقَوِىُّ فى‏ سُلْطانِهِ ، اللَّطيفُ فى‏ جَبَروُتِهِ ، لا مانِعَ لِما اَعْطى‏ ، وَ لا مُعْطِىَ لِما مَنَعَ ، خالِقُ الْخَلآئِقِ بِقُدْرَتِهِ ، وَ مُسَخِّرُهُمْ بِمَشِيَّتِهِ ، وَفِىُّ الْعَهْدِ ، صادِقُ الْوَعْدِ ، شَديدُ الْعِقابِ ، جَزيلُ الثَّوابِ ، اَحْمَدُهُ وَ اَسْتَعينُهُ عَلى‏ ما اَنْعَمَ بِهِ مِمَّا لا يَعْرِفُ كُنْهَهُ غَيْرُهُ ، وَ اَتَوَكَّلُ عَلَيْهِ تَوَكُّلَ الْمُسْتَسْلِمِ لِقُدْرَتِهِ ، الْمُتَبَرِّئِ مِنَ الْحَوْلِ وَ الْقُوَّةِ اِلَيْهِ .

وَ اَشْهَدُ شَهادَةً لا يَشوُبُها شَكٌّ اَنَّهُ لا اِلهَ اِلاَّ هُوَ ، وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ ، واحِداً صَمَداً ، لَمْ يَتَّخِذُ صاحِبَةً وَ لا وَلَداً ، وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ شَريكٌ فىِ الْمُلْكِ ، وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِىٌّ مِنَ الذُّلِّ ، وَ كَبِّرْهُ تَكْبيراً ، وَ هُوَ عَلى‏ كُلِّشَىْ‏ءٍ قَديرٌ قَطَعَ اِدِّعآءَ الْمُدَّعى‏ بِقَوْلِهِ :  وَ ما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَ الْأِنْسَ اِلاَّ لِيَعْبُدُونِ  وَ اَشْهَدُ اَنَّ مُحَمَّداً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ الِهِ وَ سَلَّمَ صَفْوَتُهُ مِنْ خَلْقِهِ وَ اَمينُهُ عَلى‏ وَحْيِهِ ، اَرْسَلَهُ بِالْمَعْروُفِ امِراً ، وَ عَنِ الْمُنْكَرِ ناهِياً ، وَ اِلىَ الْحَقِّ داعِياً ، عَلى‏ حينِ فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ ، وَ ضَلالَةٍ مِنَ النَّاسِ ، وَ اخْتِلافٍ مِنَ الْأُمُورِ ، وَ تَنازُعٍ مِنَ الْأَلْسُنِ ، حَتّى‏ تَمَّمَ بِهِ الْوَحْىَ ، وَ اَنْذَرَ بِهِ الْأَرْضَ .

اوُصيكُمْ عِبادَ اللَّهِ بِتَقْوَى اللَّهِ فَاِنَّهَا الْعِصْمَةُ مِنْ كُلِّ ضَلالٍ ،

وَ السَّبيلُ اِلى‏ كُلِّ نَجاةٍ ، فَكَاَنَّكُمْ بِالْجُثَثِ قَدْ زايَلَتْها اَرْواحُها ، وَ تَضَمَّنَتْها اَجْداثُها ، فَلَنْ يَسْتَقْبِلْ مُعَمَّرٌ مِنْكُمْ يَوْماً مِنْ عُمْرِهِ اِلاَّ بِانْتِقاصِ اخِرٍ مِنْ اَجَلِهِ ، وَ اِنَّما دُنْياكُمْ كَفَىْ‏ءِ الظِّلِّ ، اَوْ زادِ الرَّاكِبِ ، وَ احَذِّرُكُمْ دُعآءَ

الْعَزيزِ الْجَبَّارِ عَبْدَهُ يَوْمَ تُعْفى‏ اثارُهُ ، وَ تُوحَشُ مِنْهُ دِيارُهُ ، وَ يُؤْتَمُ صِغارُهُ ، ثُمَّ يَصيرُ اِلى‏ حَفيرِ الْأَرْضِ مُتَعَفِّراً عَلى‏ خَدِّهِ غَيْرَ مُؤَسَّدٍ وَ لا مُمَهَّدٍ ، اَسْئَلُ الَّذى‏ وَعَدَنا عَلى‏ طاعَتِهِ جَنَّتَهُ ، اَنْ يَقِيَنا سَخَطَهُ وَ يُجَنِّبَنا نِقْمَتَهُ ، وَ يَهَبَ لَنا رَحْمَتَهُ ، اِنَّ اَبْلَغَ الْحَديثِ كِتابُ اللَّهِ .