العتبة العلوية المقدسة - خطبة له عليه السّلام فى يوم عيد الأضحى -
» » سيرة الإمام » بلاغة الامام علي وحكمته » خطب الامام علي عليه السلام » خطبة له عليه السّلام فى يوم عيد الأضحى

  

خطبة له عليه السّلام فى يوم عيد الأضحى

اُوصيكُمْ عِبادَ اللَّهِ بِتَقْوَى اللَّهِ ، وَ كَثْرَةِ ذِكْرِ الْمَوْتِ ، وَ اُحَذِّرُكُمُ الدُّنْيَا الَّتى‏ لَمْ يُمَتَّعْ بِها اَحَدٌ قَبْلَكُمْ ، وَ لا تَبْقى‏ لِاَحَدٍ بَعْدَكُمْ ، فَسَبيلُ مَنْ فيها سَبيلُ الْماضينَ مِنْ اَهْلِها ، اَلا وَ اِنَّها قَدْ تَصَرَّمَتْ وَ اذَنَتْ بِانْقِضآءِ ، وَ تَنَكَّرَ مَعْرُوفُها ، وَ اَصْبَحَتْ مُدْبِرَةً موَلِّيَةً ، تَهْتِفُ بِالْفَنآءِ ، وَ تَصْرُخُ بِالْمَوْتِ ، قَدْ اَمَرَّ ما كانَ مِنْها حُلُواً ، وَ تَكَدَّرَ مِنْها ما كانَ صَفْواً ، فَلَمْ يَبْقَ مِنْها اِلاَّ شُفافَةٌ كَشُفافَةِ الْأِنآءِ ، وَ جرْعَةٌ كَجُرْعَةِ الْأِدواةِ ، لَوْ تَمَرَّزَهَا الصَّدْيانُ لَمْ تَنْقَعْ غُلَّتهُ ، فَاَزْمِعُوا عِبادَ اللَّهِ عَلَى الرَّحيلِ مِنْها ، وَ اَجْمِعُوا مُتارَكَتَها ، فَما مِنْ حَىٍّ يَطْمَعُ فى‏ بَقآءٍ ، وَ لا مِنْ نَفْسٍ اِلاَّ وَ قَدْ اَذْعَنَتْ لِلْمَنُونِ ، وَ لا يَغْلِبَنَّكُمُ الْاَمَلُ ، وَ لا يَطُلْ عَلَيْكُمُ الْأَمَلُ ، وَ لا تَغْتَرُّوا بِالْمُنى‏ وَ خُدَعِ الشَّيْطانِ . تَعَبَّدُوا لِلَّهِ عِبادَ اللَّهِ اَيَّامَ الْحَياةِ ، فَوَ اللَّهِ لَوْ حَنَنْتُمْ حَنينَ الْوَلَهِ الْعَجْلانِ وَ دَعَوْتُمْ دُعآءَ الْحَمامِ ، وَ جَأَرْتُمْ جِؤارَ الرُّهْبانِ ، وَ خَرَجْتُمْ اِلَى اللَّهِ مِنَ الْأَمْوالِ وَ الْأَوْلادِ ، اِلْتماسَ الْقُرْبَةِ اِلَيْهِ فىِ ارْتِجاعِ دَرَجَةٍ ، وَ غُفْرانِ سَيِّئَةٍ اَحْصَتْها كَتَبَتُهُ ، وَ حَفِظَتْها رُسُلُهُ ، لَكانَ قَليلاً فيما تَرْجُونَ مِنْ ثَوابِهِ وَ تَخْشَوْنَ مِنْ عِقابِهِ ، وَ تَاللَّهِ لَوِ انْماثَتْ قُلُوبُكُمْ انْمِياثا ، وَ سالَتْ مِنْ رَهْبَةِ اللَّهِ عُيُونُكُمْ دِمآءًا ، ثُمَّ عُمِّرْتُمْ عُمُرَ الدُّنْيا عَلى‏ اَفْضَلِ اجْتِهادٍ وَ عَمَلٍ ، ما جَزَتْ. اَعْمالُكُمْ حَقَّ نِعْمَةِ اللَّهِ عَلَيْكُمْ ، وَ لاَ اسْتَحْقَقْتُمُ الجَنَّةَ بِسِوى‏ رَحْمَةِ اللَّهِ وَ مَنِّهِ عَلَيْكُمْ .

و منها :

اَلا وَ اِنَّ هذَا الْيَوْمَ يَوْمٌ حُرْمَتُهُ عَظيمَةٌ ، وَ بَرَكَتُهُ مَاْمُولَةٌ ، وَ الْمَغْفِرَةُ فيهِ مَرْجُوَّةٌ ، فَاَكْثِرُوا ذِكْرَ اللَّهِ ، وَ تَعَرَّضُوا لِثَوابِهِ بِالتَّوْبَةِ وَ الْأِنابَةِ ، وَ التَّضَرُّعِ وَ الْخُضُوعِ ، فَاِنَّهُ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِهِ ، وَ يَعْفُو عَنِ السَّيِّئاتِ ، وَ هُوَ الرَّحيمُ الْوَدُودُ .

و منها :

وَ اَحْسِنُوا الْعِبادَةَ ، وَ اَقيمُوا الشَّهادَةَ ، وَ ارْغَبُوا فيما كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ ،

وَ اَدُّوا مَا افْتَرَضَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ، وَ اْمُرُوا بِالْمَعْرُوفِ ، وَ انْهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ ،

وَ اَعينُوا الضَّعيفَ ، وَ انْصُرُوا الْمَظْلُومَ ، وَ خُذُوا فَوْقَ يَدِ الظَّالِمِ وَ الْمُريبِ وَ اَحْسِنُوا اِلى‏ نِسآئِكُمْ ، وَ ما مَلَكَتْ اَيْمانُكُمْ ، وَ اصْدُقُوا الْحَديثَ ، وَ اَدُّوا الْاَمانَةَ ، وَ اَوْفُوا بِالْعَهْدِ ، وَ كُونُوا قَوَّامينَ بِالْقِسْطِ ، وَ اَوْفُوا الْمِكْيالَ وَ الْميزانَ ، وَ جاهِدُوا فى‏ سَبيلِ اللَّهِ حَقَّ جِهادِهِ ، وَ لا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا وَ لا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ .