زيد أبو عبد الله ابن صوحان
بن حجر بن الحارث بن الهجرس بن صبرة بن الحدرجان بن ليث بن ظالم بن ذهل بن عجل بن عمرو بن وديعة بن لكيز بن أفصى بن عبد القيس الربعي العبدي... قتل في 36هـ .محدَّث أدرك النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وصحبه. وكان فاضلاً ديناً سيداً في قومه. قطعت يده في القادسية، وقتل يوم الجمل، فقال: ادفنوني في ثيابي، فإنَّي مخاصم. قال رسول الله صلى الله عليه وآله لى الله عليه وآله وسلم: من سرّه أن ينظر إلى من يسبقه بعض أعضائه إلى الجنة، فلينظر إلى زيد بن صوحان. وأعقب: صعصعة. زيداً. سيحان. عبد الله، قتل سيحان، وعبد الله، يوم الجمل مع أبيهم، قتلهم عمرو بن يثربي، وأخذ أسيراً فأمر أمير المؤمنين عليه السلام بقتله فقتل. وكانت ربيعة من أخلص الناس في ولاء أمير المؤمنين عليه السلام وكذلك آل صوحان فقد كانت متهالكة في ولائه جميعهم.
هو : زيد بن صوحان بن حجر العبدي من بني عبد القيس من ربيعة من أهل الكوفة روي الحديث عن عمر وعلي وكان أحد الشجعان الرؤساء ومن وجوه الشيعة وهو معدود من الإبدال وكان من أخص أصحاب الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام وكان هو وأخوه صعصعة وسبحان من شجعان الفتوحات الإسلامية وذوي البلاء قطعت يده اليمنى وقيل اليسرى يوم نهاوند واشترك في الحركات الإصلاحية والمطالبات الاجتماعية العادلة في زمن عثمان وشهد حرب الجمل حيث استشهد زيد وكان ذلك عام 36هجرية
سبقته يده الى الجنة :
كان زيد عالما ذا بصيرة وروية ومن العباد والزهاد والمتفانين في حب أمير المؤمنين عليه السلام هو وأخويه سبحان وصعصعة وكان فارسا شجاعا صاحب راية أمير المؤمنين عليه السلام في حرب الجمل أعطاه الإمام علي عليه السلام الراية بعد شهادة أخيه سبحان وقد ذكر زيد بن صوحان في حضرة النبي (ص) فقال: زيد وما زيد يسبق عضو منه الى الجنة ويروى أنه قطعت يده يوم نهاوند لما فتحها المسلمون من الفرس سنة 2.هجرية .
عائشة تكتب الى زيد :
روي إن عائشة كتبت كتابا الى زيد وهو في الكوفة وفيه :
- من عائشة زوجة النبي صلى الله عليه الى أبنها البار زيد بن صوحان الخالص :
أما بعد: إذا أتاك كتابي هذا فاجلس في بيتك وخذل الناس عن علي بن أبي طالب حتى يأتيك أمري .
فلما قرأ كتابها كتب في الجواب :
أُمرت بأمر وأُمرنا بغيره فركبت ما أمرنا به وأمرتنا أن نركب ما أمرت به أمرت أن تقري في بيتك وأمرنا أن نقاتل حتى لا تكون فتنة ،
ويروى أنه كتب أيضا : فأمرك غير مطاع وكتابك غير مجاب
زيد يسأل أمير المؤمنين عليه السلام :
كان أصحاب الإمام علي خير طلاب في مدرسة الفكر والأخلاق فقد كانوا يسألونه ويستفتونه فقد روي إن زيد بن صوحان قام وقال للإمام علي عليه السلام :
- يا أمير المؤمنين أي سلطان أغلب وأقوى ؟
- قال عليه السلام : الهوى
- قال: فأي ذل أذل
- قال عليه السلام : الحرص على الدنيا
- قال :فأي فقر أشد؟
- قال عليه السلام : الكفر بعد الإيمان
- قال: فأي دعوة أضل؟
- قالعليه السلام : الداعي بما لا يكون
- قال:فأي عمل أفضل؟
- قالعليه السلام : التقوى
- قال: فأي عمل أفضل؟
- قال عليه السلام : طلب ما عند الله
- قال: فأي صاحبك أشر؟
- قال عليه السلام : المزين لك معصية الله
- قال: فأي الخلق أقوى؟
- قال عليه السلام : الحليم
- قال: فأي الخلق أشقى؟
- قال عليه السلام : من باع دينه برضا غيره
- قال: فأي الخلق أشح؟
- قال عليه السلام : من أخذ المال من غير حله فجعله في غير محله
- قال: فأي الناس أكيس؟
- قالعليه السلام : من أبصر رشده من غيه فمال الى رشده
- قال: فمن أحلم الناس؟
- قالعليه السلام : الذي لا يغضب
- قال: فأي الناس أثبت رأيا ؟
- قالعليه السلام : من لم يغره الناس من نفسه ولم تغره الدنيا بشهوتها
- قال: فأي الناس أحمق؟
- قالعليه السلام : المغتر بالدنيا وهو يرى ما فيها وتقلب أحوالها
- قال : فأي الناس أشد حسرة؟
- قال عليه السلام : الذي حرم الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين
- قال: فأي الخلق أعمى ؟
- قال عليه السلام : الذي عمل لغير الله يطلب بعمله الثواب من الله تعالى
- قال: فأي القنوع أفضل؟
- قالعليه السلام : القانع بما أعطاه الله عز وجل
- قال: فأي المصائب أشد؟
- قال عليه السلام : المصيبة في الدين
- قال: فأي الأعمال أحب الى الله عز وجل؟
- قالعليه السلام : انتظار الفرج
زيد الخطيب البليغ:
وكان زيد خطيبا عالما بليغا فقد عده الجاحظ مع إخوانه صعصعه وسبحان من خطباء قيس المشهورين ولقد وصفهم عقيل بن أبي طالب بخير وصف حين قال له معاوية :
ميز لي أصحاب علي وأبدأ بآل صوحان فأنهم مخاريق الكلام
فقال: أما صعصعة فعظيم الشان عضب اللسان قائد فرسان قاتل أقران يرتق ما فتق ويفتق ما رتق قليل النظر وأما زيد وعبد الله فإنهما نهران جاريان يصب فيهما الخلجان ويغاث بهما البلدان رجلا جدلا لعب منه وأما بنو صوحان كما قال الشاعر :
إذا نزل العدو فإن عندي |
|
أسود تخلس الأسد النفوسا |
زيد شهيد يوم الجمل :
لما دعى الإمام علي D الناس في الكوفة الى قتال أهل الجمل في البصرة كان على الكوفة أبو موسى الأشعري فكتب له الإمام علي عليه السلام من الربذه لينفر الناس للقتال فقام أبو موسى وخطب وخذل الناس عن الإمام فقام إليه زيد بن صوحان فشال يده المقطوعة وقال:
يا عبد الله بن قيس رد الفرات عن أدراجه اردده من حيث يجيء حتى يعود كما بدا فأن قدرت على ذلك فتقدر على ما تريد فدع عنك ما لست مدركه ثم قرأ ( أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ )
سيروا الى أمير المؤمنين وسيد المسلمين انفروا إليه أجمعين تصيبوا الحق
وروي أنه لما صرع زيد بن صوحان في وقعة الجمل بالبصرة جاء أمير المؤمنين عليه السلام وجلس عند رأسه قائلا :
- رحمك الله يا زيد قد كنت خفيف المؤونة عظيم المعونة .
مسجد زيد في الكوفة :
كان لزيد بن صوحان مسجد ومحراب يصلي ويعبد الله فيه بالكوفة ويقع في الجنوب الغربي لمسجد سهل –مسجد نبي خضر- قريب منه ومن الخندق (كري سعده) أي وقاص وقد طرأت على هذا المسجد عدة عمارات وهو اليوم باق رسمه وفيه تستجاب الدعوات وقد ورد قراءة الدعاء المأثور فيه بعد ركعتين من الصلاة وهو: (إلهي قد مد إليك الخاطئ المذنب يديه ) أما مرقده ففي البصرة على يمين الذاهب الى السيبة في قرية الزيت تعرف بكوت الزيت تابعة الى ناحية السيبة ضمن قضاء أبي الخصيب في محافظة البصرة في العراق.
(الاستيعاب 1/559. أسد الغابة 2/233،رجال الكشي /66 ،الجمل أو النصرة في حرب البصرة /134)