في وصف اهل البيت عليهم السلام
عن أبي جعفر محمد بن علي (عليهما السلام)، إنّه قال: أيّها الناس، إنّ أهل بيت نبيكم، شرفهم اللّه بكرامته، وأعزهم بهداه، واختصهم لدينه، وفضّلهم بعلمه، واستحفظهم واودعهم علمه على غيبه، فهم عماد لدينه، شهداء عليه، وأوتاد في أرضه، قوّامون بأمره، براهم قبل خلقه، اظلة عن يمين عرشه، نجباء في علمه، اختارهم وانتجبهم وارتضاهم واصطفاهم، فجعلهم علماً لعباده، وادلاء لهم على صراطه، فهم الائمة الدعاة، القادة الهادية، والقضاة الحكام، والنجوم الاعلام، والاسرة المتحيزة، والعترة المطّهرة، والأُمة الوسطى، والصراط الأعظم، والسبيل الأقوم، زينة النجباء، وورثة الأنبياء، وهم الرّحم الموصلة، والكهف الحصين للمؤمنين، ونور أبصار المهتدين، وعصمة لمن لجأ اليهم، وأَمن لمن استجار بهم، ونجاة لمن تبعهم، يغتبط من والاهم، ويهلك من عاداهم، ويفوز من تمسك بهم، والراغب عنهم مارق، واللازم لهم لاحق، وهم الباب المبتلى به، من أتاه نجى، ومن أباه هوى، حطة لمن دخله، وحجة على من تركه، الى اللّه يدعون، وبأمره يعملون، وبكتابه يحكمون، وبآياته يرشدون، فيهم نزلت رسالته، وعليهم هبطت ملائكته، واليهم نفث الروح الامين فضلاً منه ورحمة، وآتاهم ما لم يؤت أحداً من العالمين، فعندهم والحمد للّه ما يلتمسون، ويفتقر اليه ويحتاج من العلم الشاق والهدى من الضلالة، والنور عند دخول الظلم، فهم الفروع الطيبة، والشجرة المباركة ومعدن العلم، ومنتهى الحلم، وموضع الرسالة، ومختلف الملائكة، فهم أهل بيت الرحمة والبركة، أذهب اللّه عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً(
[1]).