عاشة بنت ابي بكر
بمان ان معركة الجمل كانت من الطرف الاخر بقيادة عائشة بنت ابي بكر فلا بد لنا من استعراض بعض مناقب وخصال هذه المرأة حتى يتبين الحال وتنجلي بواطن الامو ر
تتصف عائشة بعدة صفات بارزة اثبتتها الاخبار المروية في سيرتها ومن هذه الصفات
اولا: الغيرة
لقد ذ الاسلام غيرة المراة على زوجها على اعتبار ان الله احل له معها ثلاثة وقد قال امير المؤمنين عليه السلام غيرة المراة كفر وغيرة الرجل ايمان ومن مصاديق غيرتها نذكر
انها قالت مرة : لما اراد الرسول (صلى الله عليه واله ) ان يخطب لنفسه شراف اخت دحية الكلبي طلب مني ان اذهب وانظر اليها فلما رجعت قلت ما رأيت طائلاً . فقال رسول الله (صلى الله عليه واله ) لقد رأيت طائلا ضالاً تجدها اقشعرت منه ذوائبك ؟ فقلت يارسول الله مادونك سر ومن يستطيع ان يكتمك([1]) .
وقد قالت ايضا : بعثت صفية زوج النبي (صلى الله عليه واله ) الى رسول الله (صلى الله عليه واله ) بطعام قد صنعته له وهو عندي فلما رأيت الجارية اخذتني الرعدة حتى ضربت القصعة ورميت بها قالت فنظر اليّ رسول الله (صلى الله عليه واله ) فعرفت الغضب في وجهه فقلت اعوذ برسول الله ان يلعنني اليوم قالت قال اوليّ قلت وماكفارته يارسول الله قال طعام كطعامها وإناء كأنائها([2]). وقلت لرسول الله (صلى الله عليه واله ) حسبك من صفية كذا وكذا فقال لها النبي (صلى الله عليه واله ) لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته([3]) .
وعنها ايضا قالت :ما غرت على أمرأة الا دون ما غرت على مارية وذلك انها كانت جميلة جعدة واعجب بها رسول الله (صلى الله عليه واله ) وكان انزلها اول ما قدم بها في بيت حارثة بن النعمان وفزعنا لها فجزعت فحولها رسول الله (صلى الله عليه واله ) الى العالية فكان يختلف اليها هناك فكان ذلك اشد علينا ثم رزقه الله الولد منها وحرمناه([4]) ... الحديث ؟
قال ابن سعد في شان مارية : وكانت ثقلت على نساء النبي (صلى الله عليه واله ) وغرن عليها ولامثل عائشة([5]) .
و قالت : كنت اغار على اللاتي وهبن انفسهن لرسول الله (صلى الله عليه واله ) وأقول أتهب الحرة نفسها فلما انزل الله تعالى { ترجي من تشاء منهن وتؤى اليك من تشاء ومن ابتغيت ممن عزلت فلا جناح عليك } الاحزاب آية 51 . قالت قلت : ما ارى ربك الا يسارع في هواك([6])
وقالت : لما كانت ليلتي التي كان النبي (صلى الله عليه واله ) فيها عندي انقلب فوضع رداءه وخلع نعليه فوضعها عند رحليه وبسط طرف إزاره على فراشه فأضطجع فلم يلبث الا ريثما ظن اني قد رقدت فأخذ رداءه رويداً وانتقل رويداً وفتح الباب وخرج ثم اجافه رويداً فجعلت درعي في رأسي واختمرت وتقنعت إزاري ثم انطلقت على اثره حتى جاء البقيع فأطال القيام ثم رفع يديه ثلاث ثم انحرف فأسرع فأسرعت فهرول فهرولت فأحضر فأحضرت فسبقته فدخلت فليس الا ان اضطجعت فدخل فقال مالك يا عائش حشياء رائبة قلت بأبي انت وامي يارسول الله فأخبرته قال فأنت السواد الذي رأيت امامي قلت نعم فألهدني في صدري لهدة اوجعتني قال اظننت ان يحيف الله عليك ورسوله([7]) .
وقالت ايضاً : خرج رسول الله (صلى الله عليه واله ) من عندي ليلاً قالت فغرت عليه فجاء فرأى ما اصنع فقال مالك يا عائشة . أغرت فقلت ومالي ان لا يغار مثلي على مثلك فقال رسول الله (صلى الله عليه واله ) أفأخذك شيطانك([8]).
وقالت : فقدت رسول الله (صلى الله عليه واله ) فظننت انه أتى بعض جواريه فطلبته فاذا هو ساجد يقول رب اغفرلي([9]) .
وقالت مرة :فقدت رسول الله (صلى الله عليه واله ) ذات ليلة فظننت انه ذاهب الى بعض نسائه فتحسست ثم رجعت فاذا هو راكع([10]) .
وقالت ايضاً : فقدت رسول الله (صلى الله عليه واله ) ذات ليلة من الفراش فالتمسته فوقعت يدي على بطن قدميه وهو في المسجد وهو يقول([11]).... الحديث .
و عن عائشة قالت ما غرت على امرأه لرسول الله (صلى الله عليه واله ) كما غرت على خديجة لكثرة ذكر رسول الله (صلى الله عليه واله ) إياها وثنائه عليها وقد اوحى الله الى رسوله ان يبشرها ببيت في الجنة من قصب([12])
وعنها ايضاً قالت : ذكر رسول الله (صلى الله عليه واله ) خديجة فأطنب في الثناء عليها فأدركني ما يدرك النساء من الغيرة فقلت عقبك الله يارسول الله من عجائز قريش حمراء الشدقين قد أبدلك الله خيراً منها قالت : فتغير وجه رسول الله (صلى الله عليه واله ) تغيراً لم أره تغير عند شيء قط الا عند نزول الوحي او عند المخيلة حتى يعلم رحمة ام عذاباً قال : ما ابدلني الله خيراً منها قد آمنت بي اذ كفر بي الناس وصدقتني اذ كذبوني وآستني بمالها اذ حرمني الناس ورزقني الله ولدها اذ حرمني اولاد الناس([13]).
و قالت : ماغرت على احد من نساء النبي (صلى الله عليه واله ) ما غرت على خديجة وما رأيتها ولكن كان النبي (صلى الله عليه واله ) يكثر ذكرها وربما ذبح الشاة ثم يقطعها اعضاء ثم يبعثها في صدائق خديجة فقلت له كأنه لم تكن في الدنيا الا خديجة فيقول انها كانت حبيبة لي وكانت عاقلة وكان لي منها ولد([14]) . وزاد مسلم : واني قد رزقت حبها .
و قالت : ماحسدت امرأه ماحسدت خديجة وما تزوجني رسول الله (صلى الله عليه واله ) الا بعدما ماتت وذلك ان رسول الله (صلى الله عليه واله ) بشرها ببيت من قصب لاصخب فيه ولا نصب([15]) [ قال هذا حديث حسن وصحيح ] .
و قالت : استأذنت هالة بنت خويلد اخت خديجة على النبي (صلى الله عليه واله ) فعرف استيذان خديجة فأرتاع لذلك فقال اللهم هالة بنت خويلد فغرت وقلت ما تذكر من عجوز من عجائز قريش حمراء الشدقين ماتت من الدهر قد ابدلك الله خيراً منها([16]) [ قال : اخرجه الشيخان والترمذي ] .
ثانيا: اتهام نساء النبي بالتهم الكبيرة
ومن خصال عائشة بنت ابي بكر انها كانت كثيرة الاتهام لازواج النبي صلى الله عليه واله والاعتداء عليهن
قالت عائشة:لما ولد ابراهيم جاء به رسول الله (صلى الله عليه واله ) اليّ فقال انظري الى شبهه بي فقلت ما ارى شبهاً فقال رسول الله (صلى الله عليه واله ) الا ترين الى بياضه ولحمه قالت من سُقي ألبان الضأن ابيض وسمن([17]) وذكرت مرة ان النبي (صلى الله عليه واله ) كان يمكث عند زينب بنت جحش فشرب عندها عسلاً قالت فتواصيت انا وحفصة . ان ايتنا ما دخل عليها النبي فلتقل اني أجد فيك ريح المغافير . أكلت مغافير فدخل على احدهما فقالت ذلك له قالت . قال ، شربت عسلاً عند زينب بنت جحش ولن اعود له فنزل الله سبحانه { لم تحرم ما احل الله لك .. الى قوله تعالى .. ان تتوبا الى الله فقد صغت قلوبكما } التحريم آية 1-4 . لعائشة وحفصة وقوله تعالى { واذ أسر النبي الى بعض ازواجه حديثاً } التحريم آية 3 . لقوله بل شربت عسلاً([18]).
وروى حمزة بن ابي اسيد الساعدي عن ابيه قال :
تزوج رسول الله (صلى الله عليه واله ) اسماء بنت النعمان الجونية فأرسلني فجئت بها فقالت حفصة لعائشة او عائشة لحفصة أخضبيها انت وانا امشطها ففعلت ثم قالت احداهما ان النبي (صلى الله عليه واله ) يعجبه من المرأه اذا دخلت عليه ان تقول اعوذ بالله منك فلما دخلت وارخى الستر مدّ يده اليها فقالت اعوذ بالله منك فتلّ بكمّه على وجهه واستتر به وقال عذت معاذاً ثلاث مرات قال ابو اسيد ثم خرج علىّ فقال يا ابا اسيد الحقها باهلها ومتعها برازقيتين - يعني كرباستين - فكانت تقول ادعوني الشقية([19])قال ابن عساكر: انما خدعت لما رأى من جمالها وهيئتها وقد ذكر لرسول الله (صلى الله عليه واله ) من حملها على ذلك - يعني ان السبب كان من نسائه فقال انهن صويحبات يوسف وكيدهن )([20]) .
وعن ابن عباس قال :سألت عمر بن الخطاب فقلت ياامير المؤمنين من المرأتان اللتان تظاهرتا على رسول الله (صلى الله عليه واله ) ؟ فما اتممت كلامي حتى قال عائشة وحفصة([21]) .
عائشة والخلاف على عثمان
*- قال ابن ابي الحديد : أول من سمى عثمان نعثلاً عائشة؛ والنعثل: الكثير شعر اللحية والجسد، وكانت تقول: اقتلوا نعثلاً، قتل الله نعثلاً! وروى المدائني في كتاب "الجمل "، قال: لما قتل عثمان، كانت عائشة بمكة، وبلغ قتله إليها وهي بشراف، فلم تشك في أن طلحة هو صاحب الأمر، وقالت: بعداً لنعثل وسحقاً! إيه ذا الإصبع! إيه أبا شبل! إيه يا بن عم؛ لكأني أنظر إلى إصبعه وهو يبايع له: حثوا الإبل ودعدعوها.
قال: وقد كان طلحة حين قتل عثمان أخذ مفاتيح بيت المال، وأخذ نجائب كانت لعثمان في داره، ثم فسد أمره، فدفعها إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
*- وقال أبو مخنف لوط بن يحمى الأزدي في كتابه: إن عائشة لما بلغها قتل عثمان وهي بمكة، أقبلت مسرعة، وهي تقول: إيه ذا الإصبع! لله أبوك! أما إنهم وجدوا طلحة لها كفواً. فلما انتهت إلى شراف استقبلها عبيد بن أبي سلمة الليثي، فقالت له: ما عندك؛ قال: قتل عثمان، قالت: ثم ماذا؛ قال: ثم حارت بهم الأمور إلى خير محار؛ بايعوا علياً، فقالت: لوددت أن السماء انطبقت على الأرض إن تم هذا، ويحك! انظر ما تقول! قال: هو ما قلت لك يا أم المؤمنين، فولولت، فقال لها: ما شأنك يا أم المؤمنين! والله ما أعرف بين لابتيها أحداً أولى بها منه ولا أحق؛ ولا أرى له نظيراً في جميع حالاته، فلماذا تكرهين ولايته؛ قال: فما ردت عليه جواباً.
*- قال: وقد روي من طرق مختلفة أن عائشة لما بلغها قتل عثمان وهي بمكة، قالت: أبعده الله! ذلك بما قدمت يداه، وما الله بظلام للعبيد.
*- قال: وقد روى قيس بن أبي حازم أنه حج في العام الذي قتل فيه عثمان وكان مع عائشة لما بلغها قتله، فتحمّل إلى المدينة، قال: فسمعها تقول في بعض الطريق: إيه ذا الإصبع! وإذا ذكرت عثمان قالت: أبعده الله! حتى أتاها خبر بيعة علي، فقالت: لوددت أن هذه وقعت على هذه، ثم أمرت برد ركائبها إلى مكة فردت معها، ورأيتها في سيرها إلى مكة تخاطب نفسها، كأنها تخاطب أحداً: قتلوا ابن عفان مظلوماً، فقلت لها: يا أم المؤمنين، الم أسمعك آنفاً تقولين: أبعده الله، وقد رأيتك قبل أشد الناس عليه وأقبحهم فيه قولاً! فقالت: لقد كان ذلك، ولكني نظرت في أمره، فرأيتهم استتابوه حتى إذا تركوه كالفضة البيضاء أتوه صائماً محرماً لا شهر حرام فقتلوه.
*- قال: وروي من طرق أخرى أنها قالت لما بلغها قتله أبعده الله! قتله ذنبه، وأقاده الله بعمله! يا معشر قريش لا يسومنكم قتل عثمان، كما سام أحمر ثمود قومه، إن أحق الناس بهذا الأمر ذو الإصبع، فلما جاءت الأخبار ببيعة علي رضي الله عنه، قالت: تعسوا تعسوا! لا يردون الأمر في تيم أبداً.
*- كتب طلحة والزبير إلى عائشة وهي بمكة كتاباً: أن خذِّلي الناس عن بيعة علي، وأظهري الطلب بدم عثمان، وحمّلا الكتاب مع ابن اختها عبد الله بن الزبير، فلما قرأت الكتاب كاشفت وأظهرت الطلب بدم عثمان؛ وكانت أم سلمة رضي الله عنها بمكة في ذلك العام؛ فلما رأت صنع عائشة، قابلتها بنقيض ذلك، وأظهرت موالاة علي رضي الله عنه ونصرته على مقتضى العداوة المركوزة في طباع الضرتين.
*- قال أبو مخنف: جاءت عائشة إلى أم سلمة تخادعها على الخروج للطلب بدم عثمان، فقالت لها: يا بنت أبي أمية، أنت أول مهاجرة من أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنت كبيرة أمهات المؤمنين، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم لنا من بيتك، وكان جبريل أكثر ما يكون في منزلك، فقالت أم سلمة: لأمر ما قلت هذه المقالة، فقالت عائشة: إن عبد الله أخبرني أن القوم استتابوا عثمان، فلما تاب قتلوه صائماً في شهر حرام، وقد عزمت على الخروج إلى البصرة ومعي الزبير وطلحة، فاخرجي معنا، لعل الله أن يصلح هذا الأمر على أيدينا وبنا، فقالت أم سلمة: إنك كنت بالأمس تحرضين على عثمان، وتقولين فيه أخبث القول، وما كان اسمه عندك إلا نعثلاً، وإنك لتعرفين منزلة علي بن أبي طالب عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، أفاذكرك؟ قالت: نعم، قالت: أتذكرين يوم أقبل رضي الله عنه ونحن معه؛ حتى إذا هبط من قديد ذات الشمال، خلا بعلي يناجيه فأطال، فأردت أن تهجمي عليهما، فنهيتك فعصيتني، فهجمت عليهما، فما لبثت أن رجعت باكية، فقلت: ما شأنك؛ فقلت: إني هجمت عليهما وهما يتناجيان فقلت لعلي: ليس لي من رسول الله إلا يوم من تسعة أيام، أفما تدعني يا بن أبي طالب ويومي! فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم عليّ، وهوغضبان محمر الوجه، فقال: ارجعي وراءك، والله لا يبغضه أحد من أهل بيتي ولا من غيرهم من الناس إلا وهو خارج من الإيمان، فرجعت نادمةً ساقطة! قالت عائشة: نعم أذكر ذلك.
قالت: وأذكرك أيضاً، كنت أنا وأنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنت تغسلين رأسه، وأنا أحيس له حيساً، وكان الحيس يعجبه، فرفع رأسه، وقال: "يا ليت شعري، أيّتكنّ صاحبة الجمل الأذنب، تنبحها كلاب الحوءب، فتكون ناكبةً عن الصراط "! فرفعت يدي من الحيس، فقلت: أعوذ بالله وبرسوله من ذلك، ثم ضرب على ظهرك، وقال: "إياك أن تكونيها" ثم قال: يا بنت أبي أمية؛ إياك أن تكونيها يا حميراء، أما أنا فقد أنذرتك "، قالت عائشة: نعم أذكر هذا.
قالت: وأذكرك أيضاً كنت أنا وأنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر له، وكان علي يتعاهد نعلي رسول! الله صلى الله عليه وسلم فيخصفها، ويتعاهد أثوابه فيغسلها، فنقبت له نعل، فأخذها يومئذ يخصفها، وقعد في ظل سمرة، وجاء أبوك ومعه عمر، فاستأذنا عليه، فقمنا إلى الحجاب، ودخلا يحادثانه فيما أرادا، ثم قالا: يا رسول الله إنا لا ندري قدر ما تصحبنا، فلو أعلمتنا من يستخلف علينا، ليكون لنا بعدك مفزعاً؟ فقال لهما: أما إني قد أرى مكانه، ولو فعلت لتفرقتم عنه. كما تفرقت بنو إسرائيل عن هارون بن عمران، فسكتا ثم خرجا، فلما خرجنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قلت له، وكنت أجرأ عليه منا: من كنت يا رسول الله، مستخلفاً عليهم؟ فقال: خاصف النعل، فنظرنا فلم نر أحداً إلا علياً، فقلت: يا رسول الله، ما أرى إلا علياً، فقال: هو ذاك، فقالت عائشة: نعم أذكر ذلك، فقالت: فأي خروج تخرجين بعد هذا؛ فقالت: إنما أخرج للإصلاح بين الناس وأرجو فيه الأجر إن شاء الله، فقالت: أنت ورأيك، فانصرفت عائشة عنها، وكتبت أم سلمة بما قالت وقيل لها إلى علي رضي الله عنه.
فإن قلت: فهذا نص صريح في إمامة علي رضي الله عنه، فما تصنع أنت وأصحابك المعتزلة به؛ قلت: كلا إنه ليس بنص كما ظننت، لأنه صلى الله عليه وسلم لم يقل: قد استخلفته، وإنما قال: "لو قد استخلفت أحداً لاستخلفته"، وذلك لا يقتفي حصول الاستخلاف؛ ويجوز أن تكون مصلحة المكلفين متعلقة بالنص عليه لو كان النبي صلى الله عليه وسلم مأموراص بأن ينص على إمام بعينه من بعده، وأن يكون من مصلحتهم أن يختاروا لأنفسهم من شاءوا إذا تركهم النبي صلى الله عليه وسلم وآراءهم ولم يعين أحداً.
فإن قلت: فهذا نص صريح في إمامة علي رضي الله عنه، فما تصنع أنت وأصحابك المعتزلة به؛ قلت: كلا إنه ليس بنص كما ظننت، لأنه صلى الله عليه وسلم لم يقل: قد استخلفته، وإنما قال: "لو قد استخلفت أحداً لاستخلفته"، وذلك لا يقتفي حصول الاستخلاف؛ ويجوز أن تكون مصلحة المكلفين متعلقة بالنص عليه لو كان النبي صلى الله عليه وسلم مأموراص بأن ينص على إمام بعينه من بعده، وأن يكون من مصلحتهم أن يختاروا لأنفسهم من شاءوا إذا تركهم النبي صلى الله عليه وسلم وآراءهم ولم يعين أحداً.
*- ومن الكلام المشهور الذي قيل إن أم سلمة رحمها الله، كتبت به إلى عائشة: إنك جنّة بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين أمته، وإن الحجاب دونك لمضروب على حرمته، وقد جمع القرآن ذيلك فلا تندحيه، وسكن عقيراك فلا تصحريها، لو أذكرتك قولةً من رسول الله صلى الله عليه وسلم تعرفينها لنهشت بها نهش الرقشاء المطرقة. ما كنت قائلة لرسول الله صلى الله عليه وسلم لو لقيك ناصّة قلوص قعودك من منهل إلى منهل قد تركت عهيداه، وهتكت ستره، إن عمود الدين لا يقوم بالنساء، وصدعه لا يرأب بهن، حماديات النساء خفض الأصوات وخفر الأعراض، اجعلي قاعدة البيت قبرك حتى تلقينه، وأنت على ذلك.
فقالت عائشة: ما أعرفني بنصحك، وأقبلني لوعظك! وليس الأمر حيث تذهبين؛ ما أنا بعمية عن رأيك، فإن أقم ففي غير حرج، وإن أخرج ففي إصلاح بين فئتين من المسلمين، وقد ذكر هذا الحديث أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة في كتابه المصنف في "غريب الحديث " في باب أم سلمة، على ما أورده عليك، قال: لما أرادت عائشة الخروج إلى البصرة، أتتها أم سلمة، فقالت لها: إنك سدة بين محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين أمته، وحجابك مضروب على حرمته، قد جمع القرآن ذيلك فلا تندحيه، وسكن عقيراك فلا تصحريها، الله من وراء هذه الأمة، لو أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعهد إليك عهداً علت علت؛ بل قد نهاك عن الفرطة في البلاد؛ إن عمود الإسلام لا يثأث بالنساء إن مال، ولا يرأب بهن إن صدع، حماديات النساء غض الأطراف وخفر الأعراض وقصر الوهازة؛ ما كنت قائلة لو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عارضك بعد الفلوات، ناصةً قلوصاً من منهل إلى آخر، إن بعين الله مهواك، وعلى رسوله تردين؛ وقد وجهت سدافته ويروى سجافته وتركت عهيداه. لو سرت مسيرك هذا ثم قيل لي: ادخلي الفردوس لاستحييت أن ألقى محمداً صلى الله عليه وسلم هاتكةً حجاباً، وقد ضربه عليَّ، اجعلي حصنك بيتك، ووقاعة الستر قبرك، حتى تلقينه، وأنت على تلك أطوع ما تكونين لله بالرقبة، وأنصر ما تكونين للدين ما حلت عنه. لو ذكرتك قولاً تعرفينه لنهشت به نهش الرقشاء المطرقة.
فقالت عائشة: ما أقبلني لوعظك! وليس الأمر كما تظنين، ولنعم المسير مسير فزعت فيه إلي فئتان متناجزتان أو قالت متناحرتان إن أقعد ففي غير حرج، وإن أخرج فإلى ما لا بد لي من الازدياد منه
ام سلمة تحذر الامام من عائشة
*- وروى هشام بن محمد الكلبي في كتاب "الجمل" أن أم سلمة كتبت إلى علي رضي الله عنه من مكة: أما بعد، فإن طلحة والزبير وأشياعهم أشياع الضلالة، يريدون أن يخرجوا بعائشة إلى البصرة ومعهم عبد الله بن عامر بن كريز؛ ويذكرون أن عثمان قتل مظلوماً، وأنهم يطلبون بدمه؛ والله كافيهم بحوله وقوته؛ ولولا ما نهانا الله عنه من الخروج، وأمرنا به من لزوم البيت لم أدع الخروج إليك، والنصرة لك؛ ولكني باعثة نحوك ابني، عدل نفسي عمر بن أبي سلمة، فاستوص به يا أمير المؤمنين خيراً. قال: فلما قدم عمر على علي رضي الله عنه أكرمه، ولم يزل مقيماً معه حتى شهد مشاهده كلها، ووجهه أميراً على البحرين. وقال لابن عم له: بلغني أن عمر يقول الشعر، فابعث إلي من شعره، فبعث إليه بأبيات له أولها:
جزتك أمير المؤمنـين قـرابة
|
|
رفعت بها ذكري جزاء موفّرا
|
فعجب علي عليه السلام من شعره واستحسنه.
* ـ وجّه [علىّ ] ابن عبّاس إلي عائشة يأمرها بالرجوع ، فلمّا دخل عليها ابن عبّاس قالت : أخطأت السنّة يابن عبّاس مرّتين : دخلت بيتى بغير إذنى ، وجلست علي متاعى بغير أمرى .قال : نحن علّمنا إيّاكِ السنّة ; إنّ هذا ليس ببيتكِ ، بيتكِ الذى خلّفك رسول الله به ، وأمركِ القرآن أن تَقرّى فيه .
* ـ مروج الذهب : بعث [علىّ ] بعبد الله بن عبّاس إلي عائشة يأمرها بالخروج إلي المدينة ، فدخل عليها بغير إذنها ، واجتذب وسادة فجلس عليها .
فقالت له : يابن عبّاس ! أخطأت السنّة المأمور بها ، دخلت إلينا بغير إذننا ، وجلست علي رحلنا بغير أمرنا .
فقال لها : لو كنتِ فى البيت الذى خلّفك فيه رسول الله ما دخلنا إلاّ بإذنكِ ، وما جلسنا علي رحلكِ إلاّ بأمركِ ، وإنّ أمير المؤمنين يأمركِ بسرعة الأوبة ، والتأهّب للخروج إلي المدينة .
فقالت : أبيتُ ما قلت ، وخالفت ما وصفت .
فمضي إلي علىّ ، فخبّره بامتناعها ، فردّه إليها ، وقال : إنّ أمير المؤمنين يعزم عليكِ أن ترجعى ، فأنعمت وأجابت إلي الخروج .
* ـ رجال الكشّى عن إسماعيل بن الفضل الهاشمى : حدّثنى بعض أشياخى قال : لمّا هزم علىّ بن أبى طالب أصحاب الجمل ، بعث أميرُ المؤمنين عبدَ الله بن عبّاس إلي عائشة يأمرها بتعجيل الرحيل ، وقلّة العرْجة .
قال ابن عبّاس : فأتيتها وهى فى قصر بنى خلف فى جانب البصرة ، قال :
فطلبت الإذن عليها ، فلم تأذن ، فدخلت عليها من غير إذنها ، فإذا بيت قفار لم يعدّ لى فيه مجلس ، فإذا هى من وراء سترَين .
قال : فضربت ببصرى فإذا فى جانب البيت رحل عليه طُنْفُسة ، قال : فمددت الطنفسة فجلست عليها .
فقالت من وراء الستر : يابن عبّاس ! أخطأت السنّة ; دخلت بيتنا بغير إذننا ، وجلست علي متاعنا بغير إذننا .
فقال لها ابن عبّاس : نحن أولي بالسنّة منكِ ، ونحن علّمناكِ السنّة ، وإنّما بيتك الذى خلّفك فيه رسول الله ، فخرجتِ منه ظالمةً لنفسك ، غاشية لدينك ، عاتية علي ربّك ، عاصية لرسول الله ، فإذا رجعت إلي بيتك لم ندخله إلاّ بإذنك ، ولم نجلس علي متاعك إلاّ بأمرك . إنّ أمير المؤمنين علىّ بن أبى طالب بعث إليك يأمرك بالرحيل إلي المدينة ، وقلّة العرجة .
فقالت : رحم الله أمير المؤمنين ! ذلك عمر بن الخطّاب .
فقال ابن عبّاس : هذا والله أمير المؤمنين ، وإن تزبّدت فيه وجوه ، ورَغَمت فيه معاطس ! أما والله ، لهو أمير المؤمنين ، وأمسّ برسول الله رحماً ، وأقرب قرابة ، وأقدم سبقاً ، وأكثر علماً ، وأعلي مناراً ، وأكثر آثاراً من أبيك ومن عمر .
فقالت : أبيت ذلك . . . .
قال : ثمّ نهضت وأتيت أمير المؤمنين فأخبرته بمقالتها ، وما رددتُ عليها ، فقال : أنا كنت أعلم بك حيث بعثتك .
ندم عائشة
* ـعن عائشةـ بعد حرب الجملـ : والله ، لوددت أنّى متُّ قبل هذا اليوم بعشرين سنة
* ـ أتي وجوه الناس إلي عائشةوفيها : القعقاع بن عمرو ، فسلّم عليها فقالت : والله ، لوددت أنّى متّ قبل هذااليوم بعشرين سنة !
*ـفتح البارى عن محمّد بن قيس : ذُكر لعائشةيوم الجمل قالت : والناس يقولون يوم الجمل ؟ قالوا : نعم ، قالت : وددت أنّى جلستكما جلس غيرى ; فكان أحبّ إلىّ من أن أكون ولدت من رسول الله عشرة كلّهم مثل عبدالرحمن بن الحارث بن هشام .
*ـعن عائشة : وددت أنّىكنت ثكلت عشرة مثل الحارث بن هشام ، وأنّى لم أسِر مسيرى مع ابن الزبير .
*ـالطبقات الكبري عن عمارة بن عمير : حدّثنىمن سمع عائشة إذا قرأت هذه الآية : ³ وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ ² بكت حتي تبلّ خمارها(٥) .
*ـتاريخ بغداد عن عروة : ما ذكرت عائشة مسيرهافى وقعة الجمل قطّ ، إلاّ بكت حتي تبلّ خمارها وتقول : يا ليتنى كنت نَسياًمنسيّاً .
*ـعن أبى عتيق : قالت عائشة : إذا مرّ ابن عمر فأرونيه ، فلمّا مرّ قيل لها : هذا ابن عمر ، قالت : يا أبا عبدالرحمن ، ما يمنعك أن تنهانى عن مسيرى ؟ قال : قد رأيت رجلاً قد غلب عليك [يعنى ابنالزبير] ، وظننت أن لا تخالفيه . قالت : أما إنّك لو نهيتنى ما خرجت .
*-عن حبة العرني أن أمير المؤمنين صلوات الله عليه بعث إلى عائشة محمدا أخاها رحمة الله عليه وعمار بن ياسر رضوان الله عليه وأن ارتحلي والحقي بيتك الذي تركك فيه رسول الله . فقال : والله لا أريم عن هذا البلد أبدا ! ! فرجعا إلى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وأخبراه بقولها فغضب ثم ردهما إليها وبعث معهما الاشتر فقال : والله لتخرجن أو لتحملن احتمالا . ثم قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه : يا معشر عبدالقيس اندبوا إلى الحرة الخيرة من نسائكم فإن هذه المرأة من نسائكم فإنها قد أبت أن تخرج لتحملوها احتمالا فلما علمت بذلك قالت لهم . قولوا فليجهزني . فأتوا أمير المؤمنين صلوات الله عليه فذكروا له ذلك فجهزها وبعث معها بالنساء . ([22])
*-وعن الحسن بن ربيع قال : حدثنا أبوبكر بن عياش عن محصن بن زياد الضبي قال : سمعت الاحنف بن قيس يقول : بعث علي إلى عائشة أن ارجعي إلى الحجاز فقالت : لا أفعل فقال لها : لئن لم تفعلي لارسلن إليك نسوة من بكر بن وائل بسفار حداد يأخذنك بها . قال : فخرجت حينئذ . ([23])
*-عن عبدالجليل أن أمير - المؤمنين بعث عمار بن ياسر رحمه الله إلى عائشة أن ارتحلي فأبت عليه فبعث إليها بامرأتين وامرأة من ربيعة معهن الابل فلما رأتهن ارتحلت . ([24])
*- عن عمر بن سعد [ الاسدي ] أن أمير المؤمنين صلوات الله عليه دخل على عائشة لما أبت الخروج فقال لها : يا شعيرا ارتحلي وإلا تكلمت بما تعلمينه ! ! فقالت : نعم ارتحل . فجهزها وأرسلها ومعها أربعين امرأة من عبدالقيس ([25])
*- عن الاصبغ بن نباته أن أمير المؤمنين قال لعائشة : ارجعي إلى بيتك الذي تركك رسول الله صلى الله عليه وآله وأبوك فيه . فأبت فقال لها . ارجعي وإلا تكلمت بكلمة تبرئين إلى الله تعالى ورسوله فارتحلت . ([26])
*- قال ابن عباس رضي الله عنه لعائشة : السلام عليك يا أمة ألسنا ولاة بعلك ؟ أو ليس قد ضرب الله الحجاب عليك ؟ أو ليس قد أوتيت أجرك مرتين ؟ قالت : بلى . قال : فما أخرجك علينا مع منافقي قريش ؟ ! قالت : كان قدرا يا ابن عباس . قال : وكانت أمنا تؤمن بالقدر ! ! ([27])
*- عن يزيد بن أبي زياد قال : قال رجل لعائشة : يا أم المؤمنين لم خرجت على علي ؟ قالت له : أبوك لم تزوج بأمك قدرا لله عزوجل. ([28])
*- عن أبي إسحاق قال : كانت عائشة إذا سئلت عن خروجها على أمير المؤمنين قالت : كان شئ قدره الله علي ! ! ! ([29])
لا يُفلِح قوم تملكهمامرأة
*ـصحيح البخارى عن أبى بكرة : لقد نفعنى الله بكلمة أيّام الجمل ، لمّابلغ النبىَّ أنّفارساً ملّكوا ابنة كسري قال : "لن يُفلِح قوم ولَّوا أمرهم امرأة" .
*ـعن أبى بكرة : لمّاكان يوم الجمل أردتُ أن آتيهم اُقاتل معهم حتي ذكرتُ حديثاً سمعته من رسول الله أنّه بلغه أن كسريأو بعض ملوك الأعاجم مات ، فولّوا أمرهم امرأة ، فقال رسول الله : "لا يُفلِح قوم تملكهمامرأة" .
كتاب عائشة إلي حفصة
*ـعن أبى مخنف : لمّا نزلعلىّ ذا قار ،كتبت عائشة إلي حفصة بنت عمر : أمّا بعد ; فإنّى اُخبرك أنّ عليّاً قد نزل ذا قار ،وأقام بها مرعوباً خائفاً لِما بلغه من عدّتنا وجماعتنا ، فهو بم نزلة الأشقر ; إنتقدّم عُقر ، وإن تأخّر نُحر .
فدعت حفصة جوارى لها يتغنّين ويضربن بالدفوف ، فأمرتهنّ أن يقلنفى غنائهنّ : ما الخبر ما الخبر . علىّ فى السفر . كالفرس الأشقر . إن تقدّم عُقر . وإن تأخّر نُحر . وجعلت بنات الطلقاء يدخلن علي حفصة ، ويجتمعن لسماع ذلك الغناء .
فبلغ اُمّ كلثوم بنت علىّ فلبست جلابيبها ودخلت عليهنّ فى نسوة متنكّرات ، ثمّأسفرت عن وجهها ، فلمّا عرفتها حفصة خجلت واسترجعت .
فقالت اُمّ كلثوم : لئن تظاهرتما عليه منذ اليوم لقد تظاهرتما عليأخيه من قبل ، فأنزل الله فيكما ما أنزل .
فقالت حفصة : كفّى رحمك الله ! وأمرت بالكتاب فمزِّق واستغفرتالله .
صاحبة الجمل في الحديث النبوي
اكدت الصحاح من الاخبار التي رواها علماء الاسلام ودونها رجال الحديث ان النبي صلى الله عليه واله قد حذر من ان احدى نسائه سوف تكون صاحبة جما وتنبحها كلاب في منطقة الحؤب وكان مصداق ذلك عائشة بنت ابي بكرواليك طرفا من هذه الاخبار
*- عن عروة قال : سئلت عائشة من احب الناس الى رسول الله (صلى الله عليه واله ) قالت : علي بن ابي طالب قلت : اي شيء كان سبب خروجك عليه ؟ قالت : لِمَ تزوج ابوك امك ؟ قلت : ذلك من قدر الله قالت : وكان ذلك من قدر الله([30]) .
*- عن ام سلمة قالت: ذكر النبي (صلى الله عليه واله ) خروج بعض امهات المؤمنين فضحكت عائشة فقال : انظري ياحميراء ان تكوني انت([31]).
*- وقيل انها لما بلغت ديار بني عامر نبحت عليها الكلاب فقالت : اي ماء هذا ؟ قالوا : الحوأب قالت : ما اظنني الا راجعة فقال الزبير : لا بعد تقدمي ويراك الناس ويصلح الله ذات بينهم قالت : ما اظنني الا راجعة سمعت رسول الله (صلى الله عليه واله ) يقول : كيف بأحدكن اذا تنبحها كلاب الحوأب([32]).
*- ونقل عن طاووس قال: ان رسول الله (صلى الله عليه واله ) قال لنسائه ايتكن تنبحها كلاب كذا وكذا ؟ اياك ياحميراء ؟([33])
*- وروى عن سلمى بنت مالك بن حذيفه وكانت سلمى سبيت فأعتقتها عائشة ودخل بها النبي (صلى الله عليه واله ) وهي عندها فقال الرسول (صلى الله عليه واله ) ان احداكن ستنبحها كلاب الحوأب([34]).
*- عن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه واله ) لنسائه : ليت شعري ايتكن صاحبة الجمل الادبب تخرج فتنبحها كلاب الحوأب يقتل عن يمينها وعن يسارها قتلى كثيرة ثم تنجو بعد ما كادت([35]).
*- وروى عن هشام بن عروة عن ابيه قال: ماذكرت عائشة مسيرها في وقعة الجمل قط الابكت حتى تبل خمارها وتقول : ليتني كنت نسياً منسيا([37]).
*- عن عطاء بن يسار قال: ان النبي (صلى الله عليه واله ) قال لازواجه ايتكن اتقت الله ولم تأت بفاحشة بينة ولزمت ظهرحصيرها فهي زوجتي في الآخرة([39]).
*- ونقل عن واقد بن ابي واقد عن ابيه قال: ان النبي (صلى الله عليه واله ) قال لنسائه في حجة الوداع هذه ثم ظهور الحصر([40]) [ اي انكن لاتعدن تخرجن من بيوتكن وتلزمن الحصر ] .
*- وروى عن ام سلمة قالت: قال لنا رسول الله (صلى الله عليه واله ) في حجة الوداع هي هذه الحجة ثم الجلوس على ظهور الحصر في البيوت([41]).
*- ذكر جميع بن عمران ان امه وخالته دخلتا على عائشة قال : فذكر الحديث الى ان قال : قالتا : اخبرينا عن علي (عليه السلام ) قالت : عن اي شئ تسألاني عن رجل وضع رسول الله (صلى الله عليه واله ) موضعاً فسالت نفسه بيده فمسح بها وجهه واختلفوا في دفنه فقال : ان احب البقاع الىّ مكان قبض فيه نبيه قالتا : فلم خرجت عليه ؟ قالت : امر قضي ووددت ان افديه ما على الارض من شئ([42]).
*- روى يحيى بن الحسن صاحب كتاب النسب ان عائشة ركبت بغلاً ذلك اليوم واستنفرت بني امية مروان بن الحكم ومن كان هناك منهم ومن حشمهم وفي ذلك قول القائل : فيوم على بغل ويوم على جمل([43])
([1]) طبقات ابن سعد 8/115 - كنز العمال 6/294 .
([2]) مسند احمد 6/277 - سنن الترمذي 3/640 كتاب الاحكام .
([3]) مسند احمد 6/189 .
([4]) طبقات ابن سعد 8/153 انساب الاشراف مخطوط القسم الاول 1/108 .
([5]) المصدر نفسه .
([6]) صحيح مسلم 10/49 - صحيح البخاري 7/12 كتاب النكاح .
([7]) مسند احمد 6/221 .
([8]) صحيح مسلم 17/158 .
([9]) مسند احمد 6/147 .
([10]) مسند احمد 6/151 .
([11]) المصدر نفسه .
([12]) صحيح البخاري 7/37 وذكرها ايضا في 5/38 باب تزويج النبي من خديجة - صحيح مسلم 15/201 كتاب فضائل الصحابة .
([13]) البداية والنهاية 3/128 - كنز العمال 6/224 - البخاري 5/38 - مسند احمد 6/117 .
([14]) صحيح البخاري 5/39 - البداية والنهاية 3/128 - صحيح الترمذي 13/252 .
([15]) صحيح مسلم 15/201 - صحيح الترمذي 13/252 باب مناقب خديجة .
([16]) صحيح مسلم 15/202 - صحيح البخاري 5/39
([17]) طبقات ابن سعد 1/88 القسم الاول - انساب الاشراف مخطوط القسم الاول 1/108 .
([18]) صحيح مسلم 10/75 - البخاري 7/44 كتاب الطلاق .
([19]) المستدرك 4/37 - وذكر الطبري قريبا منه في 2/416
([20]) تاريخ ابن عساكر 1/309 في خبر اسماء بنت كعب الجونيه
([21]) صحيح البخاري 7/28 .
([22]) الكافئة للمفيد 29
([23]) الكافئة للمفيد 29
([24]) الكافئة للمفيد 29
([25]) الكافئة للمفيد 29
([26]) بحار الانوار 32/274
([27]) بحار الانوار 32/274
([28])بحار الانوار 32/274
([29]) بحار الانوار 32/274
([30]) كنز العمال 6/84 .
([31]) مستدرك الصحيحين 3/119 .
([32]) مستدرك الصحيحين 3/120 .
([33]) كنز العمال 6/84 .
([34]) الاصابة القسم الاول 4/325 .
([35]) مجمع الزوائد 7/234 - الاصابة 4/351 .
([36]) حلية الاولياء 2/48 - طبقات ابن سعد 8/56 .
([37]) تاريخ بغداد 9/185 .
([38]) مستدرك الصحيحين 3/119 .
([39]) طبقات ابن سعد 8/150 .
([40]) تاريخ بغداد 7/110 - تهذيب التهذيب 11/107 .
([41]) مجمع الزوائد 3/214 .
([42]) مجمع الزوائد 9/112 .
([43]) شرح النهج 16/51 .