السيد باقر الهندي ( 1284 ــ 1329 هـ ) السيد باقر بن محمد بن هاشم الهندي النجفي , ينتهي نسبه الى الامام الهادي عليه السلام .شاعر شهير , واديب كبير , وعالم مرموق . ولد في النجف الاشرف غرة شعبان سنة 1284 هـ ونشأ بها على ابيه فبقي معه حتى سنة 1298 هـ حيث سافر والده الى سامراء للحضور في حلقة الامام الشيرازي الكبير فكان مصباحاً له وأستمر بها مع ابيه حتى رجع الى النجف الاشرف سنة 1311 هـ فرجع معه . توفي في النجف الاشرف بمرض ذات الجنب قبل طلوع الشمس من يوم الثلاثاء غرة محرم سنة 1329 هـ عن عمر يناهز ( 45 ) عاماً ودفن مع ابيه في دارهم التي في محلة الحويش .
طبع له بعد وفاته كتاب ( دين الفطرة ) سنة 1942 م , وكذلك كتاب ( ديوان شعره ) (
[1]) .
قال يمدح امير المؤمنين عليه السلام :
ليس يدري بكنه ذاتك ما هو |
|
يابن عم النبي الا الله |
ممكن واجب حديث قديم |
|
عنك تنفى الأنداد والأشباه |
لك معنى أجلى من الشمس لكن |
|
خبط العارفون فيه فتاهوا |
أنت نحو أوجه خطوات |
|
الوهم وهماً فضل دون مداه |
قلت للقائلين في أنك الله |
|
أستقيموا فالله قد سواه |
هو مشكاة نوره والتجلي |
|
سر قدس جهلتهم معناه |
قد براه من نوره قبل خلق الـ |
|
ـخلق طراً وبأسمه سماه |
وحباه بكل فضل عليم |
|
وبمقدار ما حباه إبتلاه |
أظهر الله دينه بعلي |
|
أين لا أين دينه لولاه |
كانت الناس قبله تعبد الـ |
|
ـطاغوت رباً والجبت فيهم إله |
وبني الهدى الى الله يدعوهم |
|
ولا يسمعون منه دعاه |
سله لما هاجت طغاة قريش |
|
من وقاه بنفسه من فداه |
من جلا كربه ومن رد عنه |
|
يوم فر الأصحاب عنه عداه |
من سواه بكل وجهٍ شديد |
|
عنه من رد ناكلاً من سواه |
لو رأى مثله النبي لما وأخاه |
|
حياً وبعده وصاه |
قام يوم ( الغدير ) يدعو ألا من |
|
كنت مولىً له فذا مولاه |
ما أرتضاه النبي من قبل النفس |
|
ولكنما الإله إرتضاه |
غير ان النفوس مرضى ويأبى |
|
ذو السقام الدوا وفيه شفاه |
أنكروه وكيف ينكر عين الـ |
|
ـشمس من أرمضت بها عيناه |
ثم لما رأوه لا يؤثر الباطل |
|
يوماً ولو أطلت دماه |
أغلقوا بابه عليه وبزوا |
|
ما لديه قسراً وحلوا حباه |
تركوه وهو الأمير جليس الـ |
|
ـدار والامر صار أمر عداه |
يجمع الوحي وهو أعرف خلق اللـ |
|
ـه بالوحي والذي أوحاه |
قد زووه وهو الإمام وقاموا |
|
بضلال وخبط عشواء تاهوا |
ثم لما دجى الضلال على العالم |
|
وأستوعب الأنام دجاه |
ورأى غارس النفاق وبالاً |
|
غص فيما جنته منه يداه |
فأتوه وبايعوه وقالوا الان نا |
|
ل الدين الحنيف مناه |
فقضى بينهم بفصل قضاء الله |
|
والله لا يرد قضاه |
قسم الفيء بالسويه في الناس |
|
وساوى بسيدٍ مولاه |
وهو حكم صعب على غير من را |
|
ض هواه بعقله وهداه |
وبهم مؤثر لطاعة إبليس |
|
ومهما دعا به لباه |
فدعاه لنكث بيعة مولاه |
|
فلبى وحاد عن مولاه |
وأتى أُمه وللبغي عقبى |
|
سلهما كيف صادفا عقباه |
قل لها غذ تبرجت من حجاب |
|
كان طه المختار قد ارخاه |
نسيت آية التبرج أم لم |
|
تعتقدها والإبن يقفوا أباه |
جندت جندها على الجمل الأعسر |
|
والناس تابعوا من رعاه |
فاتى المرتضى بأجناد بدر |
|
صحب طه ورف فيهم لواه |
وأراهم وبال ما قد جنوه |
|
وأصطلى بالضرام من أوراه |
وهم الناكثون والمصطفى من |
|
قبل هذا بقتلهم أوصاه |
ثم للقاسطين سار حثيثاً |
|
ورأى من جهادهم ما رآه |
كم عظيم كمثل عمار أردوه |
|
وسالت لفقده مقلتاه |
ونجا المارقين بالسيف يفري الـ |
|
ـهام حتى أبادهم بشباه |
لم يزل طول عمره في عناءٍ |
|
ولحفظ الأسلام كان عناه |
ذا أبتداه مع النبي يعاني |
|
حرب أعدائه وذا منتهاه |
قد لقى من خلاف أصحابه أضعا |
|
ف ما من أعدائه لاقاه |
كم تمنى الموت المريح وما ضنك |
|
فيمن بالموت درك مناه |
قال ما يمنع الشقي اما حان |
|
شقاه ياغ رب عجل شقاه |
وغدا للصلاة للمسجد الأعظم |
|
والليل مستجن دجاه |
وأقام الصلاة للسجدة الأولى |
|
وكان إبن ملجم يرعاه |
فعلاه بالسيف فأعجب لسيُف |
|
الله بالسيف كيف فلَّ شباه |
فهوى قائلاً : لقد فزت والله |
|
وسالت على المصلى دماه |
فبكته الأملاك وأرتجت الافـ |
|
ـلاك حزناً وجبرائيل نعاه |
الهدى هدَّ ركنه والتقى قد |
|
فصمت في المصاب وثقى عراه |
وسى يقصد الشئام بشير الـ |
|
ـقوم يبدي السرور وأحزناه |
قام عيد بالشام أبعدها الله |
|
وقوت من شامت عيناه |
كبر الله وهو لم يعرف الله |
|
سروراً ونال أقصى مناه |
كأن لم يهنه كراه حذاراً |
|
من علي واليوم طاب كراه |
كان لا يستطيع ان يهدم الدين |
|
فقد راح عنه حامي حماه |
غير أن السبطين والغلب من أبنـ |
|
ـائه والوجوه من أولياه |
قد أحاطوا به وقد يئسوا منه |
|
وهانت نفوسهم في فداه |
وجرى السم في المفاصل والتاط |
|
بأحشائه وأوهى قواه |
نشجوا عنده نشيجاً خفياً |
|
يترك القلب دامياً بشجاه |
بنفوس كادت تطير مع الأنـ |
|
ـفاس غيظاً والغيظ في منتهاه |
أنا أبكي عليه ملقىً يدير الـ |
|
ـعين فيهم والوجد ملئ حشاه |
أم عليهم يرونه مدَّ للموت |
|
[2]) |