العتبة العلوية المقدسة - ما رواه الصحابي ابي ذر -
» » سيرة الإمام » مناقب وفضائل الامام علي عليه السلام » ما رواه الصحابي ابي ذر

 

 
ما رواه الصحابي ابي ذر
من فضائل امير المؤمنين
 
*-  عن أبي ذر الغفاري رحمه الله قال : كنت عند رسول الله صلى الله عليه وآله ذات يوم في منزل ام سلمة رضي الله عنها ، وساق الحديث نحوا مما مر إلى قوله : لا يعلم عددهم إلا الذي خلقهم ، فلما انفتلت من صلاتي وأخذت في التسبيح والتقديس أقبلت إلي شرذمة بعد شرذمة من الملائكة فسلموا علي وقالوا : يا محمد لنا إليك حاجة هل تقضيها يا رسول الله ؟ فظننت أن الملائكة يسألون الشفاعة عند رب العالمين ، لان الله فضلني بالحوض والشفاعة على جميع الانبياء ، قلت : ما حاجتكم يا ملائكة ربي ؟ قالوا : يا نبي الله إذا رجعت إلى الارض فاقرأ علي بن أبي طالب منا السلام وأعلمه بأن قد طال شوقنا إليه ، قلت : يا ملائكة ربي هل تعرفوننا حق معرفتنا ؟ فقالوا : يا نبي الله وكيف لانعرفكم وأنتم أول ما خلق الله ؟ خلقكم أشباح نور من نور في نور ، من سناء عزه ومن سناء ملكه ، ومن نور وجهه الكريم ، وجعل لكم مقاعد في ملكوت سلطانه وعرشه على الماء قبل أن تكون السماء مبنية والارض مدحية ، ثم خلق السماوات والارضين في ستة أيام ، ثم رفع العرش إلى السماء السابعة فاستوى على عرشه ، وأنتم أمام عرشه تسبحون وتقدسون وتكبرون ، ثم خلق الملائكة من نور ما أراد من أنوار شتى ، وكنا نمر بكم وأنتم تسبحون وتحمدون وتهللون وتكبرون 
وتمجدون وتقدسون ، فنسبح ونقدس ونمجد ، ونكبر .([1])
*-  عن أبي سخيلة قال أتيت أباذر رحمة الله عليه فقلت : يا أباذر إني قد رأيت اختلافا فما ذا تأمرني ؟ قال : عليك بهاتين الخصلتين : كتاب الله والشيخ علي بن أبي طالب ، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : هذا أول من آمن بي وأول من يصافحني يوم القيامة ، وهو الصديق الاكبر ، وهو الفاروق الذي يفرق بين الحق والباطل . ([2])
*- في كتاب سليم بن قيس الهلالي أنه قال : حدثني أبوذر وسلمان والمقداد ثم سمعته من علي عليه السلام قالوا : إن رجلا فاخر علي بن أبي طالب عليه السلام 
فقال رسول الله لعلي عليه السلام : أي أخي فاخر العرب فأنت أكرمهم ابن عم ، وأكرمهم أبا ، وأكرمهم أخا ، وأكرمهم نفسا وأكرمهم زوجة ، وأكرمهم ولدا ، وأكرمهم عما ، وأكرمهم غناء بنفسك ومالك ، وأتمهم حلما ، وأكثرهم علما ، وأنت أقرأهم لكتاب الله ، وأعلمهم بسنن الله ، وأشجعهم قلبا ، وأجودهم كفا ، وأزهدهم في الدنيا ، وأشدهم اجتهادا ، وأحسنهم خلقا ، وأصدقهم لسانا ، وأحبهم إلى الله و 
إلي ، وستبقى بعدي ثلاثين سنة تعبدالله وتصبر على ظلم قريش ، ثم تجاهد في سبيل الله 
إذا وجدت أعوانا ، تقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله الناكثين و 
القاسطين والمارقين من هذه الامة ، تقتل شهيدا تخضب لحيتك من دم رأسك ، قاتلك 
يعدل عاقر الناقة في البغض إلى الله والبعد من الله ، ويعدل قاتل يحيى بن زكريا 
وفرعون ذا الاوتاد . قال أبان : وحدثت بهذا الحديث الحسن البصري عن أبي ذر قال : صدق أبوذر ولعلي بن أبي طالب عليه السلام السابقة في الدين والعلم ، وعلى الحكمة والفقه ، وعلى الرأي والصحبة ، وعلى الفضل في البسطة وفي العشيرة ، وفي الصهر وفي النجدة ، وفي الحرب وفي الجود وفي الماعون وعلى العلم بالقضاء ، وعلى القرابة وعلى 
البلاء ، إن عليا في كل أمره علي ، وصلى عليه ثم بكى حتى بل لحيته ، 
فقلت له : يا أبا سعيد أتقول ذلك لاحد غير النبي إذا ذكرته ؟ قال : ترحم على 
المسلمين إذا ذكرتهم وتصلي على آل محمد صلى الله عليه وآله وإن عليا خير آل محمد ، فقلت : يا أبا سعيد خير من حمزة وجعفر وخير من فاطمة والحسن والحسين ؟ فقال : إي والله إنه لخير منهم ، ومن يشك أنه خير منهم ؟ ثم إنه قال : لم يجر عليهم 
اسم شرك ولا كفر ولا عبادة صنم ولا شرب خمر ، وعلي خير منهم بالسبق إلى 
الاسلام والعلم بكتاب الله وسنة نبيه ، وإن رسول الله صلى الله عليه وآله قال لفاطمة : ( زوجتك خير امتي ) فلو كان في الامة خير منه لاستثناه ، وإن رسول الله صلى الله عليه وآله آخى بين أصحابه وآخى بين علي وبين نفسه ، فرسول الله صلى الله عليه وآله خيرهم نفسا وخيرهم أخا ، و نصبه يوم غدير خم للناس ، وأوجب له الولاية على الناس مثل ما أوجب لنفسه ، وقال له : ( أنت مني بمنزلة هارون من موسى ) ولم يقل ذلك لاحد من أهل بيته ولا لاحد من امته غيره ، في سوابق كثيرة ليس لاحد من الناس مثلها . فقلت له : من خير هذه الامة بعد علي ؟ قال : زوجته وابناه ، قلت : ثم 
من ؟ قال : ثم جعفر وحمزة خير الناس وأصحاب الكساء الذين نزلت فيه آية 
التطهير ، ضم فيه صلى الله عليه وآله نفسه وعليا وفاطمة والحسن والحسين ثم قال : ( هؤلاء ثقلي وعترتي في أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ) فقالت ام 
سلمة : أدخلني معك في الكساء ، فقال لها : يا ام سلمة أنت بخير وإلى خير ، وإنما 
نزلت هذه الآية في وفي هؤلاء ، فقلت : الله يا با سعيد ما ترويه في علي عليه السلام وما 
سمعتك تقول فيه ، قال يا أخي أحقن بذلك دمي بين هؤلاء الجبابرة الظلمة 
لعنهم الله يا أخي لولاذلك لقد شالت بي الخشب ، ولكني أقول ما سمعت فيبلغهم 
ذلك فيكفون عني وإنما أعني ببغض علي غير علي بن أبي طالب عليه السلام فيحسبون 
أني لهم ولي ، قال الله عزوجل : ( ادفع بالتي هي أحسن ) هي التقية . ([3])
*- عن أبان عن سليم قال : قلت لابي ذر : حدثني رحمك الله بأعجب ماسمعته من رسول الله صلى الله عليه وآله يقوله في علي بن أبي طالب عليه السلام قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : إن حول العرش لتسعين ألف ملك ليس لهم تسبيح ولا عبادة إلا الطاعة لعلي بن أبي طالب عليه السلام والبراءة من أعدائه و الاستغفار لشيعته ، قلت : فغير هذا رحمك الله ، قال : سمعته يقول : إن الله خص جبرئيل و ميكائيل وإسرافيل بطاعة علي والبراءة من أعدائه والاستغفار لشيعته ، قلت : فغير هذا رحمك الله ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : لم يزل الله يحتج بعلي في كل امة فيها نبي مرسل ، وأشهدهم معرفة لعلي أعظمهم درجة عند الله ، قلت : فغير هذا رحمك الله ، قال : نعم سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : لو لا أنا وعلي ما عرف الله ولو لا أنا وعلي ما عبدالله ، ولو لا أنا وعلي ما كان ثواب ولا عقاب ، ولا يستر عليا عن الله ستر ولا يحجبه عن الله حجاب ، وهو الستر والحجاب فيما بين الله وبين خلقه . قال سليم : ثم سألت المقداد فقلت : حدثني رحمك الله بأفضل ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وآله يقول في علي بن أبي طالب عليه السلام ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : إن الله توحد بملكه فعرف أنواره نفسه ، ثم فوض إليهم وأباحهم جنته ، فمن أراد أن يطهر قلبه من الجن والانس عرفه ولاية علي بن أبي طالب ، ومن أراد أن يطمس على قلبه أمسك عنه معرفة علي بن أبي طالب ، والذي نفسي بيده ما استوجب آدم أن يخلقه الله وينفخ فيه من روحه وأن يتوب عليه ويرده إلى جنته إلا بنبوتي والولاية لعلي بعدي ، والذي نفسي بيده ما أرى إبراهيم ملكوت السماوات والارض ولا اتخذه خليلا إلا بنبوتي والاقرار لعلي بعدي ، والذي نفسي بيده ما كلم الله موسى تكليما ولا أقام عيسى آية للعالمين إلا بنبوتي ومعرفة علي بعدي ، والذي نفسي بيده ما تنبأ نبي إلا بمعرفتي والاقرار لنا بالولاية ، ولا استأهل خلق من الله النظر إليه إلا بالعبودية له والاقرار لعلي بعدي . ثم سكت فقلت : غير هذا رحمك الله ، قال : نعم سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : علي ديان هذه الامة والشاهد عليها والمتولي لحسابها ، وهو صاحب السنام الاعظم ، و طريق الحق الابهج والسبيل ، وصراط الله المستقيم ، به يهتدى بعدي من الضلالة ويبصربه من العمى ، به ينجو الناجون ، ويجار من الموت ، ويؤمن من الخوف ، ويمحى به السيئات ، ويدفع الضيم ، وينزل الرحمة ، وهو عين الله الناظرة ، وأذنه السامعة ولسانه الناطق في خلقه ، ويده المبسوطة على عباده بالرحمة ، ووجهه في السماوات والارض ، وجنبه الظاهر اليمين ، وحبله القوي المتين ، وعروته الوثقى التي لا انفصام لها ، وبابه الذي يؤتى منه ، وبيته الذي من دخله كان آمنا ، وعلمه على الصراط في بعثه ، من عرفه نجا إلى الجنة ، ومن أنكره هوى إلى النار . وعنه عن سليم قال : سمعت سلمان الفارسي يقول : إن عليا عليه السلام باب فتحه الله ، من دخله كان مؤمنا ومن خرج منه كان كافرا .([4])
*-  عن أبي ذر قال : سمعت النبي صلى الله عليه وآله يقول لعلي عليه السلام : أنت أول من يصافحني يوم القيامة ، وأنت يعسوب المؤمنين ([5])
*-  عن أبي ذر الغفاري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : مثل علي في هذه الامة كمثل الكعبة ، النظر إليها عبادة والحج إليها فريضة . ([6])
 


([1]) تفسير فرات ص 370
([2]) امالي الصدوق ص 27
([3]) كتاب سليم 2/ 601
([4]) كتاب سليم 2/ 861
([5])اليقين ص 195
([6])الروضة ص 59