العتبة العلوية المقدسة - سورة الأنبياء -
» » سيرة الإمام » نماذج من تفسير الامام علي للقران » سورة الأنبياء

 

سورة الأنبياء
بسم الله الرحمن الرحيم
 
بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ لاَ يَسْبِقُونَهُبِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ
*-  عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل وفيه: وألزمهم الحجّة بأنخاطبهم خطاباً يدلّ على انفراده وتوحيده، وبأنّ له أولياء تجري أفعالهم وأحكامهممجرى فعله، فهم العباد المكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمرهم يعملون، قال السائل: من هؤلاء الحجج؟ قال: هم رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومن حلّ محلّه أصفياء اللهالذين قال: فَأَيْنََما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُاللهِ الذين قرنهم الله بنفسه وبرسوله، وفرض علىالعباد من طاعتهم مثل الذي فرض عليهم منها لنفسه) تفسير نور الثقلين 3: 421; الاحتجاج 1: 593 ح137. )
*-  عن أمير المؤمنين عليه السلام في روايات الخاصّة: اختصم رجل وامرأةإليه، فعلا صوت الرجل على المرأة، فقال له علي عليه السلام : إخسأ ـ وكان خارجياًـ، فإذا
رأسه رأس الكلب، فقال له رجل: يا أمير المؤمنين صحت بهذاالخارجي فصار رأسه رأس الكلب فما يمنعك عن معاوية؟ فقال: ويحك لو أشاء أن آتيبمعاوية إلى هاهنا على سريره لدعوت الله حتّى فعل، ولكن لله خزّان لا على ذهب ولافضة ولاإنكار على أسرار، تدبير الله أما تقرأ: بَلْ عِبَادٌمُكْرَمُونَ لاَ يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِيَعْمَلُونَ(الخرائج والجرائح 1: 172; تفسير نور الثقلين 3: 421.)
*-  عن الأصبغ بن نباتة، قال: كنّا نمشي خلف علي عليه السلام ومعنا رجلمن قريش، فقال: يا أمير المؤمنين قد قتلت الرجال وأيتمت الأطفال وفعلت وفعلت،فالتفت إليه عليه السلام وقال: إخسأ فإذا هو كلب أسود، فجعل يلوذ به ويبصبص، فرآهعليه السلام فرحمه فحرّك شفتيه فإذا هو رجل كما كان، فقال رجل من القوم: يا أميرالمؤمنين أنت تقدر على مثل هذا ويناويك معاوية؟ فقال عليه السلام : نحن عبادٌمكرمون لا نسبقه بالقول ونحن بأمره عاملون(الخرائج والجرائح 1: 219; تفسير نور الثقلين 3: 422; البحار 41: 199; اثباتالهداة 4: 546.)
يَا نَارُ كُونِي بَرْداًوَسَلاَماً
*-  عن علي [ عليه السلام ] في قوله تعالى: يَا نَارُكُونِي بَرْداً وَسَلاَماًقال: لولا أنه قال: وسلاماً لقتله بردها(كنز العمال 2: 468 ح4515.)
*-  عن علي [ عليه السلام ] في قوله تعالى: يَا نَارُكُونِي بَرْداً وَسَلاَماًقال: بردت عليه حتّى كادت تؤذيه، حتّى قيل: وَسَلاَماًقال: لا تؤذيه(كنز العمال 2: 468 ح4516.)
فَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَمُؤْمِنٌ فَلاَ كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ
*-  عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث أجاب فيه بعض الزنادقة وقد قالمعترضاً: وأجده يقول: فَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِوَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلاَ كُفْرَانَ لِسَعْيِهِويقول: وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَأَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّاهْتَدىأعلم في الآية الاُولى أنّ الأعمالالصالحة لا تكفّر، وأعلم في الثانية أنّ الإيمان والأعمال الصالحة لا تنفع إلاّ بعدالاهتداء، قال عليه السلام : وأمّا قوله: فَمَنْ يَعْمَلْمِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلاَ كُفْرَانَ لِسَعْيِهِوقوله: وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَأَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاًثُمَّ اهْتَدىفإنّ ذلك كلّه لا يغني إلاّ مع الاهتداء، وليس كلّ من وقععليه إسم الإيمان كان حقيقاً بالنجاة ممّا هلك به الغواة، ولو كان ذلك كذلك لنجتاليهود مع اعترافها بالتوحيد وإقرارها بالله، ونجا سائر المقرّين بالوحدانية منإبليس فمن دونه في الكفر، وقد بيّن الله ذلك بقوله: الَّذِينَآمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانِهُمْ بِظُلْم أُولئِكَ لَهُمُ الاَْمْنُ وَهُمْمُهْتَدُونَوبقوله: الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْقُلُوبُهُمْ(الاحتجاج 1: 579 ح137; تفسير نور الثقلين 3: 457; البحار 27: 174.)
إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّاالْحُسْنى أُولئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ
*-  محمّد بن العباس، قال: حدّثنا أبو جعفر الحسن بن علي بن الوليد القسري،بإسناده عن النعمان بن بشير، قال: كنّا ذات ليلة عند عليّ بن أبي طالب عليه السلام سُمّاراً إذ قرأ هذه الآية: إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْلَهُمْ مِنَّا الْحُسْنى أُولئِكَ عَنْهَامُبْعَدُونَفقال: أنا منهم،واُقيمت الصلاة قريب وهو يقول: لاَ يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَاوَهُمْ فِيَما اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خَالِدُونَ ثمّ كبّر للصلاة(تفسير البرهان 3: 72، كشف الغمّة باب ما نزل من القرآن في شأنه1: 327.)
وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةًلِلْعَالَمِينَ
*-  عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل وفيه يقول مجيباً لبعضالزنادقة: وأمّا قوله لنبيّه (صلى الله عليه وآله) : وَمَاأَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَوإنّك ترى أهل المللالمخالفة للإيمان ومن يجري مجراهم من الكفّار، مقيمين على كفرهم إلى هذه الغاية،وانّه لو كان رحمةً عليهم لاهتدوا جميعاً ونجوا من عذاب السعير، فإنّ الله تباركاسمه إنّما عنى بذلك أنّه جعله سبباً لأنظار أهل هذه الدار; لأنّ الأنبياء قبلهبعثوا بالتصريح لا بالتعريض، فكان النبي (صلى الله عليه وآله) منهم إذا صدع بأمرالله وأجابه قومه سلموا وسلم أهل دارهم من سائر الخليقة، وإن خالفوه هلكوا وهلك أهلدارهم بالآفة التي كانت بينهم، (كان نبيّهم) يتوعّدهم بها ويخوّفهم حلولها ونزولهابساحتهم، من خسف أو قذف أو رجف أو ريح أو زلزلة وغير ذلك من أصناف العذاب الذي هلكتبه الاُمم الخالية. وإنّ الله علم من نبيّنا (صلى الله عليه وآله) ومن الحجج فى الأرض الصبر على مالم يطق مَن تقدّمهم من الأنبياء الصبر على مثله، فبعثه الله بالتعريض لا بالتصريح،وأثبت حجّة الله تعريضاً لا تصريحاً بقوله في وصيّته: من كنت مولاه فهذا مولاه، وهومنّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي، وليس من خليقة النبي ولا منشيمته أن يقول قولا لا معنى له، فلزم الاُمّة أن تعلم أنّه لمّا كانت النبوّةوالاُخوّة
موجودتين في خليقة هارون وموسى ومعدومتين في مَن جعلهالنبي (صلى الله عليه وآله) بمنزلته انّه قد استخلفه على اُمّته كما استخلف موسىهارون; حيث قال له: اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي ولو قال لهم: لا تقلّدوا الإمامة إلاّ فلاناً بعينه، وإلاّنزل بكم العذاب، لأتاهم العذاب وزال باب الأنظار والإمهال((الاحتجاج 1: 602 ح137; تفسير نور الثقلين 3: 465; البحار 93: 123.)