العتبة العلوية المقدسة - وجه الصباح على ليل مظلم للسيد جعفر الحلي -
» سيرة الإمام » » اولاد الامام علي عليه السلام » سيرة الامام الحسين عليه السلام » الحسين في ضمير الشعراء » وجه الصباح على ليل مظلم للسيد جعفر الحلي

 وجه الصباح على ليل مظلم للسيد جعفر الحلي

قال في رثاء الأمام الحسين عليه السلام :

وجه الصباح على ليل مظلم

 

وربيع ايامي على محرمي

والليل يشهد لي باني ساهر

 

ان طاب للناس الرقاد فهوموا

من وقعة لو انها بيلملم

 

نسفت جوانبه وساخ يلملم

قلقا تقلبني الهموم بمضجعي

 

ويغور فكري في الزمان ويتهم

من لي بيوم وغى يشب ضرامه

 

ويشيب فود الطفل منه فيهرم

يلقي العجاج به الجران كأنه

 

ليل وأطراف الأسنة أنجم

فعسى أنال من التراث مواضيا

 

تسدى عليهن الدهور وتلجم

او موتة بين الصفوف احبها

 

هي دين معشري الذين تقدموا


ما خلت ان الدهر من عاداته

 

تروي الكلاب به ويظمي الضيغم


ويقدم الأموي وهو مؤخر

 

ويؤخر العلوي وهو مقدم

مثل ابن فاطمة يبيت مشردا

 

ويزيد في لذاته متنعم

ويضيق الدنيا على ابن محمد

 

حتى تقاذفه الفضاء الاعظم

خرج الحسين من المدينة خائفا

 

كخروج موسى خائفا يتكتم

وقد انجلى عن مكة وهو ابنها

 

وبه تشرفت الحطيم وزمزم

لم يدر أين يريح بدن ركابه

 

وكانما الماوى عليه محرم

فمشت تؤم به العراق نجائب

 

مثل النعام به تخب وترسم

متعطفات كالقسي موائلا

 

واذا ارتمت فكانما هي اسهم

حفته خير عصابة مضرية

 

كالبدر حين تحف به الانجم

ركب حجازيون بين رحالهم

 

تسري المنايا انجدوا او اتهموا

يجدون في هزج التلاوة عيسهم

 

والكل في تسبيحه يترنم

متقلدين صوارما هندية

 

 

من عزمهم طبعت فليس تهكم

بيض الصفاح كأنهن صحائف

 

فيها الحمام معنون ومترجم

ان ابرقت رعدت فرائض كل ذي

 

بأس وامطر من جوانبها الدم

ويقومون عواليا خطية

 

تتقاعد الابطال حين تقوم

اطرافها حمر تزان بها كما

 

قد زين بالكف الخضيبة معصم

ان هز كل منهم يزنيه

 

بيديه ساب كما يسيب الارقم

والصبر يعقوب الذي ادرعوا به

 

من نسج داود اشد واحكم

نزلوا بحومة كربلا فتطلبت

 

منهم عوائدها النسور الحوم

وتباشر الوحش الشار امامهم

 

ان سوف يكثر شربه والمطعم

طمعت امية حين قل عديدهم

 

لطليقهم في الفتح ان يستسلموا

ورجوا مذلتهم فقلن رماحهم

 

من دون ذلك ان تنال الانجم

حتى اذا اشتبك النزال وصرحت

 

صيد الرجال بما تكن وتكتم

وقع العذاب على جيوش امية

 

من باسل هو في الوقائع معلم

ما راعهم الا تقحم ضيغم

 

غير ان يعجم لفظه ويدمدم

عبست وجوه القوم خوف الموت

 

والعباس فيهم ضاحك يتبسم

قلب اليمين على الشمال غاص في

 

الاوساط يحصد للرؤس ويحطم

وثنى ابو الفضل الفوارس نكصا

 

فراوا اشد ثياتهم ان يهزموا

صبغ الخيول برمحه حتى غدا

 

سيان اشقر لونها والادهم

ما شد غضبانا على ملمومة

 

الا وحل به البلاء المبرم

وله الى الاقدام نزعة هارب

 

فكانما هو بالتقدم يسلم

بطل تورث من ابيه شجاعة

 

فيها انوف بنى الضلالة ترغم

يلقي السلاح بشدة من باسه

 

فالبيض تسلم والرماح تحطم

عرف المواعظ لاتفيد بمعشر

 

صموا عن النبا العظيم كما عموا

وانصاع يخطب بالجماجم والكلا

 

والسيف ينثر والمثقف ينظم



او تشتكي العطش الفواطم عنده

 

وبصدر صعدته الفرات المفعم

او سد ذي القرنين دون وروده

 

نسفته همته بما هو اعظم

ولو استقى نهر المجرة لارتقى

 

وطويل ذا بله اليها سلم

حامي الضعينة اين منه ربيعة

 

ام اين من عليا ابيه مكدم

في كفه اليسرى السقاء يقله

 

وبكفه اليمنى الحسام المخذم

مثل السحابة للفواطم صوبه

 

فيصيب حاصبه العدو فيرجم

بطل اذا ركب المطهم  خلته

 

جبلا اشم يخف فيه مطهم

قسما بصارمه الصقيل وانى

 

في غير صاعقة السما لا اقسم

لولا القضا لمحى الوجود بسيفه

 

والله يقضي ما يشاء ويحكم

حسمت يديه المرهفات وانه

 

وحسامه من حدهن لاحسم

فغدى بهم بان يصول فلم يطن

 

كالليث اذ اظفاره يتقلم

امن الردى من كان يحذر بطشه

 

امن البغاث اذااضيب القشعم

وهوى بجنب العلقمي فليته

 

للشاربين به يداف العلقم

فمشى لمصرعه الحسين وطرفه

 

بين الخيام وبينه متقسم

الفاه محجوب الجمال كانه

 

بدر بمنحطم الوشيج ملثم

فاكب منحنيا عليه ودمعه

 

صبغ البسيط كانما هو عندم

قد رام يلثمه فلم ير موضعا

 

لم يدمه عض السلاح فيلثم

نادى وقد ملأ البوادي صيحة

 

صم الصخور لهو لها تتالم

أأخي يهنيك النعيم ولم اخل

 

ترضى بان ارزى وانت منعم

أأخي من يحمي بنات محمد

 

ان صرن يسترحمن من لا يرحم

ما خلت بعدك ان تشل سواعدي

 

وتكف باصرتي وظهري يقصم

اسواك يلطم بالاكف فهذه

 

بيض الظبا لك في جبيني تلطم

ما بين مصرعك الفظيع ومصرعي

 

الا كما ادعوك قبل وتنعم

هذا حسامك من يذل به العدى

 

ولواك هذا من به يتقدم

هونت يا ابن ابي مصارع فتيتي

 

والجرح يسكنه الذي هو الم

يا مالكا صدر الشريعة إنني

 

لقليل عمري في بكاك متمم