احمد صقر
يقول في مقدّمة شرح وتحقيق (مقاتل الطالبيين) لابي الفرج الاصفهاني:
ولا يعرف التاريخ أُسرة كأُسرة أبي طالب بلغت الغاية من شرف الارومة، وطيب النَّجار، ضلَّ عنها حقها - إلى أن يقول - وقد أسرف خصوم هذه الاُسرة الطاهرة في محاربتها، وأذاقوها ضروب النَّكال، وصبوا عليها صنوف العذاب، ولم يرقبوا فيها إلاًّ ولا ذمة، ولم يرعوا لها حقّاً ولا حرمة، وأفرغوا بأسهم الشَّديد على النِّساء، والاطفال، والرِّجال جميعاً في عنف لا يشوبه لين، وقسوة لا تمازجها رحمة ، حتّى غدت مصائب أهل البيت مضرب الامثال في فظاعة النَّكال، وقدّ الافئدة، وتضرب الامثال للمدى الذي يستطيع الانسان أن يبلغه من ذروة المجد فتعود الالسن تلهج بذكر عليٍّ، وتمجِّد افضاله.