العتبة العلوية المقدسة - بيته ملجا المسلمين المطاردين -
» » سيرة الإمام » نسب امير المؤمنين ووالداه » بيته ملجا المسلمين المطاردين

 

بيته ملجا المسلمين المطاردين

 

 وكان بيت ابي طالب ملجا بفر اليه الضعاف من المسلمين حين تضايقهم كفار قريش فيجيرهم مجير الضعفاء و المساكين وبذلك يحافظ على ايمانهم ليتصل الاسلام بعضه ببعض وتاخذ الرسالة طريقها الى النجاح والتكامل فها هو عليه السلام يجير أبا سلمة المخزومي ، وقد أسلم أبو سلمة بن عبد الأسد المخزومي ، فأرادت قريش أن تعذبه لتصرفه عن الإسلام فلجأ إلى ( خاله ) أبي طالب ، فخلصه من العذاب ، فجاء وفد من مخزوم إلى أبي طالب وقالوا له : يا أبا طالب

، هبك منعت منا ابن أخيك محمدا ، فما بالك ولصاحبنا تمنعه منا ؟ ! فأجابهم : إنه استجارني وهو ابن أختي (أخته برة بنت عبد المطلب شقيقة عبد الله والد الرسول ( صلى الله عليه وآله ) وأبي طالب والزبير ،    سلسلة آباء النبي ( صلى الله عليه وآله ) .  ) ، وإن أنا لم أمنع ابن أختي لم أمنع ابن أخي (

 

[1])

 

وكانت قريش يؤذون النبي ( صلى الله عليه وآله ) بشتى أنواع الأذى ، وكان أبو طالب ، ينهاهم ولا ينتهون ، فخشي أن يحاربهم ، ويدوسهم وهم سكان بيت الله ، وأهل حرمه ، فيكون سببا إلى سبه ، " لأنه لم يكن يسل في مكة سيفا إلا فاجر "

 

، وبذلك أمر الله تعالى رسوله ( صلى الله عليه وآله ) في سورة الجحد : ( قل يا أيها الكافرون ) إلى آخر السورة . فهدد أبو طالب قريشا بقوله :

 

 

 

ولولا حذاري أن أجئ بسبة

 

 

 

تنث على أشياخنا في المحافل

 

لداستكم منا رجال أعزة

 

 

 

إذا جردوا أيمانهم بالمناصل رجال

 

كرام غير ميل عوارد

 

 

 

كمثل السيوف في أكف الصياقل

 

وضرب ترى الفتيان فيه كأنهم

 

 

 

ضواري أسود عند لحم الأكايل

 

رددناهم حتى تبدد جمعهم

 

 

 

وندفع عنا كل باغ وجاهل

 

ومنها :

 

ولكننا نسل كرام لسادة

 

 

 

بهم تعتزى الأقوام عند المحافل

 

ألم تعلموا أن ابننا لا مكذب

 

 

 

لدينا ولا يعبأ بقول الأباطل

 

ومنها :

 

وقفنا لهم حتى تبدد جمعهم

 

 

 

وحسر عنا كل باغ وجاهل

 

شباب من المطلبين وهاشم

 

 

 

كبيض السيوف بين أيدي الصياقل

 

وهناك أبيات كثيرة على هذه القافية والروية والمعنى ، نذكر منها هذه الأبيات :

 

لعمري لقد كلفت وجدا بأحمد

 

 

 

وأحببته حب الحبيب المواصل

 

وجدت بنفسي دونه وحميته

 

 

 

ودافعت عنه بالذرى والكلاكل

 

فلما زال في الدنيا جمالا لأهلها

 

 

 

وشينا لمن عادى وزين المحافل

 

حليما رشيدا حازما غير طائش

 

 

 

يوالي إله الخلق ليس بماحل

 

فأيده رب العباد بنصره

 

 

 

وأظهر دينا حقه غير باطل



([1])  راجع : ابو طالب مؤمن قريش : 81 ، شيخ الأبطح : 92 ، والنهج الحديدي 3 : 306 و 307 ،  والسيرة الهشامية : 1 - 2 ، والسيرة النبوية 1 : 652 ، وأعيان الشيعة : 31 - 39 .