محمد بن الحسين الازدي
( 223 ــ 321) هـ
ابو بكر محمد بن الحسين بن زيد بن عتاهية بن حنتم بن حسن بن حمامي بن جرو بن واسع بن وهب بن سلمة ابن حنتم بن حاضر بن حنتم بن ظالم بن حاضر بن اسد بن عدي بن عمرو بن ملك بن غنم بن دوس بن عدنان بن عبد الله بن زهران بن كعب بن الحرث بن كعب بن عبد الله بن مالك بن نصر بن الازد بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان الازدي اللغوي البصري ، وكنيته ابن دريد .
عالم فاضل ، واديب حافظ ، وشاعر نحوي لغوي .
ولد في البصرة ( سكة صالح ) سنة 223 هـ 838 م وذلك في خلافة المعتصم وهو من بيت علم ورئاسة ، كان ابوه من الرؤوساء ذوي اليسار وكان عمه الحسين بن دريد من العلماء ، وقد روي عنهم الانساب والاخبار .
أخذ على عدد من الاساتذة والشيوخ المعروفين منهم :
1. ابو حاتم شهل بن محمد السجساني .
2. ابو عثمان سعيد بن هارون الاشنانداني .
3. ابو الفضل العباس بن الفرج الرياشي .
4. عبد الرحمن بن عبد الله ابن اخي الاصمعي .
5. الحسين بن دريد ، وهو عمه .
6. ابو عمران الكلابي .
7. ابو معاذ معروف بن حسان يروي عن الليث .
8. السكن بن سعيد الجرموزي .
9. العكلي ابو بشر احمد بن عيسى .
10.الحسن بن خضر .
11.حامد بن طرفة .
12. الغنوي واسمه يزيد بن عمرو .
13. ابو اسحاق ابراهيم بن سفيان الزيادي .
14. ابو عبد الله محمد بن الحسين يروي عن المازني .
15. ابو كنعان عبد الله بن احمد المهزمي الشاعر .
ومن تلامذته الذين اخذوا على يديه :
1. ابو سعيد الحسن بن عبد الله السيرافي .
2. ابو علي اسماعيل بن القاسم القالي صاحب الامالي .
3. ابو الفرج الاصفهاني صاحب الاغاني .
4. ابو الحسن علي بن عيسى الرماني النحوي .
5. ابو عبد الله الحسين بن احمد بن خالويه .
6. ابو القاسم عبد الرحمن بن اسحاق الزجاجي .
7. ابو احمد الحسن بن عبيد الله العسكري .
8. ابو عمران موسى بن رباح بن عيسى .
9. علي بن احمد بن الصباح .
10.ابو عبد الله محمد بن عمران المرزباني صاحب طبقات الشعراء .
11.ابو مسلم محمد بن احمد الكاتب .
12. علي بن عبد الله بن المغيرة أبو محمد الجوهري .
13. سهل بن احمد الديباجي .
14. ابو علي بن مقلة الكاتب .
15. ابو بكر محمد بن بكر البسطامي .
16. ابن شاذان وهو ابو علي الفضل بن شاذان ، صاحب الروضة في الفضائل.
17. ابو اسحق ابراهيم بن الفضل الهاشمي اللغوي .
18. ابو بكر محمد بن السري السراج .
19. ابو يعقوب اسحق بن ابراهيم بن الجنيد .
20. ابن خير الوراق .
21. ابو عمر محمد بن العباس بن حيويه .
22. علي بن مهدي روي عن صاعد اللغوي .
23. ابو الحسين محمد بن احمد الاخباري .
24. ابو علي محمد بن الحسن بن المظفر الحاتمي .
وغيرهم كثير .. وما ذكرناه من المشهورين المشهود لهم بالفضل والنبل .
رحلاته :
انتقل ابن دريد عن البصرة مع عمه الحسين بن دريد عند ظهور الزنج وقتلهم الرياشي وكان ذلك في شوال سنة سبع وخمسين ومائتين ــ سكن عمان واقام بها اثنى عشرة سنة ثم عاد الى البصرة وسكنها زمان ثم خرج الى نواحي فارس وصحب ابي ميكال وكان يومئذ على عمالة فارس وعمل بها كتاب الجمهرة فقلده ديوان فارس وكانت صدر كتب فارس عن رأيه ولا ينفذ امر الا بعد توقيعه فافاد معها اموالاً عظيمة ومدحهم بقصيدته المقصورة .
ثم انتقل من فارس الى بغداد ودخلها سنة ثمان وثلاث مائة بعد عزل أبي ميكال وانتقل منها الى خراسان ولما وصل الى بغداد أنزله علي بن محمد الخواري في جواره وافضل عليه وعرف المقتدر بالله خبره ومكانه من العلم فأمر ان يجري عليه خمسون ديناراً في كل شهر .
من مؤلفاته التي اشتهر فيها هي :
1ــ كتاب الجمهرة في اللغة .
2ــ السرج اللجام .
3ــ الاشتقاق .
4ــ الملاحن .
5ــ صفة الغيث والرواد .
6ــ المقتبس .
7ــ المحبر لابن حبيب .
8ــ كتاب الخيل الكبير .
9ــ كتاب الخيل الصغير .
10ــ الانواء .
11ــ المجتنى .
12ــ المقتنى .
13ــ الامالي .
14ــ المقصور والممدود .
15ــ السلاح .
16ــ كتاب غريب القرآن .. لم يتم .
17ــ كتاب فعلت وافعلت .
18ــ كتاب ادب الكتاب على طريق كتاب ابن قتيبة .
19ــ كتاب اللغات ، والظاهر انه كتاب لغات القرآن الذي يذكره في الجمهرة .
20ــ تقويم اللسان .
21ــ المتناهي .
22ــ النوادر .
توفي شاعرنا ببغداد 18 شعبان سنة 321 هـ ــ 933 م عن عمر يناهز ثمان وتسعين سنة ودفن بالمقبرة المعروفة بالعباسية من الجانب الشرقي في ظهر سوق السلاح(
[1]) .
قال في مدح امير المؤمنين عليه السلام :
سدكت به عنتاً تفنده
|
|
وتظل بالاقتار توعده |
طورا تهازله لترضيه
|
|
وتجد احياناً فتصمده |
وتقول أبق فانه نشب |
|
قد شف طارفه ومتلده |
فيئ وما خولت فاحتجبي |
|
المال ايسره مبدده |
ان الذي تدرين عرته
|
|
لا تستطيف به مقرده |
ما المال الا ما نعشت به
|
|
ذا عثرة لهفان ارفده |
او مائلاً يحوى برغبته |
|
مستشكداً للعرف اشكده |
مستصفداً ضاقت مذاهب |
|
فعلي يحب ان اصفده |
وغناء مال المرء عنه اذا
|
|
ارضى الصفيح عليه ملحده |
تالله افتأ سائلا طللا |
|
بالجزع دعدعه تأبده |
مقو وما اقوى فؤادي من |
|
ذكري تهيجه وتكبده |
ذكرى تزال لها على كبدي |
|
لذع يضرمه ويوقده |
كم اثر ذكراهم له نفس |
|
يدمي مسالكه تصعده |
ان اللواتي يوم ذي شجب |
|
اضنين جسمك هن عوده |
فسلا فلا سعدى تساعده |
|
مالا ولا هند تهنده |
وتنكرت ريا وجارتها |
|
وتهددت بالهجر مهدده |
ربما يثرن اذا سمعن به
|
|
دمعاً يمار عليه أثمده
|
والمرء خدن الغانيات اذا |
|
غصن الشباب اهتز املده |
والشيب عيب عندهن اذا |
|
مالاح في فوديه يكسده |
عاود عزاك ولا تكن رجلاً |
|
بيد المنى والعجز مروده
|
ارى الاسى خلقت معارضه |
|
لغليل حزن المرء تبرده |
وفتى كنصل السيف منصلتا |
|
يعلو الخطوب فلا تكاده |
صافحته لا فاحشاً حرجا
|
|
والحلق الامه مرنده |
ولقد منيت من الرجال بمن |
|
غمر القبائل منه سودده |
فملاين لا يستلن شططا |
|
ومخاشن لا بد اضهده |
يا صاح ما ابصرت من عجب |
|
بالحق زاغت عنه عنده |
أألى الضلال تحيد عن نهج |
|
يهدى الى الجنات مرشده |
ان البرية خيرها نسباً |
|
ان عد أكرمه وأمجده |
نسب محمده معظمه |
|
وكفاك تعظيماً محمده |
نسب اذا كبت الزناد فما |
|
تكبو اذا مانض ازنده |
واخو النبي فريد محتده |
|
لم يكبه في القدح مصلده |
حل العلاء به على شرف |
|
يتكاد الراقين مصعده |
او ليس خامس من تضمنه |
|
من امر روح القدس برجده |
اذ قال احمدها ولاؤهم |
|
اهلي واهل المرء ودده |
يارب فاضممهم الى كنف |
|
لا يستطيع الكيد كيده |
او لم يبت ليلا ابو حسن |
|
والمشركون هناك رصده |
متلففا ليرد كيدهم |
|
ومهاد خير الناس ممهده |
فوقى النبي يبذل مهجته |
|
وباعين الكفار منجده |
وهو الذي اتبع الهدى يفعاً |
|
لم يستمله عن التقى دده |
كهل التأله وهو مقتبل |
|
في الشرخ غض الغصن أغيده |
والشرك يعبد غرياء به |
|
جهاد دعائمه وجلمده |
ومنازل الاقران قد علموا |
|
والنقع مطرق تلبده |
خواض غمرة كل معترك |
|
سيان اليسه ورعدده |
فسقى الوليد بكاس منصله |
|
كأسا توهله وتصخده |
فهوى يمج نجيع حشرته |
|
والموت يلفته يقصده |
وسما باحد والقنا قصد |
|
كاليث امكنه تصيده |
فاباد اصحاب اللواء فلم |
|
يترك له كفاً تسنده |
ثم ابن عبد يوم اورده |
|
شرباً يذوق الموت ورده |
جزع المداد فذاده بطل |
|
لله مرضاه او معتده |
وحصون خيبر اذ اطاف بها |
|
لم يثنه عن ذاك صدده |
( وبخم ) قد عقد الولاء له |
|
عقداً يقلقل منه حسده |
ما نال في يوم مدى شرف |
|
الا ابر فزاده غده |
من ما يساجل او يناجب في |
|
نسبه رسول الله محتده |
ابناء فاطمة الذين اذا |
|
مجد اثار به مهدده |
فذراهم مرعى هوامله |
|
ولديه منشأه ومولده |
والمجد يعلم ان ايديهم |
|
عنها اذا قادته مقوده |
لولاهم كان الورى همجا |
|
كالبهم فرقة مشرده |
لولاهم حار السبيل بنا |
|
عما نحاوله ونقصده |
لولاهم استولى الضلال على |
|
منهاجنا واشتد موصده |
هم حجة الله التي كندت |
|
والله ينعم ثم تكنده |
هم ظل دين الله مدده |
|
امنا على الدنيا ممده |
وهم قوام لا يزيغ اذا |
|
ما مال ركن الدين يعمده |
وهم الغيوث الهاميات اذا |
|
ضن الغمام وجف مورده |
وهم الحبال المانعات اذا |
|
ما الياس اطلقه مصفده |
كم من يد لهم ينوء بها |
|
فتهد حاملها وتلهده |
كم لهم مورثة |
|
اثار طول ليس تفقده |
واخال ان الوقت شاملنا
|
|
فمسميه منا وموعده |
اذ سار جند الكفر يقدمه |
|
متسربلاً غدراً يجنده |
في جحفل يسجى الفضاء به |
|
كرهاء بحر فاض مزبده |
طلاب ثار الشرك آونة |
|
تحتثه طوراً وتحشده |
لو ان صنديد الهضاب |
|
يرمى لزلزل منه صندده |
حتى اطافوا بالحسين وقد |
|
عطف البلاء وقل منجده |
صفاً كما رص البنا وعلى |
|
ميدانه بالسيد مرهده |
قرنين مضطغن ومكتسب |
|
ومكاتم للوغم بحقده |
فرموه عن غرض وليس له |
|
من ملجاء الا مهنده |
وصميم اسرته وخلصته |
|
وناى فلم يشهده احمده |
لو ان حمزته وجعفره |
|
وعليه اذ ذاك يشهده |
ما رامت الطغاء حوزته |
|
بل عمها بالذعر منهده |
منعوه ورد الماء ويلهم |
|
وحماه لم يمنع تورد |
خمساً اديم عليه سرمده |
|
واشد وقع الشر سرمده |
حتى اذا حامت مناجزة |
|
في صدر يوم غاب اسعده |
ثاروا اليه مثار لا وكلاً
|
|
وامه عزم يؤيده |
كالقرم ردد في لغادده |
|
هدرا يردده ويرعده |
والخيل ترهقه فيرهقها |
|
ضربا يفض البيض اهوده |
حتى اذا القتل استحر بهم |
|
في مأزق ضنك مقصده
|
وتخرمت انصاره وخلا |
|
كالليث لم ينكل تجلده |
ثبت الجناب على بصيرته |
|
والعزم لم ينقص تاكده |
وتعاورته ضبى سيوفهم |
|
فتقيمه طوراً وتقعده |
حتى هوى فهوى بناء علا |
|
اجتث منتزعا موطده |
طمسوا بمقتله الهدى طمست |
|
عنهم منهاجه وانجده |
وتروا النبي به وقد وتروا
|
|
الروح الامين غداة يشهده
|
فبكاء قبر المصطفى جزعاً |
|
وبكاء منبره ومسجده |
وتسربلت افق السماء له |
|
قتماً يخالطه تورده
|
وتبجست صم الصخور دماً |
|
لما علاه دم يجسده |
واتيح للماء الغؤر به |
|
والغور ينضبه ويثمده |
ومن الفجيعة ان هامته |
|
لرمح تاطره تأوده |
تهدى الى ابن العلج محملها |
|
وافى طلوع الجبت اجعده |
عبد يجاء براس سيده |
|
لما اذيل وضاع سيده |
يجرى براس ابن النبي لقد |
|
لعن المراد به وروده |
لعن الاله بني امية ما |
|
غنى على فنن مغرده |
فيهم يحكم لا ينهنه في |
|
الاسلام عابثه ومفسده(1)
|
([1] ) ينظر في ترجمته : وفيات الاعيان ج4 / 323 , ميزان الاعتدال ج3 / 520 , معجم الادباء ج18 / 127 ـ 143 , كشف الظنون ج1 / 48 , ايضاح المكنون ج2 / 294 , روضات الجنات ج7 / 303 , اعيان الشيعة ج44 / 16 ـ 30 , تاريخ بغداد ج2 / 195 ـ 197 , طبقات القراء ج2 / 116 , معجم الشعراء / 425 , المحمدون من الشعراء / 279 ـ 283 , البداية والنهاية ج11 / 176 .
(1) ادب الطف ج2 / 10 – 14 نقلا عن مجموعة الرائق / مخطوط .