العتبة العلوية المقدسة - حملة القران -
» » سيرة الإمام » الامام علي والقران » حملة القران

 

حملة القران
* عن أميرالمؤمنين صلوات الله عليه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : حملة القرآن المخصوصون برحمة الله ، الملبسون نورالله ، المعلمون كلام الله ، المقربون من الله ، من والاهم فقد والى الله ، ومن عاداهم فقد عادى الله ، يدفع الله عن مستمع القرآن بلوى الدنيا ، وعن قاريه بلوى الاخرة . والذي نفس محمد بيده ، لسامع آية من كتاب الله ، وهو معتقد أن المورد له عن الله محمد الصادق عليه السلام في كل أقواله ، الحكيم في كل فعاله ، المودع ما أودع الله عزوجل من علومه أميرالمؤمنين عليا عليه السلام للانقياد له فيما يأمر ويرسم ، أعظم أجرا من ثبير ذهبا يتصدق به من لا يعتقد هذه الامور ، بل صدقته وقال عليه ولقاري آية من كتاب الله معتقدا لهذه الامور أفضل ممادون العرش إلى أسفل التخوم يكون لمن لا يعتقد هذا الاعتقاد ، فيتصدق به ، بل ذلك كله وبال على هذا المتصدق به . ثم قال : أتدرون متى يوفر على هذا المستمع وهذا القارئ هذه المثوبات العظيمات ؟ إذا لم يغل في القرآن ، ولم يجف عليه ، ولم يستأكل به ، ولم يراءبه . وقال رسول الله صلى الله عليه وآله : عليكم بالقرآن فانه الشفاء النافع ، والدواء المبارك وعصمة لمن تمسك به ، ونجاة لمن تبعه ، لا يعوج فيقوم ، ولا يزيغ فيستعتب ولا ينقضي عجايبه ، ولا يخلق على كثرة الرد ، واتلوه فان الله يأجر كم على تلاوته بكل حرف عشر حسنات أما إني لا أقول : ( الم ) حرف ولكن الالف عشر ، واللام عشر ، والميم عشر . ثم قال : أتدرون نم المتمسك به الذي بتمسكه ينال هذا الشرف العظيم ؟ هو الذي أخذ القرآن وتأويله عنا أهل البيت ، أو عن وسائطنا السفراء عنا إلى شيعتنا لا عن آراء المجادلين وقياس القائسين ، فأما من قال في القرآن برأيه ، فان اتفق له مصادفة صواب فقد جهل في أخذه عن غير أهله ، وكان كمن سلك طريقا مسبعا من غير حفاظ يحفظونه ، فان اتفقت له السلامة ، فهو لا يعدم من العقلاء الذم والتوبيخ وإن اتفق له افتراس السبع فقد جمع إلى هلاكه سقوطه عند الخيرين الفاضلين وعند العوام الجاهلين ، وإن أخطأ القائل في القرآن برأيه فقد تبوأ مقعده من النار وكان مثله مثل من ركب بحرا هائجا بلا ملاح ولا سفينة صحيحة ، لا يسمع لهلاكه أحد إلا قال : هو أهل لما لحقه ، ومستحق لما أصابه . وقال صلى الله عليه وآله : ما أنعم الله عزوجل على عبد بعد الايمان بالله أفضل من العلم بكتاب الله ، والمعرفة بتأويله ، ومن جعل الله له من ذلك حظا ثم ظن أن أحدا لم يفعل به ما فعل به ، وقد فضل عليه ، فقد حقر نعم الله عليه . وقال رسول الله صلى الله عليه وآله في قوله تعالى : ( يا أيها الناس قد جائكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين * قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خيرا مما يجمعون ) قال رسول الله صلى الله عليه وآله : فضل الله عز وجل القرآن والعلم بتأويله ورحمته توفيقه لموالاة محمد وآله الطاهرين ، ومعاداة أعدائهم ، ثم قال صلى الله عليه وآله : وكيف لا يكون ذلك خيرا مما يجمعون ، وهو ثمن الجنة ونعيمها فانه يكتسب بها رضوان الله الذي هو أفضل من الجنة ، ويستحق الكون بحضرة محمد وآله الطيبين الذي هو أفضل من الجنة ، إن محمدا وآل محمد الطيبين أشرف زينة الجنان . ثم قال صلى الله عليه وآله : يرفع الله بهذا القرآن والعلم بتأويله وبموالاتنا أهل البيت والتبري من أعدائنا أقواما ، فيجعلهم قادة وأئمة في الخير ، تقتص آثارهم ، وترمق أعمالهم ، ويقتدا بفعالهم ، ترغب الملائكة في خلتهم ، وتمسحها بأجنحتهم ، وفي صلواتها تبارك عليهم وتستغفر لهم ، حتى كل رطب ويابس : تستغفر لهم حيتان البحر وهو امه وسباع البر وأنعامه ، والسماء ونجومها.