نماذج من بعض اصحاب الامام عليه السلام
المرابط و السياح
*- قال أبو بصيرسألت جعفر بن محمد عليه السلام عن أصحاب القائم عليه السلام فاخبرني بمواضعهم وعدتهم فلماكان العام الثاني عدت إليه فقلت : جعلت فداك ما قصة المرابط و السياح قال هو رجل من أصبهان من أبناء دهاقينها لهعمود فيه سبعون منا لا يقله غيره يخرج من بلده سياحا في الارض وطلب الحق فلايخلو بمخالف إلا أراح منه ثم إنه ينتهي إلى طازبند وهو الحاكم بين أهل الاسلام فيصيب بها رجلا من النصاب يتناول أميرالمؤمنين ويقيم بها حتى يسرى به
الطواف لطلب الحق
وأما الطواف لطلب الحق فهو رجل من أهل يخشب وقد كتب الحديث وعرف الاختلاف بين الناس فلايزال يطوف بالبلدان لطلب العلم حتى يعرف صاحب الحق فلايزال كذلك حتى يأتيه الامر وهو يسير من الموصل إلى الرها فيمضي حتى يوافي مكة .
الهارب من عشيرته ببلخ
وأ ما الهارب من عشيرته ببلخ فرجل من أهل المعرفة لا يزال يعلن أمره يدعو الناس إليه وقومه وعشيرته فلا يزال كذلك حتى يهرب منهم إلى الاهواز فيقيم في بعض قراها حتى يأتيه أمر الله فيهرب منهم
المتخلي بصقلية
وأما المتخلي بصقلية فإنه رجل من ابناء الروم من قرية يقال يسلم فسيبنوا من الروم ولايزال يخرج إلى بلد الاسلام يجول بلدانها وينتقل من قرية إلى قرية ومن مقالة إلى مقالة حتى يمن الله عليه بمعرفة هذا الامر الذي انتم عليه فإذا عرف ذلك وايقنه أيقن أصحابه فدخل صقلية مع عبدالله حتى يسمع الصوت فيجبه .
الهاربان إلى السروانية من الشعب
وأما الهاربان إلى السروانية من الشعب رجلان أحدهما من أهل مدائن العراق والآخر من حبايا بجرجان إلى مكة فلايزالان يتجران فيها ويعيشان حتى يتصل متجرهما بقرية يقال لها الشعب فيصيران إليها ويقيمان بها حينا من الدهر فإذا عرفهما أهل الشعب آذوهما وافسدوا كثيرا من أمرهما فيقول أحدهما لصاحبه يا أخي إنا قد أوذينا في بلادنا حتى فارقنا مكة ثم خرجنا إلى الشعب ونحن نرى أن أهلها ثائرة علينا من أهل مكة وقد بلغوا بنا ما ترى فلو سرنا في البلاد حتى يأتي أمر الله من عدل أو فتح أو موت يريح فيتجهزان ويخرجان إلى برقة ثم يتجهزان ويخرجان إلى سروانة ولا يزالان بها إلى الليلة التي يكون بها أمر قائمنا .
التاجران الخارجان من عانة إلى أنطاكية
وأما التاجران الخارجان من عانة إلى أنطاكية فهما رجلان يقال لاحدهما مسلم وللآخر سليم ولهما غلام أعجمي يقال له سلمونة يخرجون جميعا في رفقة من التجار يريدون انطاكية فلا يزالون يسيرون في طريقهم حتى إذا كانبينهم وبين انطاكية أميال يسمعون الصوت فينصتون نحوه كأنهم لم يعرفوا شيئا غيرما صاروا إليه من أمرهم ذلك الذي دعوا إليه ويذهلون عن تجارتهم ويصبح القوم الذين كانوا معهم من رفاقتهم وقد دخلوا انطاكية فيفقدونهم فلا يزالون يطلبونهم فيرجعون ويسألون عنهم من يلقون من الناس فلا يقعون على أثر ولا يعلمون لهم خبرا فيقول القوم بعضهم لبعض هل تعرفون منازلهم فيقول بعضهم نعم ثم يبيعون ما كان معهم من التجارة ويحملون إلى أهاليهم ويقتسمون مواريثهم فلا يلبثون بعدذلك إلا ستة أشهر حتى يوافوا إلى أهاليهم على مقدمة القائم فكأنهم لم يفارقوهم .
المستأمنة من المسلمين إلى الروم
وأما المستأمنة من المسلمين إلى الروم فهم قوم ينالهم أذى شديد من جيرانهم وأهاليهم ومن السلطان فلا يزال ذلك بهم حتى أتوا ملك الروم فيقصون عليه قصتهم ويخبرونه بما هم من أذى قومهم وأهل ملتهم فيؤمنهم ويعطيهم أرضا من أرض قسطنطينية فلا يزالون بها حتى إذا كانت الليلة التي يسرى بهم فيها ويصبح جيرانهم وأهل الارض التى كانوا بها قد فقد وهم فيسألون عنهم أهل البلاد فلا يحسوا لهم أثرا ولا يسمعون لهم خبرا ويخبرون ملك الروم بأمرهم وأنهم فقدوا فيوجه في طلبهم ويستقصى أثارهم وأخبارهم فلا يعود مخبر لهم يخبر فيغتم طاغية الروم غما شديدا ويطالب جيرانهم بهم ويحبسهم ويلزمهم إحضارهم ويقول ما قدمتم على قوم آمنتهم وأوليتهم جميلا ويوعدهم القتل أن لم يأتوا بهم ويخبرهم وإلى أين صاروا فلايزال أهل مملكته في أذية ومطالبة ما بين معاقب ومحبوس ومطلوب حتى يسمع بماهم فيه راهب قد قرأ الكتب فيقول لبعض من يحدثه حديثهم لانه مابقي في الارض أحد يعلم علم هؤلاء القوم غيري وغير رجل من يهود بابل فيسألونه عن أحوالهم فلا يخبر أحدا من الناس حتى يبلغ ذلك الطاغية فيوجه في حمله إليه فإذا حضره قال الملك قد بلغني ما قلت وقد ترى ما أنا فيه فاصدقني إن كانوا مرتابين قتلت بهم من قتلهم ويخلص من سواهم من التهمة قال الراهب لا تعجل أيها الملك ولا تحزن على القوم فإنهم لن يقتلوا ولن يموتوا ولا حدث بهم حدث يكرهه الملك ولا هم ممن يرتاب بأمرهم ونالتهم غيلة ولكن هؤلاء قوم حملوا من أرض الملك إلى أرض مكة إلى ملك الامم وهو الاعظم الذي تبشر به وتحدث عنه وتعد ظهوره وعدله وإحسانه قال له الملك من أين لك هذا قال ماكنت لاقول إلا حقا فإنه عندي في كتاب قد أتى عليه أكثر من خمسمائة سنة يتوارثه العلم آخر عن أول فيقول له الملك فإن كان ما نقول حقا وكنت فيه صادقا فاحضر الكتاب فيمضي في إحضاره ويوجه الملك معه نفرا من ثقاته فلا يلبث حتى يأتيه بالكتاب فيقرأه فإذا فيه صفة القائم واسمه واسم أبيه وعدة أصحابه وخروجهم وأنهم سيظهرون على بلاده فقال له الملك ويحك أين كنت عن إخباري بهذا إلى اليوم قال لولا ما تخوفت انه يدخل على الملك من الاثم في قتل قوم براء ما أخبرته بهذا العلم حتى يراه بعينه ويشاهده بنفسه قال أو تراني أراه قال نعم لا يحول الحول حتى تطأ خيله أو اسط بلادك ويكون هؤلاء القوم أدلاء على مذهبكم فيقول له الملك أفلا أوجه إليهم من يأتيني بخبر منهم واكتب إليهم كتابا قال له الراهب أنت صاحبه الذي تسلم إليه وستتبعه وتموت فيصلي عليك رجل من أصحابه
النازلون بسرانديب وسمندار
والنازلون بسرانديب وسمندار أربعة رجال من تجار أهل فارس يخرجون عن تجاراتهم فيستوطنون سرانديب وسمندار حتى يسمعون الصوت ويمضون إليه
المفقود من مركبه بسلاقط
والمفقود من مركبه بسلاقط رجل من يهود أصبهان يخرج من سلاقط قافلة فبينا هو يسير في البحر في جوف الليل إذ نودي فيخرج من المركب في أعلى الارض أصلب من الحديد وأوطأ من الحرير فيمضي الربان إليه وينظر إليه وينظر فينادي ادركوا صاحبكم فقد غرق فيناديه الرجل لا بأس على أني على جدد فيحال بينهم وبينه وتطوى له الارض فيوافي القوم حينئذ مكة لا يتخلف منهم أحدا ( [1]).