خطبة له عليه السّلام حين جمع اصحابه بالبصرة و حرّضهم على الجهاد
عِبادَ اللَّهِ ، اِنْهَدوُا اِلى هؤُلآءِ الْقَوْمِ ، مُنْشَرِحَةً صُدُورُكُمْ بِقِتالِهِمْ ، فَاِنَّهُمْ نَكَثُوا بَيْعَتى ، وَ اَخْرَجوُا ابْنَ حُنَيْفٍ عامِلى ، بَعْدَ الضَّرْبِ الْمُبْرِحِ ، وَ الْعُقُوبَةِ الشَّديدَةِ ، وَ قَتَلُوا سَبابَحَةَ ، وَ مَثَّلوُا بِحَكيمِ بْنِ جَبَلَةَ الْعَبْدِىِ ، وَ قَتَلوُا رِجالاً صالِحينَ ، ثُمَّ تَتَبَّعوُا مِنْهُمْ مَنْ نَجا ، يَأْخُذُونَهُمْ فى كُلِّ حآئِطٍ ، وَ تَحْتَ كُلِّ رابِيَةٍ ، ثُمَّ يَأْتوُنَ بِهِمْ فَيَضْرِبوُنَ رِقابَهُمْ صَبْراً ، ما لَهُمْ قاتَلَهُمُ اللَّهُ اَنّى يُوْفَكوُنَ .
اِنْهَدوُا اِلَيْهِمْ ، وَ كوُنوُا اَشِدَّآءَ عَلَيْهِمْ ، وَ الْقُوهُمْ صابِرينَ مُحْتَسِبينَ تَعْلَموُنَ اَنَّكُمْ مُنازِلوُهُمْ وَ مُقاتِلوُهُمْ ، وَ قَدْ وَطَنْتُمْ اَنْفُسَكُمْ عَلَى الظَّنِّ الدَّعْسى ، وَ الضَّرْبِ الطَّلَحْفى ، وَ مُبارَزَةِ الْأَقْرانِ ، وَ اَىُّ امْرُءٍ مِنْكُمْ اَحَسَّ مِنْ نَفْسِهِ رِباطَةَ جَأْشٍ عِنْدَ اللِّقآءِ ، وَ رَأى مِنْ اَحَدٍ مِنْ اِخْوانِهِ فَشَلاً ،
فَلْيَذُبَّ عَنْ اَخيهِ الَّذى فُضِّلَ عَلَيْهِ كَما يَذُبُّ عَنْ نَفْسِهِ ، فَلَوْ شآءَ اللَّهُ لَجَعَلَهُ مِثْلَهُ .