(( 1155 ــ 1212 هــ ))محمد مهدي بحر العلوم
هو السيد محمد مهدي بن مرتضى بن محمد بن عبد الكريم بن مراد بن شاه اسد الله بن جلال الدين بن الحسن بن مجد الدين بن قوام الدين بن اسماعيل بن عباد بن ابي المجد بن عباد بن علي بن حمزة بن طاهر بن علي بن محمد بن احمد بن محمد بن احمد بن ابراهيم الملقب بـ( طباطبا ) بن اسماعيل الديباج بن ابراهيم الغمر بن الحسن المثنى بن الامام الحسن بن علي بن ابي طالب عليه السلام (
[1]) تعد اسرة ال بحر العلوم من الاسر العلمية العريقة فقد ظهر فيها اعلام ونوابغ تعاقبوا على خدمة الدين والمذهب وساهموا في اتساع الصرح العلمي في مدينة النجف الاشرف
وقد انتقلت اسرة المترجم له في بدايات القرن الثاني عشر الهجري من ايران الى العراق حيث استقر ركبهم العلمي والاجتماعي في كربلاء والنجف الاشرف منذ ذلك التاريخ حتى اليوم (
[2]) .
كانت ولادته ( قدس سره ) في مدينة كربلاء قبيل الفجر من ليلة الجمعة في غرة شوال عام 1155هـ(
[3]) .
نشأ السيد بحر العلوم وترعرع في احضان والده حيث اشرف على تربيته فكان يعتني به كثيراً حيث كان يصحبه معه الى موضع البحث والتدريس ، والى مظان العبادة , فاستقى من هذا وذاك روح الايمان وواقعيته .
حضر اولياته وسطوحه من النحو والصرف وبقية العلوم والمنطق والاصول والفقه والتفسير وعلم الكلام وغيرها على فضلاء عصره والمتخصصين في هذه العلوم , فأكمل تلك الاوليات في ظرف ثلاث او اربع سنين وعمره لم يتجاوز الثانية عشرة , وبعد ذلك حضر البحث الخارج في الاصول على والده المرتضى وعلى استاذه الوحيد البهبهاني 0 قدس سره ) وفي الفقه على يد الفقيه الكبير الشيخ يوسف البحراني صاحب الحدائق المتوفي سنة 1186 هـ واخذيزدلف الى هذه الينابيع العلمية زهاء خمسة اعوام , حتى بلغ درجة الاجتهاد وشهد له بذلك اساتذته ولمع نجمه في كربلاء(
[4]) .
انتقل الى مدينة النجف الاشرف سنة 1169 هـ وعمره 15 سنة , لينهل من بحار علومهم وليكمل اشواطه الباقية في الجهاد والاجتهاد الفكريين , فحضر على فطاحل علمائها المبرزين ـ يومئذ ــ كالشيخ مهدي الفتوني المتوفي سنة 1183 هـ , والشيخ محمد تقي الدروقي المتوفي سنة 1186 هـ والشيخ محمد باقر الهزار المتوفي سنة 1205 هــ وغيرهم من الاعلام(
[5]) .
وخلال مدة قليلة من انتقاله الى مدينة النجف الاشرف استطاع ان يرسخ اقدامه في جامعتها الدينية ، حيث كان مجداً في التدريس والتاليف وادراك القضايا الدينية ، وحسم الدعاوي الاجتماعية ، ورعاية شؤون الفقراء والمعوزين حتى تسنم مراقي الزعامة الدينية واستوفى حظه الاوفى من عامة العلوم الاسلامية واصبح قطب رحى العلم والفضيلة(
[6]) .
لقب السيد بحر العلوم بعدة القاب اطلقها عليه معاصروه ومن ترجم حياته , وكانت مجموعها مستوحاة من سيرة حياته العلمية , فقد لقب برئيس الامامية وشيخ مشايخهم([7]) وامام العصر([8]) , وعلامة دهره([9]) , ومن اكثر القابه شيوعاً بحر العلوم(
[10]) .
وكان سبب حيازته على لقب بحر العلوم انه عند سفره الى خراسان لأخذ الحكمة على عالمها الفيلسوف السيد محمد مهدي الاصفهاني لما طلب منه المترجم له ان يدرس عنده ولاحظ معلوماته الغزيرة فلقبه ببحر العلوم , فشاع ذلك بين العلماء ووقع في نفوسهم موقع القبول(
[11]) .
لقد خلف لنا السيد بحر العلوم ( قده ) مجموعة لا يستهان بها من المؤلفات دونتها لنا كتب التراجم والرجال جاءت من مواضيع وعلوم مختلفة وهي :
1ــ تحفة الكرام في تاريخ مكة والبيت الحرام .2ــ حاشية وشرح على الطهارة .3ــ حاشية على ذخيرة الحجة السبزواري .4ــ الدرة النجفية .5ــ الدرة البهية .
6ــ ديوان شعره .7ــ رسالة في تحريم العصير الزبيبي .8ــ رسالة في مناسك الحج .9ــ رسالة في قواعد احكام الشكوك .10ــ رسالة في انفعال الماء القليل .11ــ رسالة في الفرق والملل .12ــ رسالة في الاطعمة والاشربة .13ــ الفوائد الرجالية .14ــ مشكاة الهداية في الفقه .15ــ المصابيح(
[12]) .
توفي السيد بحر العلوم ( قده ) وهو في السابعة والخمسين من عمره الشريف في شهر رجب من عام 1212 هـ , ودفن في جامع الشيخ الطوسي حيث مرقده الشريف اليوم(
[13]) .
قال يمدح امير المؤمنين عليه السلام :
ألا عد عن ذكرى بثينة او جمل |
|
فما ذكرها عندي يمرّ ولا يحلي |
ولا أطربتني بالبيض غير صحائفٍ |
|
محبرة بالفضل ما برحت شغلي |
وعوج يقيم الإعوجاج انسلاها |
|
إذا حان منه الحين حنت الى السل |
وعُد للألى هم من اصل كل فضيلة |
|
ويمم منار الفضل من ربعه الأصلي |
وعرج على الاطهار من آل هاشمٍ |
|
فهم شرفي والفخر فيهم وهم أصلي |
وسلم على خير الأنام محمدٍ |
|
وعترته الغر الكرام أولي الفضلِ |
وخُص علياً ذا المناقب والعلى |
|
وصي النبي المرتضى خيرة الأهلِ |
وبث لهم بثي فإني فيهم |
|
أكابد أقواماً مراجلهم تغلي |
وقل للذي خاض الضلالة والعمى |
|
ومن خبط العشواء في ظلمة الجهلِ |
ومن باع بالأثمان جوهرة الهدى |
|
كما باع بالخسران جوهرة العقلِ |
هجوتَ أُناساً في الكتاب مديحهم |
|
وفي العقل بان الفضل منهم وفي النقلِ |
ولفقت زوراً كادت السبع تنطوي |
|
له الجبال الشم تهوي إلى السفلِ |
علواً حسباً من أن يصابوا بوصمةٍ |
|
فيدفع عن أحسابهم أنا ومثلي |
ولكن أبت صبراً نفوس أبية |
|
وأنف حمي لا يقر على الذل |
فاصغ إلى قولي وهل أنا مسمع |
|
غداة أنادي الهائمين مع الوعلِ |
عليّ أبونا كان كالطهر جدنا |
|
له ما له إلا النبوة من فضلِ |
وذو الفضلِ محسود لذي الجهل |
|
والعمى لذا حسد الهادي أبو جهلِ |
وعادى علياً كل أرذلٍ أسفلٍ |
|
وضولع مدخول الهوى ذاهب العقلِ |
لإن كانت الشورى أبته وقبلها |
|
سقيفتهم أصل المفاسد والختلِ |
فقد أنكرت خير البرية ندوة |
|
وضلت رجال الرحلتين عن السبلِ |
وحاربه أهل الكتاب ببغيهم |
|
وكانوا به يستفتحون لدى الوهلِ |
وأصحاب موسى والسامري أضلهم |
|
بعجلٍ فضلوا عاكفين على العجلِ |
وقد كُذب الرسل الكرام وقوتلوا |
|
فما ضرهم خذلان قوم ذوي جهلِ |
ولو كانت الشورى لقومٍ ذوي فضلِ |
|
لما عدلوا بالأمر يوماً إلى الرذلِ |
أبو حيدراً إذ لم يكونوا كمثله |
|
وما الناسُ إلا مائلون إلى المثلِ |
أبوه ويأبى الله إلا الذي أبوا وهل |
|
بعد حكم الله حكم لذي عدلِ |
له في العقود العاقدات له الولا |
|
من الله عقد مبرمُ غير منحلِ |
وكم في كتاب الله من حجةٍ له |
|
وآيات فضلٍ شاهدات على الفضلِ |
كشاهد هودٍ ثم يتلوه شاهدٌ |
|
من الرعدِ والأحزاب والنحلِ |
إمام أتى فيه من الله ما أتى |
|
وهل قد أتى في غيره هل أتى قل لي |
( وبلغ فيه المصطفى أمرُ ربه |
|
على منبرٍ بالمنطق الصادع الفصلِ |
فقال ألستم تعلمون بأنني أحق |
|
وأولى الناس بالناس في الكلِ ) |
فقالوا بلى قال النبي فأنت يا أبا |
|
حسنٍ أولى الورى بالورى مثلي |
وأنزله منه بمنزلة مضت لهرون |
|
من موسى بن عمران من قبلِ |
وشبهه بالأنبياء لجمعه |
|
جميع الذي فيهم من الفخر والنبيلِ |
له حكم داود وزهد بن مريم |
|
ومجد خليل الله ذي الفضل والبذلِ |
وتسليم إسماعيل عند مبيته |
|
وعزم كليم الله في شدة الأزلِ |
وحكمة إدريسٍ وأسماء آدم |
|
وشكر نجي الله في عهد ذي الكفلِ |
وخطب شعيب في خطابة قومه |
|
وخشية يحيى البر في هيبة الحُكلِ |
وكان عديل المصطفى ومثيله |
|
وهل لعديل الطهر أحمد من مثلِ |
وكان الأخ البر الموسي بنفسه |
|
ومن لم يخالفه بقولٍ ولا فعلِ |
وأول من صلى وآمن واتقى |
|
وأعلم خلق الله بالفرض والنفلِ |
وأشجعهم قلباً وأبسطهم يداً |
|
وأرعاهم عهداً وأحفظ للألِ |
وأكرمهم نفساً وأعظمهم تقىً |
|
وأسخاهم كفاً وإن كان ذا قل |
حبيب حبيب الله نفس رسوله |
|
ونور مجلي النور في العلو والسفلِ |
رقى فارتقى في القدس مرقى ممنعاً |
|
تجاوز فيه الوهم عن مبلغ العقلِ |
تحيرت الألباب في ذات ممكنٍ |
|
تعالى عن الأمكان في الوصف والفعلِ |
تجمعت الأضدادُ فيه من العلى |
|
فعز عن الأندادِ والشبه والمثلِ |
أذلك أم من للمعايب عيبة |
|
تفرع كل العيب عن كفره الأصلي |
تطامن للات الخبيثة أعصراً |
|
وزاد نفاقاً حين أسلم عن ختلِ |
ومصطنع رباً بكفيه لاكه |
|
بفكيه لما جاع واضطر للأكلِ |
ومن جهل الأب الذي كل سائمٍ |
|
به عارفُ راع فصيلِ إلى عجلِ |
ومن كل عن فهم الكلالة فهمه |
|
مقراً بكل عن ذاك والكلِ |
أمن هو بابُ للعلوم كمن غدا |
|
يفضلُ ربات الحجال من الجهلِ |
ومن هو أقضاكم كمن جد جده |
|
لقيضي في جدّ قضية ذي فصلِ |
فأحصوا قضاياه ثمانين وجهة |
|
تلون ألواناً وأخطا في الكلِ |
وكمن بين من قال اسئلوني جهرةً |
|
ومن يستقيل الناس في المحفل الحفلِ |
ومن هو كرار الى الحرب يصطلي |
|
بنيرانها حتى تبوح بما يصلي |
له الراية العظمى يطير بها إلى |
|
قلوبٍ أطيرت منه بالرعب والنصلِ |
ومن لا يُرى في الحرب إلا مشمراً |
|
بذيل ذيول الفر في المعشر الفلِ |
أبو حسنٍ ليث الوغى أسد الشرى |
|
مقدمها عند الهزاهز والوهلِ |
أقام عماد الدين من بعد ميله |
|
وثل عروش المشركين أولي الحلِ |
وقاتل في التأويل من بعد من بغى |
|
كما كان التنزيل قاتل من قبلِ |
فروى من الكفار بالدم سيفه |
|
وثنى به الباغين علا على نهلِ |
وزوجه المختار بضعته وما |
|
لها غيره في الناس من كفو عدلِ |
وقال لها زوجتك اليوم سيداً |
|
تقياً نقياً طاهر الفرع والأصلِ |
وأنت أحب الناس عندي وإنه |
|
أعزُ وأولى الكل بعدي بالكلِ |
وإن إله العرش رب العلا قضى |
|
بذا وتولى الأمر والعقد من قبلي |
فأبدت رضاها واستجابت لربها |
|
ووالدها رب المكارم والفضلِ |
وكم خاطبٍ قد رُد فيها ولم يجب |
|
وكم طالبٍ صهراً وما كان بالأهلِ |
وشيخاً كم رُدا وقد حدثتهما |
|
نفوسهما أمراً فآبا على ذلِ |
ولولا علي ما استجيب لخاطبٍ |
|
ولا كانت الزهراءُ تُزف إلى بعلِ |
وأكرم بمن يعلي النبي بشأنها |
|
واسمع بما قد قال من قوله الفصلِ |
إلا فاطم مني ومن هي بضعتي |
|
ومن قطعها قطعي ومن وصلها |
ومن لرضاها الله يرضى وسخطها |
|
له سخط أعظم بذلك من فضلِ |
ذا اختارها المختار للمرتضى الذي |
|
رضاها رضاه في العزيمة والفعلِ |
ومن لا يزال الحق معه ولم يزل |
|
مع الحق لا ينفك كل عن الكلِ |
فأعظم بزوجين الإله ارتضاهما |
|
جليلين جلاَّ عن شبيه وعن مثلِ |
فكل لكل صالح غير صالحٍ |
|
له غيره والشكل يأبى سوى الشكلِ |
لذلك ما هم الوصي بخطبةٍ |
|
حيوة البتول الطهر فاقدة المثل |
بذا أخبر المختار والصدق قوله |
|
أبو حسنٍ ذاك المصدق في النقلِ |
فأضحى بريئاً والرسول مبرئاً |
|
( وقد أبطلا دعواكم الرثة الحبلٍ ) ( [14]) |
فذلك فأعلم جهل قومٍ تحدثوا |
|
( بخطبته بنت اللعين أبي جهلِ ) |
نعم رغبت مخزوم فيه وحاولت |
|
بذلك فضلاً لو أُجيبت إلى الفضلِ |
فلما أبى الطهر الوصي ولم يجب |
|
رمته بما رامت ومالت إلى العذلِ |
وساعدها الرجسان فيه وحاولا |
|
إثارة البغضاء من الحقد في الأهلِ |
فبرأه المختار مما تحدثت |
|
وما أظهر الرجسان من كامن الغلِ |
وقد طوقا إذ ذاك منه بلعنةٍ |
|
فسامتهما خسفاً وذلاً على ذلِ |
وقد جاء تحريم النكاح لحيدرٍ |
|
على فاطمٍ فيما الرواة له تُملي |
فإن كان حقاً فالوصي أحق من |
|
تجنب محظوراً من القول والفعلِ |
وكيف يُظن السوء بالطهر حيدرٍ |
|
ورب العلى في ذكره يعلي |
وكيف يحوم الوهم حول مطهرٍ من |
|
الرجس في فصل من القول لا هزلِ |
ومثل علي هل يروم دنيةً |
|
كفى حاجزاً عن مثلها حجاز العقلِ |
وأنى يشاء المستحيل الذي يشاء |
|
جميع الورى في العقل والفضل والنبلِ |
وإن لم يكن حقاً وكان محللاً |
|
له كل ما قد حلَّ من ذاك للكلِ |
فما كانت الزهراءُ ليسخطها الذي |
|
به الله راضٍ حاكم فيه بالعدلِ |
ولا كان خير الخلق من لا يهيجه |
|
سوى غضبُ لله يغضب من جهلِ |
وليس عليٌ حاش لله بالذي |
|
يسوء أخاه أو يسيء إلى الاهلِ |
وهل ساء نفساً نفسها وسرورها |
|
إذا سرها مر المسائة من محلِ |
وما ساء خير الناس غير شرارهم |
|
كعجل بني تيمٍ وصاحبه الرذلِ |
وجرارة الأذناب تلك التي سعت |
|
على جملٍ يوماً ويوماً على بغلِ |
بهم سيئت الزهراءُ وأذي أحمُ |
|
وصنو النبي المصطفى خاتم الرسلِ |
وما ضر مجد المرتضى ظلمهم له |
|
ولا فلتة منهم وشورى ذوي خذلِ |
ولا ضرة جهل ابن قيسٍ وقد هوى |
|
ودلاه جرو العاص في المدحض الزلِ |
وقد بان عجز الأشعري وعزه |
|
وما كان بالمرتضي والحكم العدلِ |
نهاهم عن التحكيم والحكم بالهوى |
|
فلم ينتهوا حتى رأو سبة الجهلِ |
وحاولت نقصاً من علي وإنما |
|
نقصت العلا في ذاك إن كنت ذا عقلِ( [15]) |
فما علت العليء إلا بمجده |
|
ولو خلع العلياء خرت إلى السفلِ |
وأما التي قد خصه ربه بها |
|
فليست برغم منك تدفع بالعزلِ |
أُيعزل منصوب الإله بعزلهم |
|
إذاً فلهم عزل النبيين والرسلِ |
وقست العلا بالنعلِ وهي بقلبها |
|
مواقعها جيد اللعينين والعجلِ |
فبشراكم بالنعل تتبع لعنة |
|
مضاعفةً من تابعي خاصف النعلِ |
وما شان شأنُ المجتبى سبطُ أحمدٍ |
|
مصالحة الباغي الغوي على دخلِ |
فقد صالح المختار من صالح ابنه |
|
وصد عن البيت الحرام إلى الحلِ |
وقال خطيباً فيه ابني سيد |
|
يكفُ به الله الأكف عن القتلِ |
كما كف ايديكم بمكة عنهم |
|
لما كان في الاصلاب من طيب النسل |
وقد قال في السبطين قولاً جهلتهم
|
|
معانيه لكن قد وعاه ذوو العقل |
امامان ان قاما وان قعدا فما |
|
يضرهما خذلان من هم بالخذل |
فصيرتموا صلح الزكي مسبة |
|
واكثر فيه العاذلون من العذل |
( وتلك شكاة ظاهر عنه عارها ) |
|
وما هي الا عصمة رثة الحبل |
لان كنتم انكرتم حسن ما اتى |
|
به الحسن الاخلاق والخيم والفعل |
لفي مثلها ذم الذميم محمداً
|
|
على صلحه كفار مكة من قبل |
وسماه ذو الرجس الدني دنية |
|
فطابقتموه واحتذى النعل بالنعل |
وليس بنكر ذاك منهم فانهم |
|
له تبع من بعد صاحبه الرذل |
هما سهلاً للقوم ذم نبيهم |
|
وعترته والطعن فيهم وفي الاهل |
هما أسسا ظلم الهداة وقد بنى |
|
غواتهم بغياً على ذلك الاصل |
ولولاهما ما كان شورى ونعثل |
|
ولا جمل والقاسطون ذوو الذحل |
ولا كان تحكيم ولا كان مارق |
|
ولا رمي الاسلام بالحادث الجل |
ولا كان مخضوباً علي بضربة |
|
لاشقى الانام الكافر الوغل |
ولا سيئت الزهرا ولا ابتز حقها |
|
ولا دفنت سراً بمحلولك الطفل |
ولا عمي القبر الشريف وقرب |
|
البعيد الى الهادي وبوعد بالاهل |
ولا جنح السبط الزكي ابن احمد |
|
لسلم ابن حرب حرب كل اخي فضل |
ولا كان في الطف الحسين مجدلاً |
|
ولا راسه للشام يهدى الى النذل |
ولا سبيت يوماً بنات محمد |
|
ولا آله اضحت اضاحي على الرمل |
ولا طمعت فيها علوج امية |
|
ولا حكمت ابناء نثلة في النسل |
جعلتم تراث الاقربين لمن نأى |
|
وادنيتم الاقصين عدلاً عن العدل |
وأخرتم من قد علا كعبهم على |
|
خدود الالى مالوا وملتم الى المثل |
على انني مستغفرمن مقالتي |
|
وذكرى شروداً سار في مثل قبلي |
فما خد من قستم به صالحاً لان |
|
يكون لعمري موطءالرجل والنعل |
واين سماء المجد من مهبط الثرى |
|
واين سنام العلم من مدحض الجهل |
واين السهى من بهجة الشمس في الضحى |
|
واين العلى من منتهى البعد في السفل |
زعمتم بني العباس عقدة امرها |
|
وما صلحوا للعقد يوماً ولا الحل |
وجدهم قد كان افضل منهم |
|
وما ادخل الشورى ولا عد للفضل |
وقد قدموا التيمي قدماً لسنه |
|
وما قدموا الشيخ الشريف ابا الفضل |
لقد ظلموا العباس ان كان اهلها |
|
وان لم يكن اهلاً فما الولد بالاهل |
فما بالكم صيرتموها لولده |
|
واثبتموا للفرع ما ليس للاصل |
وقد بذل العباس نصرة حيدر |
|
وبيعته بعد النبي بلا فصل |
وكان بحق الطهر كالحبر نجله |
|
عليماً واكرم بابن عباس من نجل |
ولكن ابى الاحفاد سيرة جدهم |
|
فجدوا بظلم الطيبين من النسل |
وغرهم الملك العقيم وعزهم |
|
فبعداً لعز عاد بالخزي والذل |
وقد قطعوا الارحام بعد قيامهم |
|
بظلم مقام الاقربين من الاهل |
بحبس وتشريد وبغي وغيلة |
|
وحرب وارصاد وخذل الى قتل |
لان قتلت ال النبي امية |
|
فقتلاهم اوفى عديداً من الرمل |
وان منعتها الماء تشفي غليلها |
|
فقد ارسلوه للقبور من الغل |
وان حبست عنها الفرات فانهم |
|
باجرائه اجرى فقبح من فعل |
وقد حيل فيما بين ذاك وبينهم |
|
فحاروا وحار العقل من كل ذي عقل |
وحاولت الارجاس اطفاء نورهم |
|
بافواههم والنور يسمو ويستعلي |
فعلمهم المنشور في كل مشهد |
|
وحكمهم المشهور بالنصف والعدل |
واسمائهم تلو لاسماء ربهم |
|
وجدهم خير الورى سيد الرسل |
ويرفعهم في وقت كل فريضة |
|
نداء صلاة والصلاة من الكل |
مشاهدهم مشهودة وبيوتهم |
|
تراها كبيت الله شارعة السبل |
تشد الورى من كل فج رحالها |
|
اليها وتطوي البيد حزناً الى سهل |
على كل عدّاء من السير ضامر |
|
يغول الفلا في كل هاجرة تغلي |
تؤم التي فيها النجاة وعندها |
|
مناخ ذوي الحاجات للفوز بالسؤل |
بيوت باذن الله قد رفعت فما |
|
لها غير بيت الله في الفضل من مثل |
وفيها رجال ليس يلهيهم بها |
|
عن الله بيع او سوى البيع من شغل |
اولئك أهلوها واهلاً باهلها |
|
ولا مرحباً بالغير اذ ليس بالاهل |
اولئك لا نوكي نوك امية والتي |
|
قفتها فزادت في الضلالة والجهل |
اساءت الى الاهلين اجتث اصلها |
|
وبادت كما بادت امية من قبلٍ |
فسل عنهم الزوراء كم باد اهلها |
|
فأمست لفقد الاهل بادية الثكل |
أبيدت بها خضراء ذات سوادها |
|
فأضحت بها حمراء من حلب النصل |
وان شئت سل ابناء يافث عنهم |
|
فعندهم انباء صدق عن الكل |
فكم ترك الاتراك كل خليفة |
|
ببغداد خلفاً لا يمر ولا يحلي |
وكم قلبوا ظهر المجن لهم بها |
|
وكم خلعوهم خلع ذي النعل للنعل |
كم قطع الجبار دابر ظالمي |
|
أولي عدله والحمد لله ذي العدل |
وقلتم اضاعوها كذبتم وانما |
|
اضيعت بكم لما انطويتم على الغلِ |
وهل يطلبون الامر من غير ناصر |
|
او النصر فمن لا يقيم على آلِ |
كنصرة انصار النبي ابن عمه |
|
فلم يبق منهم غير ذي عدد قل |
ونصر عبيد الله في يوم مسكن |
|
لسبط رسول الله ذي الشرف الاصلِ |
اذ انسل من جند عليهم مؤمر |
|
بجنح الظلام والدجى ستر منسل |
ولم يرع حق المصطفى ووصيه |
|
ولا حرمة القربى الحرية بالوصل |
ونصرة كوفان حسينا على العدى |
|
فلما اتاهم حل ما حل بالنسل |
وبيعة اشراف القبائل مسلماً |
|
وقد اسلموه بعد ذلك للقتل |
ونصرتهم زيداً واعطائهم يداً |
|
وتركهم اياه فردا لدى الوهل |
ولو قام في نصر الوصي وولده |
|
حماة مصاديق اللقا صادقوا الفعل |
لقام بنصر الدين من هو اهله |
|
وذيد بهم من ليس للامر بالاهل |
ولو كان في يوم السقيفة جعفر |
|
او الحمزة الليث الصؤل ابو شبل |
لما وجدت تيم سبيلا الى العلى |
|
ولا هبط الامر العلي الى السفل |
ولكن قضى فيما قضى الله عنده |
|
وما خطت الاقلام في اللوح من قبل |
بامهالهم حتى يميز به الذي |
|
يطيع من العاصي المكب على الجهل |
الى ان يقوم القائم المرتجى الذي |
|
يقوم بامر الله يطلب بالزحل |
ويشفي صدور المؤمنين بنصره |
|
ويملأ وجه الارض بالقسط والعدل |
ويسقي العدى كأساً مصبرةً اذا |
|
بها نهلوا علوا بيحموم والمهلِ |
فمهلاً فان الله منجز وعده |
|
وموهن كيد الكافرين على مهلِ |
وخاذل جمع الماردين ومن سعى |
|
لإطفاء نور الله بالخيل والرجلِ |
فديتك يا بن العسكري إلى متى |
|
نعاني العنا من كل ذي ترةٍ رذلِ |
فقم يا ولي الله وانهض بعزمةٍ |
|
من الله منصوراً على كل مستعلي |
لأن ضن بالنصر المؤزر معشرٌ |
|
فإني معد النصر من عالم الظل |
ولائي دليلي والمهيمن شاهدي |
|
وعلمك بي حسبي من القول والفعل |
فدونك نصري باللسان طليعة |
|
لنصري إذا طالعت نورك يستعلي |
أتت من عبيد مُت أسماً ونسبةً |
|
له منك حبل غير منقطع الوصل |
فمن علينا بالقبول فأنها أشق |
|
على الاعداء من الرشق بالنبلِ |
عليك سلام الله مبلغ فضله |
|
ومالك من فضلٍ على كل ذي فضلِ |
([12] ) أعيان الشيعة ج48 / 170 ـ 171 , مصفى المقال / 467 , شعراء الغري ج12 / 145 , معجم المؤلفين ج12 / 61 .
([14] ) عجز البيت من شعر مروان بن أبي حفصة الذي يرد به على الإمامة واوله :لقد باعها من بعده الحسن ابنه ….