العتبة العلوية المقدسة - يا موسى بن جعفر خليفتين يجبى إليهما الخراج ؟ -
» سيرة الإمام » » المناسبات » قبسات من حياة الامام الكاظم عليه السلام » سجن الامام عليه السلام وشهادته » يا موسى بن جعفر خليفتين يجبى إليهما الخراج ؟

 

يا موسى بن جعفر خليفتين يجبى إليهما الخراج ؟

* - أبوأحمد هاني بن محمد بن محمود العبدي رضي الله عنه عن أبيه باسناده رفعه إلى موسى بن جعفر عليهما السلام قال : لما ادخلت على الرشيد سلمت عليه فرد علي السلام ثم قال : يا موسى بن جعفر خليفتين يجبى إليهما الخراج ؟ ! فقلت : يا أمير المؤمنين اعيذك بالله أن تبوء باثمي وإثمك ، وتقبل الباطل من أعدائنا علينا ، فقد علمت أنه قد كذب علينا منذ قبض رسول الله صلى الله عليه وآله بما علم ذلك عندك ، فان رأيت بقرابتك من رسول الله صلى الله عليه وآله أن تأذن لي احدثك بحديث أخبرني به أبي عن آبائه عن جدي رسول الله صلى الله عليه وآله ؟ فقال : قد أذنت لك .

فقلت : أخبرني أبي عن آبائه عن جدي رسول الله صلى الله عليه وآله قال : إن الرحم إذا مسست الرحم تحركت واضطربت ، فناولني يدك جعلني الله فداك فقال : ادن فدنوت منه ، فأخذ بيدي ، ثم جذبني إلى نفسه وعانقني طويلا ، ثم تركني وقال : اجلس ياموسى فليس عليك بأس ، فنظرت إليه فاذا أنه قد دمعت عيناه ، فرجعت إلى نفسي فقال : صدقت وصدق جدك صلى الله عليه وآله لقد تحرك دمي ، واضطربت عروقي حتى غلبت علي الرقة وفاضت عيناي ، وأنا اريد أن أسألك عن أشيآء تتلجلج في صدري منذ حين ، لم أسأل عنها أحدا فان أنت أجبتني عنها خليت عنك ، ولم أقبل قول أحد فيك ، وقد بلغني أنك لم تكذب قط فاصدقني عما أسألك مما في قلبي فقلت : ماكان علمه عندي فإني مخبرك به إن أنت آمنتني ؟ قال : لك الامان إن صدقتني وتركت التقية التي تعرفون بها معشر بني فاطمة ، فقلت ليسأل أمير المؤمنين عما شاء ؟ .قال : أخبرني لم فضلتم علينا ونحن وأنتم من شجرة واحدة وبنو عبدالمطلب ونحن وأنتم واحد ، إنا بنو العباس وأنتم ولد أبي طالب ، وهما عما رسول الله صلى الله عليه وآله وقرابتهما منه سواء ؟ .

فقلت : نحن أقرب قال : وكيف ذلك ؟ قلت : لان عبد الله وأبا طالب لاب وام ، وأبوكم العباس ليس هو من ام عبدالله ، ولا من ام أبي طالب قال : فلم ادعيتم أنكم ورثتم النبي صلى الله عليه وآله ؟ والعم يحجب ابن العم ، وقبض رسول الله صلى الله عليه وآله وقد توفي أبوطالب قبله ، والعباس عمه حي ؟ .

فقلت له : إن رأى أمير المؤمنين أن يعفيني من هذه المسألة ويسألنتي عن كل باب سواه يريده فقال : لا أو تجيب فقلت : فآمني ؟ قال : قد آمنتك قبل الكلام فقلت : إن في قول علي بن أبي طالب عليه السلام إذ ليس مع ولد الصلب ذكرا كان أو انثى لاحد سهم إلا للابوين والزوج والزجة ، ولم يثبت للعم مع ولد الصلب

ميراث ، ولم ينطق به الكتاب ، إلا أن تيما وعديا وبني امية قالوا : العم والد رأيا منهم بلا حقيقة ، ولا أثر عن النبي صلى الله عليه وآله .

ومن قال بقول علي عليه السلام من العلماء قضاياهم خلاف قضايا هؤلاء ، هذا نوح بن دراج يقول : في هذه المسألة بقول علي عليه السلام وقد حكم به ، وقد ولاه أمير المؤمنين المصرين الكوفة والبصرة ، وقد مضى به فانهي إلى أمير المؤمنين فأمر باحضاره وإحضار من يقول بخلاف قوله منهم سفيان الثوري ، وإبراهيم المدني والفضيل بن عياض فهشدوا أنه قول علي عليه السلام في هذه المسألة فقال لهم فيما أبلغني بعض العلماء من أهل الحجاز : فلم لاتفتون به وقد قضى به نوح بن دراج ؟ فقالوا جسر نوح وجبنا وقد أمضى أمير المؤمنين قضيته بقول قدمآء العامة عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال : علي أقضاكم ، وكذلك قال عمر بن الخطاب علي أقضانا ، وهو اسم جامع لان جميع مامدح به النبي صلى الله عليه وآله أصحابه من القراءة والفرائض والعلم داخل في القضاء .

قال : زدني ياموسى ، قلت : المجالس بالامانات وخاصة مجلسك ؟ فقال : لابأس عليك فقلت : إن النبي صلى الله عليه وآله لم يورث من لم يهاجر ، ولا أثبت له ولاية حتى يهاجر فقال : ماحجتك فيه ؟ قلت : قول الله تبارك وتعالى :  والذين آمنوا ولم يهاجروا مالكم من ولايتهم من شئ حتى يهاجروا ([1])  وإن عمي العباس  لم يهاجر ، فقال لي : أسألك ياموسى هل أفتيت بذلك أحدا من أعدائنا ؟ أم أخبرت أحدا من الفقهاء في هذه المسألة بشئ ؟ فقلت : اللهم لا ، وما سألني عنها إلا أمير المؤمنين .

ثم قال : لم جوزتم للعامة والخاصة أن ينسبوكم إلى رسول الله صلى الله عليه وآله و يقولون لكم : يابني رسول الله ، وأنتم بنو علي وإنما ينسب المرء إلى أبيه وفاطمة إنما هي وعاء ، والنبي صلى الله عليه وآله جدكم من قبل امكم ؟ فقلت : ياأمير المؤمنين لو أن النبي صلى الله عليه وآله نشر فخطب إليك كريمتك هل كنت تجيبه ؟ فقال : سبحان الله  ولم لااجيبه ؟ ! بل أفتخر على العرب والعجم وقريش بذلك ، فقلت : لكنه عليه السلام لايخطب إلي ولا ازوجه فقال : ولم ؟ فقلت : لانه ولدني ولم يلدك فقال : أحسنت ياموسى .ثم قال : كيف قلتم إنا ذرية النبي ، والنبي عليه السلام لم يعقب ؟ وإنما العقب للذكر لا للانثى ، وأنتم ولد الابنة ، ولا يكون لها عقب ؟ فقلت : أسألك بحق القرابة والقبر ومن فيه إلا ماأعفيتني عن هذه المسألة فقال : لا أو تخبرني بحجتكم فيه ياولد علي ، وأنت ياموسى يعسوبهم ، وإمام زمانهم ، كذا انهي إلي ، ولست أعفيك في كل ماأسألك عنه ، حتى تأتيني فيه بحجة من كتاب الله ، فأنتم تدعون معشر ولد علي أنه لايسقط عنكم منه شئ ألف ولا واو ، إلا وتأويله عندكم ، واحتججتم بقوله عزوجل ،  مافرطنا في الكتاب من شئ ([2]) وقد استغنيتم عن رأي العلماء وقياسهم فقلت : تأذن لي في الجواب ؟ قال : هات فقلت : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم  ومن ذريته داود وسليمان وأيوب ويوسف و موسى وهارون وكذلك نجزي المحسنين وزكريا ويحيى وعيسى من أبوعيسى ياأمير المؤمنين ؟ فقال : ليس لعيسى أب فقلت : إنما ألحقناه بذراري الانبياء عليهم السلام من طريق مريم عليها السلام ، وكذلك الحقنا بذراري النبي صلى الله عليه وآله من قبل امنا فاطمة عليها السلام .أزيدك ياأمير المؤمنين ؟

قال : هات ،

 قلت : قول الله عزوجل  فمن حاجك فيه من بعد ماجآءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبنآءكم ونساءنا و نسآءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين ([3])  ولم يدع أحد أنه أدخل النبي صلى الله عليه وآله تحت الكساء عند مباهلة النصارى إلا علي بن أبي طالب وفاطمة ، والحسن ، والحسين عليهم السلام فكان تأويل قوله عزوجل أبناءنا الحسن والحسين  ونساءنا فاطمة ، وأنفسنا علي بن أبي طالب ، إن العلماء قد أجمعوا على أن جبرئيل قال يوم احد : يامحمد إن هذه لهي المواساة من علي قال : لانه مني وأنا منه فقال جبرئيل : وأنا منكما يارسول الله ثم قال : لاسيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي ، فكان كما مدح الله عزوجل به خليله عليه السلام إذ يقول :  فتى يذكرهم يقال له إبراهيم ([4]) إنا معشر بني عمك نفتخر بقول جبرئيل إنه منا . فقال : أحسنت ياموسى ، ارفع إلينا حوائج فقلت له : أول حاجة أن تأذن لابن عمك أن يرجع إلى حرم جده عليه السلام وإلى عياله فقال : ننظر إن شاء الله .فروي أنه أنزله عند السندي بن شاهك فزعم أنه توفي عنده والله أعلم. ([5])

 



([1])سورة الانفال الاية : 72 .

([2])سورة الانعام الاية : 38 .

([3])سورة الانعام الاية : 84 .

([4])سورة آل عمران الاية : 61 .

([5])عيون أخبار الرضا عليه السلام ج 1 ص 81 . الاحتجاج ص 211