العتبة العلوية المقدسة - معاجزه في شان عالم الجمادات -
» » سيرة الإمام » معاجز الامام علي عليه السلام » معاجزه في شان عالم الجمادات

معاجزه في شان عالم الجمادات

لين الحديد له - عليه السلام –

 *- ثاقب المناقب: عن بعض موالي أمير المؤمنين  عليه السلام أنه دخل عليه، فرأى بين يديه حديدا وهو يأخذ بيده منه ويدققه  ويجعله حلقا يسرده  كأنه الشمعة في يده، قال: فسألته  عنه ؟ فقال: أصنع الدرع.  ([1])

  - ابن شهر اشوب: روى جماعة عن خالد بن الوليد أنه قال:  (ثم)  رأيت عليا يسرد حلقات درعه بيده ويصلحها، فقلت: هذا كان لداود عليه السلام -، فقال: يا خالد بنا ألان الله الحديد لداود فكيف لنا .  ([2])

المائل الذي في طريق الغري لما مروا بجنازته - عليه السلام

  - الشيخ في مجالسه: قال: أخبرنا أبو الحسن، قال: حدثنا ابراهيم بن محمد المذاري، قال: حدثني محمد بن جعفر، قال: حدثني محمد بن عيسى، قال: حدثني يونس بن عبد الرحمان، عن عبد الله بن مسكان، عن جعفر بن محمد  عليهما السلام  ، قال: سألته عن القائم (المائل)  في طريق الغري. فقال: نعم انهم  لما جازوا بسرير أمير المؤمنين علي  عليه السلام انحنى أسفا وحزنا على أمير المؤمنين  عليه السلام وكذلك سرير ابرهة لما دخل عليه عبد المطلب انحنى ومال.  ([3])

طاعة الباب له عليه السلام

 - الشيخ المفيد في الاختصاص: روي أن  أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه (أنه)  كان قاعدا في المسجد وعنده جماعة  من أصحابه  ، فقالوا له: حدثنا يا أمير المؤمنين. فقال لهم: ويحكم إن كلامي صعب مستصعب لا يعقله إلا العالمون. قالوا: لابد من أن تحدثنا. قال: قوموا بنا، فدخل الدار، فقال: أنا الذي علوت فقهرت، أنا الذي احيي واميت، أنا الاول والآخر، والظاهر والباطن، فغضبوا وقالوا: كفر ! فقاموا. فقال علي صلوات الله عليه  للباب  : يا باب، امسك عليهم، فاستمسك عليهم الباب، فقال: ألم أقل لكم: إن كلامي صعب مستصعب لا يعقله الا العالمون ؟ تعالوا افسر لكم. أما قولي: أنا الذي علوت فقهرت، فأنا الذي علوتكم بهذا السيف فقهرتكم حتى آمنتم بالله ورسوله. وأما قولى: أنا احيي واميت، فأنا احيي السنة، واميت البدعة. وأما قولي: أنا الاول: فأنا أول من آمن بالله وأسلم. وأما قولي: أنا الآخر، فأنا آخر من سجي على النبي صلى الله عليه وآله ثوبه ودفنه. وأما قولي: أنا الظاهر والباطن، فإن  عندي علم الظاهر والباطن، قالوا: فرجت عنا فرج الله عنك.  ([4])

إخراج النوق من الجبل للاحبار لقضاء دين رسول الله صلى الله عليه وآله والانبياء عليهم السلام

  كتاب سير الصحابة: أخبرني الشيخ الاجل شرف الدين قطب الشريعة إسماعيل بن قبرة، قال: حدثني والدي قبرة الخطيب الارفوي، قال: حدثني جدي، عن مكحول بن إبراهيم، عن يحيى بن عبد الله بن الحسن العبد الصالح، قال: كنت عند رسول الله صلى الله عليه وآله وقد قدم عليه رجل من الشام، فقال: يا رسول الله نحن أربعة آلاف وأربعة من العلماء  ممن قرأ التوارة والزبور والانجيل، وما منا إلا من يقر بأن يأتي آخر الزمان مبعوث، وإنا اجتمعنا واتفقنا على أن الانبياء أخبرت الاوصياء، والاوصياء أخبرت التابعين، والتابعين أخبرتنا، ونحن نخبر أتباعنا بأنه يأتي نبي آخر الزمان عليه دين، وبقضاء ذلك الدين تثبت عندنا نبوته، وذلك أنه يخرج الله على يده أو على من يليه في الامر بعده من جبال المدينة سبع نوق، سود الحدق، حمر الوبر، أحسن من ناقة صالح عليه السلام يتبع كل ناقة فصيلها، كل ناقة لسبط منا تحيى لحياة السبط، وتموت لمماته، وقد اختار العلماء من بينهم أنا وقد بعثوني إليك. فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله: أتعرف الجبل ؟ فقال: نعم. فقال: اذهب معي تنبئني عنه، وخرج رسول الله صلى الله عليه وآله هو وأصحابه ومعهم ذلك العالم إلى ظاهر المدينة، وأومى بيده إلى جبل من الجبال، وقال للرجل: هذا هو الجبل ؟ فقال: نعم، فصف رسول الله صلى الله عليه وآله قدميه وصلى ركعتين، وبسط كفيه للدعاء، ولم نسمع صوته، وإذا نحن نسمع أصوات النوق من الجبل. فقال الرجل: مهلا يا رسول الله (لا تخرج النوق ولكن أخرج ناقتي، فما قبضي قبضهم، ولا ايماني ايمانهم، بل أنا أشهد أن لا إله إلا الله، وأنك محمد رسول الله نبي آخر الزمان، يا رسول الله)  إني عائد إليهم ومخبرهم بما رأيت وبإسلامي، وآتي بهم بعد أن يروا ناقتي. فقال له النبي صلى الله عليه وآله افعل ما بدالك، فرجع إلى أصحابه وأخبرهم بما عاين، ففرحوا ورحلوا معه طالبين لرسول الله، وقد قبض، فقالوا: ومن ولي الامر من بعده ؟ فقالوا: أبو بكر، فأتوا إليه، فقالوا: أو كنت حاضرا على ما يقول صاحبنا ؟ فقال: نعم. قالوا: فاذهب معنا وسلم إلينا النوق إن كنت وصيه، فإنه لا يكون نبي إلا وله وصي، فأطرق رأسه وأطرق المسلمون، وضجوا بالبكاء والنحيب. فقال المسلمون: يا أبا بكر، إن لم تخرجن النوق ليذهبن والله الاسلام. فنهض أبو بكر وقال: يا معاشر العلماء، والله ما أنا وصيه، ولا وارث علمه، وإنما أنا رجل رضى بي الناس، فجلست هذا المجلس، وإنما أدلكم على وصيه وابن عمه وأخيه وصنوه علي. قالوا: فاذهب بنا إليه وإنه سيبلغ المقصود على يده، فأقبل أبو بكر وأصحابه تتبعه إلى باب أمير المؤمنين عليه السلام فقرعوا عليه الباب. فخرج علي عليه السلام فأخبروه بذلك، فلما رآهم قد أكثروا البكاء والنحيب والحزن والخوف وخشوا أن تعود الاحبار ولم يسلموا، فتقدم عليه السلام فتبعه الصحابة والاحبار، حتى أتى الجبل، ثم انه صف قدميه عليه السلام موضعا صفهما رسول الله صلى الله عليه وآله، وصلى مثل صلاة رسول الله صلى الله عليه وآله، ودعا بين شفتيه بشئ لهم نفهمه. قال صاحب الحديث: وحق من بعث محمدا بالحق بشيرا ونذيرا لقد سمعت أصوات النوق من الجبل مثل ما سمعناها في حياة رسول الله صلى الله عليه وآله. فقال علي عليه السلام للاحبار: تقبضون دين أخي نبي الله صلى الله عليه وآله ودين الانبياء من قبله ؟ قالوا: نعم، فأومى بيده الشريفة إلى نحو الجبل وقال: اخرجن بإذن الله تعالى، وإذن رسوله، وإذن وصي رسوله، فخرجت بإذن الله تعالى، وكل ناقة يتبعها فصيلها، فيقول أمير المؤمنين عليه السلام للاحبار: خذ ناقتك يا فلان، وأنت من السبط الفلاني، وهذه ناقتك كذلك حتى خرجت النوق عن آخرها، فأذعنت الاحبار تقول: لا إله إلا الله، محمد رسول الله، وإنك وصيه المذكور عندنا في التوراة والانجيل. ثم قالت الاحبار لابي بكر: ما حملك على التقدم على الوصي إلا ضغن  منك، خابت امة فيها هذا الوصي وهي غير طائعة له، ما آمنت امة بنبيها حيث عصت وصيه. ثم قالت العلماء بأجمعهم: يا معاشر الصحابة، لا صلاة بعد النبي صلى الله عليه وآله إلا خلف الوصي، وإنا على ذلك بأجمعنا إلى أن نلقى ربنا، وأقاموا عند أمير المؤمنين عليه السلام وإن أكثرهم استشهد في وقعة الجمل، والباقين قتلوا في حرب صفين، فهذا كان سبب امتناع العلماء عن الصلاة خلف أبي بكر وغيره، ولم يفارقوه على أمر أبدا، وهؤلاء الالف والاربعة نفر وصاحب الحديث معهم وهو يحيى بن عبد الله صحابي وأمرهم واضح أشهر من فلق الصبح، وصار عدة القوم الذين لم يصلوا خلف أبي بكر خمسة آلاف ومائة وخمسين رجلا.  ([5])

ذكر رغيب له عليه السلام من أصحاب عيسى ابن مريم عليه السلام الذي انفلق عنه الجبل في زمن عمر بن الخطاب

 صاحب كتاب سير الصحابة: قال: كان فتح نهاوند في زمان عمر بن الخطاب على يد سعد بن أبي وقاص إلى حلوان في ممره إلى نهاوند، وقد كان وقت العصر، فأمر مؤذنه بطلة فأذن. فلما قال المؤذن: الله أكبر، سمع من الجبل صوتا يقول: كبرت كبيرا. فلما قال: أشهد أن لا إله إلا الله، قيل من الجبل: نعم، كلمة مقولة يعرفها أهل الارض والسماء. فلما قال: أشهد أن محمد رسول الله، قال الهاتف: النبي الامي، حتى بلغ آخر الاذان. فقال المؤذن: يا هذا، قد سمعنا صوتك، فأرنا شخصك، فانفلق الجبل، وبرز منه هامة كالمرجل أو قال: كالمرجلة وهو الاصح بلمة بيضاء ومفرق أبيض، فقال له بطلة: من تكون يرحمك الله ؟ فقال: أنا رغيب بن ثوثمدة. قال بطلة: من أصحاب من أنت ؟ قال: أنا من أصحاب المسيح عيسى بن مريم عليه السلام. قال: فما سبب مكثك في هذا المكان ؟ فقال: وصلت معه في سياحته إلى هاهنا، وكنت قد أحسنت خدمتي له، وكنت حافظا للاشياء. فقال لي في هذا الموضع: أتطلب مني شيئا أسأل الله تعالى فيه لك ؟ قلت: نعم. قال: وما هو ؟ قلت: سمعت منك تقول عن جبرئيل، عن الله عزوجل إنه سيرفعك إلى السماء، ويبعث النبي الذي بشرت به امتك، فإذا كان آخر الزمان تنزيل من السماء ومعك ملائكة على خيل بلق، بأيديهم حراب وترقى على باب الحرم، ثم يجتمع إليك الناس من شرقها وغربها في صيحة واحدة عسكر المؤمنين. قال: صدقت، قال: ليس قلت: وما تنقل قدما إلا معك من ذرية نبي آخر الزمان رجل تسير معه، ويقتل الدعي الكذاب، وتملا الارض عدلا كما ملئت جوار وظلما. قلت له: فأسألك أن تسأل الله تعالى أن يجعلني حيا إلى حين نزولك، قال: فسأل الله تعالى، ثم أخذ بيدي وقال لي: اسكن هذا الجبل، فإن الله يخفيك عن أعين الخلق، حتى تصل إليك سرية من امة محمد صلى الله عليه وآله ينزلن عندك، وتسمع مناديها بالاذان وتجيبه، فقلت: يا نبي الله، وهل تعرف من هو المؤذن ؟ فقال: وكلهم أعرفهم، وإن أمرهم أعجب الامور يا رغيب. قلت: لبيك. فقال: اسمه بطلة، ثم أخبرني بجميع ما يجري لامته، ومن يقتل من أصحابه، وبغض امته لوصيه وأهل بيته. ثم قال رغيب: يا بطلة ما صنع محمد ؟ قلت: مات. قال: ومن ولي الامر بعده ؟ قلت: أبو بكر. قال: قل لابي بكر. قلت: مات أيضا. قال ومن ولي مكانه من بعده ؟ قال: قلت: عمر. قال: قل لعمر: فعلتم مع الوصي ما لم يفعله أحد من الامم السالفة من قبلكم، سترون ما يكون خالفتموه في الملك، وافتقرتم إليه في العلم، تبا لامة فعلت مع وصيها هذا. يا عمر، اعمله وسدد وقارب الكل ميسر لما خلق له. يا عمر، إذا ظهرت له خصال عدة فالعجل العجل اقتربت الساعة. فقال بطلة: وما هذه الخصال ؟ قال: إذا خالفت الامة وصي نبيها، وزخرفت المساجد، وزوقت المصاحف، وحكمت العبيد على مواليها، وصار الربا صحرا، وظهرت الفواحش، وأكلت الام من فرج بنتها، وجارت السلاطين، وغارت المياه، وقتلت أولاد الزنا أولاد الانبياء، وانقطعت الطريق. قال بطلة: فعددتها فإذا هي أحد عشر خصلة، أولها ظهرت يوم وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وهي آخر كلمة سمعتها منه، ثم دخل وانطبق الجبل. قال بطلة: الوحا الوحا، ثم كتب سعد إلى عمر بن الخطاب بذلك، فلما وصل الكتاب إلى عمر ارتقى المنبر وقرأ من الكتاب طرفا، وبكى بكاء شديدا، وبكى المسلمون لم سمعوا. ثم قال عمر: صدق والله بطلة، وصدق والله سعد، وصدق والله رغيب، وصدق والله عيسى عليه السلام، وقد أخبرني بهذا رسول الله صلى الله عليه وآله، فنهض إليه من الجماعة رجل وقال: يا عمر، الحق إلهك بتوبة، ورد الحق إلى أهله، فقد أخبرت أنه أخبرك نبيك، ثم كتب عمر إلى سعد وبطلة يناديهما في ذلك الوقت، ويسألهما عن خصال عدة عدها في الكتاب. قال بطلة: فبقينا ثمانية عشر ليلة ما سمعنا له صوتا، ولا رأينا له شخصا أبدا، ورحلنا طالبين نهاوند. قال صاحب الحديث، أخبرنا به الشيخ الامام ضياء الدين أبو النجيب عبد القادر الشهرزوري، عن مشايخه ونسخه بيده والمعيد بن عتبة أبو سفيان مقلد الدمشقي بين يديه على الكرسي، ومقابله على كرسي آخر الشيخ أبو محمد ونحن حضور نكتبه ونقابل به وصاحب الحديث ضياء الدين الشافعي من أولاد أبي بكر ذكره في مصنفه المعروف بدلائل النبوة، وحكى صاحب الحديث أن عمر لما قرأ الكتاب على الناس، ونزل بطلب منزله، تبعه عبد الله بن العباس، فقال له عمر: يا عبد الله، أتظن أن صاحبك لمظلوم ؟ فقال له عبد الله: نعم والله يا عمر، فاردد ظلامته كما رددت فدكا والعوالي، وكما رددت سبي بني حنيفة. قال: فنظر عمر إليه، وأخذ يده من يد عبد الله بن العباس، وأسرع عمر في مشيه، وتقاصر عبد الله في مشيه، وسأل بعض الناس عبد الله بن العباس عن امتناع صاحب المسيح عن الظهور. فقال: لا شك أن الله تعالى مانعه من الظهور حتى يظهر أمر المسائل التي كانت في كتاب عمر. ([6])

الخاتم وما نقش عليه

  - السيد الرضي في المناقب الفاخرة: قال: حدث الشيخ الواعظ أبو المجد بن رشادة، قال: حدثني شيخي الغزالي، قال: لما انتهى إلى النجاشي ملك الحبشة بخبر النبي  صلى الله عليه وآله  قال لاصحابه: إني لمختبر هذا الرجل بهدايا أنفدها إليه، فأعد تحفا فيها فصوص ياقوت وعقيق. فلما وصلت الهدايا إلى النبي  صلى الله عليه وآله  قسمه على أصحابه ولم يأخذ لنفسه سوى فص عقيق أحمر، فأعطاه لعلي  عليه السلام وقال له: امض النقاش واكتب عليه ما احب سطرا واحدا: لا إله إلا الله، فمضى أمير المؤمنين وأعطاه النقاش، وقال له: اكتب عليه ما يحب رسول الله  صلى الله عليه وآله  لاإله إلا الله، وما احب أنا محمد رسول الله سطرين. فلما جاء بالفص إلى النبي  صلى الله عليه وآله  وجده وإذا عليه ثلاثة أسطر، فقال لعلي  عليه السلام : امرتك ان تكتب عليه سطرا واحدا كتبت عليه ثلاثة أسطر، فقال: وحقك يارسول الله ما أمرت ان يكتب عليه إلا ما أحببت وما احب أنا محمد رسول الله سطرين، فهبط جبرئيل  عليه السلام وقال: يا محمد رب العزة يقرئك السلام، ويقول لك: أنت أمرت بما أحببت، وعلي أمر بما أحب، وأنا كتبت ما احب علي ولي الله.  ([7])

ابن شهراشوب: قال: أبو الحسن شاذان القمي بالاسناد عن ابي بكر الهذلي ، عن عكرمة ، عن ابن عباس، قال: اعطى رسول الله  صلى الله عليه وآله  خاتمه عليا، فقال: يا علي اعط هذا الخاتم النقاش لينقش عليه: محمد بن عبد الله، فاخذه أمير المؤمنين فأعطاه النقاش وقال: انقش عليه محمد بن عبد الله، فنقش النقاش محمد رسول الله، فقال: ما أمرتك بهذا. قال: صدقت ولكن يدي أخطأت، فجاء به إلى رسول الله  صلى الله عليه وآله  ، فقال: يارسول الله ما نقش النقاش ما أمرت به ذكر أن يده أخطات، فأخذ النبي  صلى الله عليه وآله  ونظر إليه، فقال: يا علي أنا محمد بن عبد الله، وأنا محمد رسول الله، وتختم به. فلما أصبح نظر إلى خاتمه فإذا تحته منقوش علي ولي الله، فتعجب من ذلك، فجاءه جبرئيل  عليه السلام فقال: يا محمد كتبت ما أردت، وكتبنا ما أردنا.  ([8])

إخراج النار من الشجر الاخضر

  - السيد المرتضى في عيون المعجزات: عن أبي ذر جندب ابن جنادة الغفاري - رفع الله درجته -  أنه   قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله في بعض غزواته (في زمان الشتاء) ، فلما أمسينا هبت ريح باردة، وعلتنا غمامة هطلت  غيثا (متفجرا) . فلما انتصف الليل جاء عمربن الخطاب ووقف بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله وقال: إن الناس  قد أخذهم البرد، وقد ابتلت المقادح والزنا فلم توقد، وقد أشرفوا على الهلكة لشدة البرد، فالتفت صلى الله عليه وآله إلى علي عليه السلام وقال له: قم يا علي واجعل لهم نارا، فقام صلى الله عليه وآله وعمد إلى شجر أخضر، فقطع غصنا من أغصانه وجعل لهم منه نارا، وأوقد منها في كل مكان واصطلوا بها، وشكروا الله تعالى، وأثنوا على رسول الله صلى الله عليه وآله وعلى أمير المؤمنين عليه السلام . ([9])

 إخراج جنات وأنهار وقصور من جانب، والسعير من جانب، وانقلاب حصى المسجد درا وياقوتا ثم رد الدرة حصاة

الراوندي: روي عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال أصحاب علي : يا أمير المؤمنين لو أريتنا ما نطمئن إليه مما أنهى إليك رسول الله صلى الله عليه وآله (قال) : لو رأيتم عجيبة من عجائبي لكفرتم ولقلتم  ساحر كذاب وكاهن، وهو من أحسن قولكم. قالوا: ما منا أحد إلا وهو يعلم انك ورثت رسول الله صلى الله عليه وآله وصار إليك  علمه. قال: علم العالم شديد، ولا يحتمله إلا مؤمن امتحن الله قلبه للايمان، وأيده بروح منه، ثم قال: أما إذا  أبيتم إلا أن أريكم بعض عجبائي، وما آتاني الله من العلم (فاتبعوا أثري إذا صليت العشاء الآخرة. فلما صلاها أخذ طريقه إلى ظهر الكوفة)  واتبعه سبعون رجلا كانوا  في أنفسهم خيار الناس من شيعته. فقال لهم علي عليه السلام: إني لست أريكم شيئا حتى آخذ عليكم عهد الله وميثاقه ألا تكفروني  ولا ترموني بمعضلة، فوالله ما اريكم إلا ما علمني رسول الله. فأخذ عليهم العهد والميثاق  أشد  ما أخذ الله على رسله  من عهد وميثاق  ، ثم قال: حولوا وجوهكم عني حتى أدعوا بما أريد، فسمعوه   جميعا   يدعو بدعوات لم يسمعوا بمثلها ، ثم قال: حولوا وجوهكم ، فحولوها، فإذا جنات وأنهار وقصور من جانب، والسعير تتلظى من جانب، حتى أنهم لم يشكوا في معاينة  الجنة والنار. فقال أحسنهم قولا: إن هذا لسحر  عظيم ! ورجعوا كفار إلا رجلين، فلما رجع مع الرجلين قال لهما: قد سمعتما  مقالتهم، وأخذي العهود والمواثيق عليهم ورجوعهم يكفرونني ، أما والله إنها لحجتي عليهم غدا عند الله تعالى، فإن (الله ليعلم أني لست بساحر ولا كاهن، ولا يعرف هذا لي، ولا لابائي،)  ولكنه علم الله، وعلم رسوله، أنهاه (الله) إلى رسوله، وأنهاه رسول الله إلي ، وأنهيته إليكم، فإذا رددتم علي، رددتم على الله، حتى إذا أتى  مسجد الكوفة دعا بدعوات  يسمعان  ، فإذا حصى المسجد در وياقوت. فقال لهما: ما الذي تريان ؟ فقالا:  هذا   دروياقوت. فقال:  صدقتما،   لو أقسمت على ربي فيما هو أعظم من هذا لابر قسمي، فرجع أحدهما كافرا، وأما الآخر فثبت. فقال (له)  عليه السلام: إن أخذت شيئا ندمت، وإن تركت ندمت، فلم يدعه حرصه حتى (إذا)  أخذ درة  فصرها  في كمه، حتى إذا أصبح نظر إليها فإذا هي درة   بيضاء لم ينظر الناس إلى مثلها  قط  . فقال: يا أمير المؤمنين إني أخذت من ذلك الدر واحدة ، وهي معي  . قال: وما دعاك إلى ذلك ؟ قال: أحببت أن أعلم أحق هو أم باطل ؟ فقال (له) :  إنك   إن رددتها إلى الموضع الذي أخذتها منه عوضك الله  منها   الجنة، وإن أنت لم تردها عوضك الله (بها) . النار، فقام الرجل فرد  ها إلى   موضعها الذي أخذها منه، فحولها الله حصاة كما كانت، فبعضهم قال:  كان   هذا ميثم التمار، وقال بعضهم: (إنه)  كان عمرو بن الحمق الخزاعي. . ([10])

الكنز الذي أخرجه - عليه السلام – لعمار

 ومن فضائله التي خصه الله تعالى بها دون غيره ما رواه من أثق به إليه عن () عمار بن ياسر رضى الله تعالى عنه أنه قال: أتيت علي بن أبي طالب عليه السلام فقلت له: يا أمير المؤمنين لي ثلاثة أيام كاملة  أصوم وأطوي وما أقتات بيومي هذا وهو الرابع، فقال لي عليه السلام اتبعني يا عمار، فطلع مولاي إلى الصحراء (وأنا خلفه، إذ وقف بموضع واحتفر، فظهر حب  مملوء دراهم، فأخذ  من تلك الدراهم درهمين، فناولني منهما درهما وأخذ هو الآخر ، فقال له عمار بن ياسر: يا أمير المؤمنين  لو أخذت ما تستغني به وتتصدق منه لما كان بذلك بأس. فقال: يا عمار هذا بقدر كفايتنا هذا اليوم، ثم غطاه وردمه وانصرفا  عنه، ثم انفصل عنه عمار وغاب مليا، ثم عاد إلى أمير المؤمنين عليه السلام فقال: يا عمار كأني بك وقد مضيت إلى الكنز تطلبه ؟ ! فقال: يا أمير المؤمنين والله إني قصدت الموضع لآخذ من الكنز شيئا فما وجدت له أثرا. فقال: يا عمار لما علم الله تعالى أن لا رغبة لنا في الدنيا أظهرها لنا، ولما علم الله عزو جل أن لكم إليها  رغبة أبعدها عنكم . ([11])

إخراجه الدنانير من الارض.

 محمد بن الحسن الصفار: قال: حدثنى علي بن إبراهيم الجعفري، قال: حدثني أبو علي العباسي ، عن محمد بن سليمان الحذاء البصري،  عن رجل، عن الحسن بن أبي الحسن البصري  ، قال: لما فتح  أمير المؤمنين عليه السلام البصرة، قال: من يدلنا على دار ربيع بن حكيم  ؟ قال له الحسن بن أبي الحسن البصري: أنا يا أبا الحسن أمير المؤمنين. قال: وكنت يومئذ غلاما قد أيفع  قال: فدخل منزله، والحديث طويل   ثم خرج وتبعه  الناس. فلما أن صار  إلى الجبانة (نزل)  واكتنفه الناس فخط بسوطه خطة، فأخرج دينارا ، ثم خط خطة اخرى فأخرج دينارا  حتى أخرج ثلاثين دينارا ، فقلبها في يده حتى أبصرها الناس، ثم ردها وغرسها بإبهامه، وقال: ليأتك  بعدي مسئ  أو محسن، ثم ركب بغلة رسول الله صلى الله عليه وآله وانصرف إلي منزله، وأخذنا العلامة في  الموضع فحفرنا حتى بلغنا الرسخ فلم نصب شيئا. فقيل للحسن: يا أبا سعيد ما ترى ذلك من أمير المؤمنين ؟ فقال: أما أنا فلا أدري  أن كنوز الارض تسير إلا لمثله . ورواه المفيد في الاختصاص: عن محمد بن سليمان الحذاء البصري، عن رجل، عن الحسن بن أبي الحسن البصري، وذكر الحديث ببعض التغيير في الالفاظ بما لا يغير المعنى المذكور هنا. . ([12])

انقلاب الحصى جواهر.

 محمد بن الحسن الصفار: عن عمربن علي بن عمربن يزيد ، عن علي بن الثمالي، عن بعض من حدثه، عن أمير المؤمنين صلوات الله عليه أنه كان مع أصحابه في مسجد الكوفة، فقال له رجل: بأبي  أنت   وامي إني لا تعجب من  هذه الدنيا التي (هي)  في أيدي هؤلاء القوم وليست عندكم، فقال: يا فلان أترى إنا نريد الدنيا فلا نعطاها ؟ ثم قبض قبضة من الحصا  فإذا هي جواهر . فقال: ماهذا ؟ فقلت:   هذا   من أجود الجواهر. فقال: لو أردناه لكان ولكن لا نريده، ثم بالحصى فعادت كما كانت . قلت: قد تقدم هذا الحديث وما شاكله فيما تقدم. . ([13])

طبعه عليه السلام في حصاة حبابة الوالبية.

 محمد بن يعقوب: عن علي بن محمد، عن أبي علي محمد ابن إسماعيل بن موسى بن جعفر، عن أحمد بن القاسم العجلي ، عن أحمد بن يحيى المعروف  بكرد  ، عن محمد بن خداهي، عن عبد الله بن أيوب، عن عبد الله بن هاشم ، عن عبد الكريم بن عمرو الخثعمي ، عن حبابة الوالبية ، قالت: رأيت أمير المؤمنين عليه السلام في شرطة الخميس ومعه درة لها سبابتان يضرب بها بياعي الجري والمار ماهي والزمار  والطافي   ويقول لهم: يا بياعي مسوخ بني أسرائيل، وجند بني مروان، فقام إليه فرات بن أحنف، فقال: يا أمير المؤمنين وما جند بني مروان ؟ قالت: فقال له: أقوام حلقوا اللحى، وفتلوا الشوارب، فمسخوا فلم أر ناطقا أحسن نطقا منه، ثم اتبعته لم أزل أقفوا أثره حتى قعد في رحبة المسجد، فقلت له: يا أمير المؤمنين ما دلالة الامامة يرحمك الله ؟ قالت: فقال: ائتيني بتلك الحصاة و أشار بيده إلى حصاة فأتيته  بها   فطبع لي فيها بخاتمة، ثم قال لي: يا حبابة إذا  ادعى مدع الامامة، فقدر أن يطبع كما رأيت فاعلمي أنه إمام مفترض الطاعة، والامام لا يعزب عنه شئ يريده . قالت: ثم انصرفت حتى قبض أمير المؤمنين عليه السلام فجئت إلى الحسن عليه السلام وهو في مجلس أمير المؤمنين عليه السلام والناس يسألونه، فقال: يا حبابة الوالبية. فقلت: نعم يا مولاي. فقال: هاتي ما معك. قالت: فأعطيته  الحصاة  ، فطبع فيها كما طبع أمير المؤمنين عليه السلام. قالت: ثم أتيت الحسين عليه السلام وهو في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله فقرب ورحب، ثم قال لي: إن في الدلالة دليلا على ما تريدين أفتريدين دلالة الامامة ؟ فقلت: نعم يا سيدي. فقال: هات ما معك. فناولته الحصاة فطبع لي فيها. قالت: ثم أتيت علي بن الحسين عليهما السلام وقد بلغ بي الكبر إلى أن أرعشت  وأنا اعد يومئذ مائة وثلاث عشرة سنة فرأيته راكعا وساجدا و مشغولا بالعبادة فيئست من الدلالة فأومأ إلي بالسبابة فعاد إلي شبابي. قالت: فقلت: يا سيدي كما مضى من الدنيا ؟ وكم بقي (منها)  ؟ فقال: أما ما مضى فنعم، وأما ما بقي فلا، قالت: ثم قال لي: هاتي ما معك. فأعطيته الحصاة، فطبع  لي   فيها. ثم أتيت أبا جعفر عليه السلام فطبع لي فيها.  ثم أتيت أبا عبد الله عليه السلام فطبع لي فيها. ثم أتيت أبا الحسن موسى عليه السلام فطبع لي فيها. ثم أتيت الرضا عليه السلام فطبع  لي فيها  . وعاشت حبابة بعد ذلك تسعة أشهر على ما ذكر عبد الله  بن هشام . ([14])

طبعه في حصاة ام أسلم بعد أن عجنها

  محمد بن يعقوب: عن علي بن محمد، عن بعض أصحابنا ذكر اسمه، قال: حدثنا محمد بن إبراهيم، قال: أخبرنا موسى بن محمد بن إسماعيل ابن عبيدالله  بن العباس بن علي بن أبي طالب، قال: حدثني جعفر بن زيد ابن موسى، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام قالوا: جاءت أم أسلم  يوما   إلى النبي صلى الله عليه وآله وهو في منزل أم سلمة، فسألتها عن رسول الله صلى الله عليه وآله، فقالت: خرج في بعض الحوائج والساعة يجئ. فانتظرته عندام سلمة حتى جاء صلى الله عليه وآله. فقالت ام أسلم: بأبي أنت وامي يارسول الله إني قد قرأت الكتب وعلمت كل نبي ووصي، فموسى كان له وصي في حياته ووصي بعد موته، وكذلك عيسى، فمن وصيك يارسول الله ؟ ! فقال لها: يا ام أسلم وصيي في حياتي وبعد مماتي واحد، ثم قال لها يا ام أسلم من فعل فعلي  هذا   فهو وصيي، ثم ضرب بيده إلى حصاة من الارض، ففركها  بإصبعه، فجعلها شبه الدقيق، ثم عجنها، ثم طبعها بخاتمة، ثم قال: من فعل فعلي هذا فهو وصيي في حياتي وبعد مماتي. فخرجت من عنده، فأتيت أمير المؤمنين عليه السلام فقلت: بأبي أنت امي أنت وصي رسول الله صلى الله عليه وآله ؟ قال: نعم يا ام أسلم، ثم ضرب بيده إلى حصاة، ففركها، فجعلها كهيئة الدقيق، ثم عجنها، وختمها بخاتمه، ثم قال: يا ام أسلم من فعل فعلي هذا فهو وصيي. فأتيت الحسن عليه السلام وهو غلام فقلت له: يا سيدي أنت وصي أبيك ؟ فقال: نعم يا ام أسلم، ثم ضرب  بيده وأخذ حصاة، ففعل بها كفعلهم. فخرجت من عنده، فأتيت الحسين عليه السلام وإني أستصغره  لسنه، فقلت له: بأبي أنت وأمي أنت وصي أخيك ؟ فقال: نعم يا ام أسلم، ائتيني بحصاة، ثم فعل كفعلهم. فعمرت ام أسلم حتى لحقت بعلي بن الحسين  عليهما السلام   بعد قتل الحسين  عليه السلام في منصرفه، فسألته أنت وصي أبيك ؟ فقال: نعم ثم فعل كفعلهم - صلوات الله عليهم أجمعين - (فخرجت من عنده) .  ([15])

إلانة الحديد له  عليه السلام كما في طوق خالد

  - ابن شهر اشوب وغيره - واللفظ لابن شهر اشوب -: عن أبي سعيد الخدري وجابر الانصاري و عبد الله بن عباس - في خبر طويل - أنه قال خالد بن الوليد: أتى  الاصلع يعني عليا  عليه السلام عند منصرفي من قتال أهل الردة في عسكري وهو في أرض له، وقد ازدحم الكلام في حلقه كهمهمة الاسد وقعقعة الرعد، فقال لي : ويلك أو كنت  فاعلا ؟ فقلت: أجل.، فاحمرت عيناه، وقال: يابن اللخناء  أمثلك يقدم على مثلي، أو يجسر أن يدير إسمي في لهواته ؟ - في كلام له -. ثم قال: فنكسني والله عن فرسي ولا يمكنني الامتناع منه، فجعل يسوقني إلى رحى للحارث بن كلدة، ثم عمد إلى قطب الرحا - الحديد الغليظ الذي عليه مدار الرحا - فمده  في عنقي بكلتي يديه ولواه في عنقي (كما)  يتفتل الاديم، وأصحابي كأنهم نظروا إلى ملك الموت، فأقسمت له  بحق الله ورسوله، فاستحيا وخلى سبيلي.  قالوا:   فدعا أبو بكر جماعة  من   الحدادين، فقالوا: إن فتح هذا القطب لا يمكننا إلا أن نحميه بالنار، فبقي في ذلك أياما والناس يضحكون منه. (قال:)  فقيل: إن عليا  عليه السلام جاء من سفره، فأتى به أبو بكر إلى علي  عليه السلام يتشفعه  في فكه. فقال علي  عليه السلام : إنه لما رأى تكاثف جنوده وكثرة جموعه أراد أن يضع مني في موضعي فوضعت منه عندما  خطر بباله وهمت به نفسه. ثم قال: وأما الحديد الذي في عنقه فلعله لا يمكنني في هذا الوقت فكه، فنهضوا بأجمعهم، فأقسموا عليه، فقبض على رأس الحديد من القطب، فجعل يفتل منه بيمينه  شبرا شبرا فيرمي به . قلت: هذا الخبر من مشاهير الاخبار، ذكره السيد الرضى - قدس سره - في المناقب الفاخرة، وغيره من المصنفين، وهو طويل.

قطع الاميال وحملها إلى الطريق سبعة عشر ميلا، وكتب عليها: ميل علي - عليه السلام –

  - ابن شهر اشوب: قال:  ومنه   ما ظهر بعد (موت)  النبي  صلى الله عليه وآله  (من)  قطع الاميال وحملها إلى الطريق سبعة عشر ميلا تحتاج إلى أقوياء حتى تحرك ميلا  منها   قلعها وحده، ونقلها ونصبها وكتب عليها: هذا ميل علي، ويقال : إنه كان يتأبط باثنين، ويدير واحدا برجله.  ([16])

ضرب يده في الاسطوانة حتى دخل إبهامه في الحجر

  - ابن شهر اشوب: قال: من خوارق العادة ماكان من  ضرب يده في الاسطوانة حتى دخل إبهامه في الحجر، وهو باق في الكوفة، وكذلك مشهد الكف في تكريت  والموصل ، (وفي)  قطيعة الدقيق وغير ذلك. ومنه أثر سيفه في صخرة جبل ثور عند غار النبي  صلى الله عليه وآله  ، وأثر رمحه في جبل من جبال بادية، وفي صخرة عند قلعة جعبر .  ([17])

وجعه ليلة مبيته  عليه السلام على الفراش، وذهاب الورم من أذى المشركين وانقطاع الحديد من رجله لما أو ثقوه، وغير ذلك

 - السيد الرضي في الخصائص: بإسناد مرفوع قال: قال ابن الكواء لامير المؤمنين: أين كنت حيث ذكر الله نبيه وأبا بكر  فقال:    (ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا)   ؟ فقال أمير المؤمنين  عليه السلام : ويلك يا بن الكواء كنت على فراش رسول الله  صلى الله عليه وآله  وقد طرح علي ريطته ، فأقبلت قريش مع كل رجل  منهم   هراوة فيها شوكها، فلم يبصروا رسول الله  صلى الله عليه وآله  حيث خرج، فأقبلوا علي يضربونني بما في أيديهم حتى تنفط  جسدي وصار مثل البيض، ثم انطلقوا بي يريدون قتلي، فقال بعضهم: لا تقتلوه الليلة ولكن أخروه واطلبوا محمدا. قال: فأوثقوني بالحديد، وجعلوني في بيت، واستوثقوا مني ومن الباب بقفل، فبينا أنا كذلك إذ سمعت صوتا من جانب البيت يقول: يا علي، فسكن الوجع الذي كنت أجده، وذهب الورم الذي كان في جسدي، ثم سمعت صوتا آخر يقول: يا علي، فإذا الحديد الذي في رجلي قد تقطع، ثم سمعت صوتا آخر يقول: يا علي، فإذا الباب قد تساقط ما عليه وفتح، فقمت وخرجت وقد كانوا جاؤا بعجوز كمهاء لا تبصر ولا تنام تحرس الباب، فخرجت عليها فإذا هي لا تعقل من النوم  ([18])

ما رآه أبوالبختري بن هشام ليلة مبيت أمير المؤمنين  عليه السلام على فراش رسول الله  صلى الله عليه وآله  حين قصد عليا  عليه السلام ليقتله من انقلاب الجبال وانشقاق الارض وغير ذلك.

 - الامام أبو محمد العسكري  عليه السلام : إن الله تعالى  قد   أوحى إليه: يا محمد إن العلي الاعلى يقرأ عليك السلام، ويقول لك: إن أبا جهل والملا من قريش قد دبروا يريدون قتلك، وآمرك أن تبيت عليا في موضعك، وقال لك: إن منزلته منزلة إسماعيل الذبيح من إبراهيم الخليل، يجعل نفسه لنفسك فداء، وروحه لروحك وقاءا ، وآمرك أن تستصحب أبا بكر، فإنه إن آنسك وساعدك وازرك وثبت على ما يعاهدك  ويعاقدك كان في الجنة من رفقائك، وفي غرفاقها من خلصائك. فقال رسول الله  صلى الله عليه وآله  لعلي: أرضيت أن اطلب فلا اوجد وتوجد، فلعله أن يبادر إليك الجهال فيقتلوك ؟ قال: بلى يا رسول الله رضيت أن تكون روحي لروحك وقاءا، ونفسي لنفسك فداء، بل  قد   رضيت أن تكون روحي ونفسي فداء لاخ لك أو قريب أو لبعض الحيوانات تمتهنها، وهل احب الحياة إلا لخدمتك، والتصرف بين أمرك ونهيك، ولمحبة أوليائك، ونصرة أصفيائك، ومجاهدة أعدائك ؟ لولا ذلك لما أحببت أن أعيش في هذه الدنيا ساعة واحدة. فأقبل رسول الله  صلى الله عليه وآله  على علي  عليه السلام وقال له: يا أبا حسن  قد قرأ علي كلامك هذا الموكلون باللوح المحفوظ، وقرأوا علي ما أعد الله  به   لك من ثوابه في دار القرار ما لم يسمع بمثله السامعون، ولا رأى مثله الراؤون، ولا خطر مثله ببال المتفكرين ثم قال رسول الله  صلى الله عليه وآله  لابي بكر: أرضيت أن تكون معي يا أبا بكر تطلب كما اطلب، وتعرف بأنك أنت الذي تحملني على ما أدعيه، فتحمل عني أنواع العذاب ؟ قال أبو بكر: يا رسول الله أما أنا لو عشت عمر الدنيا اعذب في جميعها أشد عذاب لا ينزل علي موت مريح، ولا فرج متيح، وكان ذلك في محبتك لكان ذلك أحب إلي من أن أتنعم فيها وأنا مالك لجميع مماليك ملوكها في مخالفتك، ما أهلي  ومالي وولدي إلا فداؤك. فقال رسول الله  صلى الله عليه وآله  : لا جرم إن اطلع الله على قلبك ووجد ما فيه موافقا لما جرى على لسانك، جعلك مني بمنزلة السمع والبصر، والرأس من الجسد، وبمنزلة الروح من البدن، كعلي الذي هو مني كذلك، وعلي فوق ذلك لزيادة فضائله وشريف  خصاله. يا أبا بكر إن من عاهد  الله ثم لم ينكث، ولم يغير، ولم يبدل، ولم يحسد من قد أبانه الله بالتفضيل فهو معنا في الرفيق الاعلى، وإذا أنت مضيت على طريقة يحبها منك ربك، ولم تتبعها بما يسخطه، ووافيته بها إذا بعثك بين يديه، كنت لولاية الله مستحقا، ولمرافقتنا في تلك الجنان مستوجبا . انظر أبا بكر. فنظر في آفاق السماء، فرأى أملاكا من نار على أفراس من نار، بأيديهم رماح من نار، كل ينادي: يا محمد مرنا بأمرك في  أعدائك و   مخالفيك نطحطحهم. ثم قال: تسمع إلى  الارض. فتسمع فإذا هي تنادي: يا محمد مرني بأمرك في أعدائك أمتثل أمرك. ثم قال: تسمع إلى  الجبال. فتسمعها تنادي: يا محمد مرنا بأمرك في أعدائك نهلكهم. ثم قال: تسمع على البحار  فاحضرت البحار بحضرته، وصاحت أمواجها تنادي : يا محمد مرنا بأمرك في أعدائك نمتثله. ثم سمع السماء والارض والجبال والبحار كل يقول:  يا محمد   ما أمرك ربك بدخول الغار لعجزك عن الكفار، ولكن امتحانا وابتلاء ليتخلص الخبيث من الطيب من عباده وإيمائه بأناتك وصبرك وحلمك عنهم، يا محمد من وفى بعهدك فهو من رفقائك في الجنان، ومن نكث فإنما ينكث على نفسه، وهو من قرناء إبليس اللعين في طبقات النيران. ثم قال رسول الله  صلى الله عليه وآله  لعلي: يا علي أنت مني بمنزلة السمع والبصر، والرأس من الجسد، والروح من البدن، حيث أنك  إلي كالماء البارد إلى ذي الغلة الصادي ، ثم قال  له  : يا أبا الحسن تغش ببردتي، فإذا أتاك الكافرون يخاطبونك، فإن الله يقرن بك توفيقه، وبه تجيبهم . فلما جاء أبو جهل والقوم شاهرون سيوفهم، قال لهم أبو جهل: لا تقعوا به وهو نائم لا يشعر، ولكن ارموه بالاحجار لينتبه بها، ثم اقتلوه. فرموه بأحجار ثقال صائبة، فكشف عن رأسه، وقال: ماذا شأنكم ؟ فعرفوه فإذا هو علي  عليه السلام فقال  لهم   أبو جهل: أما ترون محمدا كيف أبات هذا ونجا بنفسه. لتشغلوا به فينجو محمد، لا تشتغلوا بعلي المخدوع لينجو بهلاكه محمد، وإلا فما منعه أن يبيت في موضعه إن  كان ربه يمنع عنه كما يزعم ؟ فقال علي  عليه السلام : ألي  تقول هذا يا أبا جهل ؟ بل الله قد أعطاني من العقل ما لم قسم على جميع حمقاء الدنيا ومجانينها لصاروا به عقلاء، ومن القوة ما لو قسم على جميع ضعفاء الدنيا لصاروا به أقوياء، ومن الشجاعة ما لو قسم على جميع جبناء الدنيا لصاروا  به   شجعانا، ومن الحلم ما لو قسم على جميع سفهاء الدنيا لصاروا به حلماء. ولولا أن رسول الله  صلى الله عليه وآله  أمرني أن لا احدث حدثا حتى ألقاه لكان لي ولكم شأن ولا قتلنكم قتلا. ويلك يا أبا جهل - عليك اللعنة - إن محمدا قد استأذنه في طريقه السماء والارض والبحار والجبال في إهلاككم فأبى إلا أن يرفق بكم، ويداريكم ليؤمن من في علم الله أنه يؤمن منكم، ويخرج مؤمنون من أصلاب وأرحام كافرين وكافرات أحب الله تعالى أن لا يقطعهم عن كرامته باصطلامهم . ولولا ذلك لا هلككم ربكم، إن الله هو الغني وأنتم الفقراء، لا يدعوكم إلى طاعته وأنتم مضطرون، بل مكنكم مما كلفكم، فقطع  معاذيركم. فغضب أبوالبختري بن هشام (أخو أبي جهل)  فقصده بسيفه، فرأى الجبال قد أقبلت لتقع عليه، والارض قد انشقت لتخسف به، ورأى أمواج البحار نحوه مقبلة لتغرقه في البحر، ورأى السماء (قد)  انحطت لتقع عليه، فسقط سيفه وخر مغشيا عليه واحتمل، ويقول أبو جهل: دير به الصفراء وهاجت به، يريد أن يلبس على من معه أمره فلما التقى رسول الله  صلى الله عليه وآله  مع علي قال: يا علي إن الله تعالى رفع صوتك في مخاطبتك أبا جهل إلى العلو، وبلغه إلى الجنان، فقال من فيها من الخزان والحور الحسان: من هذا المتعصب لمحمد إذ قد كذبوه وهجروه ؟ قيل لهم: هذا النائب عنه، والبائت على فراشه، يجعل نفسه لنفسه وقاء، وروحه لروحه فداء فقال الخزان والحور الحسان: يا ربنا فاجعلنا خزانه. وقالت الحور (الحسان) : فاجعلنا نساءه. فقال الله تعالى لهم: أنتم له، ولمن اختاره  هو   من أوليائه ومحبيه  يقسمكم عليهم - بأمر الله - على من هو أعلم به من الصلاح، أرضيتم ؟ قالوا: بلى ربنا وسيدنا . ([19])

انقلاب الجبال فضة ثم مسكا وعنبرا وعبيرا وجوهرا ويواقيت، والاشجار رجالا، والصخور اسودا ونمورا وأفاعي بدعائه - عليه السلام –

  - تفسير الامام أبي محمد العسكري  عليه السلام : قال: قال الامام موسى بن جعفر  عليهما السلام  : إن رسول الله  صلى الله عليه وآله  لما اعتذر هؤلاء  المنافقين   إليه - (إشارة إلى الجبابرة الذين اتصل مواطاتهم وقيلهم في علي وسوء تدبيرهم -)  بما اعتذروا به - تكرم عليهم بان قبل ظواهرهم ووكل بواطنهم إلى ربهم، لكن جبرئيل أتاه، فقال: يا محمد  إن   العلي الاعلى يقرأ عليك السلام ويقول  لك  : اخرج بهؤلاء المردة الذين اتصل بك عنهم في علي  عليه السلام  على   نكثهم لبيعته، وتوطينهم نفوسهم على مخالفتهم عليا (أنه)  ليظهر من عجائب ما أكرمه الله به من طواعية الارض  والجبال   والسماء له وسائر من خلق الله - لما أوقفه موقفك، وأقامه مقامك - ليعلموا أن ولي الله عليا، غني عنهم، وانه لا يكف عنهم انتقامه منهم إلا بأمر الله الذي له فيه وفيهم التدبير الذي هو بالغه، والحكمة التي هو عامل بها وممض لما يوجبها، فأمر رسول الله  صلى الله عليه وآله  الجماعة -  من   الذين اتصل به عنهم ما اتصل في أمر علي والمواطاة على مخالفته - بالخروج. فقال لعلي  عليه السلام لما استقر عند سفح بعض جبال المدينة: يا علي إن الله تعالى أمر هؤلاء بنصرتك ومساعدتك، والمواظبة على خدمتك، والجد في طاعتك، فإن أطاعوك فهو خير لهم، يصيرون في جنان الله ملوكا خالدين ناعمين، وإن خالفوك فهو شر لهم، يصيرون في جهنم خالدين معذبين. ثم قال رسول الله  صلى الله عليه وآله  لتلك الجماعة: اعملوا  أنكم   إن أطعتم عليا سعدتم، وإن خالفتموه  شقيتم، وأغناء الله عنكم بمن سير يكموه، وبما سيريكموه.  ثم   قال رسول الله  صلى الله عليه وآله  : يا علي سل ربك بجاه محمد وآله الطيبين، الذين أنت بعد محمد سيدهم، أن يقلب لك هذه الجبال ما شئت. فسأل ربه تعالى ذلك، فانقلبت فضة. ثم نادته الجبال: يا علي، يا وصي رسول رب العالمين إن الله قد أعدنا لك أن أردت إنفاقنا في أمرك، فمتى دعوتنا أجبناك لتمضي فينا حكمك، وتنفذ فينا قضاءك، ثم انقلبت ذهبا  أحمر   كلها، وقالت مقالة الفضة، ثم انقلبت مسكا وعنبرا وعبيرا وجواهر ويواقيت، وكل شئ منها ينقلب إليه فنادته : يا أبا الحسن، يا أخا رسول الله  صلى الله عليه وآله  نحن مسخرات لك، ادعنا متى شئت لتنفقنا فيما شئت نجبك، ونتحول لك إلى ما شئت.  ثم قال رسول الله  صلى الله عليه وآله  : أرأيتم قد أغنى الله عليا - بما ترون - عن أموالكم ؟  . ثم قال رسول الله  صلى الله عليه وآله  : يا علي سل الله بمحمد وآله الطيبين الطاهرين الذين أنت سيدهم بعد محمد رسول الله  صلى الله عليه وآله  أن يقلب إليك أشجارها رجالا شاكي الاسلحة ، وصخورها اسودا ونمورا وأفاعي، فدعا الله علي بذلك، فامتلات تلك الجبال والهضبات  وقرار الارض من الرجال الشاكي الاسلحة الذين لا يفي بواحد منهم  عشرة آلاف من الناس المعهودين، ومن الاسود والنمور والافاعي حتى طبقت تلك الجبال والارضون والهضبات بذلك كل ينادي: يا علي يا وصي رسول الله ها نحن قد سخرنا الله لك، وأمرنا بإجابتك، كلما دعوتنا إلى اصطلام كل من سلطتنا عليه فمتى شئت فادعنا نجبك، و  بما شئت   فأمرنا نطعك. يا علي يا وصي رسول الله إن لك عند الله من الشأن العظيم مالو سألت الله أن يصير لك أطراف الارض وجوانبها هيئة واحدة كصرة كيس لفعل، أو يحط لك السماء إلى الارض لفعل، أو ينقل لك الارض إلى السماء لفعل، أو يقلب لك ما في بحارها  الاجاج   ماء عذبا أو زئبقا (أو)  بانا، أو ما شئت من أنواع الاشربة والادهان  لفعل  ، ولو شئت أن يجمد البحار ويجعل سائر  الارض هي البحار لفعل، فلا يحزنك تمرد هؤلاء المتمردين، وخلاف هؤلاء المخالفين، فكأنهم بالدنيا قد انقضت عنهم كأن لم يكونوا فيها، وكأنهم بالاخرة إذا وردت عليهم كأن لم يزالوا فيها. يا علي إن الذي أمهلهم مع كفرهم، وفسوقهم في تمردهم عن طاعتك هو الذي أمهل فرعون ذا الاوتاد، ونمرود بن كنعان، ومن ادعى الالهية،  من   ذوي الطغيان  وأطغى الطغاة   إبليس رأس الضلالات  و   ما خلقت أنت و  لا   هم لدار الفناء بل خلقتم لدار البقاء، ولكنكم تنقلون من دار إلى دار، ولا حاجة (لربك إلى من يسوسهم ويرعاهم ولكنه)  أراد تشريفك عليهم وإبانتك بالفضل فيهم ولو شاء لهداهم. قال: فمرضت قلوب القوم لما شاهدوا من ذلك مضافا إلى ما كان  في قلوبهم   من مرض حسدهم  له ولعلي بن أبي طالب، فقال الله تعالى   عند ذلك  :  (في قلوبهم مرض - أي في قلوب هؤلاء المتمردين الشاكين الناكثين لما  اخذت عليهم من بيعة علي بن أبي طالب  عليه السلام فزادهم الله مرضا - بحيث تاهت له قلوبهم جزاء بما أريتهم من هذه الايات والمعجزات - ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون)    محمدا ويكذبون   في قولهم إنا على البيعة والعهد مقيمون . ([20])

اليهودي الذي عبر الماء على مرطة باسم أمير المؤمنين  عليه السلام إلى الماء فجمد

 روى صاحب عيون أخبار الرضا   عليه السلام قال: (إن)  أمير المؤمنين  عليه السلام مر في طريق فسايره خيبري فمر بواد قد سال، فركب الخيبري مرطة، وعبر على الماء، ثم نادى أمير المؤمنين  عليه السلام : يا هذا لو عرفت ما عرفت لجزت كما جزت ، فقال  له   أمير المؤمنين  عليه السلام : مكانك، ثم أومأ (بيده)  إلى الماء فجمد ومر عليه، فلما رأى الخيبري ذلك أكب على قدميه، وقال له: يافتى ما قلت حتى حولت الماء حجرا ؟ فقال  له أمير المؤمنين   - عليه السلام: فما قلت أنت حتى عبرت على الماء ؟ فقال الخيبري: أنا دعوت  الله   باسمه الاعظم، فقال (له)  أمير المؤمنين  عليه السلام : وما هو ؟  قال: سألته باسم وصي محمد. فقال أمير المؤمنين  عليه السلام :  أنا وصي محمد. فقال الخيبري: إنه لحق، ثم أسلم.  ([21])

الحجر الذي صار ذهبا باسم أمير المؤمنين - عليه السلام –

 عن عمار بن ياسر، قال: أتيت مولاي يوما فرأى في وجهي كآبة، فقال: مالك  ؟ فقلت: دين أتى مطالب به، فأشار إلى حجر ملقى وقال: خذ هذا واقض منه دينك. فقال  عمار  : إنه لحجر. فقال له أمير المؤمنين  عليه السلام : ادع الله بي يحول لك ذهبا. قال عمار: فدعوت باسمه، فصار الحجر ذهبا. فقال لي: خذ منه حاجتك. فقلت: وكيف تلين ؟ فقال: يا ضعيف اليقين ادع الله بي حتى تلين فان باسمي ألان الله الحديد لداود. قال عمار: فدعوت الله  باسمه، فلان، فأخذت منه حاجتي، ثم قال: ادع الله باسمي حتى  يصير باقيه حجرا كما كان.  ([22])

تحويل حصى المسجد جواهرا وإعادتها حصى

 الراوندي في الخرائج: قال: روي عن  عمر بن علي بن   عمر بن يزيد، عن الثمالي ، عن بعض من حدثه   عن علي  عليه السلام أنه  كان قاعدا في مسجد الكوفة وحوله أصحابه، فقال له أحد أصحابه: إني لاعجب من هذه الدنيا التي في أيدي هؤلاء القوم وليست عندكم ! فقال: أترى أنا نريد الدنيا فلا نعطاها ؟ ثم قبض قبضة من حصى المسجد  فضمها في كفه   ثم فتح كفه عنها فإذا هي جواهر تلمع وتزهر، فقال: ما هذه ؟ فنظرنا، فقلنا:  من   أجود الجواهر. فقال: لو أردنا الدنيا لكانت لنا ولكن لا نريدها. ثم رمي بالجواهر من كفه، فعادت كما كانت حصى. ورواه الصفار في بصائر الدرجات: عن عمر بن علي بن عمر بن يزيد، عن علي بن الثمالي ، عن بعض من حدثه، عن أمير المؤمنين صلوات الله عليه  أنه كان مع أصحابه في مسجد الكوفة، وذكر الحديث بعينه. ورواه المفيد في الاختصاص: عن عمر بن علي بن عمر بن يزيد، عن علي بن ميثم التمار، عمن حدثه، عن أمير المؤمنين صلوات الله عليه  أنه كان مع بعض أصحابه في مسجد الكوفة، فقال رجل، وذكر الحديث بعينه.  ([23])

الفهر الحجر الذي انقلب سفرجلة ثم الانقلاب تفاحة ثم الانقلاب فهرا حجرا

 السيد المرتضى: قال: حدثني الشيخ أبو محمد الحسن بن محمد ابن محمد بن نصر يرفعه إلى  أبي يعقوب بن إسحاق بن   محمد بن أبان بن لاحق النخعي - رفع الله درجته - أنه سمع مولانا الحسن الزكي الاخير  عليه السلام يقول سمعت أبي يحدث عن جده علي بن موسى  عليهما السلام   أنه قال: اعتل صعصعة بن صوحان العبدي - رضي الله عنه - فعاده مولانا أمير المؤمنين صلوات الله عليه  في جماعة من أصحابه، فلما استقر بهم المجلس فرح صعصعة، فقال أمير المؤمنين: لا تفتخرن على إخوانك بعيادتي إياك. ثم نظر إلى فهر في وسط داره، فقال لاحد أصحابه: ناولنيه فأخذه منه وأداره في كفه، وإذا به سفرجلة رطبة، فدفعها إلى أحد أصحابه وقال: قطعها قطعا وادفع إلى كل واحد منا  قطعة، وإلى صعصعة قطعة، وإلي قطعة، ففعل ذلك، فأدار مولانا القطعة من السفرجلة في كفه، فإذا بها تفاحة، فدفعها إلى ذلك الرجل وقال له: اقطعها وادفع إلى كل واحد قطعة، وإلى صعصعة قطعة، وإلي قطعة، ففعل الرجل ، فأدار مولانا  علي    عليه السلام القطعة من التفاحة  في كفه   فإذا هي حجر فهر، فرمي به إلى صحن الدار، فأكل صعصعة القطعتين واستوى جالسا وقال: شفيتني وازددت في إيماني وإيمان أصحابك - صلوات الله عليك ورضوانه -.  ([24])

علمه بما في نفس حبابة الوالبية وطبعه بخاتمه في حصاتها وعلمه بأجلها إلى زمان الرضا  عليه السلام وطبع الائمة ما بين ذلك في حصاتها وإخباره  عليه السلام بما يظهره لها الرضا  عليه السلام

وعنه: بإسناده عن جعفر بن يحيى، عن  يونس بن   ظبيان، عن المفضل بن عمر، عن جابر بن يزيد الجعفي، عن يحيى بن معمر، عن أبي خالد عبد الله بن غالب، عن رشيد الهجري، قال: كنت  أنا   وأبو عبد الله سليمان وأبو عبد الرحمان قيس بن وزقا  وأبو القاسم مالك بن التيهان وسهل بن حنيف بين يدي أمير المؤمنين  عليه السلام بالمدينة إذ دخلت عليه ام النداء حبابة الوالبية وعلى رأسها كوز شبه المنسف وعليها أبحار سابغة  وهي متقلدة بمصحف وبين أناملها سبحة من حصى ونوى  فسلمت وبكت، وقالت له: يا أمير المؤمنين، من فقدك وا أسفا  ه   على غيبتك، واحسرتا  ه   على ما يفوت من الغنيمة منك، لا يرغب عنك ولا يلهو يا أمير المؤمنين من لله فيه مشية وإرادة، وإنني من أمري إني لعلى يقين وبيان وحقيقة، وإنني لقيتك وأنت تعلم ما اريد. فما يده اليمنى  عليه السلام إليها وأخذ من يدها حصاة بيضاء تلمع وترى من صفائها، وأخذ خاتمه من يده وطبع به الحصاة، وقال لها: يا حبابة، هذا كان مرادك مني ؟ فقالت: إي والله يا أمير المؤمنين هذا (الذي)  اريد لما سمعناه من تفرق شيعتك واختلافهم من بعدك، فأردت هذا البرهان ليكون معي إن عمرت بعدك، (لاعمرت) ، ويا ليتني وقومي وأهلي لك الفداء. فإذا وقعت الاشارة أو شكت الشيعة في من يقوم مقامك أتيته بهذه الحصاة، فإذا فعل  فعلك   بها علمت أنه الخلف (من)  بعدك، وأرجو أن لا اؤجل لذلك. فقال لها: بلى والله يا حبابة، لتلقين بهذه الحصاة ابني الحسن، والحسين، وعلي بن الحسين، ومحمد بن علي، وجعفر بن محمد، وموسى بن جعفر، وعلي بن موسى وكل إذا أتيته استدعى بهذه الحصاة  وطبعها بهذا الخاتم (لك) ، فبعد علي بن موسى ترين في نفسك برهانا عظيما منه وتختارين الموت، فتموتين ويتولى أمرك، ويقوم على حفرتك، ويصلي عليك وأنا مبشرك بأنك من  المكرورات من المؤمنات مع المهدي من ذريتي إذا أظهر الله أمره. فبكت حبابة، ثم قالت: يا أمير المؤمنين  من أين لامتك الضعيفة اليقين، القليلة العمل لولا فضل الله، وفضل رسوله، وفضلك أن اوتي هذه المنزلة التي أنا والله بما قلته لي منها موقنة ليقيني إنك أمير المؤمنين   حقا لاسواك، فادع لي يا أمير المؤمنين بالثبات على ما هداني الله إليك لا أسلبه  مني   ولا افتتن فيه ولا أضل عنه، فدعا لها أمير المؤمنين  عليه السلام بذلك وأصبحها خيرا. قالت حبابة: فلما قبض أمير المؤمنين  عليه السلام بضربة عبد الرحمان بن ملجم - لعنه الله - في مسجد الكوفة أتيت مولاي الحسن  عليه السلام ، فلما رآني قال لي: أهلا وسهلا يا حبابة، هاتي الحصاة، فمد يده كما مد أمير المؤمنين  عليه السلام يده، وأخذ الحصاة وطبعها كما طبعها أمير المؤمنين  عليه السلام ، وأخرج الخاتم بعينه. فلما مضى الحسن  عليه السلام بالسم، أتيت الحسين  عليه السلام ، فلما رآني قال: مرحبا يا حبابة، هاتي الحصاة، فأخذها وختمها بذلك الخاتم. فلما استشهد  عليه السلام صرت إلى علي بن الحسين  عليهما السلام   وقد شك الناس فيه، ومالت شيعة الحجاز إلى محمد بن الحنفية، وصار إلي (من كبارهم)  أجمع فقالوا: يا حبابة، الله الله فينا اقصدي علي بن الحسين  عليهما السلام   بالحصاة حتى يبين الحق. فصرت إليه فلما رآني رحب وقرب ومد يده وقال: هاتي الحصاة، فأخذها وطبعها بذلك الخاتم، ثم صرت بتلك الحصاة إلى محمد بن علي، وإلى جعفر بن محمد، وإلى موسى بن جعفر، وإلى علي بن موسى  عليهم السلام  ، فكل يفعل كفعل أمير المؤمنين  عليه السلام والحسن والحسين  وعلي بن الحسين  صلوات الله عليهم   . وعلت سني، ودق عظمي، ورق جلدي، وحال سواد شعري وكنت بكثرة نظري إليهم  صحيحة البصر والعقل والفهم والسمع. فلما صرت إلى الرضا علي بن موسى  عليه السلام ، ورأيت شخصه الكريم ضحكت  ضحكا بان شدة تبسمي فأنكر بعض من بحضرته  عليه السلام ضحكي   وقالوا: قد خرفت يا حبابة ونقص  عقلك. فقال لهم مولاي  عليه السلام :  ألم   أقول لكم ما خرفت حبابة ولا نقص عقلها، ولكن جدي أمير المؤمنين  عليه السلام خبرها بأنها عند لقائي إياها تكون ميتتها، وانها  تكون   مع المكرورات من المؤمنات مع المهدي  عليه السلام من ولدي، فضحكت شوقا إلى ذلك، وسرورا به، وفرحا بقربها منه. فقال القوم: نستغفر الله يا سيدنا ما علمنا هذا، فقال  لها  : يا حبابة، ما الذي قال لك جدي أمير المؤمنين  عليه السلام إنك ترين مني ؟ قالت: قال (لي) : والله إنك تريني برهانا عظيما. فقال لها: يا حبابة، أما ترين بياض شعرك ؟ قالت: قلت  له  : بلى يا مولاي،  قال: فتحبين أن ترينه أسود حالكا مثل ما كان في عنفوان شبابك ؟ فقلت: بلى يا مولاي  . فقال لي: يا حبابة ويحزنك ذلك أو أزيدك ؟ فقلت يا مولاي، زدني من فضل الله عليك. فقال: أتحبين أن تكوني مع سواد الشعر شابة ؟ فقلت: بلى يا مولاي، إن هذا برهان عظيم قال: وأعظم من ذلك ما حدثتيه في نفسك ما أعلم به الناس ؟ فقلت: يا مولاي، اجعلني لفضلك أهلا، فدعا بدعوات خفية حرك بها شفتيه، فعدت والله شابة غضة، سوداء الشعر حالكة. ثم دخلت خلوة في جانب الدار وفتشت نفسي فوجدتني (والله)  بكرا، فرجعت وخررت بين يديه ساجدة، ثم قلت: يا مولاي، النقلة إلى الله عزوجل فلا حاجة لى في  الحياة   الدنيا. قال: يا حبابة، ادخلي (إلى)  امهات الاولاد فجهازك هناك مفرد. قال الحسين بن حمدان: حدثني جعفر بن مالك، قال: حدثني محمد بن زيد المدني، قال: كنت مولانا الرضا  عليه السلام حاضرا لامر حبابة إلى إن  دخلت إلى  بعض   أمهات الاولاد فلم تلبث إلا بمقدار ما عاينت جهازها إلى الله تعالى حتى شهدت  وفاتها إلى الله   رحمها الله ! فقال مولانا الرضا  عليه السلام : رحمك الله يا حبابة، قلنا: يا سيدنا وقد قبضت. قال: ما لبثت أن عاينت جهازها إلى الله تعالى حتى قبضت، وأمر بتجهيزها فجهزت واخرجت، فصلى عليها وصلينا معه، وخرجت الشيعة فصلوا عليها، وحملت إلى حفرتها وأمرنا سيدنا بزيارتها، وتلاوة القرآن عندها، والتبرك بالدعاء هناك.  ([25])

روى أبو جعفر محمد بن جرير الطبري في كتابه: قال: أخبرني أبو عبد الله، قال: حدثنا  أبو محمد هارون بن موسى، قال: حدثنا أبو علي محمد بن همام، قال: حدثنا إبراهيم بن صالح النخعي، عن محمد بن عمران، عن مفضل بن عمر  قال: سمعت أبا عبد الله  عليه السلام يقول: يكر  مع القائم  عليه السلام ثلاثة عشرة امرأة ! قلت: وما يصنع بهن ؟ قال: يداوين الجرحى، ويقمن (على)  المرضى كما كن مع رسول الله  صلى الله عليه وآله  . قلت: فسمهن لي، قال: القنواء بنت رشيد، وام أيمن، وحبابة الوالبية، وسمية ام عمار بن ياسر، وزبيدة، وام خالد الاحمسية، وام سعيد الحنفية، وصبانة الماشطة ، وام خالد الجهنية.  ([26])

إنطاق المسوخ له - عليه السلام –

  - وعنه: بإسناده عن محمد بن إبراهيم، عن جعفر بن زيد القزويني، عن زيد الشحام، عن أبي هارون، عن ميثم التمار، عن سعد الخفاف، عن الاصبغ بن نباتة قال: جاء نفر إلى أمير المؤمنين  عليه السلام فقالوا: إن المعتمد يزعم أنك تقول هذا الجري مسخ. فقال: مكانكم حتى أخرج إليكم، فتناول ثوبه، ثم خرج إليهم، فمضى حتى انتهى إلى الفرات بالكوفة، فصاح: يا جري، فأجابه: لبيك لبيك، قال: من أنا ؟ قال: أنت إمام المتقين، وأمير المؤمنين. فقال له أمير المؤمنين  عليه السلام : فمن أنت ؟ قال: ممن عرضت علي ولايتك فجحدتها ولم أقبلها، فمسخت جريا (وبعض هؤلاء الذين معك يمسخون جريا) . فقال  له أمير المؤمنين  عليه السلام : فبين قصتك ممن كنت، ومن مسخ معك ؟ فقال: نعم، يا أمير المؤمنين، كنا أربع وعشرين طائفة من بني إسرائيل قد تمردنا وطغينا واستكبرنا، وتركنا المدن لا نسكنها أبدا، وسكنا المفاوز رغبة منا في البعد عن المياه والانهار، فأتانا آت أنت والله يا أمير المؤمنين أعرف به منا في ضحى النهار، فصرخ صرخة فجمعنا في جمع واحد وكنا منبثين في تلك المفاوز والقفار. فقال لنا: ما لكم هربتم من المدن والانهار (والمياه)  وسكنتم هذه المفاوز ؟ فأردنا أن نقول: لا نا فوق العالم تعززا وتكبرا، فقال لنا: قد علمت ما في أنفسكم، أفعلى الله تعتزون وتتكبرون ؟ فقلنا له: لا. قال: أفليس (قد)  أخذ عليكم العهد لتؤمنن بمحمد بن عبد الله المكي ؟ فقلنا بلى. قال: وأخذ عليكم العهد بولاية وصيه وخليفته من بعده أمير المؤمنين علي بن أبي طالب  عليه السلام ؟ فسكتنا، فلم نجب بالسننا  وقلوبنا ونياتنا لا نقبلها ولانقربها. قال لنا: أولا تقولوا بألسنتكم ؟ فقلنا  جميعا بألسنتنا، فصاح بنا صيحة، وقال (لنا) : كونوا بإذن الله مسوخا كل طائفة جنسا (أيتها)  القفار كوني بإذن الله أنهارا تسكنك هذه المسوخ، واتصلي ببحار الدنيا وأنهارها حتى لا يكون ماء إلا كانوا فيه، فمسخنا ونحن أربع وعشرون طائفة أربع وعشرون (جنسا) . فصاحت إثنا عشر طائفة منا: أيها المقتدر  علينا بقدرة الله تعالى، بحقه عليك لما أعفيتنا من الماء، وجعلتنا على ظهر الارض كيف شئت، فقال: قد فعلت. قال أمير المؤمنين  عليه السلام : هيه يا جري فبين لنا  ما كانت الاجناس الممسوخة البرية والبحرية ؟ فقال: أما البحرية فنحن الجري، والرق، والسلاحف، والمارماهي، والزمار، والسراطين، وكلاب الماء، والضفادع، ونبت يقرض، والعرضان، والكواسج، والتمساح. فقال أمير المؤمنين  عليه السلام : هيه، فالبرية ماهي ؟ قال: نعم يا أمير المؤمنين، الوزغ، والخنافس، والكلب، والدب، والقرد، والخنازير، والضفدع، والحرباء، والاوز ، والخفاش، والضبع، والارنب.   ثم   قال أمير المؤمنين  عليه السلام : فما فيكم من خلق الانسانية وطبعها ؟ قال الجري: أفواهنا والبعض لكل صورة وخلق لكنا تحيض منا الاناث. فقال أمير المؤمنين  عليه السلام : صدقت أيها الجري، وحفظت ما كان. فقال : يا أمير المؤمنين، فهل من توبة ؟ فقال  أمير المؤمنين    عليه السلام : الاجل هو يوم القيامة، وهو الوقت المعلوم  (فالله خير حافظا وهو أرحم الراحمين)  . قال الاصبغ بن نباتة: فسمعنا والله ما قال ذلك الجري ووعيناه  وكتبناه   وعرضناه على أمير المؤمنين  عليه السلام .  ([27])

حديث الجام 

  - قال السيد المرتضى في كتاب عيون المعجزات: في رواية العامة وعن الخاصة إبراهيم بن الحسين الهمداني ، (قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم،)  قال: حدثنا عبد الغفار بن القاسم ، عن جعفر الصادق، عن أبيه  عليهما السلام   يرفعه إلى أمير المؤمنين  عليه السلام أن جبرئيل نزل على النبي  صلى الله عليه وآله  بجام من الجنة فيه فاكهة كثيرة من فواكه الجنة، فدفعه إلى النبي  صلى الله عليه وآله  فسبح الجام وكبر وهلل في يده، ثم دفعه إلى أبي بكر فسكت الجام، ثم دفعه إلى عمر فسكت الجام، ثم دفع إلى أمير المؤمنين  عليه السلام فسبح وهلل وكبر في يده، ثم قال الجام: إني امرت أن لاأتكلم إلا في يده نبي أو وصي. وفي رواية اخرى من كتاب الانوار: بأن الجام من كف النبي  صلى الله عليه وآله  عرج إلى السماء وهو يقول بلسان فصيح سمعه كل أحد: { إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا }.  وفي ذلك قال العوني  - رضي الله عنه -: علي كليم الجام إذا جاء به   كريمان في الاملاك مصطفيان قال أيضا: إمامي كليم الجان والجام بعده  هل لكليم الجان والجام من مثلي  ([28])

- الشيخ الطوسي في أماليه: عن الحفار ، قال: حدثنا علي بن أحمد الحلواني ، حدثنا أبو عبد الله محمد بن القاسم المقرئ، قال: حدثنا الفضل ابن حباب الجمحي ، قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم ، عن أبان ، عن قتادة، عن أبي العالية ، عن ابن عباس، قال كنا جلوسا مع النبي  صلى الله عليه وآله  إذ هبط عليه الامين جبرئيل  عليه السلام ومعه جام من البلور الاحمر، مملو مسكا وعنبرا، وكان إلى جنب رسول الله  صلى الله عليه وآله  علي بن أبي طالب وولداه الحسن والحسين  عليهم السلام   فقال له: السلام عليك، والله يقرأ عليك السلام، ويحييك بهذه التحية، ويأمرك أن تحيي  بها   عليا وولديه. قال ابن عباس: فلما صارت في كف رسول الله  صلى الله عليه وآله  هللت ثلاثا، وكبرت ثلاثا، ثم قالت بلسان ذرب  طلق - يعني الجام -: { بسم الله الرحمن الرحيم طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى }  فاشتمها النبي  صلى الله عليه وآله  وحباها عليا، فلما صارت في كف علي قالت: { بسم الله الرحمن الرحيم إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون }  فاشتمها علي صلوات الله عليه  وحباها الحسن  عليه السلام فلما صارت في كف الحسن  عليه السلام قالت: { بسم الله الرحمن الرحيم عم يتساءلون عن النبأ العظيم الذي هم فيه مختلفون }  فاشتمها الحسن  عليه السلام وحباها الحسين  عليه السلام ، فلما صارت في كف الحسين  عليه السلام قالت: { بسم الله الرحمن الرحيم قل لاأسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا إن الله غفور شكور }  ثم ردت إلى النبي  صلى الله عليه وآله  فقالت: { بسم الله الرحمن الرحيم الله نور السموات والارض }.  قال ابن عباس: فلا أدري إلى السماء  صعدت أم في الارض توارت بقدرة الله عزوجل.  ([29])

- ابن بابويه في أماليه: قال: حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني - رحمة الله عليه -  قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم،   قال: حدثنا جعفر بن سلمة الاهوازي، قال: حدثنا إبراهيم بن محمد الثقفي، قال: حدثنا محمد بن عبد الله الكوفي، قال: حدثنا همام ، قال: حدثنا علي بن جميل الرقي ، قال: حدثنا ليث ، عن مجاهد ، عن عبد الله بن عباس، قال: كنا جلوسا في محفل من أصحاب رسول الله  صلى الله عليه وآله   ورسول الله فينا   فرأينا رسول الله  صلى الله عليه وآله  وقد أشار بطرفه إلى السماء، فنظرنا فرأينا سحابة قد أقبلت، فقال لها: أقبلي. فأقبلت، ثم قال لها: أقبلي. فأقبلت. فرأينا رسول الله  صلى الله عليه وآله   وقد   قام قائما على قدميه، فأدخل يده إلى السحاب حتى استبان لنا بياض إبطي رسول الله  صلى الله عليه وآله  فاستخرج من ذلك السحاب جامة بيضاء مملوة رطبا، فأكل النبي  صلى الله عليه وآله  من الجام  وسبح الجام في كف رسول الله   فناوله عليا  عليه السلام  فأكل علي من الجام   فسبح الجام في كف علي  عليه السلام فقال رجل: يارسول الله أكلت من الجام وناولته علي بن أبي طالب  عليه السلام ، فأنطق الله عزوجل الجام وهو يقول : لا إله إلا الله خالق الظلمات والنور، اعلموا معاشر الناس إني هدية الصادق إلى نبيه الناطق، لا يأكل مني إلا نبي أو وصي.  ([30])

- الحسين بن حمدان في هدايته: بالاسناد عن المفضل بن عمر الجعفي، عن أبي عبد الله الصادق  عليه السلام قال: جلس رسول الله  صلى الله عليه وآله  في رحبة مسجده بالمدينة وطائفة من المهاجرين والانصار حوله وأمير المؤمنين  عليه السلام  عن يمينه   وأبو بكر وعمر بين يديه، إذ ظلت المسجد غمامة لها زجل وخفيف، فقال رسول الله  صلى الله عليه وآله  : يا أبا الحسن قد أتتنا هدية من الله، ثم مد رسول الله  صلى الله عليه وآله  يده إلى الغمامة، فتدلت ودنت  من يده فبدا منها جام يلمع حتى غشيت أبصار من حضر في المسجد من لمعانه وشعاع نوره، وفاح في المسجد روائح زالت من طيبها عقول الناس، والجام يسبح لله تعالى ويقدسه ويحمده بلسان عربي مبين حتى نزل في بطن راحة رسول الله  صلى الله عليه وآله  اليمنى وهو يقول: السلام عليك يا حبيب الله وصفوته، ونبيه المختار من العالمين، والمفضل على (أهل الملل)  أجمعين من الاولين والآخرين، وعلى وصيك خير الوصيين، وأخيك خير المؤاخين، وخليفتك خير المستخلفين، وإمام المتقين، وأمير المؤمنين، ونور المستنيرين، وسراج المتقين ، وعلى زوجته  ابنتك   (فاطمة)  خير نساء العالمين الزهراء في الزاهرين، البتول أم الائمة الراشدين، وعلى سبطيك ونوريك وريحانتيك وقرة عينيك، الحسن والحسين، فسمع ذلك رسول الله  صلى الله عليه وآله  وأمير المؤمنين والحسن والحسين وجميع من حضر يسمعون ما يقول الجام ويغضون أبصارهم عن تلالؤ نوره، ورسول الله  صلى الله عليه وآله  يكثر من حمد الله وشكره حتى قال الجام وهو في كف رسول الله  صلى الله عليه وآله  : يارسول الله إن الله بعثني إليك، وإلى أخيك علي، وإلى ابنتك فاطمة، وإلى الحسن والحسين، فردني يارسول الله إلى كف علي  عليه السلام . فقال رسول الله  صلى الله عليه وآله  : خذه يا أبا الحسن تحفة الله إليك، فمد يده اليمنى فصار في بطن راحته، فقبله واشتمه وقال: مرحبا بزلفة الله إلى رسوله وأهل بيته، وأكثر من حمد الله والثناء عليه، والجام يكبر الله ويهلله ويقول: يارسول الله قل لعلي يردني إلى فاطمة والحسن والحسين كما أمرني الله عزوجل. فقال رسول الله  صلى الله عليه وآله  : قم يا أبا الحسن واردده  في كف فاطمة وكفي  حبيبي   الحسن والحسين. فقام أمير المؤمنين  عليه السلام يحمل الجام ونوره يزيد على نور الشمس، ورائحته قد أذهلت (العقول)  طيبا حتى دخل  به   على فاطمة والحسن والحسين  عليهم السلام   ورده في أيديهم، فتحيوا به وقبلوه، وأكثروا من حمد الله وشكره والثناء عليه، ثم رده إلى رسول الله  صلى الله عليه وآله  فلما صار في كف رسول الله  صلى الله عليه وآله  قام عمر على قدميه وقال: (يارسول الله)  مالك تستأثر بكل ما أتاك من عند الله من تحية وهدية أنت وعلي وفاطمة والحسن والحسين ؟ فقال رسول الله  صلى الله عليه وآله  : يا عمر ما أجرأك ! أما سمعت ما قال الجام حتى تسألني أن أعطيك ما ليس لك ؟ فقال: يارسول الله أفتأذن لي بأخذه واشتمامه وتقبيله ؟ فقال له: ويحك يا عمر، والله ما ذاك لك ولا لغيرك من الناس أجمعين غيرنا. فقال: يارسول الله أتأذن لي في لمسه  بيدي ؟ فقال رسول الله  صلى الله عليه وآله  : ما أشد إلحاحك، قم فإن نلته فما محمد رسول الله حقا، ولا جاء بحق من عند الله. فمد عمر بيده نحو الجام، فلم تصل إليه، وانصاع الجام وارتفع نحو الغمام، وهو يقول: (يارسول الله)  هكذا يفعل المزور بالزائر ؟ فقال رسول الله  صلى الله عليه وآله  : ويحك ما جرأتك  على الله و على رسوله، قم يا أبا الحسن على قدميك، وامدد يدك إلى الجام  فخذ الجام وقل له: ماذا أمرك الله (به)  أن تؤديه إلينا  نسيته. فقام أمير المؤمنين  عليه السلام فمد يده إلى الغمام فتلقاه الجام فأخذه وقال له: إن رسول الله  صلى الله عليه وآله  يقول لك: ماذا أمرك الله أن تقوله   فأنسيته ؟ قال الجام: نعم يا أخا رسول الله، أمرني الله أن أقول لكم إني (قد)  أوقفني الله على نفس كل مؤمن ومؤمنة من شيعتكم، وأمرني بحضور وفاته حتى لا يستوحش من الموت فيأنس بالنظر إليكم، وأن أنزل على صدره، وأن اسكره بروائح طيبي فتقبض نفسه وهو لايشعر. فقال عمر لابي بكر: ياليت مضى  الجام   بالحديث الاول ولم يذكر شيئا.  ([31])

ثاقب المناقب: عن علي صلوات الله عليه   قال  : بينما رسول الله  صلى الله عليه وآله  يتضور جوعا إذ أتاه جبرئيل  عليه السلام بجام من الجنة، فهلل الجام، وهللت التحفة في يده وسبحا وكبرا وحمدا، فتناولها أهل بيته ففعلوا مثل ذلك، فهم أن يناولها  أحدا من أصحابه، فتناوله جبرئيل  عليه السلام وقال له: كلها فإنها تحفة من الجنة أتحفك الله بها، وإنها ليست تصلح إلا لنبي أو وصي نبي. فأكل (رسول الله  صلى الله عليه وآله  )  وأكلنا، وإني لاجد حلاوتها  إلى   ساعتي هذه.  ([32])



([1])الثاقب في المناقب: 166 \ ح 3.

([2])المناقب لابن شهراشوب: 2 / 325 وعنه البحار: 41 / 266 ذ ح 22

([3])أمالي الشيخ الطوسي: 2 \ 295 وعنه البحار: 15 \ 160 ح 91.

([4])الاختصاص: 163 وعنه البحار: 42 / 189 ح 8. (

([5])كتاب سير الصحابة

([6])الاحتجاج: 75 - 80 وعنه البحار: 28 / 189 - 230 ح 2.

([7])المناقب الفاخرة

([8])الامالي: 2 / 315 باختلاف وعنه البحار: 16 / 91 ح 26 وج 40 / 37 ح 72

([9])عيون المعجزات: 47. وأورده في نوادر المعجزات: 59 ح 24

([10])الخرائج والجرائح: 2 / 863 ح 79، وعنه مختصر البصائر: 117 ح 347، والبحار: 41 / 259. ح 20، وإثبات الهداة: 2 / 462 ح 212.

([11])الفضائل: 112 والروضة: 8 وعنهما البحار: 41 / 269 ح 23

([12])ائر الدرجات: 375 ح 4، الاختصاص: 271 وعنهما البحار: 41 / 255 ح 16.

([13])مناقب ابن شهراشوب: 2 / 311 وعنه البحار: 41 / 77 ح 8

([14])الاصول من الكافي: 1 / 346 ح 3. ورواه الصدوق رضوان الله عليه في كمال الدين: 2 / 536 ح 1، وعنه البحار: 25 / 175 ح 1.

([15])الاصول من الكافي: 1 / 355 - 356 ح 15 وعنه إثبات الهداة: 2 / 403 ح 8. وأشار إليه إجمالا ابن شهر اشوب في المناقب: 2 / 289 - 290 وعنه البحار: 41 / 276 ح 3.

([16])المناقب لابن شهر اشوب: 2 / 289 وعنه البحار: 41 / 276 قطعة من ح 2.

([17])مناقب آل أبي طالب: 2 / 289 وعنه البحار: 41 / 276 ذح 2.

([18])الخصائص: 58. وعنه البحار: 36 / 43 ح 7، ،حلية الابرار: 1 / 161 ح 7 (ط ج). وأورده في الخرائج: 1 / 215 ح 58 مختصرا وعنه البحار: 19 / 76 ح 27 وج 33 / 430 ح 634. أقول: وحديث ليلة المبيت عند علماء الفريقين أظهر من الشمس، انظره في مستدرك الحاكم: 3 / 4 ومسند أحمد: 1 / 348 ومجمع الزوائد: 9 / 119 - 120 واسد الغابة: 4 / 25 وفضائل الخمسة: 2 / 345. وغيرها من الكتب

([19])التفسير المنسوب إلى الامام العسكري - عليه السلام -: 465 - 470 ح 303 وعنه البحار: 19 / 80 ح 34 وقطعة منه في إثبات الهداة: 2 / 482 ح 291

([20])تفسير الامام العسكري - عليه السلام -: 114 ح 60 وعنه تأويل الايات: 1 / 37 ح 9 والبحار: 37 / 141 ضمن ح 36 ،البرهان: 1 / 60 ح وقطعة منه في إثبات الهداة: 2 / 150 ح 659.

([21])مشارق أنوار اليقين: 172

([22])مشارق أنوار اليقين: 173.

([23])الخرائج والجرائح: 2 / 706 ح 1، بصائر الدرجات: 375 ح 3، الاختصاص: 271 وعنهم البحار: 41 / 254 ح 15. وأخرجه الحر العاملي - رحمه الله - في إثبات الهداة: 2 / 437 ح 106

([24])عيون المعجزات: 47. ورواه في نوادر المعجزات: 56 ح 23

([25])هداية الحضيني: 33 - 34

([26])دلائل الامامة: 259. وأخرجه في أثبات الهداة: 3 / 575 ب 32 ف 48 ح 75

([27])هداية الحضيني: 30 (مخطوط)، وعنه مستدرك الوسائل: 16 / 170 ح 8، وأورده في إرشاد القلوب: 282

([28])

([29])الامالي للشيخ الطوسي: 1 / 366 وعنه البحار: 37 / 100 ح 2 ونور الثقلين: 3 / 367 ح 11 وتفسير البرهان: 3 / 29 ح 8.

([30])الامالي للشيخ الصدوق - رحمه الله -: 398 ح 1، وعنه البحار: 39 / 123 ح 7.

([31])الهداية الكبرى للحضيني: 32 ،معالم الزلفى: 318

([32])الثاقب في المناقب: 55 ح 5،لاحتجاج: 211، عنه إثبات الهداة: 1 / 337 ح 332.