العتبة العلوية المقدسة - سورة الأحقاف -
» » سيرة الإمام » نماذج من تفسير الامام علي للقران » سورة الأحقاف

 

سورة الأحقاف
فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَالرُّسُلِ
*ـ عن أمير المؤمنين صلوات الله عليه حديث طويل يقول فيه: ولأنّ الصبر علىولاة الأمر مفروض لقوله تعالى لنبيّه (صلى الله عليه وآله) : فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِوإيجابه مثل ذلك على أوليائه وأهل طاعته بقوله: لَقَدْ كَانَلَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنةٌ ([1])
سورة محمّد صلى الله عليه وآله
الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ
*ـ عليّ بن إبراهيم، أخبرنا أحمد بن إدريس، عن أحمد بن محمّد، عن الحسن بنالعباس الحريشي، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله) في المسجد والناس مجتمعون بصوت عال: الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ أَضَلَّأَعْمَالَهُمْفقال له ابن عباس: يا أبا الحسن لِمَ قلت ما قلت؟ قال:قرأت شيئاً من القرآن، قال: لقد قلته لأمر، قال: نعم، إنّ الله يقول في كتابه: وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُفَانْتَهُواأفتشهد على رسول الله (صلى الله عليهوآله) أنّه استخلف فلاناً؟ قال: ما سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) أوصى إلاّإليك، قال: فهلاّبايعتني؟ قال: اجتمع الناس عليه فكنت منهم، فقال أميرالمؤمنين عليه السلام : كما اجتمع أهل العجل على العجل هاهنا فُتنتم، ومثلكمكَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَاراً فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَاحَوْلَهُ ذَهَبَ اللهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَات لاَ يُبْصِرُونَصُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَرْجِعُونَ ([2])
وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتّى إِذَاخَرَجُوا مِنْ عِنْدِكَ قَالُوا لِلَّذِينَ
*ـ قوله تعالى: وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَحَتّى إِذَا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِكَ قَالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مَاذَاقَالَ آنِفاًتأويله: ما رواه محمّد بن العباس، عن أحمد بن محمّد النوفلي،عن محمّد بن عيسى العبيدي، عن أبي محمّد الأنصاري ـ وكان خيّراً ـ عن صباح المزني،عن الحارث بن حصيرة، عن الأصبغ بن نباتة، عن عليّ عليه السلام أنّه قال: كنّانكون عند رسول الله (صلى الله عليه وآله) فيخبرنا بالوحي فأعيه أنا دونهم، واللهوما يعونه هم، وإذا خرجوا قالوا لي: ماذا قال آنفاً ([3])
وَلِنَبْلُوَنَّكُمْ حَتّى نَعْلَمَالْـمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَا أَخْبَارَكُمْ
*ـ عن النزّال بن سبرة، قال: قيل لعليّ [ عليه السلام ]: يا أميرالمؤمنين إنّ هاهنا قوماً يقولون: إنّ الله تعالى لا يعلم ما يكون حتّى يكون، فقال: ثكلتهم اُمّهاتهم من أين قالوا هذا؟ قيل: يتأوّلون القرآن في قوله: وَلِنَبْلُوَنَّكُمْ حَتّى نَعْلَمَ الْمجَاهِدِينَ مِنْكُمْوَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَاأَخْبَارَكُمْفقال علي: من لم يعلم هلك، ثمّ صعد المنبر فحمد الله وأثنىعليه، وقال: يا أيّها الناس تعلّموا العلم واعملوا به وعلّموه، ومن أُشكل عليه شيءمن كتاب الله فليسألني، بلغني أنّ قوماً يقولون: إنّ الله لا يعلم ما يكون حتّىيكون لقولهوَلِنَبْلُوَنَّكُمْ حَتّى نَعْلَمَالْمجَاهِدِينَوإنّما قوله تعالى: حَتّى نَعْلَمَيقول: حتّى نرى من كتب عليه الجهاد والصبر، إن جاهد وصبر على ما نابه وأتاهمما قضيت عليه ([4])
 


([1])الاحتجاج 1: 587 ح137; تفسير نور الثقلين 5: 24
([2])تفسير القمي 2: 301; تفسير البرهان 4: 180; تفسير نور الثقلين 5: 26.
([3])تأويل الآيات الظاهرة: 568; البحار 23: 385.
([4])كنز العمال 2: 503 ح4602.