علي بن محمد السمري
السفير الرابع والأخير أبو الحسن علي بن محمد السمري : تولى السفارة بعد وفاة سلفه الحسين بن روح النوبختي ( رحمه الله ) في شعبان سنة 326 ه ،
وانتهت سفارته بوفاته في النصف من شعبان سنة 329 ه ، فكانت مدة سفارته ( رحمه الله ) ثلاث سنين كاملة ، وبوفاته انقطعت سلسلة السفراء للإمام الحجة ( عليه السلام ) فكانت الغيبة الصغرى التي دامت 69 سنة ابتداء من سنة شهادة الإمام الحسن العسكري ( عليه السلام ) سنة 260 ه إلى وفاة السمري سنة 329 ه .
وبدأت الغيبة الكبرى ولا يعلم إلا الله تعالى مداها ويسمح له بالفرج حتى يملأ الأرض قسطا وعدلا بعدما ملئت ظلما وجورا ، عجل الله فرجه الشريف .
ومرقده لا يزال شامخا للعيان جنب جامع كبير معروف باسم ( مسجد القبلانية ) واقع في سوق السراي ( وكان معروفا بسوق الهرج ) ببغداد قرب نهر دجلة ، قرب ( المستنصرية ) في الضفة اليسرى من نهر دجلة ، وهو اليوم عامر وعليه قبة يزوره المسلمون خصوصا وفود الشيعة الإمامية ، فهو يعتبر من مراكز الشيعة في بغداد
السمري هو الشيخ الأجل ، والثقة الأمين ، موضع أسرار الشريعة ، والقائم بأعمال النيابة والسفارة عن الإمام الحجة بن الحسن ( عج ) عند الشيعة ، فقد قام بأعباء السفارة بعد وفاة الشيخ أبي القاسم حسين بن روح النوبختي ( رضي الله عنه ) .
من أخباره الغيبية التي أخبر بها لجمع من أصحابه ومشايخ بغداد ، هو إخباره بوفاة الصدوق الأول ، وشيخ الفقهاء والمحدثين علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي في مدينة قم المقدسة ، مخاطبا لهم بقوله : آجركم الله فيه ، فقد قبض في هذه الساعة . قالوا : فأثبتنا تأريخ الساعة واليوم والشهر من سنة 329 ه ، فما مضى سبعة عشر يوما حتى ورد الخبر من مدينة قم المقدسة في إيران بوفاة الشيخ القمي ، وأنه قبض بذلك التأريخ الذي ذكره الشيخ أبو الحسن السمري وهو في بغداد .
ومن أخباره رضوان الله عليه ، أنه أخبر الناس بموت نفسه بعد مرور ستة أيام ، فقد أخبره الإمام المهدي ( عليه السلام ) بموته ، وأخرج الشيخ السمري توقيع الحجة ( عليه السلام ) إلى الناس بخبر وفاته قبل أن يموت بأيام فيه مخاطبا له : بسم الله الرحمن الرحيم . يا علي بن محمد السمري ، أعظم الله أجر إخوانك فيك ، فإنك ميت ما بينك وبين ستة أيام ، فاجمع أمرك ، ولا توص إلى أحد فيقوم مقامك بعد وفاتك ، وقعت الغيبة التامة فلا ظهور إلا بعد إذن الله تعالى ذكره ،
وذلك بعد طول الأمد وقسوة القلوب ، وامتلاء الأرض جورا ، وسيأتي من شيعتي من يدعي المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة ، فهو كذاب مفتر ، ولا حول ولا قوة إلا بالله
فلما كان اليوم السادس دخل عليه أصحابه وهو يجود بنفسه ، فقيل له : من وصيك من بعدك ؟ قال : لله أمر هو بالغه ، وقضى نحبه إلى رضوان الله وجنته